الفصل الثالث والاربعون الجُزء الأول

4.4K 214 37
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثالث والأربعون
"الجُزء الأول "
...........................................

الساعة الثالثة إلا ثلاث دقائق ليلًا في نفس اليوم، غرفة كبيرة جدًا تحوي طاولة مستديرة موضوع حولها مقاعد ظهرها طويل، وأمام كل مقعد يوجد ميكروفون صغير كي يُتيح للجميع سماع المتحدث.
دقت الساعة الثالثة تمامًا ليدوي صوت دقات الساعة العملاقة الموضوعة في أحد الجوانب تشغل حيز كبير من الفراغ، ومعها فُتح ثمانية أبواب من كل حائط اثنين ودلف من كل باب رجلًا واحدًا مرتدين بذة سوداء يوضع على كتفها من الأعلى شارة تحمل لقبً ما مدون باللغة السريانية، ويغطى معظم وجوههم قناع أسود اللون سميك يخفي ملامحهم تمامًا.
كان كل واحدًا منهم يعلم مقعده فجلسوا في أماكن متفرقة وفاجأه، أظلمت الغرفة بالكامل وتم أضاءه انوار فوق المقاعد الماكثين عليها فقط دون الأخر، ثم صدح صوت مضخم عبر أحد مكبرات الصوت متحدثًا بلهجة عبرية جادة :
_ مرحبًا بكم بعد مرور ثلاث سنوات على لقائنا، أرحب بكم جميعًا مع باقة تهنئة لإنجازاتكم في الفترة الأخيرة ... سوى فردًا واحدًا منكم ،... أمامي جميعًا الأعين الخاصة بي في مِصر ومن اخترته بين الاف رجال الأعمال الموجودين بها حاليًا، مهنتنا شرف ولرجال النبلاء فقط ومن يخون، فعقاب الخيانة اشد قسوة من الموت .. بل ان الموت رحمة بنسبة له ، ... كان يجدر بي ان يتم عقابه بمفرده لكن جمعتكم ليكن تحذيرًا لكم جميعًا ان اقترف احدكم خطأ لن يتم رحمته ابدًا، .... لم يرى احدًا منكم من قبل عقابي،.. ولأن من اقترف الخطأ كان بنسبة له أول مرة لهذا سأكون رأيفًا به وارحمه ... ومن يود النفاذ بحياته لا يتحرك من مكانه
رن صوت جرس عالي غريب، كانت أول مرة يستمعوا له في جلسة كهذا، وقبل ان يستمر تعجبهم فُتح أحد البيبان ودلف كلبين ضخمي الجثة من فصيلة نادرة واقصاهم توحشًا يسيل اللعاب من بين انيابهم بطريقة مقزز اثارت الخوف والرعب في أنفس الجالسين وودوا لو فرو هاربين من كثرة خوفهم .
كان هناك رجلين يمسكون بالكلاب، وعندما أتت لهم الاشارة اخرجوا من جيوبهم قطعة ملابس داخلية خاصة بالرجال ثم انحنوا ووضعهوها على أنفي الكلبين ليشتموها حتى احتفظوا بالرائحة داخل رأتيهم، ثم انتظر مروديهم الاشارة الثانية ليطلقوا الكلبين فركضوا اتجاه الماكثين يشتمون رائحتهم حتى توقف عند أحدهم وقاموا بقضم ملابسه فصرخ عاليًا بخوف وفزع وهتف بلهجة مصرية:
_ ابعدووووهم عنييييي ...، يا ولااااد الكلب ... انا ضحيت كتير عشااانكوا .. ابعدووهم عنيييييي ..... مكنتش قااصد اخووون ... ابعـ..آآ
انكتم صوته عندما غرز أحد الكلاب انيابه بتوحش داخل صدره حتى ظهرت عظامه من اسفل اللحم وتولى الكلب الأخر نزع لحم فخذه بحدة ماضغًا اياه بفمه مبتلعًا اياه وأكملوا في أكل لحمه حتى انتهوا وما ظل سوى بعض العظام التي قام أحدهم بلعقها بلسانه.
صدح صوت خافت لأطلاق اسهم مليئة بالسموم اخترقت اجسام الكلبين فخروا واقعين بجوار عظم الرجل.
لحظات دخل فيها بعض الرجال يحملون الكلبين وعظام الرجل، ثم تولى أخرين مسح الدماء من على الارض وتنظيفها، وعاد كل شيء بمكانه عدا قلوب الماكثين التي قفزت من بين ضلوعهم ووقعت ارضًا من شدة الخوف.
صدح الصوت ثانية من المكبر قائلًا بهدوء :
_ الآن الأعظم يود أن يخبركم بأن أعينه على جميعكم حتى أنفاسكم يعلمها قبل خروجها، لهذا لا ينصح ابدًا بأن يلعب ابليس بعقولكم للخيانة،... لأنه وقتها لن تلقوا سوى حتفكم ... انتهى الاجتماع .
..............................................

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن