الفصل الثاني والثلاثون الجزء الأول

6K 268 18
                                    

الفصل الثاني والثلاثون
"الجزء الأول "
تائهة في سرايا صفوان

......................................
كانت السيارة تُقاد بسرعة عالية جدًا ، وعندما فتحت قمر السيارة ألقت نفسها سريعًا خارجها لم تحسب حساب لسيارة الأمن الخاصة بها الآتية بسرعة عالية ، ولا لهذا المنحدر .
حاول سائق سيارة الآمن بأن يدعس على الفرامل ليوقفها قبل أن تدهس قمر تحت عجلاتها ، وكان الجميع يرى جسد قمر الذي يتدحرج بشدة على الأرض الصلبة والملساء ثم تدحرجت على أرضيه عرضها حوالي مترين من الصخر الصغير سبب لها جروح دموية بوجهها ،ولكن تلك الصخور ساعدة في بطئ احتكاك جسدها بالأرض لهذا وقف جسدها عن الحراك عند حافة الجسر تمامًا ،وكان يُعتبر جسدها نائم نصفه على الأرض ونصفه مُعلق بالهواء .
فتح إبراهيم السيارة سريعًا عندما وجدها تقفز من السيارة بعد أن أمر السائق بالتوقف في الحال ، ركض سريعًا وهو يشير للسيارة الآتية نحو قمر بأن تتوقف قبل أن تدعسها وهو مستمر بالركض يهتف بإسمها في وجل شديد وهو يرها تتدحرج هكذا :
_ قمـــــــــــر ....قمــــــــــــــــــر ، امسكي نفســــك ... قمــــر ...
جحظت عينه بصدمة وهو يراها تعبر تلك الأرضية الملساء ، لتكون على أرض صخرية وجسدها يستقر على الحافة هكذا ،منظر يرعب مشاهديه .. !
أقترب سريعًا منها وهو يهتف بخوف شديد :
_قمر ...،اوعي تتحركي ، ماشي .. قمر اووعي تتحركي ..
انزلقت قدماه بين الصخور ، لتحدث صوت بدى لقمر وكأنه ينزلق نحوها وسيوقعها فهتفت بصراخ وصوت باكي :
_ حاااسب ..
_ هشششش ، خلاص ..
جلس على قدميه ثم مدّ يديه الإثنين وجذبها بعيدًا عن الحافة ، ملقيًا إياها بأحضانه فتمسك به سريعًا وهي تبكي وتصرخ معًا من شدة خوفها ، احتضنها إبراهيم ومدّ جسدها للأعلى قليلًا فأجلسها على قدمه وهو مازال يحتضنها بخوف شديد ،.. وهي تبكي وتصرخ وعقلها يصور لها أنها لو تحركت خطوة واحدة ستقع في النهر .
_ قمر سمعاني .. ، حبيبتي إنتِ بقيتي كويسة خلاص صدقيني ...، قمر فتحي عينك ..
دفنت وجهها أكثر بين صدره تهز رأسها نافية أن تستمع له ، احتضنها بشدة أكثر محاولًا بث الأمان لها كي تطمئن ، وهي مازالت على حالتها .
_ لا أُحب أن أقطع تلك اللحظات العاطفية لكن للأسف ، لدي موعد هام بعد ساعة يجب أن أستعد له ..
دار إبراهيم رأسه لصاحب الصوت ،وجحظت عينها عندما وجد رجالة جميعًا جالسين أرضًا ويداهم خلف رأُسهم ، ورجال ديميتري تحيطهم ، وديميتري بنفسه يقف أمامه مصوب سلاحه عليهم .
شعر بتجمد جسد قمر بين ذراعه فزاد من ضغط يده على جسدها ، ثم بعدها شعر برأسها يميل للخلف وغابت عن الوعي .
نظر لها إبراهيم بقلق ثم تحامل على نفسها وحاول أن يقف بها وترنح قليلًا إلا أنه حاول أن يقف متزنًا .
طالع ديميتري بكره ثم هتف بحدة :
_ أسمع يا هذا ، لا أود أن أدخل معك في نقاش ، هذه زوجتي ليست خاصتك ، .. لهذا أتركنا نرحل بهدوء قبل أن أفتعل معك مشكلة حتمًا ستنتهي بموت أحدًا وبتأكيد ليس أنا ...
نظر ديميتري حولها بإستنكار مردفًا بسخرية :
_ ألا تقولون الكثرة تُغلب الشجاعة ، .. أنا لا أريدك ،.. أريد هذه الحلوة ..
ثم أشار بسلاحه نحو قمر فهتف إبراهيم بحدة :
_ كما قُلت لك ، ستتركني أذهب وهي مـعــي ، سيكون الأفضل لك ..، ليس لدي نية أطلاقًا بأن أنشب حربًا معك ..، وأنتم أيضًا ألا تقولون أعرف عدوك جيدًا ... يبدو أنك لا تعرفني ...
كان إبراهيم يعلم أن ديميتري بسيل لعابه أمام المال كما تسيل الكلاب لعابها أمام اللحوم ، ... هتف ديميتري بنبرة مترددة قليلًا :
_ لا.. تُهمني كي أعرفك ..، فقط هي من تهمُني ..
أشار إبراهيم ليده وقد علم من نبرته أنه فعلًا كما قال ، لهذا تحدث بثقة نفس كبيرة وقال :
_ وهي تُهمني ...، أنا إبراهيم الساعي ..، من كِبار رجال الأعمال بمصر والشرق الأوسط ..، ولي شركة هنا ....، أسمع أستطيع أن أنفذ لك ما تحتاجه في سوق العمل مقابل أن تتركني أنا .... وهي قبلي ...
رفع ديميتري حاجبه بفكر قليلًا ، موت قمر أو حياته لن تُساوي شيء عنده لكن من الممكن أن يكسب من ورائه عملًا تجاريًا .
هتف ديميتري بشك :
_ أي شيء أحتاجه ..
هز إبراهيم رأسه سريعًا وأردف مؤكدًا :
_ أجل ..، أي شيء ....
_ حسنًا ، مناقصة أدواة طبية تُنافسني فيها شركة مصرية هنا ، وأريدها لي ماذ أنت بفاعل ...
_ تريد المناقصة أم الشركة ..
_ المناقصة بالطبع ..، أريد الشركة بأن تنسحب كليًا منها ، لا أن تُقدم عرضًا أقل ...
_ لماذا ..، لماذا تريدها وأنت جميع أعمالك الخارجة عن القانون تلك تُكفيك أمولًا ..!
_ يبدو أنك تعلم الكثير عني ،.. ولكن لا .... الأموال معي تكفيني لأبني مئة قصر بجميع أنحاء العالم ، لكن أريد أن يكون لي ستارًا وداعم أمام الناس ...، هاا ماذا قُلت يا رجل ..
_ حسنًا أعطيني اسم الشركة ...
_ شركة الإتحاد الدولي M.A.E
نظر له إبراهيم بدهشة فالحظ قد ألقى بيده الكرة ،فهذه هي شركته ،ولكن تلك المناقصة هي من آتى لها كي يناقشها مع كِنان ، وتُعتبر ستكون حدث هام في تاريخ الشركة هنا ،وسيعلوا اسمها أكثر بين الآفاق ولكن ليس بوسعه أن يقرر ، فالحظ ألقى الكرة وألقى الإختيار أيضًا ، هتف بعد تفكير فألف مناقصة فداءًا لقمره :
_ حسنًا ،أعتبر المناقصة تلك ،.. لك ..
_ ولما كل هذه الثقة ..!!
_ تلك هي الشركة الخاصة بي هنا ..، ومديرها كِنان ديفراج .. اليس كذلك ..
_ نعم هو هذا الأحمق ...
تحدث إبراهيم بجدية وحزم :
_ حسنًا ، اتركني أرحل وأكون بمصر أيضًا ، وبعدها ستكون لك ..، أعدك بذلك ..
هتف بسخرية :
_ وما الضمان لي ..!!
_ وعدي ضمانً لك ..، وعليك أن تُسرع بإتخاذ القرار ، الشرطة ستكون عند بيتك في غضون دقائق معدودة ، وإن أمسكت بك سأخذ قمر بدون الحاجه لأن أتنازل عن المناقصة ..، ها ما رأيك ..!!
كان قصر ديميمتري يقع على اتجاهين ، اتجاه يؤدي لهذه الجسر الكبير واتجاه أخر يؤدي لشوارع المدينة ، وهذا الطريق هو ما أعطاه إبراهيم لكِنان .
فكر ديميتري قليلًا، واضطر أخيرًا أن يثق بكلمته فتنحى جانبًا مما جعل جميع الرجال خلفه يفسحون الطريق ليمر إبراهيم حاملًا قمر. ،وقف إبراهيم بجوار ديميتري وقال وهو يشير لرجاله قائلًا :
_ أتركوهم ..!!
أشار ديميتري بيده لرجاله فتركوا رجال إبراهيم ،ليقفوا سريعًا مجتمعين حول بعضهم ، ثم تحركوا إلى سياراتهم .
فتح أحدهم الباب الخلفي لإبراهيم كي يدلف بقمر ،وبالفعل دلفى الإثنين واسند قمر على قدميه ونظر نظرة أخيرة لديميتري ثم هتف :
_ هيا ..، أرحل من هنا وأعطني زجاجة ماء ..
بدأ بتحريك السيارة وهتف :
_ لا يوجد ماء سيدي ..، سأبتاع واحده على الطريق ..، نخرج من هنا فحسب ..
تحركت إحدى السيارات في الخلف ثم بعدها تحركت السيارة التي يجلس بها إبراهيم ،وبعدها سيارتين .

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن