تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثالث والثلاثون الجزء الثاني
..................وضعت يدها على لسان الضبة لتفتح الباب لكن توقفت يداها سريعًا ، وهي تقترب بأذنها من الباب هاتفه بصوت مضطرب قليلًا :
_ مـ..مـين ..
_ أنا يا قمر .. إبراهيم ..
جحظت عينها بصدمة واندهاش ..، ماذا يفعل هنا ..! ، وجدته يدق ثانيًا قاطعًا عليها وصلة تساؤلاتها ثم يليها قوله الهادئ :
_ افتحي يا قمر ..
ابتلعت ريقها مردفه بتوتر :
_ عايز ... ايه يا إبراهيم ..
_ افتحي بقولك ..
_ مـ..مش هينفع ..، أنا لوحدي في الشقة ..
ابتسم مردفًا بنيرة ساخرة متهكمة :
_ دا على أساس اني واحد من الشارع جاي يقولك افتحي مش جوزك مثلًا ، .. افتحيي يا قمـر ...
وقفت محتارة ..، أتفتح له أم ماذا ...؟!، مدت يدها إلى لسان الضبة مرة أخرى وبدأت بتحريكه ووضعت وجهها أمام الباب مباشرة وفتحت ليظهر جزءًا من وجهها له ، .. اردفت بلهجة جاهدت لتُخرجها حادة الا انها لم تستطيع :
_ نعم .. عايز ايه ..
_ وحشتيني ..
رفعت عيناه لعيناه تطالعه ،.. لم يمر سوى ساعات وتشعر أنها اشتاقت لتلك الملامح وبشدة ..، هتفت محاولة في إلهاء عقلها عن التشتت :
_ إبراهيم .. قول عايز ايه عشان هقفل الباب ..
أحاب بصوت رخيم :
_ ادخلي البسي طيب وهننزل سوا نصلي ...
' ثم طالع ساعته مكملًا ' بالظبط معتش فاضل غير عشر دقايق على الصلاة ..
وبرغم فرحتها بأنها ستنزل لصلاة العيد وسترى الناس في هذا الوقت كما كانت تتمنى ، إلا أنها رفضت بحدة قائلة :
_ مش هنزلـ.. آآ ..
_ هتنزلي يا قمر .. يلا عشان مانتأخرش ..، وبعدين انتِ مش نزلا مع حد غريب .. وكمان لاحظي إني لحد الآن واقف على باب الشقة فلو حد نزل مش هياخد فكرة كويس عن الوضع دا ..
تذكرت تلك الجارة الشمطاء " أم وزة" فلا أراديًا أبعدت الباب عنها لتظهر بالكامل بثوبها الضيق هذا ،وقبل أن ينهرها جذبت يدها سريعًا لداخل هاتفه :
_ لااء أم وزة تشوفك ادخل ادخل .
ابتسم باتساع ثم همس داعيًا لتلك "ام وزة " .. ، طالع ردائها بالكامل ، ثم هتف بندم وهو يمسك يدها عندما لاحظ الخدوش :
_ بتوجعك لسا ..
طالعته بحزن مردفه بغصة في حلقها :
_ دي بالنسبة للأنت عملتوا مش حاجة يا إبراهيم ..
أغمض عيناها بألم ،يبدو انه يحتاج لمعجزة جبارة من السماء كي يستطيع أن يطلب العفو والسماح منها .
ولكن إلى متى ، .. وكم من العمر باقية لينتظر ، .. يحبها ويرغب بها والقدر يعاندهُ في كل شيء ..
هتف بنبرة جادة لكن مليئة بالوجع :
_ .. عارف اني مهما قولت ومهما عدت مش هتسامحيني ..
ثم زفر بإختناق مكملًا :
_ بس ممكن أطلب منك طلب ..
استشف من نظراتها القبول فتابع :
_ ادخلي البسي وتعالي ننزل نصلي العيد ونقعد نتكلم شويا ، في حاجات كتير اوي ما تعرفهاش عني .. عـ .. عايز أقولهالك ... ، وكمان سبق وقولتلك إني مش هطلقك يا قمر وناوي أكمل معاكِ ... ومش هكمل وانتِ ما تعرفيش عني حاجات كتير كدا .. ، يلا ادخلي البسي وأنا هستناكِ ..
جاءت لتعترض فأوقفها قائلًا باختناق :
_ حاجات كتير اوي في الـ قاعده الـ هنقعدها مع بعض دي هتتغير .. ، يمكن أنتِ ترفضيني برضوا بعد ما هنتكلم وقتها صدقيني هطلقك ... ، ولو عكس كدا فتأكدي اني استحاله أحل الوثاق الـ بنا دا ..
اطبقت كلماته على أنفاسها .. ،وهي تُفكر ماذا يعني في تلك الجلسة سيقرر اتجاه حياتنا.. ، ماذا سيحدث بها .. ، سيتركني بالفعل ؟! ، سيطلقني .. ، سيبتعد عني .. ، إذًا لن أذهب ..
قالتها وهي تنزع الدبوس الذي وضعته في طرحت جلبابها بعد أن ارتدته .. ، لن تذهب معه وبكل بساطة سينتهي الوضع بينهم .. !!
خرجت من الغرفة وهي تضع الطرحة حول عنقها ثم هتفت بنبرة مضطربة :
_ أنــ .. انا مش قادرة أروح في حته ، خلينا وقت تاني .. وأنا كدا كدا معنديش نيـ ..
استوقف حديثها قيامه واقترابه منها ، .. وقف أمامها ولم يتحدث فصمتت هي عندما داعبت انفها رائحة عطره المميز الذي حفظته ، مدّ يده لطرحة يجذبها من حول عنقها ثم رفعها لرأسها وهو بردف بثبات :
_ لاء يا قمر .. هننزل سوا .. فين الدبوس
كان قد لف الطرحة حول رأسها بأحكام ثم مدّ يده لأطراف شعرها الظاهرة من الأمام يدخلها لها ، .. مدت يدها تقائيًا تحذب الدبوس من موضعه مشبوك في الجلباب فوق صدرها فأردف بحزم :
_ متحطهوش كدا تاني عشان مايعوركيش ..
أخذ منها الدبوس ووضعه بطريقة جاهلة فوق طرحتها فأردفت هي تلقائيًا :
_ مدخلاه في العباية بعيد عن جسمي ..
_ وليكن .. يلا بينا ..
ارتعب جسدها واهتز ، لا تريد أن تُغادر ، ماذا .. سينتهي كل شيء في غضون ساعات ..!
اقتربت من الـ -جذامة- تأخذ -سلبير- وردي اللون عالي بعض الشيء ، ثم ارتدته ، خرج إبراهيم ثم خرجت قمر هي الأخرة بعد أن أخذت هاتفها .
أغلقت الباب خلفها ، وقبل أن تتخرك خطوة استمعن لي :
_ استغفروا الله العظيم ..، اللهم احفظنا ....
نظرت لأعلى قليلًا وقد فزعها الصوت تتمنى أن لا تكون ما ظنته .، .. لكن " أم وزة " تقف تطالعهم بنظرات استحقار ..، ظن منها أنهم يفعلون الفاحشة في الداخل أو ما شابه .
نظر لها إبراهيم باشمئزاز ثم هتف بصوت عالي :
_ يلا يا قمر يا حبيبتي عشان نلحق الصلاة ..، يلاا يا مراتـــي
شدد على كلمة زوجته بصوت عالي ،ليُسمع من فوق تلك ، هبطت قمر الدرجات على استحياء مما حدث وظن المرأة بها ، هتفت وهي خلف وليد بحنق :
_ عجبك كدا ..
هز أكتافه بلامبالة ثم قال :
_ هو حاجه حصلت ..، واحدة تطلعا بتستغفر بصوت عالي واحد مستني مراتوا تنزل ...، شيفاها غريبة ..
زفرت بضجر من لا مبالته اتجاه الأمر ثم اتبعته إلى السيارة .
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...