الفصل الثاني عشر من وتمضي الايام ❤

31K 869 166
                                    

صلوا علي النبي محمد صل الله عليه وسلم ...
__________________
توقفنا الفصل الماضي علي علم رغد بمرض ريحان تري كيف ستستغل ذلك الامر ونيه عبد الرحمن في فعل كارثه جديده يمكن ان تودي بمستقبله يا تري ايه اللي هيحصل ولسه الايام مخبيه ايه للعيله دي يلا بينا في جوله جديد ....
__________________
في فيلا درغام ...
في الجناح الخاص بهم نجده جالسا علي الفراش ينظر له بحب يتاملها و يتفحص في ملاحها وهي نائمه بجواره كالملاك لا تشعر بشي ينظر لها بعشق اهلك روحه لم يكن في حسبانه امر الحب لم يرتب له بل كان يراه شي احمق المعني الحقيقي للضعف الي ان اتت تلك الصغيره بحبات الزيتون خاصتها لتغير كل افكاره و تقلب حياته راسه علي عقب كيف حولته من شخص لشخص اخر لا يعرفه هو من كان يهتز لاجله اعظم الرجال يقف صامتا امام تاثير تلك الطفله صاحبة التسع عشر عاما التي دلفت عليه كالطعون غزت جسده و كيانه ... رفع يده وهبط بها علي وجهها يملس عليه بحنان يتامل تلك الخطوط الصغيره التي ظهرت بجانب جفونها وفي ذقنها كعلامات تقدم العمر ولكن اي عمر ذاك تلك السنون مرت معها كالايام لم يشعر بثقل الايام طالما هي بجواره وهي دائما ما كانت تفعل دون ان يطلب منها او يسالها المساعده ....
فلاش باك الي ذلك اليوم السابق ذكره ...
طرق بهدوء علي باب غرفتها ليدلف عندما اتاه الاذن بالدخول ويتجه اليها ليجلس جوارها علي الاريكه وقد كانت تشاهد التفاز بملل ليهتف بنبره مصطنعه التجاهل : مش شوفتي الفيلم ده عشرين مره قبل كده
اميره بهدوء ولم تنظر له بعد : ايوه بس بحبو
خالد مستمرا في تصنعه : بس قديم اوي يعني واكمل باخبار لها وكانها لا تعلم عندما استمر صمتها : مش روبا فاقت الحمد لله
اميره وهي مازلت تنظر امامها : اه عرفت حمد لله علي سلامتها
خالد : مش هتروحلها
اميره بتقرير : اه هروحلها بكره ان شاء الله
خالد : لا بلاش عشان متتعبش هي يومين وهتبقي هنا ان شاء الله
اميره بموافقه ونبره بارده : ماشي اللي حضرتك تشوفه
نظر خالد الجهه الاخري بضيق فلا يعرف كيف يبدا في الاعتذار بالطبع فهو لم يعتاد عليه ليهتف بعدم جدوي لحديثه : ما تقلبي ده فيلم بايخ اصلا
نظرت له اميره بصمت ووجهت راسها مره اخري الي التلفاز دون ان تتحدث ليقترب منها هو اكثر ويضربها باسفل ذراعه علي جانب ذراعها وهو يهتف بمناغشه : ما خلاص بقي متبقيش بايخه
نظرت له اميره بعتاب : زعقتلي جامد اوي يا ابيه وانا معملتش حاجه لكل ده
خالد باعتذار : انا عارف اني زودتها بس انتي عارفه بردو الظروف اللي انا بمر بيها وعارفه اعصابي كانت مشدوده ازاي من قلقي علي روبا وعليكم كلكم
اغلقت اميره صوت التفاز ونظرت له بتقدير لموقفه وهتفت بنبره متفهمه : انا عارفه بس بردو
خالد مقاطعا بمزاح : ما خلاص بقي يا بت متزودهاش انتي عارفه اني مبعرفش اعتذر كتير عديها بقي عشان خاطري
اميره بهدوء يشبه تلك الذي يسبق العاصفه : انا عارفه اللي حضرتك فيه وعارفه الظروف والتوتر اللي البيت كلو عايش فيه بس انا بردو انسانه..انسانه وبحس وعندي ظروفي بردو ظروفي اللي محدش فيكوا حاسس بيها خالص قالت جملتها الاخيره لتنهمر في البكاء ليهتف خالد باستغراب فهي لاول مره منذ الحادثه تتحدث في ذلك الامر : في ايه يا اميره انتي متخانقه انتي و قاسم
اميره ببكاء : وهو فين قاسم ده يا ابيه هو انا بشوفه اصلا هو انا حاسه باي حاجه حصلت واكملت بانهيار اكبر كأنها كانت تنتظر تلك اللحظه ووجدتها مناسبه لتنفجر بها وتخرج كل ما بداخلها : انا من ساعه ما اتعرفت علي قاسم وانا بحلم باليوم اللي هنتجوز فيه بقالي تلت سنين ونص مستنيه اللحظه دي عشان يوم ما تيجي اخيرا واقول اخيرا هفرح الاقي الفرح اتقلب كارثه لما كنا بنرقص سوا ووقعت بين ايدي حسيت اني اتشليت اول مره في حياتي احس الاحساس ده جسمي كلو اتشل وعقلي وقف لما رفعت ايدي ولقتها كلها دم الدنيا وقفت حسيت اني مش شايفه اي حاجه ولا سامعه اي حاجه من اللي بتحصل حواليا واكملت بانهيار اكبر : انا فستان فرحي الابيض اتلطخ باللون الاحمر يا ابيه ومش اي لون احمر لا ده دم....دم اخويا الكبير وابويا التاني وظهري وسندي حسيت ان ظهري اتكسر والحياه خلصت خلاص يوم فرحي اتقلب اكتر يوم بشع عيشتو في حياتي جوزي سافر بعدها باسبوعين عشان معرفش ياجل شغلو وسابني لوحدي و روبا سيباني لوحدي ودخلت في الغيبوبه الملعونه اللي مش عايزه تسيبها و ولادها مش بيبطلوا عياط عايزانها و ماما مش قادره عليهم و هبه حامل و علي اخرها خلاص فولادها لازم اخد بالي منهم و حضرتك كمان لما خفيت بالسلامه بقيت طول الوقت مع مروان ومحمود معرفش بتعملوا ايه بس مش معانا خالص فجاه حسيت اني كبرت خمسين سنه مره واحده حسيت اني حياتي انتهت قبل ما تبدا انا مش قادره اتحمل كل ده لوحدي يا ابيه مش قادره قالت جملتها الاخيره ووضعت يديها علي وجهها و اخذت تزداد في بكائها والاخر واقف امامها ينظر لها بصدمه كيف وصلت ابنته الصغيره لتلك المرحله كيف قصر هو بحقها وكان بالقسوه والجحود الذي يجعلها تحمل كل تلك الهموم والمسوليه وحدها بعدما كانت فتاه صغيره لا تفقه شي تستعد لتبدا حياتها الجديده لتصبح لها مئه حياه اخري مره واحده اقترب منها بسرعه و اخذها بين احضانه لتدخل هي داخله اكثر وهي منهمره في البكاء بشده و كأنها وجدت ملاذها وامانها وكم كانت تحتاج ذلك الحضن اغرقها هو باعتذارتها وهو يملس علي ظهرها بحنان وهو يهتف بحب ونبره مطمنه وهو يضع وجهها بين كفيه : اخص عليا والله مش تنبهيني يا اميره شيفاني مسحول في ميت حاجه تعالي شديني وقوليلي انا هنا يا خالد خلي بالك مني يا بني ادم كل ما تلاقيني ببعد شدي ايدي ورجعيني ليكي تاني انتي مش اختي يا اميره انتي بنتي اوعي تسمحيلي ابعد عنك او اقصر في معاكي في حاجه ده حقك عليا يا بت انتي
اؤمات اميره براسها وهي تهتف بحب اخوي جارف : انت سندي يا خالد انت اللي بتقفلي قدام الدنيا وانا في ظهرك بحس اني مالكه الدنيا كلها عمري ما خوفت ابدا من اي حاجه ولا اي حد لانك دايما هنا دايما موجود دايما هنا خلاص مادام خالد موجود اقف قدام الدنيا براحتي وبقلب جامد واكملت بمزاح من وسط دموعها الساقطه علي وجهها بشده : هو كل الاخوات خالد درغام ولا ايه هو واحد بس وحظي من الدنيا كلها لو هختار حاجه واحده بس هتبقي انت وحنيتك يا خالد
جذبها خالد بعنف لحضنه لتستقبله هي بترحاب وتغلق عييها بشعور طاغي بالامن والسكينه اما عنده فكان مغمضا عينيه ايضا ولكنه بالم كان مقصرا مع الجميع واولهم اخوته يريهم فقط قسوته بحجه خوفه عليهم ولكنه كان بالفعل خائفا ولكن من الخوف ما قتل.... كل شي سيتغير بالطبع ويكن علي مرام لتمر تلك الفتره علي خير وسيعيد تدبير كل الامور الي مكانها الصحيح ولكن هناك مهمه يجب ان يوديها اولا و حالا ....
نهض من جوارها واتجه الي خارج غرفتها قاصدا غرفه اخري قريبه منها و دلفها بهدوء ليجد الصغير منهمكا في اللعب بالعابه المحببه لقلبه بشده فهو طفل عكس كل اطفال جيله لا يحب الهواتف الناقله ولا الاجهزه الحديثه ولا تجذبه بل يعشق الالعاب و ينبهر بها اكثر من اي شي اخر وهذا الامر يريحه هو وامه كثيرا تقدم خطوات نحوه بهدوء وجلس بجواره وضع القرفصاء وهو يهتف بابتسامه : بتلعب ايه يا ساجد
الطفل بجمود : رجال الفضاء و حمله العصابه عليهم لتدمير الكوكب
خالد بضحكه مكتومه : الله دي لعبه حلوه اوي ممكن العب معاك
ساجد بتلقائيه : لا
خالد باستفسار ودهشه من اجابه الطفل الصادمه بالنسبه له فهو دائما ما كان يلح عليه ان يشاركه اللعب و دائما ما كان يرفض ايضا بسبب انشغاله بالعمل : لا ليه يا ساجد
نظر له الطفل ولم يجيبه بل بدا في تكمله الحديث مع العابه وكأن والده ليس بجواره ويحادثه ليهتف خالد بهدوء : ساجد ليكرر ندائه مره اخري عندما طال صمته ولم يجيبه ولكن بجديه مزيفه تلك المره : ولد ! انا مش بكلمك ازاي متردش عليا
ساجد بريبه بدات في التسرب اليه : كده عشان انا زعلان منك مش عايز اكلمك
خالد محاولا كتم ضحكته علي النبره الجاده التي يتحدث بها طفله : حتي لو زعلان مني مينفعش اكلمك ومتردش عليا كده عيب
ساجد بطفوليه : اسف يا بابي ممكن تسيبني العب بقي
اعتدل خالد في جلسته ليكن مقابلا لابنه وهو يهتف مقلدا لنبرته الطفوليه : انا كمان اسف يا ساجد
واكمل عندما نظر له الطفل بجمود ولوي شفتيه علامه الضيق منه : انا عارف اني زعلتك بس بابي تعبان اوي اليومين دول ولازم تستحمله معلش انا اسف تاني ممكن متزعلش مني
حرك ساجد شفتيه علامه التفكير وهتف ببرائه الاطفال المهلكه : انا مش بزعل منك يا بابي انا بحبك اوي ومامي قالتلي اللي بيحب حد مش بيزعل منو وبيسامحو علطول واكمل وقد بدت عليه علامات الحزن والاشتياق : مامي وحشتني اوي هي لسه نايمه
خالد بتاثر حاول اخفاوه : لا يا حبيبي مامي صحيت امبارح وبكره ان شاء الله هاخدك تشوفها انت ونوح ماشي
هلهل الطفل بفرحه عارمه وانهال علي والده واترمي في حضنه بسعاده شديده احتنضنه الطفل ظنا منه انه يعبر عن فرحته و احساسه بالامان ولكن في الحقيقه عندما يحتضن الاباء ابنائهم هم من يكونوا في اشد الحاجه لذلك الاحساس ليس العكس شعور ان تحتضن جزءا منك يسير امامك ويملي حياتك بهجه فقط عندما يبتسم ولا تحتاج شيئا الا ان يكونوا سعداء فقط فلا يحرم الله احدا من ابنائه ولا ابناء من ابائهم وامهاتهم ويرزق كل مشتاق بذريه صالحه تقر عينيه وتملي حياته بتلك البهجه .....
__________________

عشقته رغما عنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن