part 29❤

86.6K 1.4K 28
                                    

لفصل التاسع والعشرون من عشقته رغما عني
قرائه ممتعه بحبكم في الله❤
_________________
صباحا في فيلا درغام...
اعتدت له ملابسه و وضعتها على الفراش واتجهت ناحيه غرفه الملابس
لتجلب له الكرافت المناسبه للبدله خاصته وتضعه بجانبها علي الفراش وهي تسير بفتور وملل ليخرج من المرحاض بعد عده دقائق فليس من عادته ابدا أخذ الكثير من الوقت بداخله و اتجه ناحيه الفراش ليرتدي ملابسه وهو ينظر لها وهي جالسه على الفراش تنتظره حتى ينتهي من ارتداء ملابسه حتى انتهي منها بعد لحظات لينظر لها في تساول: ايه مش هتلبسيني الكرافته
نهضت من مقعدها وهي على نفس الملل والصمت لتتجه إليه وتمسك الكرافت تربطها بعمليه تماما مثل جهاز الروبوت نظر لها باستغراب وهو يهتف باهتمام: ايه مالك يا حبيبتي في ايه
روبا: لا مفيش حاجه انا كويسه خالص
خالد بجدية شديده: هنضحك على بعض وبعدين هو انا مش عارفك يعني اتكلمي حصل ايه
روبا وهي مازالت منشغله في ربط الكرافت و لم تنظر في عينيه فلهما قدره فائقه علي كشفها بسهوله : لا مفيش حاجه بجد انا كويسه
خالد باصرار شديد وهو يرفع ذقنها برقه لتقابل عينيه حبات الزيتون التي تحاول الهروب منه : انا قولت تتكلمي حالا عشان بدأت اقلق في ايه انتي مش شايفه شكلك عامل ازاي
روبا وهي تهتف بضيق حقيقي: مفيش حاجه بس متضايقه ومخنوقه زهقانه من قاعده البيت مش اكتر من كده مفيش حاجه معينه يعني
خالد وهو ينظر لها بطرف عينه الى عينيها التي تحاول الإفلات منه لينظر اليها : زهقانه من قعده البيت بس ولا في حاجه تانيه
روبا: هيكون في ايه يعني مفيش حاجه زي ما قولتلك عشان مفيش جديد يعني و كلها يومين تلاته و الكليه هتبدا خلاص هعمل ايه
خالد وهو ينظر لها بخبث سرعان ما تحول للامبالاه و هو يتحدث: طيب بقى يا ست الزهقانه ملكيش نصيب بقي
روبا بفضول شديد وهي تنظر له : مش فاهمه مليش نصيب في ايه يعني
خالد ليزيد من فضولها : ملكيش نصيب في الفسحة اللي كنت محضرهالك
روبا وهي تنظر له بفضول اكبر وقد اكتسبت عينيها تلك اللمعه المصاحبه لها عندما تتحمس: بجد ايه ده فسحه....فسحه ايه دي لا لا قولي عشان خاطري
فرح خالد بشده وبداخله انتصار داخلي وهو يعلم انه باقل الكلمات قادر على اثاره انتباه صغيرته بسهوله: لا بقى خلاص ما انتي قولتي انك زعلانه و يعني مفروض ان الزعلانين بيبقوا عايزين يقعدوا لوحدهم و مش عايزين يشوفوا حد
روبا بسرعه : لا لا عايزه
خالد وهو يضع يده على خصرها ويغقلهم حوله ليدخلها بقلبه: هقولك بس بشرط
روبا: شرط ايه
خالد :اشوف ضحكتك الحلوه اللي بتملي عليا كل حياتي
ابتسمت ابتسامه واسعه كبيره خطفت قلبه ليس فقط لاجل ان يتحدث بل من أجل تلك الكلمات المعسوله التي تعشقها وهتفت وهي تنظر له ومازالت علي ابتسامتها: اهو يلا بقى قولي اللي انت عامله لا اقصد الفسحه يعني
خالد بضحكه واسعه: بصي يا ستي انا عندي فرح واحد صاحبي بكره في اسكندريه انا بصراحه ماكنتش هروح بس يعني لما قعدت فكرت كده قلت فيها ايه لما اخد حبيبتي انهارده على المغرب كده أو علي العشا بالكتير ونطلع علي اسكندريه ونقعد في اي اوتيل و بكره الصبح نخرج نتفسح طول اليوم وبعد كده نروح الفرح بالليل ونروح بعد الفرح او بعد بكره الصبح براحتنا بقي
روبا بحماس شديد وفرحه: الله بجد
خالد وهو يتطلع اليها بعشق : خلاص بقى ما انتي قولتي مش عايزه
روبا بسرعه وفرحه : لا لا عايزه طبعا يلا دلوقتي
خالد بضحكه : لا خلاص زي ما اتفقنا هعدي عليكي على الساعه 8 كده تكوني مجهزة الشنطه بتاعتا ومتنسيش الفستان عشان الفرح بكره
روبا بسعاده شديده: طبعا طبعا ما تخافش
خالد ضحكه عاشقه : كل الضحكه ده والتكشيره اللي تحولت 360 درجه عشان خاطر الرحله دانتو يا ستات يا ربي عليكوا
روبا بفرحه حقيقي : لا بجد انت وحشتيني قوي وانا متحمسه جدا جدا
خالد وهو يقبل انفها بحب: يا رب دايما كده مبسوطه ...... انا همشي بقى عشان عندي شغل وانتي جهزي نفسك زي ما قولتك
روبا و هي بتوما براسها سريعا و الضحكه لا تغادر ثغرها: طبعا طبعا خلي بالك من نفسك
اعاد خالد تقبيلها من جبينها بحنان وهتف وهو يغادر الغرفه : يلا سلام عليكم.......غادر هو الغرفه لتنقض روبا على الفراش وهي تقفز عليه بفرحه فكم تمنت ان تسافر معه وتقضي بعض اللحظات السعيده بجانبه كاي زوجين مستقرين في حياتهم بسعاده و حب.....اتجهت ناحيه المرحاض سريعا لتاخذ حمامها الصباحي لتبدا رحلتها مع تحضير الاغراض القليله التي ستاخذها معها في تلك الرحله هكذا قلت فكيف لفتاه ان تذهب رحله قصيره وهي تمتلك حقيبه صغيره كلمتين لا يمكن دمجهم سويا في جملة واحدة حقيبه صغيره وفتاه ذاهبه في رحله فتلك كلمات غير معترف بها ابدا في حياه اي فتاه........
_________________
وفي الاسفل......
كان الجميع يجلس على طاوله الافطار كعادتهم اليوميه في جو يسوده المحبه والالفه والسعاده ليهتف امجد بمزاح : مش ناوي تديني إجازة بقى يا بوص يعني انا عريس وخطوبتي كمان كام يوم
خالد بتهكم : انا أول مرة اعرف ان الخطوبة بيتخدلها إجازة آمال في الفرح هتعمل ايه
امجد وهو يحاول الوصول إلى مراده : ايوه يعني يا بس ما هو برضو خطوبتي و محتاج اجهز نفسي و اشتري بدله و اظبط كل الترتيبات قبلها بفترة
حسن مغيرا الموضوع: امجد بقولك ايه سيبك من موضوع الاجازه ده دلوقتي انت كلمت خطيبتك وقولتلها على العمله السودا اللي انت عملتها
كريمه بخضه: يا خبر عامله سوده ايه يا واد عملت ايه
امجد برد سريع مدافعا عن نفسه: والله ما عملت حاجه يا ماما واكمل وهو ينظر لوالده: حضرتك تقصد ايه يا بابا
حسن بعدم موافقه : اقصد انك روحت حجزت القاعه ظبطت المعاد من غير ما تقولها ولا تاخد رايها افرض مكنتش فاضيه
امجد بتوضيح لما فعله: يا بابا انا عايز اعملهلها مفاجاه و زمانها وصلت عندها من بدري و شويه و هتلاقيها بتتكلم وبعدين مش هتبقى فاضيه وراها ايه يعني هي اكيد مورهاش حاجه وحتى لو وراها اي حاجه ممكن تتاجل او تتلغي الا يوم خطوبتها لانه اكيد اهم
خالد مؤيدا والده: ايوه يا امجد بس حتى لو عايز تعملها مفاجاه على الاقل كنت حاولت تمهد او حتى تعرف اذا كانت هي جاهزه ولا لا ليه نزنق الناس معانا واحنا مش قايلين حاجه
امجد بضيق لاعتراضهم الشديد وتدخلهم بكثره فيما يفعله: ايه يعني يا جماعه هو انا لما احب اعمل حاجه كويسه كلكم تقفوا ضدي يعني انا غلطان اني بحاول افرحها ده ايه ده
خالد بحده: اولا اتكلم كويس وافتكر انك بتكلم ابوك واخوك الكبير يعني صوتك يوطي ثانيا مقولناش انك غلطانه كل الحكايه اننا بنفهمك انك كان لازم تقول عشان ميحصلش اي مشكله
امجد بضيق وحده من طريقته معه: انا بتكلم كويس يا خالد و لو سمحت بطل تعاملني كأني عيل صغير انا مغلطتش فيك
خالد وهو ينظر له بشده: عشان ابوك اللي قاعد مش هرد عليك
حسن محاولا تخفيف حده الموقف: ايه هتتخانقوا وتمسكوا بعض وانا قاعد مفيش اي احترام ليا اوانت يا امجد اخوك خايف على مصلحتك مفيهاش حاجه وانت كمان يا خالد خف شويه مش كده...... كاد امجد ان يرد عليه ولكن قطعه رنين هاتفه ليخرجه من جيبه ويري اسمها ينير الشاشة ليبتسم ابتسامه خفيه حتي لا يراها أحد ولم يرد عليها بل انه قطع الاتصال ليعاود هو ويتصل بها وهتف وهو يضع الهاتف على اذنه بسرعة : ايوه يا حببتي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخبارك ايه ...... ايوه وصلك انا قولت اعملها ليكي مفاجأة وكنت متأكد أنها هتعجبك........ بس هو الراجل اتاخر لحد ما جيه ولا ايه انا بعتو من الصبح بدري..... صمت لعدة ثواني ربما دقيقة أو اثنان لكن عقبها صوته ليلتفت الجميع له بخضه وهو يصرخ بها و ينهرها بحده : نعم ياختى ايه يعني هو بمزاجك تلغي ازاي واكمل وهو ينهض من مكانه بغضب شديد ويتجه خارج الفيلا نهائيا لتهتف اميره بتاكيد : اكيد عملت اللي انا قولتو عليه دي صحبتى وانا عرفاها كويس وقولتو خد رأيها الأول في حوار الخطوبة ده والهيصه وبتاع عشان هي ملهاش في الكلام ده مسمعش كلامي هو حر بقى
لتنظر كريمة بقلق لابنها : ما تشوفه يا خالد هديه شويه بدل ما يبهدل البنت
خالد وهو ينهض بحده : انا مليش دعوه باي حاجه تخصو بعد كده هيعمل خطوبه ما يعملش يتجوز ما يتجوزش مش مشكلتي
كريمه بزعل: يوووووووه بقي يا خالد هو انت كمان يا ابني هتعمل عقلك بعقلو انت عارف اخوك الصغير يعني يا خالد متصغرش عقلك يا ابني انت طول عمرك كبير
خالد وهو يضع هاتفه في جيبه وياخذ مفتاح سيارته متوجها الى الخارج ولكنه قبل يدها و راسها وهو يهتف بجمود: انا رايح الشغل يا امي سلامو عليكم يا جماعه قالها وهو يغادر الفيلا بعدها لتهتف كريمه بحزن: لا حول ولا قوه الا بالله مش عارفه الفرحه مش عايزه تكمل ابدا ليه استغفر الله العظيم يا رب اللهم لك الحمد اقول ايه بس الحمد لله
وفي الخارج......
امجد بعصبيه شديده: انا عايز اعرف انتي ازاي تلغي حجز حاجه انا عملتها من غير ما تاخدي رائي في حاجه
نسمه وهي تحاول ان تمتص غضبه قليلا ولكن ضيقها مما فعله دون اخذ رايها كان مزعجا بالنسبه لها ايضا ولكنها حاولت الهدوء حتى لا تغضبه اكثر وهتفت بصوت رقيق وهادي: طيب ما انت كمان عملت كده من غير ما تاخد رايي في حاجه يعني محدش غلط لوحدو
امجد بغضب شديد : انا كنت عايز اعملهالك مفاجاه بس واضح اني انا فعلا اللي غلطان ممكن تفهميني حضرتك لغيتي الحجز ليه
نسمه بهدوء وهي تحاول ان تقنعه بوجهه نظرها : مش دي الخطوبه انا اللي هعملها يا امجد لاني مش عايزه اعمل خطوبه مختلطه
امجد بعدم فهم او هكذا تمنى: نعم سمعيني كده قولتي ايه خطوبه مختلطه يعني ايه مش فاهم
نسمه بتلقائيه: يعني انا عايزه لو هعمل خطوبه هتبقى في قاعتين قاعه ليا انا واصحابي واهلي البنات وقاعه ليك انت واصحابك و الشباب اللي في عيلتكم
امجد بعدم تصديق لما تفوهت به ولكن غضبه كان اكبر من عدم فهمه ليهتف بصياح : وده فرح ايه ده ان شاء الله اللي في العروسه في قاعه والعريس في قاعه
نسمه وقد بدات الدموع تتجمع في مقلاتيها اثار صياحه وغضبه عليها وبسبب كونها سببا في حزنه الشديد فصوته الغاضب كان به جزء كبير حزين بسبب الغاء تلك الفرحه التي طالما انتظرها ولكن ما بيدها ان تفعل فهي لا تقدر على اغضاب ربها في اول حياتها و اول خطوه في تحقيق امنيتها التي طالما انتظرتها من ربها و طلبتها كثيرا وعندما يمُن عليها بها ويرزقها اياها بدلا من ان تشكر فضله اول ما تفعله ان تجمع شباب وفتيات في مكان واحد وضيق بشده وتشغل لهم الموسيقي والاغاني الصاخبه و مزامير الشيطان كما تقول عليها دائما لتجعلهم يلهون ويرقصون بسبب و حجه فرحها وعليها ان تتحمل هي كل تلك الذنوب وهي اضعف بكثير من تحملها لا والله لن تغضب ربنا مهما كانت المغريات ولكنها تحاول ان ترضيه وتقنعه في النهايه بوجهه نظرها ولكن ليس الان فغضبه اكبر من ان تحاول اقناعه الان لتهتف بصوت يحاول كتم البكاء :امجد لو سمحت ممكن تهدي شويه عشان اقدر افهمك علشان خاطري متزعلش مني واسمعني
امجد وقد شعر بالندم قليلا و خصوصا عند شعوره بإنها تبكي بسبب صوتها الحزين الذي مس قلبه بسرعه وهذا اخر ما يتمناه ان تبكي بسببه ليهدا غضبه قليلا وهو يهتف ونبرات صوته حاده: ولا اهدي ولا مهداش انتي خلاص يا نسمه فكرتي واللي انت عايزاه عملتيه خلاص براحتك بقي مترجعيش تقولي متزعلش ملكيش دعوه ازعل ولا اتحرق
نسمه بخوف شديد من ان يكون ما فهمته صحيح ولكنها فضلت عدم البوح فقد كان مجرد شعورها ان تخسره وتفقده بعدما اصبح ملكا لها شعور لا يمكن وصفه بالكلمات غير انها مميت......لتهتف بصوت باكي وقد فقدت السيطره على دموعها: اولا بعد الشر عليك متدعيش علي نفسك تاني ثانيا بقي ارجوك يا امجد لما تهدي كلم بابا و تعالى البيت عندنا علشان نتكلم مش هينفع في التليفون علشان خاطري يا امجد لو ليه خاطر عندك
امجد رغم غضبه الشديد منها ولكن قلبه لم يطاوعه ان يحرجها اول يرفض طلبها ليهتف بصوت حازم: طيب يا نسمه لما اخلص شغل هكلم عمي واشوفه فاضي امتى و ابقى اجي بس لازم تفهمي كويس ان اللي عملتيه ده مش هيعدي بالساهل سلام عشان عندي شغل قالها وهو يغلق الخط دون ان ينتظر سماع اجابتها......نعم هي تعلم انها خاطئه ليس لالغائها حفل الخطبه بتلك الطريقه ولكن لالغائها له دون ان تاخذ رائيه وتناقشه في وجهه نظرها ففي النهايه رأيه هو الاهم ولكن رايها لا يمكن ان يهمش ايضا وضعت الهاتف جانبا على الفراش ونهضت وامسكت اسدالها لتؤدي صلاه الضحى لتبدا في البكاء ما ان وقفت بين يدي ربها وهي تدعوه وتتوسل اليه ان يحفظه لها و يهديه ويبعد عنه الشيطان و وسواسه والافكار السوداء تلك وان يقدرها ويعطيها القوه على ان تقنعه بوجهه نظرها ولا يعاند معها في تلك المساله.....
_________________
ومساء في فيلا درغام في الجناح الخاص بهم نجدها تقف امام المراه تهندم من ملابسها و تتاكد من اتمام زينتها واخذت تنظر الى ثيابها وتتاكد من تنسيق الوانها واعتدال طرحتها لتنظر لنفسها بعد ذلك باعجاب وكانت قد ارتدت فستان من اللون الابيض وكان ذا تصميم واسع من القماش المجعد تملائه الفراشات سماويه اللون من ناحيه الصدر وتوجد مثلها تماما في نهايه الفستان تاخذ شكل دائري حوله واكملت اناقتها بوشاح وحذاء رياضي نفس درجه الفراشات السماوية و زينت عيناها بالكحل الأسود ليعطي زيتونتيها جاذبية لا تقاوم اتجهت ناحيه الفراش لتتاكد من وضع جميع الاغراض التي ستحتاجها خلال الرحله لها ولزوجها قبل ان تتمم اغلاق الحقيبه لتتجه بعد ذلك ناحيه هاتفها وتضعه في حقيبتها البيضاء وهي تحدث نفسها بتركيز وتضع يديها تقرص بهم اسفل ذقنها كعادتها وقت التفكير : ها يا روبي ناسيه حاجة تانية ايه تاني عايزاه معاكي وهتفت بتذكر وهي تتجه ناحيه المرحاض : اه الفوط ازاي كنت هنسي حاجة زي كده واكملت عندما سمعت طرق الباب : اتفضل ياللي بتخبط.....لتدلف فاطمة بعد لحظات وهي بالكاد تستطيع السير لتهتف بحب: ها يا حبيبتي خلصتي تحضير الشنط ولا اساعدك
روبا بابتسامه وهي تتجه ناحيه الحقيبه وبيدها المناشف الخاصه بهم لتضعها بها : لا يا حبيبتي تسلم ايديك وعنيك يا رب انا خلاص خلصت وبعدين هما مش شنط يعني دول كام حاجه بس ده هو يوم اللي هنقعده يا حسره
فاطمه بضحكه جاهدت في اظهارها : يا بنتي احمدي ربنا وقولي الحمد لله انه لا وقت يخرجك يفسحك ان شاء الله تصبحي وترجعي مبسوطه ربه بسعاده اه يا دادا الحمد لله انا مبسوطه جدا اصلا وبعدين اكيد هتبسط ان شاء الله مش هبقى معاه يبقي لازم اتبسط
فاطمه بابتسامه وهي تدعو لها من قلبها : يا رب يا حبيبتي يحميكوا ويبعد عنكوا العين والحسد يا رب ويهدي سركوا
روبا بابتسامه واسعة وهي تقبل يديها : يا رب يا أحلى ماما فى الدنيا كلها ربنا يخليكي لينا يا رب
فاطمه بتعب شديد : يا رب حببتي
روبا بقلق وقد لاحظت تعبها : ايه يا داده مالك حضرتك تعبانه ولا ايه
فاطمه بكذب حتى لا تقلقها وتخرب عليها فسحتها : لا يا حبيبتي انا زي الفل دول شوية إرهاق بس مش اكتر
روبا بعدم تصديق لها : متأكدة انك كويسه ولا اقولك يلا بينا نروح لدكتور هكلم خالد بس اقوله ثواني وكادت أن تجلب هاتفها لتحدثه ولكن منعتها فاطمه بضحكه مصطنعه : يا بنتي انا كويسه والله هنزل دلوقتي ارتاح والصبح بإذن الله هبقى فل متخافيش عليا سافري أنتي واتبسطي
روبا بابتسامه رغم قلقها عليها : حاضر يا حبيبتي متخافيش عليا خلي بالك من نفسك بس
فاطمة بتعب ولكن ابدلته بابتسامه : حاضر يا بنتي لا اله الا الله
روبا بابتسامه وهي تقبل راسها : محمد رسول الله يا حببتي....قالتها وهي تغادر الغرفه لتجلس فاطمه علي الفراش بتعب شديد وتضع يديها على قلبها بتعب والم فمنذ شهور طويلة وهي تشعر بذلك الألم ولكنها كعاده أي أم لا ترغب في إثارة قلق من حولها وخصوصا ابنائها او تخويفهم عليها ففضلت الصمت واقنعت نفسها انه تعب موقت وسيختفي بعد أيام ولكن ها قد مر عدة شهور والأمر لا يزداد الا سوءا ولكن ما عساها أن تفعل ستترك كل شيء على الله وكفي به وكيلا........
وفي الاسفل......
نزلت على الدرج بسرعه لتجد كريمه واميره بالأسفل يشهدا التلفاز باندماج لتهتف روبا بصوت عالي : السلام عليكم مالكم قاعدين ساكتين كده ليه
كريمه: وعليكم السلام يا حبيبتي مفيش قاعدين نتفرج على التلفزيون انتي خلاص جهزتي
اؤمات روبا وهي تهتف بسعاده: ايوه خلاص كل حاجه جاهزه مش فاضل بس غير ان خالد يرن عليا
اميره بعدم فهم : ايه ده انا مش فاهمه اي حاجه انتي رايحه فين دلوقتي وايه الشنطه دي تكونيش ناويه تطفشى وانا معرفش كريمه وهي تضربها على قدميها بتانيب: فال الله ولا فالك يا بت ايه الكلام ده تفي من بؤك اميره بضحكه: الله يا ماما ما انا مش فاهمه حاجه حد يفهمني
روبا بضحكه علي مشاكستهم الدائمه: افهمك انا يا ستي احنا رايحين اسكندريه عشان عندنا فرح هناك بكره ان شاء الله وهنتفسح بقي النهارده وبكره لحد ما يجي معاده الفرح نحضره باذن الله وبعدين نرجع بعد بكره بس ده الموضوع
اميره بحقد : يا حبيبتي اه قولتلي ناس ليها فسح وسفر وناس ليها قاعده في البيت و تتفرج على رافت الهجان
كريمه بتوبيخ : قولي ما شاء الله يا بنتي و كفايه بقي لسانك اللي عايز قطعه ده وبعدين تعالي هنا مالو رافت الهجان يا اختي ما انت قاعده بتتفرجي باندماج بقالك ساعتين
اميره بضحكه: خلاص خلاص حقك عليا انا ومالو رافت الهجان خلينا قاعدين نتفرج عليه كادت روبا ان ترد عليها بمزاح مماثل ولكن منعها صوت هاتفها لتخرجه من حقيبتها و تنظر لشاشته بابتسامه لتغلق بعد ذلك الخط وهي تنظر لهم وتهتف بابتسامه: طيب يا ماما خالد جه بره انا هطلع بقى خلي بالكم من نفسكم
كريمه وهي تقبلها: ماشي يا حبيبتي خلي بالك انتي كمان من نفسك ومن خالد
روبا بهمس : بقولك ايه يا ماما خلي بالك من داده فاطمه الله يخليكي انا حاسه انها تعبانه وبتخبي عليا خلي عينك عليها عشان خاطري وبلاش تتعب نفسها
كريمه وهي تطمئنها : متخافيش ياحبيبتي في عنيا انتي خلي بالك من نفسك بس واتبسطي و متفكريش في اي حاجه غير انك تبسطي وبس
روبا وهي تقبل يدها بحنان: ربنا يخليكي لينا يا امي وانتي يا هانم....منع وصال حديثها مع اميره رنين هاتفها للمره الثانيه لتخرجه من حقيبتها وهي تهتف بمزاح قبل ان ترد: خلاص بقى ياحبيبي خارجه اهو اغلقت الخط للمره الثانيه ولكن ما لبث ان سمعت رنين الهاتف للمره الثالثه لترد بسرعه: ايوه يا حبيبي انا بقفل عليك عشان خارجه اهو لحظه واحده انت بره ولا جوه لحظات قليله من الصمت و هي لا تتحدث و تنظر امامها بشرود و اميره و كريمه واقفين امامها ينظرون لها باستغراب ولكنهم لم يفهموا ما قيل لها ولكن كل ما لاحظوه هو اختفاء ابتسامتها الواسعه ليحل محلها الصمت ثم الغضب وهي تهتف بصياح: نعم يعنى ايه .....يعني ايه مش هنسافر و مش هتعرف تيجي انت بتهزر صح
لتنظر في تلك اللحظه كريمه الى اميره وتنهرها بهمس: انا مش قولتلك قولي ما شاء الله يا بومه شفتي اللي حصل ارتحتي
اميره ببراءه: وانا مالي يا ماما انا مقولتش حاجه اصلا
كريمه وهي تنظر له بطرف عيناها بغضب: خلاص خلاص اسكتي
وهناك وعلى الطرف الاخر كان يجلس خالد على مكتبه بتعب شديد وهو يتحدث معها محاولا تهدئتها : معلش يا حبيبتي انا اسف حقك عليا طلع شغل فجاه ومش هعرف اسيبه
روبا بغضب شديد: والشغل ده ميتاجلش يعني يا خالد انا لما صدقت اننا نخرج ونتفسح سوا
خالد : لا يا حببتي الشغل مهم جدا والله ومش هعرف اجي ان شاء الله هعوضهالك روبا بسخريه وتهكم و صوت لا يخلو من الغضب والصياح : اه تعوضهالي زي الساحل وزي الفرح وزي كل حاجه قلت هتعوضنى ومبتعوضش حاجه انت بتوعد بس
خالد و قد بدا في فقد هدوء اثر صوتها العالي وصياحها عليه بتلك الطريقه ليهتف بحده: روبا وطي صوتك احسنلك و شوفي انتي بتقولي ايه وانتي بتتكلمي
روبا بغضب : صوتي كل اللي فارق معاك صوتي العالي لكن مش فارق اي حاجه تانيه.......طيب ولما شغل حضرتك اهم مني ومن اي حاجه كنت ليه بتوعدني اننا هنسافر و عشمتنى علي الفاضي كل ده ولما انت مشغول مكلمتنيش من بدري ليه ولا جاي بعد ما جهزت نفسي و حضرت الشنطه و خلاص مستعده تيجي تقولي مش هنروح
خالد بغضب شديد : مش هقولك تاني توطي صوتك علشان مزعلكيش وقولتك مشغول خلصنا
روبا وقد بدات الدموع بالتجمع في مقلتيها في حزن شديد : ولا تزعلني ولا ازعلك انا مش عايزه منك اي حاجه تانيه سلام
خالد لينهي المكالمه الان فالعملاء الاجانب الذين بدلوا موعدهم واتوا قبله قد وصلوا و عليه الذهاب لحضور الاجتماع الان: طيب سلام
انزلت الهاتف من على انذنها وقد نزلت معه دموعها بكثره كالامطار على وجنتيها لتحاول كريمه الاقتراب منها بهدوء وهي تهتف بحزن: ايه يا حبيبتي حصل ايه
روبا وهي تنظر لها ببكاء مرير: محصلش حاجه شغل في شغل اهم مني طبعا ومن فسحتنا سوا عشان كده لغي كل حاجه من غير حتى ما ياخد رايي وكلمني كتر خيري قبل المعاد بخمس دقايق عشان بيقولي اننا مش هنسافر عشان الشغل
كريمه بضيق من ابنها ولكنها هتفت للواقفه امامها تبكي بشده : معلش يا حبيبتي حقك عليا انا
روبا بغضب شديد ولكن صوتها لم يعلو احتراما لها وهي تهتف بحزن: لا وحضرتك ذنبك ايه انا اللي غلطانه من الاول اني خليت كل حياتي ليه هو مش هاين عليه يفضي يوم واحد بس يبقى معايا فيه واكملت وهي تصعد لغرفتها بغضب وحزن شديد: انا خلاص قرفت من العيشه دي مش هقدر اكمل كده مش قادره استحمل وصعدت لتترك كريمه تجلس بحزن على حالها وبغضب علي ابنها الذي يكرس حياته كلها للعمل في البدايه كان وحيدا فلن يضر انشغاله بالعمل ولكن الان هو زوج ومسئول عن زوجه وحياه اخري ولا يجب لعمله ان ياخذها منهم بتلك الطريقه الكبيره لتحسم امرها علي ضروره الحديث معه في تلك المساله وليضع لها حلا قاطعا.....
_________________
وفي صباح اليوم التالي في فيلا مروان........
نجده يجلس علي طاوله الافطار وهو ينظر لاخوته بفرحه لم يعرف لها مثيل من قبل فنعمه الله عليه لا يمكن ان تقدر بمال او ثمن فاخر ما كان يتوقعه ان يحدث هو اكثر ما تمناه في حياته ان يكون له اخوه وبيت وعائله كبيره ينتمي اليها ويعم الحب والتعاون والالفه بينهم ليهتف بصوت حنون لاخيه الجالس بجانبه: مقلتليش صحيح يا عمر انت بتدرس ايه
عمر بابتسامه: انا خريج اعلام قسم صحافه
فريده وهي تنظر له بابتسامه واسعه: انا كمان في اعلام واتخصصت صحافه السنه دي
عمر: حلو اوي اي حاجه تحتاجيها انا موجود وعلفكرا انا واخد الشهاده بتاعتي من هنا من جامعه القاهره
مروان باستغراب شديد: ده بجد ازاي بقي
عمر بتوضيح: ماما الله يرحمها قالتلي ان الدراسه هنا افضل وكمان عشان لو استقريت في مصر الشغل هيبقي احسن بصراحه مكنتش فاهم ازاي ممكن استقر في مصر بس انا وافقتها لما جربت وبصراحه حسيت الموضوع افضل كتير
فريده باستغراب مماثل: بس انا مش فاكره اني تخيلت بيك خالص في الكليه يعني المبني عندنا مش كبير فتقريبا كل الوشوش محفوظه يعني
عمر: لا مانا كنت بنزل علي الامتحانات او قبلها بحاجه بسيطه عشان اخد الملخصات والملازم وده لاني مكنتش اقدر اسيب ماما وعلياء هناك لوحدهم
فريده: انت علي كده دفعه زياد بقي
عمر بابتسامه واسعه: انتي تعرفيه بجد ده صاحب عمري اغلي واحد طلعت بيه من كل الدراسه
فريده وهي تبادله الابتسام: اه طبعا اعرفه ده زيزو صديقنا الصدوق اغلي صاحب عندنا واختو كمان صاحبتنا جدا انا وروبا واكملت وهي تنظر لعلياء: وانتي بقي يا لولو خلاص انضميتي للشله
علياء بخجل: اه طبعا ده شي يشرفني
فريده بمزاح: لا لا بلاش الادب والكسوف ده مش هتمشي هنا كده خليكي مفرفشه كده وتعيشي مع الحياه
اؤمات علياء بابتسامه ليبادل عمر فريده المزاح وهو يهتف بتريقه: لا متقلقيش عليها هي بس كام يوم تاخد علي الجو ومش هنعرف نلمها.......تشاركوا الجميع الضحك غيره هو ولحسن حظها انها لم تتنبه لكرتين النار الناظرتين له بغضب شديد اثر حديثها بارياحيه عن رجل اخر بتلك الطريقه ولمزاجها المبالغ فيه من وجهه نظره مع اخيه الصغير لتبدا مرحله اخري من مراحل غيرته العمياء ولكنها بتلك الطريقه لن تكون مبشره
بالخير علي الاطلاق...........
_________________

عشقته رغما عنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن