الفصل الثامن عشر

8.4K 352 62
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثامن عشر

.......................

استمعت لصوت الجهاز وصافرته فجحظت عيناها وصرخت تريد الدخول لولا أحكام قبضة أحمد على يديها الإثنين بشدة مانعين أياها من الأقتراب من الباب .
في الداخل أبعد أحد الممرضين فهمي الذي يبكي فوق رأسها وأخرجه وتولى ممرض أخر نزع مشبك قياس النبض من أصبعها ونزع عدة سلوك وأبر من جسدها ثم وضع الملائها فوق وجهها تركهم الأطباء يعدوها لتكون في المشرحة لحين استلامها ورحلوا ، انهى الممرضين من كل شئ وخرجوا بها من الباب فصرخت ماتيلدا عاليًا وهي تبكي في أحضان والدها الذي رمت نفسها عليه حلما خرج .
فلتت من يده بعد ان حاول منعها من التوجه خلفها ولم تكد تركض لتلحقهم حتى أمسكها أحمد مانعًا أياها من الذهاب وقد شُل لسانها ولم تعد قادرة على الكلام فقط تصرخ وتبكي حتى فقدت الوعي وجسدها ينتفض بين يديه .
.......................................

خرجت من المرحاض بعد وقتًا لا بأس به تشعر بالإنتعاش والاسترخاء  ،أملسكت الفرشاة وهي ترتدي الـ _بورنس_، وقسمت شعرها لإثنين وظلت تمشطهما .

"طيب لو قولتلك عشان خطري بلاش تمشي يا زهرة .... "

جالت تلك الجملة في بالها يتردد صداها داخلها،والكثير من الأسئلة تنبثق دفعة واحدة. لما متمسك بها هكذا .. أمعقول، باتت مراهقة لتلك الدرجة، تعترف بينها وبين حالها، أن قلبها الصغير بات يكن مشاعر لهذا الرجل، وقد أصبح في الفترة الأخيرة تريد تجاهلها حتى لا تنساق وراء وهمِّ يؤلم قلبها بعد ذلك، لكن بينها وبين حالها فلتسعد قليلًا لمجرد أوهامًا صنعتها في مخيلتها،... وتظن انها أوهامًا!، لا تعلم لما وجدت دقات قلبها تتعالى وقد أرتفع الأدرنالين بجسدها ليس خوفًا ولا رهبةً بل سعادة ... !
طالعت نفسها بالمرأة مصدومة هل هي سعيدة بالفعل لهذا الأهتمام ... 

*****************
في أحد المولات الشهيرة
خرجت سُمية من المحل الخاص بالملابس النسائية بعد أن أبتاعت بضعة أشياء خاصه سريعًا قبل أن يأتي لها سراج .
نظرت حولها وجدته يقف بعيدًا يستند على أحد الجدران أقتربت منه ووجهها مخضب تمامًا بالحمرة وهي تظنه قد رأها وهي خارجه من هذا  المحل النسائي
وقفت أمامه وقالت :
_واقف من أمتى ...
طالعها مشاكسًا وأردف :
_ ياااه من بدري، أنا بايت هنا من امبارح اصلًا....
_سراج....!!!!
على حين غفله جذب منها الشنط التي خرجت بهم وقال مازحًا  :
_اما نشوف جبتي ايه
صرخت بحدةٍ، وقالت وهي تحاول جذب الحقائب :
_سراج بطل رزالة وهااات..
لم يكن ليفتحها فقط فعل هذا كي يناغشها قليلًا ،.. أخذت منه الحقائب وهي تنظر له مكفهره ،فقال :
_ لاء أحنا رايحين نجيب الفستان والبدلة افردي وشك كدا
نظرت له بحنق ثم أشاحت وجهها بعيدًا ،نظر لها قائلًا:
_خليكي هنا هجيب حاجه وأجيلك ....
قبل أن تستفسر وجدته يذهب اتجاه مقصف كبير يشتري الكثير من الـ _سناكس_ ثم دفع وعاد إليها يعطيها الحقائب البلاستيكيه هاتفًا :
_أمسكي بقا عشان يومنا طويل لسا
أخذتهم بشغف تفتح واحد تلوا الأخر ثم عادت لأحدهم وسحبت من مثلجات بطعم الشكولا تفتحها وهي تردف بفرحه أطفال:
_شكرًا يا سرااج شكرًا اوووي
غمز لها مشاكسًا، ثم هتف:
_قوليلي بقى كنتِ بتعملي ايه هناك!
نظرت له بغيظ ثم أبعدت نظرها هاتفها :
_ مفيش سلكان والله خالص..
وجدت كفه يهبط على مؤخرة عنقها بعدما استمع لما قالت فنظرت له بتشفي وهي تأكل الأيس كريم .
كان سراج قد أخبر وليد عن حاجته لنزول مع سُمية ليشتروا كل ما يحتاجونه وقد توسطت له إلهام كي يوافق وفي الأخير قد وافق تحت ضغطًا كبير .
دخلوا الكثير من المحلات الخاصة بفساتين الخطوبة للفتيات ولم تجد سُمية أطلاقًا ما يناسب ذاك الفستان الذي ترسمه في مخيلتها .
نظر سراج قائلًا اتجاه أحد المطاعم :
_ تيجي ناكل ..
_ لاء مش جعانه أنت زهقت ولا ايه .. تاخد نايتي
_أخد نايتي ..!! بقا بالزمه الجحش الـ قدامك دا لو جعان الـ نايتي هيشبعه ، ولاء يا ستي مش جعان أنا كنت بقول عشانك
_لاء يا باشا تُشكر .. سراج سراج دا في بدل حلوة
وأشارت على محل لبدل الرجال فنظر له بتقيم وقال :
_طيب تعالي
دلفَ الأثنين إلى المحل يتفحصون البدل المعروضه ،وجهت بصرها على أحد البدل رصاصية الون وقالت :
_سراج بجد هتبقا جامده عليك ...
رفع حاجبه مع ابتسامه صغيرة يطالعها بعشقًا جارف ،لاحظت هي نظراتها فقالت :
_ايه في ايه ..!!
_مبسوط إنك معايا
أبتلعت ريقها بخجل وقد لمعت عينها بفرحة لا مثيل لها وأردفت :
_ طيب يلا بقا
أقترب يجذب البدلة متوجهًا نحو غرفة تغير الملابس ،وهو يكاد يطير من السعادة بسبب وجودها معه ،فهو لم ينتظر نزول أصدقائه معه واستغل كونه سيكون بجوارها أطول وقتًا ممكن .
خرج بعد دقائق يرتدي البدلة وهو ينظر في المرأة التي أمامه بالضبط وهو يقول موجهًا كلامه لسُمية :
_ ها حلو .. !
نظرت له بإستغراب ثم نظرت لقدمي البنطال القصير وأردفت :
_ارجع يابني دا بنطلون عيل صغير ..
نظر لأقدامه بالفعل وجده قصير فضحك ببلاه على شكله ومظهره المضحك ثم قال بحنق :
_بس البدلة من فوق جميلة
طالعته بتعجب وقال:
_ومن تحت ..!
رفع حاجبهُ، مطالعًا اياها مردفًا بمزاح:
- بتبصي على ركبي يا بت!!، اخرتها، أأمنلك تقومي تعملي كدا!  

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن