تائهة في سرايا صفوان
الفصل الواحد والأربعون
"الجُزء الأول "
......................................تململت في نومتها براحة لتصدم يداها بجسده الصلب فسكنت حركتها قليلًا ،وهي تفتح عينها لتقع عينها على سقف باللون الأبيض وتحفة زرقاء اللون تتوسط السقف يخرج منها مصابيح عدة تضيء باللون الأبيض .
استندت على جذعيها ثم رفعت جسدها لأعلى وهي تضم الغطاء حول جسدها حلما استشعرت برودة الجو، حاولت القيام من على السرير دون اصدار صوت حتى نجحت في ذلك ثم ألقت نظرة خاطفه عليه وهو ينام بسكينة ، توجهت نحو غرفة الملابس تسحب ملابسها فقد كانت تنساها ثم توجهت نحو المرحاض لتأخذ حمامًا دافئ .
لاحقًا ، كان قد بدأ في الاستيقاظ حينما مدّ يده على الفراش بجانبها ليلاحظ عدم وجود زهرة والمكان بارد ، ففتح عيناه ثم اعتدل يرى الغرفة من حوله باحثًا عنها فلم يجدها لكن استرعى انتباه صوت تدفق المياه داخل المرحاض فعلم انها تستحم بالداخل .
اعتدل بخمول جاذبًا الهاتف من على الكومود ليرى ان الساعة الحادية عشر صباحًا ، وضع الهاتف مكانه ثم ابعد الغطاء عنه ووقف جاذبًا بنطاله من على الارض ليرتديه سريعًا ثم اعتدل بنصف جسده وراح يقف خلف باب المرحاض يدقه دقاتً متتالية كثيرة ومزعجة ايضًا .
هتفت زهرة من الداخل :
_ وليد انتَ صاحيت .. !
اجاب ساخرًا :
_ لا يا وروحي عفريتي الـ بيخبط عليكِ ...، هتتأخري ..
_ مش عارفة، عايز ايه ..
بنفس النبرة تحدث :
_ هي الناس لما بتبقى واقفة عند الحمام بتبقى عايزه ايه زهرة ....، افتحي يا ماما هاخد سلفي مع الدوش .. !
_طب اخلص طيب الصابون على عيني يا وليد .. !
استند على باب المرحاض هاتفًا:
_ هتتأخري في الشور طيب
_ شويا، حسى ان عضمي مش في مكانه اصلًا ... والمايه السخنه هتفك جسمي شويا ... استنى بقى
زم شفتاه بضيق وقال بتوجس :
_ جسمك وجعك اوي ولا ايه!
_ شويا ..، وهموت من الجوع على فكرا ..، هنزل أقولهم مجوعني كدا .. !
تمتم مبتسمًا بحنان:
_ احلى فطار لأحلى زوزه دلوقتي ..، اطلعي وهتلاقيه جاهز يا حبيبي ...
ابتعد عن الباب ثم دار حول السرير متوجهًا نحو الكومود ليلتقف هاتفه ، ثم فتحه وقام بمهاتفة والدته ليخبرها بان تجلب له الفطار فوق فأخبرته بانهم لم يفطروا بعد منظرين اياهم ، فاخبرها بأن تبدأ بتجهيزيه وسيهبط هو وزهرة بعد قليل .
بعد قليل فُتح باب المرحاض وطلت زهرة من خلفه فملئت رائحة عطرها المكان ، نظر وليد نحوها ليراها ترتدي بجاما قطيفة اللون من اللون الأحمر القاني يضيق بنطالها على قدميها مجسدًا له .
اقترب منه ثم دنى خاطفًا قبلة من على خدها الرطب هاتفًا :
_ ايه الحلاوة دي .. !!
ابتسمت بحياء مردفه :
_ عينيك الـ حلوة يا لولو ...
قرص وجنتها الممتلئة بالدموية قائلًا :
_ يا بت انا مش قولتلك ما تدلعنيش ، ايه ام الاسماء العجيبة دي .. بتجبيه منين ..
دافعته بعيدًا عنه هاتفه باستنكار :
_ طب والله خسارة فيك .... وليد ..
كانت ستتوجه الى التسريحة لتمشط خصلات شعرها ، لكن رجعت له وهتفت :
_ هي البت دي هتفضل كتير هنا .. !
طالعها، مردفًا :
_ يا حبيبي مش قولتلك امبارح ..! ، هتقعد لحد احتفال الشركة السنوي وهتمشي علطول ما تخفيش ..
رفعت منكبيها بلا مبالة قائلة :
_ وانا هخاف من ايه .. ! ، دي حتى كلها سيلكون ...
_ صح وأنا مليش في السيكون الصراحة، يا مهلبية يا حلو انتَ .
طالعتهُ بغرور مردفه :
_طول عمري يا بيبي،.. يلا ادخل استحما علطول عشان ثواني وهكلك أنا من كتر الجووع..
مدّ اطراف يديهِ لها، وقال:
-خدي كلي عشان انزل اقولهم، مجوزني وحش مفترس
_ ولييد...!!!
امتقع وجهه ثم توجه نحو المرحاض وهتف :
_ وحش أليف يا ستي خلاص...
لاحقًا ، بالأسفل جلس وليد كعادته في المقعد الرئيسي وجلست زهرة على يمينه وجدته على شماله ، ومن بعدها جلست مريم الممتعضة ثم سامي وجلست بعد منال ديانا .
كان عزالدين يجلس على أقدام مريم بعد ان استعاد صحته قليلًا ، وقف وليد ومدّ يديه لمريم قائلًا :
_ هاتي عز يا مريم ...
رفعت وجهها له ، وتحدثت :
_ بلاش يا وليد عشان مايوقعش حاجه عليك ...
هز رأسه رافضًا وهو يقول :
_ ملكيش دعوة ،هاتيه بس ..
كان بعيدًا عنها قليلًا ،فأعطت مريم عزالدين لزهرة هاتفه :
_ ادهولوا يا زُزه ...
أمسكت زهرة بعز الدين تقبل وجنته اليسرى قائلة :
_ الف سلامة عليك يا حبيبي ..، خد يا عمو..
ثم أعطته لوليد الذي امسكه ثم اجلسه على قدمه وقبله مكان قبلة زهرة مردفًا وهو يغمز لها :
_ يا حبيب عمو انتَ ....
هزت رأسها بيأس ثم دعست على قدمه لينظر لها بحدة فردته بنظرة زاجرة ليصمت ، انتبه الاثنين لهتاف إلهام المحب :
_ ربنا يمد في عمري شويا كمان عشان أشوف عوضك يا وليد يا بني ...
هتف وليد بخبث وعينها لم تبتعد عن زهرة التي أخفضت وجهها بخجل :
_ عن قريب ان شاء الله يا تيتا .... دعواتك بس ...
_ بدعيلك يا حبيبي والله ...
تدخلت ديانا في الحديث وهي تهتف بنبرة غلّ :
_ مع اني شايفه إنها تستنا شويا ،عشان الحمل بيبوظ جسم الست .... يعني عشان وليد ما يزهقش منك ويبص برا ...
انفرجت ملامح مريم بصدمة من كلامة ديانا الوقحة وظنت أن زهرة ستصمت من الخجل كما كانت تفعل هي ، لكن ادهشتهم جميعًا بردها وهي تضع يدها على يد وليد بحميمية وهتفت بهدوء رغم الحنق والغضب الذي حاولت اخفاءه :
_ مين قالك كدا ...، يمكن الحمل بيأثر على جسم الست لكن للأحسن طبعًا ، وبعدين وليد لو أنا راسي كلها الشعر الابيض غرقها وسناني وقعت هيفضل يحبني زي ما هو ... مش صح يا وليد ...
ألقتها ديانا بنظرات نارية احتدت عندما شاهدت وليد يرفع يدها التي كانت تضعها على يده يقبلها برفق ثم أجاب :
_ طبعًا يا حبيبة وليد ...
ثم التفت لديانا وهتف بنبرة حادة منفعل قليلًا جعلتها ترتعد مكانها :
_ محدش طلب رأيك يا ديانا ..، يريت تخليكِ في حالك .... يكون أفضل يعني ..
احتقن وجهها من الغيظ ثم هبت واقفة وهي تقول:
_ هعمل فون مهم .. عنئذنكوا ..
ثم غادرت تحت أنظارهم منهم من كان شامتًا ومنهم من كان فرحًا .
............................................
أخذت حجة المكالمة الهاتفية حاجة لها كي تخرج من بينهم فقط ليس الا دون أن تظهر لهم انها قد اغتاظت من حديث زهرة وكيف رد عليها وليد .
تنفست بحدة وهي شاعرة بنيرانً تعتصر قلبها ، فلم يكن هذا الوضع الذس رسمته في مخيلتها لترها ، حيث كانت تهيم بوليد عشقًا ولم تعرف بزواجه سوى قبل حفل الزفاف بيوم فقط مما جعلها تريد أن تنزل الى مصر لتنهي هذه الزواج بأي شكل ، لكن لكثرة الأعمال الموكلة بها من رائسها بإيطاليا لم تستطيع ، لهذا أخبرت نفسها أن تلك الفتاة ستكون كمريم أو ضعيفة الشخصية على الأقل ، لكن يبدو أن الموضوع سيحتاج لأكثر من اسبوع كي تتخلص منها .
رن هاتفها فأخرجها من تفكيرها ونظرت لشاشة هاتفه لتجده رقم مخفي ، عقدت حاجبها باستغراب ثم فتحت الخط ووضعته على اذنه لتستمع لصوت رجولي يهتف بـ :
_ ديانا ميشيل مش كدا ..
ازداد انعقاد حاجبها باستغراب وقالت :
_ ايوا انا ..، مين انتَ ....
_ ممم ،.. مش لازم تعرفي ....، حلو مشهد وليد مع زهرة صح ..! ، حسيتي بنار جواكي وهما قاعدين قدامك بالرمانسية الفظيعة الـ بينهم دي ..
شهقت بخفوت من حديث هذا المتحدث ويما يتحدث به ، لتردف بانفعال :
_ وو... وليد ايه وزهرة ايه الـ بتقـ...
_ تؤتؤ .. كدب يا دودو من الأول مش عايز ... شوفي الماسج الـ اتبعتتلك كدا ..
لا تعلم لما شعرت بالخوف لوهلة ، فأبعدت الهاتف عن وجهها لترى ان هناك اشعار بإرسال رسالة الآن من أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ، فضغط عليها لتفتحها ، ثم سرعان ما جحظت عينها برعب شديد عندما وقعت عينها على صور لها مع مديرها جون وهم سويًا، بأحد الليالي الشتوية، قد قضتها بمنزله، لكن من أين اتى بهذه الصور وكيف التقطها .. !
وضعت هاتفها على اذنها وهتفت بتوتر تحاول اخفاء رهبتها :
_ اااا .. اصور .. دي .. كـ..كـ..كدب
_لاء كدا هزعل منك وانا زعلي وحش اوي ...، دا هو الـ عطهوني بأيدوا يا ديانا ...، ومعايا فيديو كامل 2 جيجا ...، انما ايه حاجه هتبقى ترند وان لو نزلت.....
أغلقت عينها بعنف من لفظها المشين هذا ، وقبل أن تتحدث هتف بـ :
_ معايا منوا خمس نسخ ، واحد لأمك الـ في ايطاليا ، وواحد لحبيب القلب وليد ..، وواحد ليا طبعًا ، وواحد ليكِ ... اهو تتفرجي على انجازاتك وتقتخري بنفسك ...، وواحد بقا لسوشال ميديا ... صدقيني يا دودو هيكسر الدنيا ،وتبقى ترند على كل المواقع ،.. وعندي الـ يسوقكلك كمان ....
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وهي تقول بيكاء :
_ طـ...طب ... انتَ عايز ايه ..،... ااا ابوس ايدك ما تفضحني ...
_ فضيحة ايه بس يا حبيبي ..، تفِ من بوقك .. ربنا ما يجيب فضايح .... دا طبعًا لو هتسمعي كلامي وتنفذيه بالحرف الواحد ....
هزت رأسها بنعم سريعًا وكأنه يراها ، ثم قالت :
_ حـ..حـ..حاضر .. هه.. هعمل ..
_ طب حيث كدا استني مني مكالمة بقى هقولك فيه الـ مطلوب منك ... سلام يا دودو ...
ثم أغلق الهاتف لتستند على جزع شجرة بخوف ورعب ودقات قلبها تتعالى شيئًا فشيئًا حتى ظنته سيقف .
..........................................
تقدم منها بخطواتًا بطيئة جعلت الرعب يدق بقلبها وهي تتقهقر على نفسها للخلف ، جلس على السرير المتهالك بجوارها ثم على حين غره وضع يديه على قدمها ساحبًا ايها له ، فشهقت بفزع ثم صرخت بصوت عالي ليندفع واضعًا يده على فمها كاتمًا صراخها ،وهتف بعنف :
_ ششششش، مش عايز اسمع نفسك ،لحسن يمين بالله اقتلك فيها وانتِ معادك لسا مجاش اصلًا ...، دا انا محضرلك مفاجأة جامدة ، حاجة كدا محترمة تليق باليدي تمارا ،.. تمن خيانتها ليا ...
دب الرعب أوصلها وقلبها يرتجف من الرعب ، وقد صنعت ألاف السيناريوهات التي تتوقع أن يفعلها ياسر بها .
كانت يداه مازالت توضع على يدها فأزاحها ببطء ،وقال بتأثر حزين مزيف :
_ ليه يا تمارا ،انتِ عارفه اني كنت بحبك قد ايه ...، ايه التمن الـ اشتراكي بيه عشان تعملي فيا كدا وتطعني في ضهري ...
همست بصوت مرتجف :
_ اا امي ... امي كانت .. بتـ..بتموت ... و..وهو انقاذها .... كنت مضطرة ... ااا...ااا ..أنا آسفة ..
_ اسفة ..! ، وأسفك دا هيعمل ايه في قلبي يا تمارا ..!
_ الـ.... الـ بيحب بيسامح يا ياسر ... ،هتقتلني ...!
سألته بضعف لتأثر قلبه ، وقد ظنت انها ستستطيع أن تتوغل داخل قلبه لتجعله يعدل عن قراره هذا ويتركها على الأقل ، وهي ستبتعد عنه دون أحداث جلبة وكأنها لم تكن في حياتهِ بالأصل .
ابتعد عنها مردفًا ببرود :
_ هتجوزك يا تمارا ....، عشان برضوا متقوليش دا ضحك عليا وسابني..، فكرا
ارتجف جسدها بصورة ملحوظها عندما شرد عقلها للحظات في تلك الليلة التي ظن ياسر ومازال يظن انه امتلكها به ،.. لا يعلم انها خطة منها كي توهمه بذلك ليس الا .
اومأت ،وهي تقول :
_ لاء .. مش موافقة يا ياسر ..، مش عايزه اتجوزك ...
اقترب مربتًا على خدها وهو يهتف :
_ ومين هيصلح غلطتي يا توتو ....
ابعدت وجهها بحدة عن يده ثم اردفت :
_ ملكش دعوة يا ياسر ..، سبني اخرج من هنا وانساني ...
_ انساكي ..!
_ ايوا يا ياسر انساني ... وعلى فكرا ، انتَ ماجتش يمي ولا حاجه يا ياسر ولا قربتلي ...، أنا الـ مثلت عليك كدا ...، عشان اصعب عليك بس مش اكتر وتحس بذنب وتخليني جمبك ... وبس
انمحت جميع تعبيراته فاجأه ، فلمعت عينها بانتصار لأنها أغضبته لكن شلت الصدمة تعابيرها عندما قال :
_ عارف ...، بس دلوقتي عرفت السبب ...، الـ ماتعرفهوش اصلًا يا توتو اني مليش في الكلام دا يا حبيبي ، استغربت وقتها جامد وحطيت مليون حجة ، عشان أكيد مش هفضح نفسي ...
قبض على شعرها بين اصابعه فصرخت بألم شديد وهي ترفع يديها لأعلى تحاول أن تُبعد قبضتها عنه وقد ضمت قدميها اسفها ليصدر صوت السلاسل الحديدة بشدة .
هتف بفحيحً كالأفعى :
_ فكرتيني ممكن أربط اسمي بوحده زيك ،... دا انا لو صُبع حسيتوا هيضعفني بقطعه ...، ما بالك قلبي بقا ...، هغرز سكينة فيه واطلعه وارميه للكلاب كمان ... فهمه .... للكلاب ...للكلاب ... يا بنت الكلب يا خاينة
رجّ رأسها بحدة وهو يصرخ بها ثم أعماهُ غضبه لينقض عليها وهو يراها كالفريسة أمامه لا حول لها ولا قوة ،مقيدًا يدها التي تضربه بها لأعلى رأسها كاتمًا صراخها بفمه وأعاق حركة جسدها بجسده الذي اشرف عليها ، ابعد وجهه عنها فالتقطت انفاسها بحدة وهي تنهج بصوت لاهث ، ثم صرخت ببكاء حاد وقد علمت ما ينتوي فعله :
_ لااء يا ياااسر ... ابوس ايدك لاااااا...
انقطع حديثها ثانيًا وهي تغمض عينها بضياع عندما عاد يسكتها مرة أخرى بصوة أعنف وأحد حتى شعرت بأن الدماء لوثت شفتاها ووجها بالكامل ، نصف ساعة مرة عليها تقاومه بشدة مدافعه عن شرفها حتى ناله ولم تستطيع مجابته لتخبو بمكانها فاقدة الحركة والشعور وكل شيء .
ابتعد عنها وهو يُعدل من هيئته ضابطًا ملابسه وهو يبتسم بسخرية عليها وعلى حالها ، ثم نظر لجسدها الساكن وعينها مثبتتًا في الفراغ دون أن ترمش ، وملابسها ممزقة ، اقترب منها فلم تتحرك قيد نملة ثم همس :
_ كنت واعد نفسي اني أول ما اتعالج هنتجوز ونعيش سعداه ..، بس يلا ... انا كدا اطمنت على نفسي عشان اتجوز الـ انضف منك .... ااه من حق
دنى منها أكثر لتغمض عينها وقد اقشعر جسدها ، هتف هو بنبرة شامتة :
_ الـ كانت السبب في انك توافقي على عرض وليد بيه المبجل وتترمي تحت رجلي ....... ماتت .... ايوا أمك ماتت يا تمارا ...
انشق قلبها نصفين وتوقفت انفاسها وهي تشعر بأن شيء ما قد جثى فوق صدرها ، هزت رأسها برفض وقد أدمعت عينها في محاولة منها لتكذيب ما قاله ... ثم هتفت بصراخ :
_ ااااامممممم ..مممممم
دب الرعب قلبها ، ثم صرخة ثانيًا بكل طاقتها :
_ اااااااااااااااااااااا......
صدح صوت قهقهت عاليًا هاتفًا بشماته وقد استطاع معرفة أن لسانها قد شُل ، ثم قال :
_ اتشليتي ..!! ،... بقيتي خرده يا تمارا ...
اهتز جسدها بعنف ثم بدأت بلطم نفسها وهي تصرخ ، تصرخ بصوتً عالي لعل الله يرحمها مما هي فيه ، فهو لم يكتفي بدعسها والبثق على شرفها وعفتها بل أخبرها بموت والدتها والتي هتف عقلها بأنه بتأكيد حقيقي ، فوالدتها متعلقة بها بشدة وهي متغيبة من أكثر من أسبوع ونصف ، .... هل غيابها تسبب بموت والدتها الحبيبة .
صرخت ثانيًا بلسانها المشلول وقبضت على شعرها تمسكه تقطعه بعنف وغضب وقد أصبحت في حالة لا يحسد عليها ، حتى سكن جسدها وارتمى فوق الفراش فاقده للوعي .
طالعها ياسر بدون ذرة شفقة ثم بثق عليها هاتفًا :
_ ال اتجوزك ال ...
...............................................
تسحبت بخفوت شديد وحذر نحو باب الغرفة وهي تلتفت حولها تراقب المكان جيدًا خوفًا من أن يراها أحد .
فتحت الباب ثم دلفت لداخل بخطوات وئيدة نحو هدفها ، اقتربت من الخزانة الخاصة بقمر ثم فتحتها بأيدي مرتعشة ، وقامت بإدخال يدها بين صدرها مخرجة قيراط ذهبي اللون يتدلى منه الكثير من المشغولات الذهبية ثم دسته بين ثياب قمر بطريقة مخفية كي لا يراها أحد بسهولة ، ثم أغلقت باب الخزانة وتسحبت بهدوء نحو باب الغرفة وخرجت دون ان تحدث جلبة ، ثم ركضت بخطوات سريعة نحو الأسفل .
كانت ريم تصعد الدرج من الناحية الأخرى وهي تتحدث مع فتحي في الهاتف وعندما وجدت أحدى الخادمات التي لم تعرفها تركض معطيه ايها ظهرها هتفت بصوت هامس :
_ بتجيي كدا ييه ايبت دي ..!
_ ايه يا حبيبي في ايه ..!
سألها فتحي مستغربًا فردت وهي ترفه منكبيها بلا مبالة :
_ مش عايفه ..! ، بنت بتجيي كدا زي ما تكون مستعجيه ..!
في أحد الغرف بالأسفل ، دقت تلك الخادمة باب الغرفة فاستمعت لزاهية تأذن لها بالدخول ففتحت الباب بسرعة ثم دلفت لداخل هاتفه بلهفة :
_ خلاص يا ستي ، حطيت العقد زي ما امرتي ..
التمعت أعين زاهية بخبث واردفت :
_ براڤوا عليكِ يا بت يا مديحة ، خدي مش خسارة فيكي ..
وأخرجت من جيب عباءتها عدة ورقات مالية من فئة المئة جنيه أخذتهم مديحة منها وعينها تلتمع بالطمع وأخذت في عدهم ، لتهتف زاهية :
_ وليكِ أدهم لما تقولي انك شوفتي قمر بتتسحب لاوضتي من غير ما حد يحس وقت ما كنا قاعدين على الفطار الصبح ....
ابتسمت مديحة وهي تومِأ سريعًا قائلة :
_ حاضر يا ستي ..، الـ انتِ عيزاه .... هروح انا اقف في المطبخ وودني معاكي لحد ما تصرخي ...
أومأت زاهية موافقة ثم اشارت لها بالخروج ، لحظات وبدأت زاهية بالصراخ عاليًا ثم خرجت من غرفتها وهي تهتف بصوت عالي أتى على اثره الجميع ومن سوء الحظ كان إبراهيم متواجد بغرفة المكتب التابعة للقصر .
_يااالهويييي ...، علّييييي الحقنييي يا اخويااا انا اتسرقت ....، يا بابااااا الحقني يا باباااا ... عقد امي اتسرق منييي ...، يا علّييييي ... يا إبراااهيييييم ...
تجمع الجميع حولها علّي وممدوح وإبراهيم وآمنة وريم التي هبطت من الاسفل وقمر التي كانت تجلس في الحديقة تُحدث زهرة وجميعهم يتسألون ماذا يحدث .
هتف ممدوح بحدة :
_ في ايه يا زاهية ،عامله مناحه على ايه ...
اقتربت من والدها وامسكت بيده بلهفه هاتفه ودموعها الزائفة تغرق وجهها مما جعل الجميع يصدق بالفعل الذي قالته :
_ الحقني يا بابا ..، عقد امي يا بابا اتسرق .... العقد الـ ادتهوني يوم جوازي .. جيت بيه عشان البسه في فرح إبراهيم بس اتسرق... ضاع يا بابا .. ضااع
ثم بدأت بضرب فخذيها بحسرة شديدة زائفة أيضًا ، طالعتها قمر بشفقة بسبب حزنها الظاهر فيبدو أن هذا العقد غالي عليها بشدة لأنها من والدتها الراحلة ، رفعت يدها تلقائيًا تتحسس الحُلي الصغير الذي يزين انفها هدية من والدتها ايضًا وقد استشعرت حجم الوجع الذي ستشعر به إن فقدته في يومً ما .
انتبهت على قول إبراهيم الجاد وهو يقول :
_ ماتسرقش ولا حاجه يا عمتي ...، ممكن تكوني حطاه هنا ولا هنا ، ولا يمكن ما جتيش بيه اصلًا ...
التفت زاهية لإبراهيم من بداية حديثه ، حتى انتهى لتردف بحدة :
_ انا حطاه بإيدي يا إبراهيم ... هتكذب عمتك ولا ايه ..! ، عقدي اتسرق من أوضتي يا إبـ...ااا
قاطعها علّي بحزم وهو يقول :
_ زاهية ..!!! ، مين الـ هيسرقه ..؟! ، الخدم الـ هنا كلهم شرفا وميمدوش اديهم على حاجه ... دول لو لقوا كنز مرمي على الارض ولا كأنهم شافوا حاجه ،يأما بيجي ويقولولنا ... لكن مايمدوش اديهم على حاجه ابدًا ...
التمعت عيون زاهية بخبث ثم هتفت وهي تنظر لعينها لقمر :
_ وانا ماقولتش حد من الخدم يا علّي يا خويا ...
انتبه إبراهيم على نظراتها فهتف بتحذير وصوتً حاد :
_ يعني ايه الكلام الـ بتقوليه دا يا عمتي ... !
طالعته ببرود ثم هتفت بوقاحة :
_ اسأل مراتك كانت بتعمل ايه في اوضتي ساع الفطار لما اتأخرت وعملت حجـ...ااا
قاطعها ممدوح بحدة منفرة :
_ زاااهية ... احفظي ادبك ...
ارتجفت قليلًا من حدة والدها ، ثم طالعة قمر التي تلقائيًا تجمع الدمع بعينها واصبحت بموقف لا تحسد عليه وهي تُتهم بالسرقة هكذا ، .. هدر إبراهيم فيها بصوت عنيف حاد :
_ ايه الـ انتِ بتقوليه دااا ..! عندك دليل على كلامك ولا انتِ بتخرفي وخـ...اا
قاطعهُ علّي والده زاجرًا ايها مردفًا :
_ إبراهيم .. عيب تتكلم كدا ...
_ مش شايفها بتقول ايه يا بابا ...!!
ثم نظر لقمر التي بدأت بالبكاء وحلما وقعت عينها بعينه هزت رأسها نافية تتوسل له بعينها الا يصدق ما قيل عنها ، بينما زرفت زاهية دموع التماسيح خصتها وهتفت :
_ أخص عليك يا ابن خويا ...، بقا انا تقولي بتخرفي ...، بس انا بقا عندي دليل .... بت يا مديحة ... انتِ يااا بت ...
هتفت على تلك الخادمة التي سرعان ما ظهرت من العدم هاتفه :
_ ايوا يا ستي ...
تشدقت بنظراتها وهي تقول بحدة :
_ قوليلهم انتِ شوفتي ايه الصبح واحنا على الفطار وجيتي قولتيلي ...
ابتلعت مديحة ريقها بصعوبة من نظراتهم جميعًا نحوهم حتى إبراهيم ، ولكن هتفت بصوت مضطرب :
_ ااا... االست .. قمر .... كـ..كانت ... بتتسحب ... و ..و.ودخلت اوضتة ستي مديحة ...وو.. وبعدين طلعت بتبص .. حو...حوليـ...آآآ
انقطع كلماتها عندما صرخ بها إبراهيم وهو يهمّ بلطمها لولا أن والده امسكه قبل ان يتهور :
_ ياااا كدابة .... يا كدابة ..، مين يا بت الـ خلاك تحفظي الكلمتين دول ... انطقي لحسن يمين بالله اسجنك .. اوعى يا بابا ...
حاول دفع والده عنه الا أن علّي كان ممسكًا اياه بحدة كي لا ينفلت منه ،هتفت زاهية سريعًا بتوتر :
_ خـ..خلاص ... اا احنا نفتش اوضتها .... لو .. لو لقيناه عندها تبقى هي الـ سرقته وبالمره تعرف انت ناوي تتجوز مين يا إبراهيم يا بني ...
كاد إبراهيم يصرخ معنفًا ايها وقد أعمته شهقات قمر التي وقفت بجواره تحتمي به ، لكن هدر ممدوح بصوت منهي للنقاش وهو يقول :
_ ماشي يا زاهية ..، بس يمين بالله لو ما لقناه في حاجتها اول ما هنلقيه هخده منك على اتهامك الباطل دا ...
التمعت عينها بمكر ثم سريعًا هتفت بصوت حزين بلؤم :
_ ولو لقيتت يا بابا ...
قال بصوت حاد :
_ جوزها يأدبها على عملته ، اهم حاجه العقد يرجع ...
توجه جميعًا الى الدرج وكاد إبراهيم ان يصعد خلفهم الا أن قمر امسكت بكفه قائلة من بين بكاءها الحاد :
_ ااا اانت ... مـ..مصدق ... اا اني ... فعلًا ... اخد الـ عقد ..دا ..!!
احتضن كفها الممسك بذراعه وقال بحنان وهو يرفع يده ماسحًا دموعها :
_ أكيد لاء يا حبيبتي ، انا عارف عمتي بتحب تعمل شو بس ..، لكن هثبتلها دلوقتي إنها ظلمتك .. تعالي
امسك بيدها ثم صعد خلفهم وهو يدعو الله الا تكون حقارة عمته قد وصلت لأن تضع العقد بين اشياء قمر لأنه حتى وإن رأها تأخذ العقد لن يصدق عينيه ، أنا قمر فقد كان قلبها يرتجف وهي تشعر ببرودة في اطرفها من الخوف .
.................................................
تقدم بخطوات وطيدة ثابتة نحو باب الغرفة البيضاء وقلبها يمتلئ بالسعادة فقد حانت لحظة الانتقام ، أمسك المقبض وداره لتداهمه رائحة لم تروق له اطلاقًا .
انفتح الباب ودلف لداخل ليرى هذا الجالس على سرير أبيض اللون ويرتدي بنطال وتي شيرت أبيض ايضًا ،معطيًا اياه ظهره ، تقدم أكثر حتى اصبح بالقرب منه ثم هتف بصوت جامد :
_ عزيز ....
ارتعش جسد الماكث امامه تلقائيًا وانكمش على نفسه وقال وقد بدأ في البكاء كطفل صغير :
_لاء .. كهرباء لاء ... لاء .. لاء ...
اقترب وليد ليملي عينيه بمنظره المنكسر الضعيف الباكي ، لا يوجد مكان للإنسانية بداخله الآن فهو أمام قاتل والده الذي قتله بدمً بارد كي يأخذ ثروته .
قبض وليد على تلابيب قميصه بعنف ثم رجه بحدة وجذبه ليقف وهو يقول بصوتً متألم :
_ قتلته ليه ...!! ، لييييه ...! ، دا انت لحم كتاافك من خيرووو ...، قتلتوا ليه يا عزيززززز ....
حاول عزيز دفعه وهو يقول بخوف :
_ لاء .. كهربا لاء ... لاء ... كهربا لاء ...
ابتسم وليد ساخرًا وهتف بتهكم :
_ دا كان عندو استعداد يعملك الـ انتَ عايزه عشان كان بيعتبرك اخوهه .. تقوم تخونه وتطعنه في ضهروووو ...، موته مسمووم يا عزيز الكلب ... وكنت عايز تاخد مراته ...
دفعه على السرير بحدة ليرتمي عزيز بضعف ودون جهد وهو لا يكف عن الهتاف بـ :
_لاء كهربااا لاااااء .....
شعر وليد بقبضة تعتصر قلبه عندما تذكر الماضي خصيصًا منذ ثلاث سنوات وعدة أشهر ،تلك الذكرى الأليمة .
"عودة بالوقت للوراء" ...
تنهد بحزن شديد وهو يستند على المقعد الخاص بوالده الراحل بعد أسبوع من موته فقط ، شاردًا بعقله إلى تلك الأيام الذي مرت عليه خصيصًا هذا اليوم الذي أخرج فيه الطب الشرعي السبب الرئيسي للوفاة :
_ يا وليد بيه والد حضرتك ميت بسب جرعة سم محرم دوليًا ومش بيتباع غير في دول جنوب إفريقيا من عقرب سمه شديد الخطورة ، عامل زي مايه النار بالظبط ، بس محطوط عليه مادة برضوا محرمة دوليًا بس دي البلد الأم لصناعتها وانتجها روسيا ، المادتين دول لو دخلوا جسم الإنسان بيفضلوا يدمروا جميع الأجهزه فيه من غير ما صاحب الجسم يحس بأي حاجه ابدًا وغالبًا بيفضل في الجسم لفترة ما بين يومين لتلاته وبعد كدا الانسان بيموت ...
خرج من تفكيره على صوت دق الباب فاعتدل وازال تلك الدمعة التي نزلت من عينيه ، ثم حاول رسم قناع الجدية وهو يقول :
_ ادخل ..
دلفت مدام نيڤين وهي ترتدي بذلة كلاسيكيه من اللون الأسود ، ثم اقتربت بخطوات ثابتة الا ان نظراتها كانت متوترة قليلًا .
توقفت أمام المكتب ثم هتفت بجدية وأعين ثابتو قائلة :
_ وليد بيه ..، سالم باشا أنا يشتغل عندوا من بعد ما جوزي مات ومعاشه مكنش بيكفي حتى أول عشر ايام من الشهر ، وقتها قدمت هنا والحمدلله اتقبلت وبقالي اكتر من تلات سنين معاكوا ... وبنتي اتجوزت من خيركوا ... دا غير إن سالم باشا الله يرحمه كان بيعتبرني اخته الصغيرة فعشان كدا جيت وقولت لازم أقول لحضرتك على حصل قبل ما العربية تتقبل بيه ويموت ....
اعتدل وليد اكثر وصب كامل تركيزه على حديث نيڤين ، وطالعها باهتمام لتقول :
_ سالم باشا قبل الحادثة بحوالي ربع ساعة او أقل كان في المكتب هنا مع عزيز بيه وشدو مع بعض جامد في الكلام وسالم بيه فتح باب المكتب جامد وخو بيرزعقه وقال والله لموتك يا عزيز لو قربت منها ، و ..و ... وشتمه جامد وهو بيقولوا انوا هيسجنوا لو جرالوا حاجه وبعد كدا نزل ونبه على الأمن انهم ما يخرجوش عزيز من الشركة ابدًا ويحجزوه في المخزن ، بس بعد الوفاة خرج .. اذاي معرفش ..! ..، دا كل الـ حصل وحبيت أعرف حضرتك بيه ...
كانت الصدمة تعلو ملامحه بشدة ، ماذا حدث بين والده وعزيز ليتوعد له بالانتقام هكذا ، ردد عقله هذا السؤال ، ثم سريعًا هتف بعجالة :
_ ماشي يا مدام نيڤين ... ممكن بس تناوليني شنطة الاب توب الـ هناك دي ، وتقدري تتفضلي ...
اتجهت نيڤين لحقيبة الاب توب الخاصة به ثم قدمتها لوليد وعادة أدراجها للخارج ، امسك وليد بالحقيبة سريعًا وفتحها مخرجًا منها جهاز الاب توب الخاص به ثم فتحه وبدأ بتشغيله ومن ثم قام بالاتصال بشبكة الواي فاي ودلف لأحد البرامج الموصلة بكاميرات سرية موضوعة في جميع غرف الشركة بسرية تامة .
بحث عن يوم الحادث في غرفة والده حتى وجده ، ثم بدأ بتسريع الشريط حتى وصل لقبل ان يدلف عزيز بلحظات وكان والده يجلس على الكرسي الذي يجلس عليه الآن وهو يرجع ظهره للخلف شاعرًا بخدر في جميع انحاء جسده وألم لا يعلم مصدره .
دلف عزيز وتوجه ليجلس بالمقعد المقابل للمكتب وهتف :
_ مالك يا سالم ..
فتح سالم عينيه وهو يشعر بدوار ثم اعتدل في جلسته محتضنً جبهته وهو يقول :
_ مش عارف يا عزيز .. صداع هيفرتك دماغي وألم في جسمي كلوا ...
طالع عزيز ساعته ثم هتف بنبرة خبيثة عرفها وليد بوضوح :
_ ما تقلقش يا سالم ،كلها ربع ساعة بالظبط وترتاح من الألم دا كلوا ... وللأبد ..
توجس سالم من كلماته تلك التي لم يألفها ،ثم قال :
_ تقصد ايه يا عزيز ..!!
رفع عزيز منكبيه وحاجبيه معًا وقال :
_ اهوو ..، حبيت انك ترتاح شويا واسبلي أنا الهلومة دي كلها .... أديرها بمزاجي أنا ... لاء ومش الشركة بس ..تؤتؤ .. الحلوة مراتك ...
قست تعابير سالم بحدة وهب واقفًا وهو يستند على المكتب بيديه عندما شعر بدوار حاد يعصف به وهتف بغضب شديد :
_ انتَ بتقول ايه يا عزيز .. انتَ اتجننت ، بتجيب سيرة مراتي بالطريقة الـ **** دي اذااي ... !!
وقف عزيز ثم دار حول المكتب ليقف بحواره وهتف بنبرة غير مبالية :
_ اهو بقى ، ... كفاية عليك كدا يا سالم ، سبني أنا استلم مكانك شويا ...
دفعه سالم بحدة فأمسكه عزيز من يده وضغط عليه بصورة لم تكن حادة الا ان سالم شعر وكأن احدهم طرق عليها بمطرقة حديدية .
_ تؤتؤ يا سالم يا حبيبي .. افهم بقى انا بعمل دا لمصلحتك ... عايز الناس تاكل وشي ويقولوا سايب مرات صاحبه ... الله يــرحــمــه كدا بعد ما مات ... لاء طبعًا مهما كان أنا هحط منال تحت عيني ما تقلقش و ...
ثم مال على رأسه هاتفًا ببعض الكلمات التي سرعان ما رأى وليد تأثيرها على ملامح والده ، ثم أكمل عزيز :
_ متخفش محدش هيحس بغيابك .. موت وانتِ مطمن بقى ... ييييه شوفت يا سولوم كنت هنسى اذاي ، جسمك بيمشي في سم جامد مصنوع ومتفصل عشانك بس ، بقالوا في جسمك يومين بيقعد تمانيه وأربعين ساعة بالظبط ... والـ فاضل منهم سبع دقايق بس ...
قبض سالم عل تلابيب عزيز بحدة وهتف وهو يجذّ على أسنانه بغضب :
_ ورحمة ابويا منا سايبك يا ***** ... هشرب من دمك يا ****** .....
توجه سالم نحو الباب وهو يشعر بثقل في انحاء متفرقة من جسده لكنه تحامل على نفسه وفتح الباب هاتفًا بصوت عالي وغضب :
_ والله لموتك لو قربت منها يا ****** ... ، هسجنك يا عزيز الـ ***** ، .... هسجناااك لو جرالي حاجه ، وليد هيعرف بكل حاجه يا ****** ...
اختفى بين بوابتي المصعد الكهربي هابطًا للأسفل، وكان يقصد في نهاية حديثة بأن وليد سيشاهد الكاميرات التي لا يعلم عنها سوى هو ووالده فقط ! ، اكمل وليد الفيديو ليشاهد عزيز الذي ضرب جبهته بباطن يده ثم قال :
_ ييييه .. نسيت أقوله ان العربية مفهاش فرامل وهيموت بيها ... أنا مالي بقيت بنسى كتير كدا ليه ..!
أغلق وليد جهاز الاب توب سريعًا ونيران الغضب تندلع من بين مقلتيه ودّ لو كان عزيز أمامه لقطعه أربًا وتناوله حيًا .
لم ينفث عن غضبه هذا او يخمد سوى بعد مدة طويلة قضاها بتحطيم أثاث المكتب بكامله ،ثم توجه نحو القصر ومنها لغرفة الـ gymالخاصة به وسامي يكمل باقي غضبه لعل نيران الانتقام تخمد قليلًا ، ثم ارتدى ملابسه وذهب الى مقبرة والده الراحل ، وقد غلف قلبه الجحود اتجاه هذا الرجل ليتوعد له بأن ينال أقصى عقاب
"عودة للوقت الحالي "....
طالع وليد عزيز وحالته التي يرثى لها فقد أودعه بتلك المشفى منذ ما يقارب السنتين والنصف وهو يُعامل بطريقة غير قانونية حتى جنَّ بالفعل .
اقترب وليد ممسكًا ياقة قميصه وجذبه نحو ثم وضعه يده بجيبه مخرجًا حقنها ومدها واضعًا ايها بفمه يسحب غطاءها ثم قام بغرزها في عنق عزيز سريعًا ، وهو يقول بعيون تلمع بذروة الانتقام :
_ قربت تروح لجحيمك يا عزيز ..، دا نفس السم الـ اديته لابويا .. مع اختلاف صغير ، انك هتحس بكل ذرة ألم في جسمك بس مش هتبقى عارف سببها مني أسبوع عشان يجيلي ... أصل حبيبي كتير اوي ، عذابك التلات سنين الـ فاتوا دول كفيلين يهدوا جزء ولو صغير من انتقامي
طالع ساعتها بتدقيق وهتف بابتسامة شامته :
_ تمانية وأربعين ساعة بس يا عزيز وهتموت ... صدقني هيكونوا أوسخ يومين عشتهم من الـ هتحس بيه ...هتموت وهجبلك ابنك بعدك بـقليل... اجيبه بس ...
كان عزيز مازال يهذى بكلماته دون أن يعي ما يحدث حوله البته ، ابتعد وليد عنه ثم قام بإخراج هاتفه ودق على عادل الذي سرعان ما أجاب قائلًا :
_ ايوا يا فندم ..
_ عادل اطلع خد عزيز من هنا يلا ...
_ ااا .. معلش يا وليد بيه ..، امي مرضت فاجأة وكان لازم أكون معاها ..، وسبت جورج تحت يا فندم ...
تفهم وليد الأمر ،فأمأ موافقًا وقال :
_ طيب ..، لو عوزت اي حاجه كلمني علطول وخد اليوم كلوا أجازه ..
_ كتر خيرك يا باشا ، اختي هتقعد معاها لما نروح وانا هجيلك علطول ...
تحدث وليد بنبرة معترضة :
_ اسمع الكلام يا عادل ، خليك جمب الحجه وصلها سلامي ...
_ يوصل يا باشا ان شاء الله ، وبعتذى اني مشيت من غير إذنك ...
_ ولا يهمك .. سلام
أغلق وليد معه الهاتف ثم دق على جورج ليصعد هو ورجاله يأخذون عزيز من هنا .
.........................................
كان يجلس في سيارته ينظر لأحد الأماكن بتدقيق وعينها لا تنحاز عن المكان اطلاقًا ، شردت عينه لثانية تطلع المكان النائي حوله بازدراء والخالي سوى من ثلاث سيارات وفيلا صغيرة الحجم تقع الى حدًا ما بين صحراء جرداء .
تشتت نظراته للحظات عندما وجد ياسر يخرج من بوابة الفيلا وخلفه أحد الرجال ضخم الجثة ، ثم ذهب ياسر لسيارته وفتح بابه ومال بجزعه العلوي يأخذ أحد الاشياء من اعلى التابلوه ثم خرج واعطهُ لرجل فظهر ظرف ابيض كبير يبدو انه يحمل نقودًا .
لحظات وركب ياسر سيارته ثم حمل حاله ورحل بينما الرجل فقد عاد ادراجه للفيلا مرة أخرى .
هبط عادل من السيارة التي كان به ، ثم فكر قليلًا فيما سيفعله فإنها مخاطرة كبيرة ان دخل بمفرده ، ولا يريد تشويش عقل وليد الآن .
لهذا أخذ قراره وتأكد من امتلاء خزان سلاحه وبعض الذخائر الذي وضعها احتياطيًا بجيب سترته ان نفذت .
تقدم بهدوء نحو الفيلا ودار حولها ليصبح خلفها ثم دقق النظر في جدرانه يرى اي ثغرة يمكنه الدلوف من خلالها .
انفرجت ملامحه ببسمة عندما وجد باب متهالك يغطيه بعض شباك اغصان احد الاشجار التي تشكلت كخيوط عنكبوتية .
تقدم من الباب وأخذ يزيح الأغصان عن الباب بحدة حتى ظهر جزء يستطيع الدلوف منه ففتح الباب الذي اصدر صرير عالي فأغمض عينه بانزعاج ودعى ربه الا يكون قد لاحظه أحد .
بالأعلى في أحد الغرف كان يوجد بمفرده هذه الليلة وقد شاهد بأم عينيه ماذا فعل ياسر بتمارا حتى ثارت غريزته هو الأخر نحوها وتمنى ما فعله ياسر بها ، لهذا انتظر حتى أخذ شريط الكاميرا الذي سجل ما حظى به ياسر معها وخرج .
تقدم منها وهي فاقدة للوعي وملابسها ممزقة ودقات قلبه تتعالى بشهوانية ، ثم حسم امره وراح يدير الكاميرا باتجاهً اخر بعيدًا عن سريرها ثم عاد لها .
جلس على السرير بجوارها ومد يده نحو قدمها يتحسسها وخصوصًا أجزاء جسدها العاري التي مُزقت تحت أيدي هذا اللعين الأخر ، انساق وراء رغباتها وغريزته الحيوانية غير مراعي لما فيها وما تعرضت له من اذى جسدي أكثر منه نفسي ، ثم بدأ بتجريد نفسه ملقيًا جسده عليها واستباح لجسده ما استباحه الأخر دون الأخذ الحرمانية فأشباههم قد سيطرت على واقعهم مبدأ اللذة وضعف الضمير ولم يأخذ بالاعتبار ذنب تلك الضحية ماذا وفيما فعلت ..!؟
تحرك عادل نحو سلم الفيلا الى الطابق الأعلى وهو يشهر سلاحه ويضغط على الزناد مستعدًا لإطلاق الرصاص بأي وقت .
توقف في الدور العلوي ونظر يسارًا ويمينًا متعجبًا من خلو المكان من أي أحد..، أين الرجل الذي دلف بعد أن أخذ الظرف من ياسر .
استرعى انتباه صوت همهمات وأنين مكتوم وكأن أحدًا ينازع شيء ما ، ثم علىٰ صوت صرخة ضعيفة سرعان ما انكتمت ، فاستطاع عادل الاستدلال على المكان الذي انبعثت منه الصرخة ، فتوجه سريعًا لتلك الغرفة وكان بابها مفتوح ليقع عينها ولأول مرة بحياتها على مشهد بهذه القذارة .
غلت الدماء بعروقه حتى ظن ان جسده سينفجر من كثرة حدتها ، وقام سريعًا بإطلاق النار على هذا الجاثي فوقها فأخرج تأوهًا حاد وارتمى فوقها ولم يستطيع ان يُبعد جسدها عنها من كثر الألم .
توجه عادل نحو تمارا التي دخلت في ملكوتًا أخر غير واعية تمامًا ما يحدث فقد افاقها هذا الحقير بسبب اهتزاز جسده .
حانت لعادل التفاته صغيرة لجسد هذا الحقير وتمارا ليكسوا ملامحه الحزن الشديد فقد تأخر ... وكثيرًا جدًا ، قد نالها اللعين وللمرة الثانية تتعرض لما شحذ انوثتها وتبقى منها حطام امــــرأة ضعيفة .. !
جذب عادل تمارا بحدة من أسفل جسد الرجل بعد أن رفع قدمه ليركه بحدة في جانبه ليبتعد عنها وهو لا يقوى على الحراك مع اطلاق صريخًا عالي لشدة ألمه .
حملها فورًا بين ذراعيه مشيحًا وجهه عن جسدها الذي تلوث بدمائها وبعض الدماء التي تجلطت عليه ليستشف سريعًا انها قد تعرضت لضرب أو الاعتداء عليها قبل هذا الرجل .
هبط بها من الفيلا سريعًا ،ثم خرج منها وتوجه سريعًا الى سيارته ثم دلف بها الى المقعد الخلفي ثم خرج وقام بنزع معطفه الأسود ، ليضربه الهواء البارد فلم يهتم ودلف مرة أخرى والبسه ايها وهو يستشعر برودة جسدها وتحوله للون الازرق مع لون شفتاها الذي اصبح باللون الأبيض وهي متشققه والدماء متجلطة عليها وحولها .
عاد لسيارة مستقلًا مقعد السائق ثم انطلق بها من هذا المكان وجزئًا داخله يحمد الله على مشاهدة لياسر داخل سيارته وهو يقف بها في أشاره مرور حيثُ كان عادل في السيارة التي خلف السيارة المجاورة لسيارة ياسر لهذا استطاع رؤيته .
انطلق نحو المشفى الخاصة بعائلة صفوان الشناوي والساعي ، ليدلف قسم الطوارئ ثم قام بتشديد على أحد الممرضين بأن يتم اخفاء تلك الحالة من السجلات وهذا أمر من وليد صفوان شخصيًا ليضطروا لتنفيذ ما طلب منهم مضطرين .
..............................................
دلف الأثنين أخر الموجودين وإبراهيم يمسك بيد قمر ، لكن تجمدت أقدام الإثنين وشعرت قمر بأن الأرض تميد بها عندما مدت زاهية يدها في خزانتها تعبث بها ثم أخرجت العقد منه ، تركت يد إبراهيم لتحتضن فمها بكفيها تكتم شهقتها الفزعة وهي تهز رأسها برفض ، ثم أخيرًا نطقت بـ :
_ لاء .. والله ما ...ما أخدت حاجه .. إبراهيم ..
نظرت لإبراهيم تستنجد به الا أنها انصدمت عندما وجدت ملامحه ثابته وكأنه مصدق بالفعل أنها من فعلت هذا .
اقتربت تمسك ذراعه وتحدث وهي تشير نحو العقد بصوت باكي بشدة :
_ اا ا إبراهيم والله ما خدت حاجه ..ااا
قاطعه عندما هتف بحدة :
_ امال ايه دا ..!!!
ابتعدت عنه وكأنهُ عقرب سيلدغها وهي مدهوشة بالفعل من أنه صدق عليها ما حدث ، كانوا جميعًا مذهولين وهم يوجه ابصارهم نحو قمر لتتسحب زاهية ببطء حتى وقفت أمامها وهتفت بحدة واحتقار :
_ هنستنى ايه من وحده نصابه وحرامية زيك ..
وعلى حين غرة قامت برفع يدها ولطم قمر على وجهها دون اي مقدمات .
كان كلامها متزامنًا مع لطمتها وشهقات الجميع المصدومة الذين تفاجأوه بما فعلته زاهية ، لعن إبراهيم نفسه بحدة لأنه لم يمنعها حيث لم يكن يتوقع أن تقوم بتلك الفعلة المشينة له ولزوجته .
قبض على يده بحدة مانعًا نفسه من رد تلك الصفعة وشهقات قمر التي علت كالسكاكين تُقطع قلبه ، بهدوء ودون إحداث ردة فعل ظاهرة على ما حدث ، اقترب من قمر وأمسك جزعها هاتفًا بحدة :
_ روحي لمي هدومك ودقايق والقيكي تحت بشنطة هدومك ... سامعااه ...
حدته تلك أظهرت للجميع انه سيطردها من هنا ، فلمعت عيون زاهية بالانتصار الشديد ، بينما أرتج جسد قمر بعنف وفزع وهي تراهُ بأم عينيها يطردها فتيبس جسدها بالارض ولم تقوى على الحراك ولو لا الحائط الذي خلفها لوقعت ارضًا
..................................................................................................
يتبع الجُزء الثاني غدًا
وبعتذر عن فصل يوم الثلاثاء القادم عشان امتحان الميد بتاعي ، دعواتكوا 🤍
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...