تائهة في سرايا صفوان _قريبًا_
......
في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا كاليفورنيا
بأحد العمارت الـ بعيده عن الأنظار ، أنفتح باب أحد الغرف لتظهر فتاة ذات ملامح مصرية جميلة يبدو أنها في أوائل العقد الثاني، تستند برأسها على السرير وتنظر للفراغ وترتدي الأسود كللون حياتها في الآونه الأخيرة ...
هتف من فتح الباب يخرجها من شرودها :
_ قمر يا بنتي .. أنا حجزتلك طيارة على مصر على طول هتطلع بعد ساعتين ، يلا بسرعة مفيش وقت
طالعته بنظرة تحوي الكثير بين طياتها :
_ هقدر أهرب يا انكل ..!!
أقترب منها يجلس بجوارها يجذبها لأحضانه ، وهو يربت على كتفيها وقال بنبرة حاول أن يجعلها واثقة :
_ إن شاء الله ..، إنتي تطلعي على المطار وتعَدي اركبي الطيارة وأول ما تبقى في السماء انتي كدا معتش حد يقدر يجي يمك ، هتكوني بأمان هناك أكتر يا بنتي ... ، على أقل تنفذي وصية أمك وتروحي لخالك دا وتقعدي معاه ..
مسحت دموعها ونظرت له قائلة :
_ طب .. طب افرض ملقتهوش يا انكل ، ولا كان حصله حاجه هو كمان ..
_اكسري الوديعة بتاعت مامتك يا قمر ، واصرفي منها لحد ما اقدر اجيلك او على أقل ابعتلك فلوس كل فترة .
أخفضت رأسها قائلو بحرج :
_مش عارفة أشكر حضرتك اذاي .. يا .. ياريت حضرتك كنت بابي
_ خلاص يا قمر يا بنتي انسيه خالص ..، هو مش هيخرج من السجن أبدًا دا عليه ديون كتير خالص ، وواقع مع الرجالة الـ رماكي بيهم ..، مستحيل يسبوه يا حبيبتي .. يلاا بقا عشان الوقت ميضيعش
_طب لو انكشفت يا انكل ولا مسكوني بالهوية التانية
_لاء إن شاء الله مفيش حاجة ومتنسيش إن الأساسيه قمر مش زويتا
تنهدت بخوف ثم قامت تسحب حقيبتها التي جاءت بها إلى هذا المكان من يومين ولم تخرج منها سوى طقم واحد فقط واغلقتها مرة أخرى .
_ قمر .. خُدي يا بنتي دا الظرف الـ أمك سبتوا ، فيه صور لخالك ولأمك وهي معاه وشهادة ميلادك وشهادة ميلاد أمك .. وأنا حطيت معاهم شهادة وفاتها برضوا .. خليهم معاكي لربما تحتاجيهم
_ حاضر يا انكل فهمي ، اوعى تنساني
_ لا يا حبيبتي هطمن عليكي علطول ..، يلا بقا عشان التأخير دا مش قي صالحنا
اخذت حقيبتها وأرتدت حذائها ولفت وجهها بطرحة سوداء خفيفة ونظارة سوداء كبيرة تداري وجهها بأكملة ، وهبطت مع هذا الرجل إلى الأسفل لتدلف لسيارته ثم ينطلقا إلى المطار الدولي بـ لوس انجلوس
وصلت إلى المطار وكان فهمي ينهي لها جميع إجرائتها حتى جلست بجواره في قاعة الإنتظار ...
_ انا خايفه أوي يا أنكل فهمي
أمسك يدها واستشعر برودتهم الشديدة ، فقال محاولا تهدئتها :
_ لاء اجمدي كدا مش عايزين خوف خالص ، انتي أول ما تبقي في الطيارة فووق ،هترمي كل حاجه ورا ضهرك ، اكنك اتولدتي من جديد يا قمر .. وإذا كان على حكاية الدراسة ابدأي الثانوية من جديد مش اِشكال المهم تنفدي بجلدك..
كادت أن تتحدث لولا هذا الصوت الذي أعلن في القاعة بأكمالها عن انطلاق الطائرة المتوجه لمصر بعد عشر دقاىق ، فوقف فهمي يسحب حقيبته وهو يقول :
_ يلا يا قمر ..، لا تراجع ولا استسلام خلاص فاضل عشر دقائق عشان ترمي كل حاجة ورا ضهرك ..، اوعي مصر تنسيكي عمك فهمي يا بت
قالها بنبرة ضاحكة فأبتسمت مرغمة واحتضنته قائلة :
_ مرسي جدًا على كل حاجه عملتها يا انكل ، مامي كان عندها حق لما قالتلي روحي لأنكل فهمي
ربت فهمي على ظهرها بحنان قائلا :
_ خلاص بقا إنتي عارفه عمك العجوز دا دمعتوا قريبة وهيعيط .. ، يلا يا قمر وطمنيني أول ما توصلي
_حاضر ! ... انكل .. عايزه اطلب من حضرتك طلبنظر لها بعتاب طفيف:
_دا وقتوا يا قمر طيارتك يا حبيبتي
_ابعد عنهم يا انكل ...،هيؤذوك وماتيلدا وزيزتا ملهمش غيرك ، بليز يا انكل صفي عملك معاهم ..
تنفس بهدوء وقال بقلة حيلة :
_ لو صفيت هتصفى أنا يا قمر ،في كلتا الحالتين أنا عارف نهايتي ...،يلا اطلعي عشان محدش يجي يحقق معاكي ولا حاجه ما صدقني عدينا الأمن ،وأقدر ارجع عشان ميلاحظوش غيابي ولا يشكوا اني سبب هروبك ..
_يا انكل....
قاطعها بنبرة حازمة :
_يلا يا قمر ..،وهبقى اسلم لك على ماتيلدا وزيزتا
سحبت حقيبتها وتوجهت نحو الطائرة وفهمي يتبعها _من وراء زجاج الحائط _بأعين حزينة على ما وصلت له هذه الفتاة ، رفع يده يشاور لها بـ"إلى اللقاء" بعدما وقفت بجوار الدرج تنظر له قبل أن تصعد على متن الطائرة لتكون هي أخر الأشخاص ، ثم قام أحد العاملين بإبعاد الدرج عن الطائرة ، ليتوجه كلٌ إلى مقعده ، ويبدأ العد التنازلي للأقلاع متوجهين إلى الاراضي المصرية"1،2،3،4،5،6،7،8،9،10 "
go...!
......................................
.............................
................
.........
....
..
.
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...