الفصل الثلاثون

7.8K 294 63
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثلاثون

…………….

مرة أيام بعد الأحداث الفائتة كانت من أجمل الأيام على بعض وكانت الأسوء من نصيب بعضًا أخر
فتحت الباب ودلفت تحمل بيدها ملف باللون الرصاصي ووضعته أمام وليد ، قائلة وكأن عقلها مغيب :
_ اتفضل ...
أمسك الملف وكادت هي أن تذهب لولا ندائه باسمها فوقفت تنظر له لتجده يقوم من على مقعده ويتوجه لها قائلًا :
_ زهرة دا مش الملف المطلوب ..، في ايه مالك يا حبيبتي من أمبارح وانتِ مش معايا حسك في دنيا تانيه خالص ...
نظرت له ثم زفرت بضيق فجذبها من يديها مجلسًا إياها على الأريكه الكبيرة ثم حلس بجوارها وقال بإهتمام :
_ هاا ..، مالك بقا ليه حسك سرحانه ومهمومه ..
تنهدت بحزن مردفه :
_ مش عارفه يا وليد .. خايفه اوي على قمر ، لما غابت عليا اليومين الـ فاتوا دول ورجعت تكلمني تاني حسيت صوتها مش طبيعي وفيها حاجه ومش راضيه تتكلم ..، مش عارفه ... بس حستها موجوعه اوي
عقد حاجبيه بإستغراب ثم أردف :
_ مش عارف يا زهرة ..، يمكن عشان امتحانتها بس يا حبيبي ، او يمكن خايفه من حاجه ... بصي مش عايزك تقلقي صدقيني أنا واثق في هيما انو هيحيمها من اي حاجه ولو كلفه دا حياته ....
_ بس هو مش ملزم بدا ..
_ فعلًا هو مش ملزم بدا ، بس أنا عارف صاحبي طاما طلبت منه حاجه وخصوصًا حاجة زي كدا هيفديها بروحوا انتِ ماتعرفيش هيما
نظرت بعيدًا بتردد ، فهي قلثة كثيرة عليها ، تُفكر مليًا أين كان عقلها عندما وافقتها الرأي لفعا هذا ،.. قاطع شرودها قوله  :
_ مش عايزك تتعبي دماغك الحلو دي في التفكير ولا تحزني خالص، أنا متأكد انها كويسة، وهيما شايلها في عنيه..، وأول ما تحسي إنك عايزه تتكلمي او مخنوقه تعاليلي ..
_أنا .. أنا بس محبتش أشغلك ...
_ لا يا ستي اشغليني .. أنا بحبك تشغليني .. اتفقنا ..
هزت رأسها بنعم فوجدته يأخذ نفس عميق ثم زفره على مهل مردفًا :
_ زهرة ... العيد فاضل عليه ست أيام ... ممكن أكتب كتابي عليكِ بكره ..
فاجأها سؤاله هذه ..! ، فأردفت متعجبه :
_ اشمعني ..!
_ بصي كدا كدا فرحنا هيبقى الخميس الـ بعد العيد يعني بعد العيد بأربع ايام ، يعني لسا فاضل عشر أيام على الفرح ..، وبصراحه أنا مش واثق في نفسي أبدًا، يعني عايز اتكلم براحتي معاكِ .. فطاوعيني بالله عليكي ...
_ طب .. طب أنا عايزه قمر تكون معايا ..
_ هتكون معاكي في الفرح...، هي كدا كدا هتنزل كمان أربع ايام بالظبط .. قوليلها لما تكلميها وتكون معانا ڤيديو هي وهيما ... ها قولتي ايه ..!!
_ مش عارفه ..
أبتسم لها ثم اردف بحنان يحاول السيطرة على تلك الحيرة التي في عينيها :
_ زهرة ... أنا عايز أكون قريب منك بشكل مفهوش حرمانيه .. مش عايز أحس إن قربي منك في حاجه حرام ودا بيمغص عليا اللحظة دي .. هاا قولتي ايه
وجدها تهز رأسها موافقة ثم أردفت :
_ وأنا كمان عايزه أكون معاك يا وليد.
هتفت بتلك الجملة في بالها لم تقدر على أن تفصح عنها أمامه .
طالعته بحنان وجدت السعادة تقفز من عينيه ثم سريعًا توجه للمكتب يأخذ هاتفه من أعلها ثم دق على أمه ..
_ الواا .. ايه يا حبيبتي ..
نظرت له بغيظ وهو كان ياطالعها فأبتسم على تعبيرها وكتم ضحكته بصعوبة ،ثم أكمل :
_ يا ست الكل .. أخبارك ايه ..
_........

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن