الأقتباس الرابع

7.8K 187 35
                                    

تائهة في سرايا صفوان

......

_حرام عليك بقا سبني في حالي يا أخي ...!!
قالتها ريم بغضب وهي تتوقف عن المشي تحادث هذا الشاب الذي يتبعها ،... أخبرها الأخر بنبرة خبيثه تعرف مغزاها :
_هتحن يا جن وهترجع ...

مسحت دموعها بكف يدها وهي تمشي بعصبية شديدة تفكر في حل لهذه الورطة التي أوقعت نفسها بها ،لا تعلم كيف ستتصرف أو لمن تلجئ..،ظلت شاردة طوال طريق عودتها للقصر فقد أخذت رجوعها مشيًا على الأقدام هروبًا من تقضية وقت أطول بالقصر الذي يُشعرها أنها بداخل سجن رغم أنها تقضي أوقاتً قليلة به لكن بمفرده فلا يوجد أحد فيه يشاركها الوقت فيه لهذا تبغض التواجد به كثيرًا   ،وقد باتت تكره كل شئ وأي شئ ...، أصبح خليل وحدتها هذا الهاتف الذي يمكنها من خلاله أن تتصفح حسابه وتتعرف على مستجداته بعد أن رحل بدون سابق إنذار ،حتى بعد رحيله قد أغلق حسابه ولم يعد ينشر شئ نهائيًا ،فقط تفتحه لتظل تُشاهد الصور القديمة التي تحفظها عن ظهر قلب  هو .. وابن عمها وأصدقائهم الثلاثة المقربون .

وصلت على أعتاب البوابة وكادت أن تتقدم أكثر لولا صوت فرملة السيارة التي توقفت خلفها .. ،فنظرت للخلف بفضول، وقد علىٰ صوت دقات قلبها تعلم هذه السيارة جيدًا وتعلم صاحبها أيضًا .

نزل هو من سيارته بيضاء اللون وتوقف يطالعها سنتان قد مروا لم يستمع إلى صوتها فقط يتسلل لحسابتها على وسائل التواصل الإجتماعي بحساب وهمي صنعه خصيصًا كي يتيح له فرصة رؤياها في صورها التي تنشرها _فهي مولعه بنشر صورها التي تلتقطها في أماكن عديدة مطعم ، مول ،مشفى ،نادي ، جامعتها _ يراهم جميعًا .

كان يريد أن يتوقف به الزمن ليظل يطالعها هكذا ولا يمر ابدًا فيكفيه هذا حقًا ،كسر هو حاجز الصمت والبُعد بينهما وأغلق باب السيارة واقترب منها وهو ينزع نظارته السوداء ، توقف أمامها وقال بنبرة أشتاقت لها كثيرًا :
_أذيك يا ريم .. عامله ايه ....

تمنت لو ابتسمت بسعادة، كما تفعل دومًا ، لا ... تتمنى أن تنقض عليه تبرحه ضربًا تسأله أين اختفى وتركها ،أشاحت وجهها بعيدًا وقالت بنبرة جاهدت أن تجعلها جافة وموزنه :
_بخير ... حمدلله على السلامه ....

لم يستطيع كبح ابتسامته فحتى لو ستعامله هكذا وبلدغتها تلك فلن ينزعج أبدًا فقط يدعي الله أن لا يضحك ويفسد الوضع ..، هتف قائلًا بإبتسامه :
_ يا رب دايمًا أخبار كليتك ايه ،... هانت اهو هتتخرجي السنه دي وتبقى سينيور

في الواقع صدمها بعمله أن هذه السنه هي أخر سنه لها في الجامعة وإذا كان يعلم .. فهو مهتم ،أردت وبشدة أن تسأله وكيف تعرف هل تسأل عني ،أأنت مهتمً لأمري حقًا ..؟!!

لكن ردت عليه بنبرة حادة :
_إن شاء الله ..خير جاي ليه ..!

صدمه ردها الوقح ،... كانت تخجل من أن ترد عليه السلام والآن تسأله بوقحها لمذا هو هنا ..!

رد عليها :
_ جاي أشوف جدي ممدوح ولا ممنوع

نظرت له ساخرة ثم أردفت وهي تبتعد عنه :
_شرفت .. بس متكررهاش تاني بقا ..!!

ليست وقحة فحسب .. بل نقصت تربيتها أيضًا ..!، كان أن يرد عليها لولا أنها أبتعدت عنها فأردف بحنق:
_ يخربيت لسانك ..، أنا يتقالي شرفت ومتكررهاش تاني !! ،دي اتجنت بجد ..، بس ماشي أنا وهي والزمن طويل مش هسيبك صدقيني ..!! بس شكل الطريق طويل يا ابن المنياوي وبت الساعي مش هترضى عنك بسهولة ..

.......

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن