الفصل الواحد والأربعون "الجُزء الثاني"

4.3K 284 31
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الواحد والأربعون
"الجُزء الثاني "
.........................................
حدته تلك أظهرت للجميع انه سيطردها من هنا ، فلمعت عيون زاهية بالانتصار الشديد ، بينما أرتج جسد قمر بعنف وفزع وهي تراهُ بأمزعينيها يطردها فتيبس جسدها بالارض ولم تقوى على الحراك ولو لا الحائط الذي خلفها لوقعت ارضًا ، هتفت آمنة مستنكرة :
_ إبراهيم انت بتقول ايه ..
اوقفها مردفًا بصوتًا مليء بالحدة :
_ مش عايز اسمع كلام من حد ... نهائيًا ...!
زم ممدوح شفتاه بضيق وقال :
_ يا بني ..اا
قاطعه إبراهيم وتلك المرة أطلاق نيران غضبه بحديثه :
_ قووولت مش عايز اسمع كلاااام من حد ...،
استدار لقمر وتابع بغضب :
_ وانتِ ... ما تخلصي ام نفسك ولا هنفضل هنا كتير .. ولا اقولك ...
توجه هو بنفسه يسحب حقيبتها من جوار الخزانة ثم قام بفتح ضلفتها وقام بإخراج جميع ملابسها بحدة ملقيًا ايها بإهمال في الحقيبة ، هتف علّي بحزن :
_ يا إبـ..ااا
قاطعه إبراهيم بغضب شديد وانفعال وهو يركل الحقيبة بقدمه لتقع ارضًا :
_ قولت مش عااايز اسمع كلام من حد ... !!
جذب الحقيبة ثانية ثم وضع بها بعض الثياب التي وقعت وقام بغلقها ، وتوجه من بينهم يمشي بغضب شديد ثم قبض على رسغ قمر التي كانت مستنده على الحائط تبكي بعنف ونظراتً تائهة .
تأوهت بألم شديد من قبضته على رسغها ودون عن إرادتها واستجابة لجذبه تحركت خلفه والباقي ورائهم يحاولن ايقافه حيث هتف ممدوح :
_ يا بني استنى يا بني هتعمل ايه بس ...
بينما هتف علّي بغضب :
_ عيب الـ بتعمله دا يا إبراهيم ... اقف هنا يا بني ...
صرخت آمنة بصوت باكي وهي تقول:
_ يااا بني استنى دا بقا بيتها خلاص انت ناسي فرحكواا ..
وقف إبراهيم بحدة مما جعل جسد قمر يصطدم به ثم استدار وهتف بصوت عالي غاضب :
_ داا لا بيتها ولا بيتي ... يحرم عليا دخولوا من اللحظة دي طول ما هي عايشه فيه .. كرامة مراتي من كرامتي ..، ورغم اني قادر ارد القلم عشرة بس هعمل نفسي اكبر منها وهي لسا عيلة صغير ومعندهاش عقل بسااغ ....
قاطعه ممدوح باستنكار منفعل :
_ عيب الـ بتقـ...اا
_ العيب داا تقولوا لبنتك الـ معلتش احترام للعيب ولا لسنها حتى ..! ، مراتي مش حرامية يا عمتي ... مراتي اشرف من الشرف ومن اي حد يتجرأ ويقول عليها كلمة *** .. وديني وايماني لأندمك على الحركة دي ومن اللحظة دي انتِ برا عيلتي انا ... موتي بنسبة ليا ... انتِ كدا كدا وجودك زي عدمه ...
ثم وجه انظاره للجميع وقال :
_ بس قبل ما امشي من البيت دا أحب اوضحلكوا ان مراتي مش حرامية زي ما قالت مع ان دا ولا يفرق معايا تعرفوا ولا لاء ...
اتجه إبراهيم نحو غرفة مكتبه سريعًا ثم فتح أحد ادراج المكتب وقام بإخراج سلاحه الناري ثم خرج من غرفة المكتب لتشاهد والدته سلاحه فتشهق بفزع وخوف وهي تبكي .
اتجه إبراهيم نحو المطبخ ليجد الخادمات يقفن يشاهدون ما يحدث ، بحث عن مديحة ليجدها تتخفى بينهم فاتجه نحوها وهتف بالأخرين قائلًا بغضب :
_ جروهالي على براااا ...
نفذوا أوامره سريعًا حيث قبض اثنين على ثياب مديحة وقاموا بسحبها للخارج حيث وقف الجميع وزاهية تقف بالأعلى وقد ارتعدت فرائصها بخوف .
وقفت مديحة أمام الجميع ، فهدر بها ابراهيم بلهجة عنيفة وهو يشهر سلاحه بوجهها :
_ انطقي يا بت ايه الـ حصل بدل ما افرغ دا في دماغك ...
ارتجفت مديحة وارتعش جسدها وهي تجيب بخوف واضطراب :
_ شـ..شـ...شوفت ست قمر ... بــ...
_ لااااء يا حلوة الحقيقة مش الـ محفظينهولك ... ! ، انطقي يا بت ...
هبطت زاهية من الأعلى وهي تقول بغضب تخفي خلفه خوفها وفزعها :
_ ااا انت .. هتخلـ...
أشهر سلاحه بوجه زاهية وهتف والنيران تلتمع بعينيه :
_ انتِ تسكتي خاااالص ومسمعش نفسك .. كفايه الـ قولتيه ولا عملتيه ...
ثم استدار الى مديحة وقام بالضغط على الزناد بعد أن عمّر السلاح ثم أطلاق النار بجوارها لتصرخ فزعه مع صراخات آمنة وزاهية وريم وقمر التي انتفضت فزعه وقفزت من مكانها تتشبث في ذراعه .
بكت مديحة وهي تقول مقرة بما فعلته :
_ ستي .. ستي زاهية هي الـ قالتلي يا بيه احط العقد في دولاب ستي قمر ...
التمع الخوف بأعين زاهية وهي تقول :
_ كدااابة .... كدااابة والله ...
هدر بها ممدوح وهو يقبض على ذراعها بعنف:
_ اخرسي يا بنت الكلب مسمعش ليكي حس ...
ارتعش جسدها بخوف ، بينما ادخلت مديحة يدها في صدرها وأخرجت الاموال التي أعطتها لها زاهية ووضعتها بين صدرها ، ثم قدمتهم لإبراهيم وقالت بصوت مرتجف :
_ اا الـ فلوس دي عطتهاني ... و ...و قالتلي لما .. لما تقولي ان ست قمر ... سـ...سرقتهم الصبح هديكي زيهم ...
صرخت زاهية مرة أخرى بـ :
_ كدابـ...آآآه
قاطعها تلقيها صفعة على وجهها من والدها شعرت بها بأن خدها قد قُطع ، جذب ممدوح العقد الخاص بعفاف زوجته رحمها الله من يدها بحدة ، ثم قبله وتوجه لقمر وهو يفك محبسه ثم وضعها حول عنقها هاتفًا :
_ أنا آسف ليكي يا بنتي حقك عليا ...، العقد دا بتاع ستك عفاف مراتي .. ومن دلوقتي بقا بتاعك انتي ...
كان إبراهيم على وشك نزعه والقاءه ارضًا رافضًا ايها ،لولا نظرات الغضب والحقد التي التمعت في أعين زاهية بسبب ما فعله والدها فتركه .
حمل إبراهيم الحقيبة ثم أمسك كف قمر وقال بحنان ومأن شيء لم يحدث :
_ يلا يا حبيبتي ...
اسرعت آمنة تقول بحزن :
_ يا ابني ..
_ البيت دا يحرم عليا طول مهي فيه يا امي ... مع السلامة
اتجه نحو الخارج وهو يمسك بقمر التي اخيرًا استطاعت أن تتنهد براحة من محو تلك التهمة عنها ، رفعت يدها تتحسس العقد على رقبتها ، ثم ابتسمت على ما فعله الجد لزاهية .
وجدت نفسها مع إبراهيم في مركْن السيارات والذي توقف يحمل الحقيبة ويضعها في السيارة ، ثم عاد لها وأمسك بكفيها قائلًا بحزن :
_ أنا آسف يا قمر ...
ابتلعت ريقها وتهدجت انفاسها عندما طالع وجنتيها وانحنى على الوجنة التي ضربتها زاهية عليه وقبله بعمق ثم ابتعد وقليلًا وهتف :
_ أنا آسف يا حبيبي ..، صدقيني مكنتش اعرف نيتها في ضربك ابدًا ، أنـ...
قاطعتها مردفه بهدوء :
_ خلاص يا هيما ..، كفايه الـ عملته جوا ...، بس .. يعني مكنش ليها لزمة تسيب بيتك ..
أومأ هاتفًا :
_ لاء طبعًا ...، عايزهم يعرفوا إن كرامة مراتي من كرامتي واي حاجه تأذيك فهي بتأذيني أنا كمان ...
_ اممم ..، طب والفرح ..! ، وهنقعد فين دلوقتي ... عشان تنسى اني اقعد معاك في شقة واحدة ...
غمز لها بمكر مجيبًا :
_ هكلك يعني ولا ايه ..!
اكتفت بوكزه في ذراعه وهي تهتف باسمه بخجل ، فقال :
_ هنروح نقعد في فيلا القرية بتاعت وليد والفرح ... يعني ملهوش لازمة ممكن نطلع نقضي شهر عسل برا وخلاص ... ها ايه رايك .. !
رغم غيمة الحزن الذي تشكلت فوقها فقد كانت تستعد لهذا اليوم بسعادة جمّه الا انه في الأخر ستكون معه ..، فقط كانت تود ارتداء هذا الثوب الابيض الذي انتقته بعناية فائقة ، لكن ...
_ ماشي يا هيما الـ تشوفه ...
مال على جبهتها مقبلًا ايها بحب ثم هتف :
_ صدقيني هعوضك يا حبيبتي ...
في الداخل ، انقضت آمنة على مديحة تضربها بشراسة هاتفه بغضب :
_ لمي هدومك من هناااا وامشي يا كلبة ...
توجه لها علّي سريعًا محيطًا خصرها ثم ابعدها عن مديحة بحدة وهو يقول :
_خلاص يا آمنة .. خلاص بقى ، تعالي يا ريم وخديها من هناا ...
صرخت آمنة بعلّي وهي تحاول ابعادهُ عنها وهي تقول :
_ ابعد يا عااالي ...، ... إبعاااااد ...
امسكت بها ريم وهي تقول بحزن :
_ خياص يا ماما آمنة بقى ...
ابتعدت آمنة عنها بغضب وهي تقول :
_ والله منا قاعدلكوا فيها ..ابعدي عني ...
انفلتت من بين يد ريم دون إرادتها ثم أحكمت وضع حجابها الذي تشعث اعلى رأسها ، ثم تقدمت من الخارج فلحق بها علّي قائلًا بخوف :
_ استنى يا آمنة ..، رايحه فين طيب ..
لم تلتفت له ولكن قالت وهي تُكمل سيرها :
_ رايحه مع ابني ...
تركها علّي تذهب وقد اطمئن عليها بجوار ابنه ، التفت علّي لزاهية بنظراتً غاضبة وقال :
_ الله لا يسامحك على كسرة فرحة ابني كدا يا زاهية ...
..............................................
أخذ جورج عزيز وقام بوضعه بالسيارة في المقعد الأخير وكان أحد الرجال خلفه ثم انطلق جورج بالسيارة ، وقف وليد مع الطبيب عبد الجواد يسلم له اخر دفعة من أمواله ،
_ متشكر اوي يا وليد بيه ...
ربت وليد على ذراعه ثم هتف :
_ انتَ خدمتني اوي يا دكتور .. تسلم ...
بعد وقتً طويل كانت سيارة جورج تعبر الشارع الخاص بفيلا عزيز العدوي ، فقام جورج بالقيادة سريعًا وقام الرجل الذي يجلس في الخلف مع عزيز بفتح الباب ، ثم ألقى عزيز من السيارة ليصطدم بالأرض الصلبة متدحرجًا بقوة كالكرة على الارضية الصلبة حتى توقف بالقرب من أقدام حراسه .
.................................................
استقل سيارته وبدأ بالتحرك بعد أن أخبره جورج بإتمام المهمة بنجاح فقام بقيادة السيارة بانتشاء عجيب وفرحة فقد قارب انتقامه على التحقيق .
تعالى رنين هاتفه فأوصله بالجهاز اللوحي الموضوع بجوار عجلة القيادة ،ثم فتح الخط ليعلو صوت عادل المضطرب وهو يقول:
_ وليد بيه ..، انا لقيت تمارا وحالتها وحشة جدًا .... وانا موجود معاها دلوقتي في مستشفى حضرتك في قسم الطوارئ ...
اسرع وليد في القيادة وهتف بحدة :
_ اوعى يتكتب اسمها في سجل المستشفى ..!
_ لا يا فندم محدش كتب اسمها ان قولتلهم وليد بيه الـ أمر بكده ..
_ طيب يا عادل ، دقايق بالظبط وهكون عندك سلام ...
أغلق معه المكالمة ، ثم قاد سيارته بسرعة أكبر ومخيلته تتضارب مع فكره فيما حدث لتمارا ..!
توقفت السيارة أمام المشفى خاصة قسم الطوارئ الذي له مدخل بعيدًا عن المدخل الأساسي ، ثم هبط من السيارة وقام بإلقاء مفاتيحه لأحد رجال الأمن الذي التقفها بمهارة وهتف به وليد وهو يتجه لداخل :
_ اركن العربية ...
دلف وليد من مدخل الطوارئ ينظر يمينًا ويسارًا باحثًا عن عادل غير مبالي لمن يهتف باسمه ابدًا .
حيث وقف ممرض الاستقبال يرحب به قائلًا :
_ وليد بيه ..، نورت يا فندم .. يا فندم ... آآ
لم يستمع لباقي حديثه حيث اتجه نحو أحد الابواب التي تؤدي على غرف العمليات ودلفها ليجد عادل يجلس مطأطأ الرأس بحزن ، فاقترب هاتفًا :
_ عادل ايه الـ حصل ...!
وقف عادل واقترب من وليد الذي كان يقترب منه هو الأخر بخطوات اشبه ركض ، اردف عادل بنبرة مشفقة :
_ متبهدلة خالص جوا ،والدكتور قال لازم لها عملية عشان عندها نزيف حاد ..فـ...ااا .. يعني .. تعبانه اوي..
توجس من كلماته الأخيرة فطالعها بتدقيق وقال :
_ اوعى يكون حصلها ..ااا
اوقف كلماته عندما أومأ عادل بنعم فرفع قدمه راكلًت المقاعد بحدة هاتفًا بغضب جمّ:
_ يا ابن الكلب ...، ورحمة امها لاقتلك يا ياااسر ...
قبض وليد على تلابيب قميص عادل ثم قال بعنف :
_ هو فين ..، رجع صح .. انطاااق يا عادل ما تخلنيش عليك ...
ابتلع عادل ريقه بتوتر ثم قال بأسف :
_ كنت مضطر اسيبه يا فندم والله .. ،انا لو كنت اتأخرت على البنت دي دقيقة كمان كان زمنها في خبر كان دلوقتي ...
افلت قبضة يده من على تلابيب قميصه ، ثم قال :
_ عرفت مكانها اذاي ومقولتليش ليه ..!
_ اختي رنت عليا وقالتلي ان امي تعبانه فكان لازم اروحلها ، لكن وانا ماشي وقفت في إشارة وبصدفة شوفت ياسر فكلمت واحد صاحبي يروح مع والدتي وهو كتر خيروا متأخرش ، كنت مضطر اروح لوحدي عشان خفت اضيعه من ايدي ، واضطريت برضوا اطلع لوحدي لأني لو كلمت حد واستنيتوا كان زمنها ميته دلوقتي ...
احتضن وجهه بكفه ونيران الغضب تغلي كالمراجل في عينيه .
_ عرفت ان ياسر هنا من امتى يا عادل .. !
ابتلع عادل ريقه بصعوبة ثم أردف :
_ ليلة ما والدتها اتوفيت يا فندم ...، ليلة فرحك برضوا ..
تذكر وليد أمر وفاة والدتها الذي علمه ثالث يوم فرحه ، جلس على أحد المقاعد بتعب وهو غير قادر على تحمل ذنب تلك المسكينة على عاتقه .
.......................................................
أدمعت عينها وهي تستمع لإطلاق الزغاريد بعد ان انتهوا من قرأة فتحتها على معشوق الروح الذي جاء بعد غياب طال .
اقتربت ماتيلدا تحتضنها بحب ثم هتفت :
_ مبروك سهورة .. مبروك روحي ...
ربتت سحر على ظهرها بحب ايضًا ، ثم اقتربت منها نورهان التي لم تنفك تطلق الزغاريد بعد ان انتهوا من قرأة الفاتحة بسعادة جمّة .
هتفت نورهان بجوار اذنها :
_ يلا يا ستي خلاص هانت اهي وتكونوا مع بعض العمر كلوا ...
كانت ماتيلدا قد اخبرتها عن علاقة فؤاد بسحر وقت ان طلب الاختلاء بها يوم حنة زهرة وسُمية ليلًا .
خرج جمال ومعه أحمد ودياب وجلسوا على أحد الارائك الموجودة بالصالة ، ثم وقف جمال وتوجه لداخل حيث تقف النسوة ، ثم مدّ يده لخالته وقال :
_ يلا يا خالتوا .. تعالي اقعدي معاه شويا ...
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية من الخجل وهتفت معارضة :
_ لاء يا جمال ... مـ..ملهوش .. لازوم ...
جذب هو يدها واضعًا ايها بين ذراعه لتأبطه ثم اخذها للخارج فاضطرت للخروج معه رغم هتافها الغير موافق من كثرة الخجل :
_ يا جمال استنى بس ...، يخربيت سنينك .. !!
اوقفها بالقرب من الباب ثم غمز لها هاتفًا :
_ بكرة تدعيلي يا سوسو ...
دق الباب ثم دلف ليعتدل فؤاد في جلستها ثم رفع عينيه لسحر والتمعت عينها بالحماس والشغف في آن واحد ،وبالكثير من المشاعر الحميمة مرة واحدة .
ساعدها جمال لتجلس على أحد المقاعد التي بالقرب من فؤاد وهتف وهو يتجه للخارج :
_ عنئذنكوا بقى هسيبكوا مع بعض شويا ...
ثم خرج للخارج فدار فؤاد كامل جسده نحوها يتطلع لوجهها الخالي من اي مساحيق تجميل سوى أحمر شفاه باللون البني الداكن خفيف وكحل وضع في جفن عينها السفلي أظهر بؤبؤ عينها العسلية الصغيرة بوضح .
حمحم هاتفًا :
_ حاسس اني بحلم ..، مش مصدق انك قدامي وهتبقي حلالي بعد السنين دي كلها ... انتِ كنتِ زي الحلم المستحيل الـ بصحى وبنام كل يوم عليه يا سحر ..
فركت يدها بتوتر شديد وهي تسمع لكلماته المعسولة والتي لم تعتد لسمعها من قبل .
وقف بطوله الفاره ثم وضع يده في جيب سترته مخرجًا صندوق أزرق مخملي ثم فتحه واقترب جالسًا على قدميه أمامها ليكون بطولها الى حدًا ما وسحب يدها التي كانت تحتضن يدها الأخرى ، ثم قام بإلباسها الخاتم الماسي والذي يلمع بريقه الأبيض في اصبع يدها الوسطى ،ثم انحنى مقبلًا كفها بعمق ورفع وجهه هاتفًا ببحة رجولية خشنة :
_ مبروك عليا انتِ يا حلمي الـ كنت حسه مستحيل ... !
..............................................
انتفض الإثنين عندما خرج الطبيب من غرفة العمليات وهو يتنهد اخيرًا براحة ، فاقترب منه وليد وهتف :
_ حالتها ايه يا دكتور ..!
طالعه الطبيب بتدقيق وهتف :
_ حضرتك وليد بيه صفوان صح ..!
اومأ وليد فأكمل الطبيب :
_ اهلًا يا باشا ..، الآنسة جاية وكان عندها نزيف حاد في الرحم وتهتكات في جدار المهبل وخدوش عنيفة في الأعضاء التناسلية يأكد إنها اتعرضت لحالة اعتداء يا فندم ..
أغمض وليد عينيه بألم وهو يقبض على يده بعنفه ، ثم قال :
_ حالتها ايه دلوقتي .. !
_ والله يا فندم ،هي لازم تتحط في العناية المركزة ، بس هي حاليًا تمام ، لكن بعض ما تصحى اعتقد أن حالتها النفسية هتكون وحشة اوي ، وممكن لا قدر الله تدخل في غيبوبة وتكون رافضة الحياة اصلا ..، دي كلها احتمالات واردة يعني بس مقدرش أجزم بحالة معينه غير لما تفوق واكشف عليها بنفسي ...
أومأ وليد قائلًا :
_ اعمل الـ شايفه صح يا دكتور ...، بس مش عايز انبه مرة تانيه أن اسمها ميجيش في السجلات ولـ..ااا
قاطعه الطبيب مردفًا :
_ بس لازم نبلغ البوليس ..
وضع وليد يده على كتف الطبيب وهتف بجدية مبطنة بالتهديد :
_ مش عايز اعيد كلامي تاني يا دكتور ..، الحالة دي تتحجز هنا من غير ما حد يعرف ..، عشان لو اي معلومة اتسربت كدا ولا كدا هزعل وانتَ الـ هتكون قصادي .... فخاف من زعلي بقى ...
تلجلج الطبيب وهو يقول :
_ تـ...تحت .. تحت أمرك يا باشا ...
غادر الطبيب بسرعة رغم ملامحه الحانقة والمعترضة لما فعله وليد فقد ظن انه كذلك يهدر حق تلك المسكينة في ان تعرف الحكومة وتقتص لها مْن مَن فعل بها هذا ، لا يعلم أن وليد يحضر له مكيدة ستجعله يظهر من جب الأرنب الذي يختبئ به لا محال .. ، وإلا يكون والده عنده لا يساوي شيءً ...
.................................................
عاد ليلًا الساعة الثانية عشر ، صعد الى جناحهم سويًا وهو يحاول جاهدًا إزاحة التعب عن ملامحه بعد هذا اليوم العصيب .
هاتفته منذ ما يقارب من الساعة والنصف واخبرها انه سيأتي بعد قليل لكن لم يطمئن سوى بعد أن وفر حراسة تامة بالقرب من فيلا عزيز تحسبًا لأي وضع سيأتي به ياسر ليستطيع الإمساك به ، مع توفير حراسة اخرى بالبحث عن سيارة شبيه للموصفات التي قالها عادل وما سهل عليهم الأمر انه دوّن الرقم الخاص بها .
صعد الى اخر الدرج وفتح الباب لهدوء ظنّ منه انها قد غفيت فالوقت اصبح متأخر ، وهو لا يريد أن يُقظها .
دلف لداخل واراح جسده قليلًا على أحد الارائك ومدد قدميه على ذراع الأريكة .
دون أن يشعر غفى بمكانه الا انه انتبه على حركة زهرة ويدها التي نزعت حذائه ثم همّت بنزع الشراب فحاول ان يبعد قدميه عنها الا انها امسكتهم بحدة وهتفت بحنان :
_ اصبر يا وليد ..، شكلك تعبان اوي ..
أومأ بنعم وهو مصمم على ابعاد قدميه حتى انزله على الارض قائلًا :
_ ايوا هموت وانام اوي ..
انحنى هو ينزع من قدميه الشراب ثم وقف ، فقالت ممتعضة :
_ يعني كنت هخسر حاجه لو كنت قالعتهولك أنا ..!
مد يده محتضنًا خصرها وهو يقربه منها مقبلًا اعلى رأسها وأردف :
_ مكانك فوق راسي يا حبيبي مش عند رجلي ..، ماتعمليش الحركة دي تاني يا زهرة ...
جاءت لتعترض فقاطعها هاتفًا بمزاح :
_ بصي .. أجلي اي كلام لبكرا لحسن مصدع والله ...
ابتسمت مردفه وهي تتجه معه نحو غرفة نومهم :
_ حاضر يا حبيبي ..، تعال ارتاح وهنزل احضرلك عشا ...
نزع سترته وهو يقف في غرفة الملابس فساعدته في نزعها ، بينما هتف وهو يطالعها في المرآة :
_ أكلتي ..!
نظرت له في المرآة وأومأت هامسة :
_ لاء مستنياك ..
_ طب يا حبيبي معلش حضرلنا عشا من ايدك الحلوة دي عقبال ما أخد شاور عشان أفوق شويا ...
أومأت وهي تتوجه نحو خارج غرفة الملابس تسحب روب قميصها الاسود تغلقه بإحكام وتضع طرحة سوداء على رأسها وهمّت بالخروج ، لكن اوقفها وليد وهو يطالع الروب الذي انساب بنعومة على جسدها محددًا تفاصيل جسدها الرقيق بدقة اذا تحركت ، فهتف :
_ زهرة البسي عباية فوق الروب دا ...
نظرت للمرآة التي تتوسط غرفة نومهم وقالت وهي تنظر لجسدها :
_ مالوا ،مه طويل ومقفل اهو ...
اتاها صوته من الداخل مردفًا بحزم :
_ البسي حاجه فوقه يا زهرة .. !
فعلت كما قال وهي تعلم انه لربما يرى شيءً ما هي لا تراها ، لهذا توجهت عنده داخل غرفة الملابس وسحبت عباءة رقيقة من اللون النبيتي القطيفة وارتدتها فوق الملابس ثم هتفت وهو يطالعها :
_ هاا ..، تمام كدا ...
ابتسم هاتفًا :
_ ايوا يا حبيبي ...
اسرعت نحوهُ تقبل خده بحنان هاتفه وهي تخرج :
_ دقايق ومش هتأخر ...
ثم ذهبت متوجه نحو للأسفل تحضر له صينية عشاء من أصناف مختلفة من الطعام قد أعدتها له بنفسها ثم أخذت دورق صغير مملوء من عصير الفراولة المزود بقطع الموز الفرش التي تعشقه ، ثم صعدت ثانية للأعلى .
كانت هناك زوجين من العيون تتابعها أحدهم خاصة بمنال التي اغلقت باب غرفتها مرة اخرى بعد أن فتحته وهي تشعر بأن وليد قد جاء ثم انتظرت قليلًا لترى زهرة تهبط نحو المطبخ تأخذ العشاء له .
توجهت منال نحو صورة فتوغرافية لرجل وسيم طويل القامة ذو ملامح خشنة أورثها لوليد بالكامل ، اقتربت من الصورة التي تعلو الحائط وهتفت بحزن رغم حديثها السعيد :
_ وليد اتجوز وحده شيلها على كفوف الراحة يا سالم ،... اخيرًا طمن قلبي واتجوز .. وسُمية خلاص ...، دلوقتي بس اقدر أطلب من ربنا انوا ياخدني ليك عشان وحشتني اوي يا سالم ..، الدنيا وحشة اوي من غيرك ... ! ، معتش اقدر استحملها لوحدي وعيزاك اوي يا سالم ... انا عارف انك موت ومفكرني زعلانه منك ، بس انا عرفت كل حاجه يا سالم ، ... مش زعلانه منك والله ،.... وهحاول اكتم سرك لاخر نفس في حياتي وعيالك ميعرفوش حاجه ....، بس يا ربي سرك يموت معايا ومحدش يفتح في دفاير الماضي ..!!!
أما زوج العيون الأخرى ، فقد اغلقت ديانا بابها بعد أن رأت زهرة تصعد بصينية العشاء وقد لمحت دورق العصير يزينها .
توجهت ديانا نحو التسريحة ثم فتحت أحد ادراجها تخرج علبة دائرية يوضع بها دواء أصفر اللون للفيتامينات لكن محتواها كان اقراص دائرية باللون الأبيض .
شردت قليلًا لما حدث من حوالي ثلاث ساعات
"عودة للوراء قليلًا "....
كانت تغلق باب غرفتها عليها تعيد وعينها لا تبتعدان عن صورها التي ارسلها لها ياسر .
صدح رنين هاتفها من رقم غير معروف فعلمت انه هو ، لهذا مسحت دموعها سريعًا وأجابت قائلة بثبات قليلًا :
_ خير ...!
_ كمان نص ساعة وهتوصلك هدية ..، تحطي من الـ فيها كل تلات أيام لمدة أسبوعين في أي حاجه تشربها زهرة ... فاهمه ...
سألته بتوجس هاتفه :
_ هو ... هو فيها ايه ..!
_ مش شغلك ..، انتِ تعملي الـ مطلوب منك وبس ..
_ حاضر ..
_ ايوا كدا شطورة يا دي دي ...
أغلق ياسر معها ولم تعرف الى الآن هويته ، ثم بعد نصف ساعة بالضبط جاءها أحدى الخادمات بصندوق هدية مخبرًا ايها انه قد ترك لها بالأسفل ، فأخذته وفتحته لتجد علبة شريط برشام سريعًا ما بحثت عن اسمه لتحتل الصدمة ملامحها وهي ترى تأثيره الأساسي وهو .. ضـمـور بالـعـضـلات ..!!!!
"عودة للوقت الحالي "
طالعت نفسها بالمرآة ثم مدت يدها وأخذت نهاية السلسلة التي تتدلى من عنقها لبداية نهديها ، وأخرجت الصليب ثم وضعته على كتفها الأيسر ثم الأيمن ثم رأسها وقامت باحتضانه بين كفيها مقربة اطراف اصابعها من جبهتها هاتفه بخوف :
_ ساعدني يا رب ..!
...................................................
دلفت لداخل وعلى محياها ابتسامة عاشقة ، لتجد وليد قد غفى بدون ان يستحم ، لهذا عرفت انهُ أول ما هبطت للأسفل نام .
اقتربت تضع الصينية على أحد المقاعد الدائرية التي تمتاز بسهولة حركتها ثم دلفت سريعًا داخل غرفة الملابس تنزع العباءة والروب الخاص بمنامتها السوداء وعادت له مرة أخرى وقربت المقعد الدائري من السرير ثم صعدت عليه وربتت على صدر وليد العضلي مردفه بصوت خافت :
_ وليد ... حبيبي يلا عشان تاكل ...
همهم بدون أن يستيقظ فهتفت وهي تزيح الغطاء عنه :
_ ولييد .. يلا يا حبيبي ، متنمش من غير عشى يلا ...
حاول الأعتدال بنصف عين وهو ينظر حوله بأعين ناعسة ، فأخذت الصينية ووضعتها على اقدامها ومدت يدها بالمعلقة تملئها بالأرز ثم طالعته متسألة :
_ بتاكل رز على الشربة عادي ..،ولا ايه ..!؟
اعتدل اكثر ورفع يده ياخذ المعلقة قائلًا :
_ هاتي يا زُزه هاكل أنا ...
ابعدت يدها حتى لا يصل لها وهتفت :
_وليد ..! ،انتَ مش حاسس بنفسك اصلًا افتح بوقك يلا ...
أطعمته من الطعام حتى شعر بانه امتلئ فرفع يده يوقفها قائلًا وهو يتحامل على نفسه كي لا يغلق عينيه ويغوص في نومًا عميق ، :
_ خلاص يا زهرة .... الله يسامحك هاكل وأنام وكرشي هيضرب على أيدك ..!
_ لاء ما تخافش دي مرة كدا بس وبعدين هتيجي غاصب عنك على الغدا ...
تثأب مردفًا :
_ زهرة انتِ مأكلتيش يا حبيبي
مدت يدها لدورق العصير تصب منه في الكأسين هاتفه :
_ لا .. هشرب أنا عصير عشان كرشي ما يضربش زيك يا حبيبي ...
_ لاء يا زهرة عشان ما تتعبيش كلي الأول ...
_ هشرب عصير يا وليد بس .. انا مش بتعشى اصلًا ...
_ انتِ من بدري وانتِ مستنياني يا زهرة ..، كلي بقى عشان خاطري...
همّت بأن تعترض فأخذ الصينية من على اقدامها ، وهتف :
_ خلاص هأكلك أنا ...
ارغمها على تناول الطعام ، فأكلت قليلًا لأنها تشعر بالتخمة إن اكثرت في الاكل ، فابتعدت قائلة :
_ خلاص بجد ... مش هقدر أكل تاني ..
طالع وليد الطعام براحة واردف براحة مازحًا :
_ ما كنتِ قولتي من الأول اكلني يا وليد بدل اللف والدوران دا ..!
أعطته كأس من العصير وقالت مبتسمة :
_ خلاص يا سي وليد مش هلف وادور تاني...، اشرب العصير دا بقى ونااام ..
أومأ قائلًا وهو يخطف قبلة ما أحدى وجنتيها سريعًا ثم اندس داخل الغطاء وقال :
_ عندي حساسية من الفراولة يا زُزه .. الف هنا وشفة ليكِ يا قلبي ...
هزت رأسها متفهمة ثم رفعت الكأس لفمها تتجرع منه حتى انهته ، وبسبب حبها الشديد لهذا العصير طمعت في كأس وليد فأخذته وشربته ايضًا ...!!
همّت بالقيام لإنزال الصينية للأسفل ، فأوقفها قائلًا :
_ رايحه فين ..
_ هنزل الاكل واجي ...
كانت قد وضعته على المقعد حتى تقوم وترتدي ملابسها ، فسحب يدها نحوها ليقع جسدها بجوارها ثم مدّ جسدها فوقها قليلًا ليغلق الإضاءة بعد أن أغلق اضاءة النور الذي بجواره فهتف باعتراض :
_ يا وليد...!
_ هشششش ..، سبيه بكرا نبقى ننزله ،الجو ساقعه ومش هيبوظ الجو ساقعة اصلًا ...
وليلة أخرى ينعم بها بدفء احضانها ورحيق روحها البريئة تملئ رأتيه ، يحاول قدر الامكان أن يكتفي منها الا انه كل مرة تكن بجواره يتمنى لو يقف الزمن ويظل الاثنين يحلقون في سماءهم الوردية مكتشفين رونق خاص من مَتاع الحياة الدنيا جديدًا عليهم سويًا ، الا أن وبرغم كل ما تقدمه زهرة له وما يجزم أنها لن تبتعد عنه ابدًا لكن هناك جزءًا مظلم من عقله يذكره كل مرة يكون بها معها .. أن هذا النعيم زائل لا محال .. !
............................................
................................
.....................
...........
....
..
.

لو سمحتوا ، تصويت على كل الفصول الـ فاتت ، ومتابعة ليه ...
الفصل القادم يوم السبت القادم بإذن الله عشان عندي امتحانات ميد ترم
الـ هيعمل فلو وڤوت لكل الفصول ويبعتلي تم خاص ، هوكل حد يبعتلتوا نص الفصل الجديد يوم الثلاثاء بإذن الله 🤍

يا ترى زهرة هتنفد من ايد ديانا ...
وليد هيعمل ايه في ياسر ..
شايفين الـ حصل لتمارا ظلم ..! ، طب فكركوا انتقامه هيكون عامل اذاي ...
فكروا معايا ايه الـ عملوا سالم قبل ما يموت تخلي منال غضبانه عليه ، يا ترى ايه السر الـ ممكن ينفتخ وينبش في ذكريات الماضي ... !!
زهرة حالها هيكون ايه لما تفتح فون بابها وتشوف الماسج ..! ، هتكرر تبعد ولا تواجهه ..!!!
واخيرًا ، في مفاجأة ياسر محضرها لفرح إبراهيم وقمر وفتحي وريم ،... يا ترى ايه ..!!

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن