الفصل الثالث والثلاثون الجُزء الأول

5.6K 261 17
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثالث والثلاثون الجُزء الأول
...............................

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
لا إله إلا الله
 الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا
وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا إله إلا الله وحده
صدق وعده، ونصر عبده
وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده
 لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ
مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون
اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آلـ سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا
كانت تعلوا تكبيرات العيد من مأذن جميع مساجد الجمهورية كلها في تمام الساعة الخامسة والربع بعد أداء صلاة الفجر بربع ساعة .
وقفت زهرة أمام الثلاجة وهي تأكل وتشرب مما تحتويها فرحة بهذا اليوم المجيد ، رأت قمر تدلف لها فأخرجت حلوى البتي فور من الثلاجة ووضعته على الرخامة قائلة:
_ تعالي يا متشلفطه هانم تعاالي ..، البيتي فور جاحد يا بت ..
أنضمت لها قمر وثواني وجاءت ماتيلدا فطالعتها زهرة بسخرية وهي تقول :
_ اهلًا بالهانم الـ فون ما فرقش ايدها وقاعده بتحب ..
وقفت ماتيلدا متزمرة وهي تقول :
_ راح شغل ساعتين على فكرا زوهرة ..
مطت شفتاه بإستنكار ثم قالت :
_خليكي اقعدي حبي كدا لحد ما يطفش ..
اقبلت تقف بجوارها وهي تقول بضجر :
_ يووو ..، سهـ .. حر نبمر تو ..، عايز أكل معاكوا ..
ثم تطلعت الحلو بحماس فأخذت واحدة تتذوقها بتلذذ ثم قالت :
_ واااو ..، ايه دا ..
_ بيتي فور ..، حلويات العيد ... من حق هتنزلي معانا ..
هزت رأسها بحماس شديد ونست أنها على غير الديانة ثم قالت :
_ شوور..، يعني كل يوم واهد يصحى .. الضهر او .. الصبح متأخر ...،بس اصحى الساعه فايڤ وأنزل الشارع كدا .. وااو
"كل يوم الواحد يصحى الضهر او الصبح متأخر ،بس اصحى الساعة 5 وأنزل الشارع كدا .. وااو "
هتف قمر بنبرة حماسية أيضًا :
_ وأنا كمان أول مرة هحضر العيد هنا ومتشوقه اووي ..
أومأت زهرة رأسها موافقة ثم قالت موجه كلامها لماتيلدا :
_ سي أحمد بتاعك هيجي يا خدك صح ..
 _ yes
نطقت بها ماتيلدا وهي تأخذ قطعة أخرى ، فقالت زهرة لقمر :
_ اشطا ...، تعالي معانا انتِ بقا ..
عقدت حاجبيه باستغراب ثم ما لبثت ان تفهمت ، فقالت سريعًا :
_ ايوا صح .. وليد هيبقى معاكي ..، لاء خلاص بقا ...
نظرت لها زهرة بحنق مردفه :
_ خلاص ايه ..، هتيجي معانا يعني هتيجي  ... منا أكيد مش هسيبك لوحدك هنا .. !!
هزت قمر رأسها بجدية مردفه برفض قاطع :
_ لاء والله ابدًا ،.. انتِ عبيطة ،بقا أول عيد ليكوا سوا وأنزل معاكوا ..، أكيد لاء .. وبعدين أنا جسمي مكسر اصلًا ، فهبص شويا من البلكونه وبعدين هدخل أنام ، بس كل واحدة فيكوا هقاسم في الحاجة الـ هتتجبلها اوك ...
هتفت زهرة وهي تبتعد عنهم مستنكرة :
_ ابقي قبليني يا مزة ..، تعالوا اوريكوا جبتلكوا ايه ..، يلا عشان الحق البس...
توجهوا الإثنين خلفها إلى حجرتها ، دلفت زهرة الحجرة وأضاءت النور ثم توجهت تفتح خزانة الملابس .
أخرجت عدت حقائب بلاستيكيه ثم وضعتهم على السرير وجلست فجلسوا حولها ،.. أمسكت أحد الحقائب وقالت :
_ دا أسدال صلاة أسود جامد فورتيكه للأنسه قمر ..، عشان تنزل تصلي بيه العيد بس بقا مفيش نصيب ..، ودا بقا برضوا أسدال صلاة للحجة ماتيلدا يعني ان شاء الله فيما بعد ..
ثم نظرت لماتيلدا بجدية مردفه :
_ بصي عندي أحساس كبير إن احمد هيقنعك بالإسلام وتسلمي ...، ابقي صلي بيه يا ليدا ..، وجبتلك برضوا دا ..
ثم أخرجت لها فستان من اللون الأحمر يليق بشدة على بشرتها البيضاء سعدت به كثيرًا ، مدت يدها لحقيبة أخرى تخرج ما فيها وأعطته لقمر وكان فستان من اللون الازرق الزهري.
تحدث زهرة بحماس :
_ أول ما شفته قولت دا لمرمر ...علطوول ..
اقتربت قمر محتضنه اياها ثم قالت بسعادة غامرة :
_ شكرًا اووي يا زوزه بجد ..، أنا هشيلوا لخطوبتك يا ليدا ..
لاحقًا ارتدت زهرة جلباب الخاص بها وكان أسود اللون يطابق لجلباب قمر وماتيلدا ايضًا ، يمتاز بملامسه الحريري بشدة ، ثم ودعت قمر وماتيلدا التي كانت تُنهي نفسها سريعًا لأن أحمد خلال دقائق معدودة وسيكون بالأسفل .
هبطت زهرة من شقتها ودلفت لمدخل العمارة لترى وليد يقف بعباءته البيضاء التي لم تراه فيها من قبل قط ، وللحق  زادته وسامة بدرجة مهلكة جعلتها تقف مشدوه أمامه .
استمعت لقوله المغرور :
_ عارف اني حلو بس مش لدرجة دي ..
هتفت بإعجاب شديد بهيئته:
_ اسمحلي اتخلى عن حيائي واقولك يخربيت الحلاوة ..، ايه داا..!
قهقه على جملتها حتى أدمعت عينها وأحمرت بشرته ، وهي أيضًا شاركته الضحك ، .. اعتدل قائلًا وهو يجذب يدها :
_ بعض من عندكم يا روحي ...، بس ايه الشياكه دي ... العباية السودا عاماه شغل جامد..
ثم نظر لها مدققًا، فحدجتهُ بقوةٍ ، ثم قالت بحدة :
_ عينك يا عم الحلو ..
جذ على أسنانه مردفًا بضجر :
_ طب وربنا أنا ما مستني الفرح عشان فرحتي بيكي آد ما مستنيه عشان لما تقوليلي عينك أخزقلك عينك انتِ...
اقتربت منه بدلال ثم غمزت له وهي تدفعه بكتفها:
_ وأهون عليك يا سي وليد
هتف قائلًا بمزاح :
_ اهه داخلنا في شغل المكر دا وشكل مافيش صلاة عيد النهارده ..
أمسكت يده تأخذه للخارج وهي تقول بعجلة :
_ مانت الـ واقف يا عم أعمــ ..آآ
شد على أعصاب يده لتثقل في يدها مما جعلها تقف تطالعه ،وهو يهتف مقاطعًا ايها :
_ على فين يا ماما ..، أنا مش بقولك العبايه عامله شغل ..، طولي الطرحة دي او اطلعي البسي حاجه تانيه ..
ابتلعت ريقها بتردد وهي تنظر لعباءتها، مردفة بشك:
_ بتتكلم جد ..، فكرتك بتهزر .. طب هاا كدا ..
ووضعت طرف الطرحة على صدرها فطالعها بعدم اقتناع، ثم قال برفض :
_ لا لااء .. اطلعي غيري الطرحة دي يلا .. ويستحسن العباية كلها ..
مسكت طرف الجلباب من الجانب وشدته بحده لتظهر له أنه واسعه بشدة ولكن فعلتها تلك جعلت الحلباب يضيق على جسدها مظهرًا تقسيماته بوضح جلي :
_ مه واسعه وزي الفل اي ..، ولا هو اي تحكم وخلاص ..
رفع حاجبه الأيمن وهو يطالع جسدها ثم نظر له بحدة مردفًا :
_ عارفه انتِ لو كنتِ ضيقتي العبايه كدا في الشارع كنت عملت فيكي ايه ..، والله كنت كَلتك يا زهرة ..، يلا يا اختي .. يلااا ..
هتف جملته الأخيرة بحدة شديدة جعلتها تختفي من امامه سريعًا وهي تأكل الدرجات ركضًا لأعلى ، أما هو فخرج من المدخل للخارج ..
استوقفها طفل وهي تقف أمام باب الشقة ،يردف بسعادة وفرحة :
_ ابلة زهرة ..، ايه رايك في الطقم الجديد ..
نظرت له بفرحة واردفت بعد أن قبلته :
_ حلو اوي يا علّي ..، أكيد دا زوقك صح ..
 هز رأسه بنعم وهو يفتخر بنفسه مردفًا :
_ ايوا طبعًا زوقي ..
 _ حلو خالص يا حبيبي ..، كل سنة وإنت طيب يا علوله ...
لحظات واشتمت زهرة رائحة تعرفها جيدًا يليها صوت طفلة مشاكسه صغيرة تقول بمرح :
_ اوعي يا ابيه زهيه .. الثااايوخ ..
"اوعي يا أبلة زهرة الصاروخ"
ثم علىٰ صوت فرقعة صاروخ من الألعاب النارية الخاصة برمضان ، وعلى معها صوت صرخت زهرة العالية بفزع ،.. نظرت لعلّي والطفلة فوجدتهم يضحكان بمليء فاههم ..
هتفت بحنق موجه حديثها لطفلة :
_ بقا كدا يا علياء ...، انا مش قولت كذا مرة ماتمسكيش الصاروخ دا عشـ..آآآ
قاطعها صعود وليد الذي يهتف بأسمها في قلق فشرأبت برقبتها وهي تهتف :
_ وليد .. في ايه مالك ...!!
وقف على السلم أمامها هاتفًا بقلق:
_ كنتِ بتصوتي ليه ..، فكرتك وقعتي والله ..
تنحنت قائلة :
_ احمم .. لاء يعني الأولاد كانوا بيهزروا معاياا ..
_ تقوم تصوتي ...!
_ حدفوا جمب مني صاروخ يا وليد الله ...!!
_ خشي يا زهرة انجزي قبل ما الصلاة تروح علينا ...
أدارت المفتاح في الباب ثم دلفت وتركته مفتوح قليلًا ، نظر وليد لصغار ، ثم اثنى ركبتيه وهبط وهو يرفع العباءه لفوق قليلًا حتى لا تتسخ ثم قال وهو بالقرب من علّي :
_ مين بقا الشاطر الـ حدف جمبها الصاروخ ...
ظن علّي أنه سيوبخ أخته الصغيرة التي أختبئت خلفه فقال سريعًا بحدة :
_ أنا ...
 ابتسم وليد له ثم قبّل خده مردفًا بمرح :
_ جدع يا بني والله ..، أنا هجيب كرتونه أول ماتسمعش الكلام هولع واحد واحدفه جمبها ....
 قهقه ثلاثتهم ، ثم مدّ وليد يده لصغيرة فأمسكت يده وأقتربت منه ، احنى رأسه مقبلًا يدها وقال :
_الجميل اسموا ايه ..
إبتسمت علياء بسعادة وهي تقول :
_ عيياء ...
"علياء"
 قبّل يدها مرة أخرى مردفًا :
_عاشت الأسامي يا لولو ..، والبطل
موجهًا حديثه لعلي فقال مبتسمًا :
_علّي ..
_انتوا أخوات ..؟!
أومأ علّي رأسه بنعم ، فوقفت وليد مردفًا بتسأل :
_ليكوا أخوات تاني ..
هز رأسهُ رافضًا وهو يقول :
_لاء ، أنا وعلياء بس ..
أخرج وليد محفظته وأخرج منها ورقتين من فئة المئتان أعطى ولحدة لعلّي والأخرة لعلياء التي سعدت بها بشدة وأخذتها وهو يقول :
_كل سنة وانتوا طيبين يا حلوين ، دي عديتكوا..
رفض علّي أخذ المال ونهر أخته بنظراته مما جعله تقدم له المال بحزن ،وعلي يهتف :
_شكرًا يا عمو .. أحنا معانا ، وبابا وماما لسا مدينا العدية ،ولسا تيتا وجدوا ..
 يعلم انه لربما توبخهم والدتهم لأخذ مال من أحدًا غريب ،لهذا اسعفه عقليه سريعًا وهداه لفكرة ما ،فقال :
_ مش أبلة زهرة بتديكوا عدية ...
 هز علي رأسه ثم قال بحزن :
_ وجدوا محمود كمان كان بيدينا ..، الله يرحمه ..
 طالعهم بحزن ثم تنهد وهو يشعر بأن قلبه يعاتبه على ما يفعل ، يجب عليه أن يصارحها بكل شيء ..،لن يرضى أن يقيم حفل الزفاف ثم تكتشف بعد ذلك وتكرر أن تتركه ، يجب عليه أن يخبرها .
 ابتلع ريقها بتوتر ثم هبط لمستواهم ثانيًا يقول بنبرة مهتزة قليلًا :
_ و ...و... وجدو محمود موصيني أديكوا العدية ..، ماتزعلهوش بقا ..، كل سنة وانتوا طيبين ..
أخذ الطفلين المال بسعادة ثم هبطوا للأسفل نحو شقتهم يخبروا والدتهم ، وقف وليد يطالع الجدران حوله وهو يشعر بأنها ستُهدم عليه ، سينهار عشه الجميل الذي لم تخطوه قدماها بعد ،.. اخرجه من شروده صوت الباب الذي فُتح وخرجت زهرة بعد أن ابدلت الطرحة لطرحه سوداء اخرة أطول بقليل وخامتها ليست بحرير كالأخرى  ..، طالعته بتسأل ،فهمهم مردفًا :
_ امم ..، مش بطاله يلا ..
هبطوا سويًا ، وأمسكت زهرة بيده ، فوجدته يرفعها مقبلًا اياها ثم هتف بصوت  رخيم :
_ كل سنة وانتِ معايا يا حبيبتي..
ابتسمت له ثم ردت برقة :
_ وانتَ كمان ..
استقلوا الإثنين السيارة وكان وليد بدون حراس اليوم فهتفت زهرة بعدم تصديق :
_ياااه أخيرًا ،يوم من غير الحراسة .. بحس انهم كابتين على نفسي ..
 ضحك قائلًا :
_ معلش بقا ..، عيد وقولت اديهم اجازة عشان يكونوا مع أهليهم ..، وابقى معاكِ لوحدي..
 نظرت له براحة ثم اردفت :
_ .. مش بعرف أخد راحتي خالص، وخصوصًا لو حد غير بيسوق
_ معلش بقى، فترة كدا، ومش هيبقوا موجودين..
أومأت موافقة، ثم بدأ وليد بتشغيل السيارة فهتفت زهرة بإستحياء :
_ وليد .. ممكن أطلب طلب ..
 رفع حاجبه بشك ثم اردف :
_ ايه الاحترام دا يا حجه .. اشجيني ..
_ تعالى ننزل ونروح ماشي..، نفسي امشي معاك اوي مسافه طويل ..، وسط الناس .. والنهارده يوم ما يتعوضش ..، والناس كلها ماشيه ..، وبعدين بقا على فكرا كل خطوة بتخطيها للمسجد مشي بتاخد عليها حسنة ..
ابتسم لها ثم فك حزامه مردفًا بعشق :
_ أنا زهرتي تؤمر وأنا انفذ .. يلا بينا
هبطوا سويًا من السيارة واقترب وليد منها ثم أمسك بكفها وبدأُ بالسير ، وكان هناك جمع من الناس ..، نساء ورجال وأطفال وفتيات وشباب ..، وعواجيز يمشون بسعادة ولسانهم ينطق مع تكبيرات العيد ببهجة سعيدة .
هتف وليد قائلًا بتسأل :
_ ماتيلدا وقمر لسا في البيت
هزت زهرة رأسها قائلة :
_ ايوا ماتيلدا احمد هيجي ياخدها وقمر بصراحة لما عرفت انك جاي معايا قالتلي مش هتيجي ..
 _ كنتِ هتيها يا زهرة بدل ما تفضل لوحدها كدا..
 _ والله اتحايلت عليها بعد ما طلعت تاني ، قالتلي لاء هتاخد شاور وتنام لحد مانيجي ..
أومأ موافقًا ، ثم أخرج هاتفه يرسل رسالة لإبراهيم عن قمر مقررًا مساعدته ، فهو يعلم أن صديقه قد وقع وتمرمغ في قلب تلك الفتاة.
 هتفت زهرة مشاكسه :
_ بس الله اكبر العباية البيضاء طالعه عليك جامدة،..حساك راجل كدا ..
طالعها بصدمة من قولها، فأردفت وقد تداركت خطأها بصدمة :
_ يالهوي،.. لاء والله ما اقصد ... يعني حساكي فيك حاجه مختلفه كدا .. يعني .. مش عارفه.. شكلك حلو اوي .. اقصد كدا
نظر لها بحنق هاتفًا :
_ والله ..!!، انتِ بعد حساك راجل تقولي شكلك حلو، ليه يا ختي كنت رجل فرخة قبل كدا ..
اقتربت منه هاتفه وهي تغمز له :
_ فشر .. دانت رجل وسيد رجاله كمان ..
ضغط على يدها مردفًا بمزاح :
_ طب نحترم نفسنا بقا عشان احنا في الشاارع ..
 *************************
هبطت درجات السُلم وهي تُكبر بسعادة فاستوقفتها والدتها وهي تقول بضجر :
_ سُمية تعالي اعدليلي البروچ دا عشان الطرحة ستان وبتتزحلق ..
 اقتربت سُمية تُعدل لوالدتها الدبوس، وبعد أن أنتهت قبلتها من خدها وهي تقول :
_ كل سنة وانتِ طيبة يا ست الكل ..
 ابتسمت لها ثم أردفت بحنان :
_ وانتِ طيبة يا حبيبة قلبي ..، العيد الجاي هتعيدي على سلطانه قبلي مني ......
 _ يا حبيبتي ولا واحدة تملى مكانتك يا ماما ..
قاطع كلامها صوت هاتفها الذي يدق بين يدها فوجدته سراج ، فقبلت خد والدتها سريعًا وتوجهت للخارج ركض وهي تقول :
_ سلام يا حلوة ..
 تطالعت والدتها في اثرها  بحزن تتمنى لو لم تزوجها وتظل بجوارها ..، لكن ماذا ستفعل سنة الحياة .
 وجدت ابنها سامي يهيط وهو يحمل عزالدين بين يده ويمس كف مريم واقتربوا منها ، قبل سامي يد والدته وهو يقول :
_ كل سنة وانتِ طيبة يا أمي ..
ربتت على كتفه وقالت وهي تلتقط منه عزالدين :
_ وإنتَ طيب يا حبيبي يا رب ..، هات الولا دا اما اديله عديته الأول ..
 اقتربت مريم تسلم عليها قائلة :
_ كل سنة وانتِ طيبة يا ماما ..
 _ وانتِ طيبة يا حبيبتي ..
توجهت منال نحو حقيبتها تخرج ورقة مالية من فئة المئتان تعطيها له ثم قالت وهي تقبل خده :
_ كل سنة وانتَ طيب يا حبيبي ..
 كان عزالدين يبدو عليه أثار النوم وهو يرتدي -سلوبته- صفراء اللون طفولية للغاية، هتف سامي وهو يأخذ عز الدين منها :
_ اهو الباشا الـ كسر القوانين .. مكناش بناخد العدية غير بعد ما بنيجي من الصلاة ..
 ضحكت منال مردفه :
_ انتوا لما تيجوا من الصلاة ..، دانا روحت البنك مخصوص عشان اجيب متينات .. لسا عداتكوا وعدية البنات ..، سلمت على ستك وعيدت عليها يا بني..
أومأ بنعم ثم قال :
_ اهه يا حبيبتي ..، هنمشي بقا عشان نلحق الصلاة عايزه حاجه ...
هزت رأسها رافضة وقالت :
_ لا يا حبيبي ..، هاخد ستك ونروح نصلي احنا كمان .. العربية برا وكلوا جاهز ... ،روحوا انتوا

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن