الفصل الثامن والأربعون"الجُزء الأول"

3.4K 222 57
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثامن والاربعون
"الجُزء الأول"

كل سنة وانتوا طيبين، وبخير يا رب، ودايمًا في حياتي وابهركوا برواياتي كدا😂😎♥️♥️♥️♥️♥️
+ياريت نسبة الڤوتس تزيد شويل، عشان دا بيشجعني♥️

******************************

احتكت إطارات سيارتهُ بعنف شديد في الأرض الصلبة السوداء، وهبط منها بسرعة متوجهًا لداخل مدخل العمارة التي دلفت بها مريم مُنذ ساعتين تقريبًا.
هبط وليد سريعًا وراء أخوهُ، وصعد خلفهُ، كان يوجد أحد بالمصعد، فلم ينتظر سامي أن يكون فارغًا وركض نحو الدرج صاعدًا لأعلى وخلفهُ وليد، يهتف محاولًا جعلهُ يقف:
_ساامي استنى،.. ساامي...
وصلوا لدور المنشود وقبل أن يتحرك سامي خطوة واحدة، قبض وليد على يدهُ بشدة، مردفًا بصوت حاد:
_اقف هناا،.. وأنا هدخل الأول،.. ومهما كان الـ جوا أمسك أعصابك وما تعملش أي حاجه تندم عليهاا...
ازدادت وتيرة أنفاسهِ حدة، واستمع لكلام اخيهِ، تقدموا سويًا نحو الشقة المدون بجوارها على يافتة رقم ثمانية، نفس رقم الشقة المدون بالرسائل.
لاحظ سامي أن الباب مفتوح، فهم بدفعهِ بحدة الا أن وليد أطبق بيدهِ على صدرهِ دافعًا اياهُ للخلف وهو يقول بجدية:
_سامي،.. اثبت واهدى...
عن أي ثبات وهدوء يُحدثهُ، عذرًا وليد تلك المرة لن أستمع لحديثك، دفع سامي بيد الباب بحدة والأخرة دفع بها وليد عنهُ، ثم دلف راكضًا لأول طرقة واجهتهُ بعد أن عبر من حول الصالة مارًا بالمطبخ، ليجد في أخر الرواق غرفة تنبعث منها إضاءة صفراء اللون والباب الخاص بها مفتوح قليلًا، فركض بصورة سريعة كالأسد نحو فريستهُ يدفع الباب وقبل أن يلحق بهِ وليد كان قد أغلق الباب بوجههُ ليرتطم وليد بهِ ثم استمع لصوت الباب يُقفل عدة مرات من الداخل، فصرخ بأخوهُ في صوتِ عنيف وهو يطرق الباب بحدة وغضب:
_سااااااامييي.....

***************************
انتابت البرودة جسدها بحدة، وهي تدلف لداخل تُقدم قدمًا وتؤخر الأخرى، دارت بعينها في أنحاء الشقة، بأعين دامعة، مضطربة، خائفة، مرعوبة، عدت مشاعر تملكتها، اتجهت نحو طرقة ما ومشت بها تستند على الحائط بضعف، ثم اقتربت من أحد الأبواب الذي ينبعث من اسفلها ضوء أبيض.
اقتربت حتى وقفت أمامهُ، ثم وضعت يدها الباردة على مقبض الباب تُنزلهُ للأسفل بهدوء ظاهري، وضوضاء عالية تطرق عقلها، وتسارعت دقات قلبها بصورة عنيفة.
فُتح الباب أمام عينها المترقبة وعقلها المنتظر مشهد يرسم لهُ سيناريوهات عديدة مُنذ أن استوعب الرسائل التي وصلت لهُ.
وقعت قدمها في الغرفة تزامنً مع شيئين، أولًا فتح باب الحمام وخروج هاجر بروب الاستحمام الأبيض، تضع منشفة على شعرها ووجهها تجفف شعرها بهِ، والثاني هو همهمات سراج المنزعجة تدل على بدأ استيقاظهِ.
تحجرت أعينها وهما جاحظتان بصدمة شديدة، ثم أغمضت عينها بضعف واستسلام، وسقطت منهم دمعة عزاء لقلبها، وهي تستمع لهاجر تقول بنبرة مائعة:
_بيبي،.. يلا بقى مينفعش نقعد أكتر من كدا،.. عشان مراتك ما تفتحش ليك تحقيق..!
نزعت هاجر المنشفة من على وجهها ثم أتت لتُدير رأسها لتقع عينها على جسد سُمية المتخشب في وقفتهِ.
شهقت برعب حقيقي في بادئ الأمر، ثم استوعبت بسرعة ما يحدث وأنها تعلم أنها ستدلف الآن لكن رؤيتها هكذا جعلتها تخاف في الأول.
ابتلعت هاجر ريقها، وهتفت بتوتر مصطنع ونبرة غاضبة:
_انتِ مين واذااي دخلتي هناا..!!
صوتها أخرج سُمية من حالة الاوعي التي كانت به، تجاهلتها سُمية وصوبت أنظارها على سراج زوجها، وهو يرفع يدهُ يتحسس رأسهُ بألم شديد وصداع يكاد يفتح بهِ.
تقدمت منُه سُمية بجسدًا اشبه لإنسان آلى، فاعتدل سراج وهو يفتح عيونهُ، ليراها تقترب منهُ فابتسم وكاد أن يهتف باسمها الا أنهُ لم يفعل، فقد هبطت سُمية بكف يدها على وجهه بقوة أودعت فيها جميع مشاعرها، ثم صرخت بهِ قائلة بأعين منهمرة من الدموع، ونبرة غضب:
_ياااا خااااين،.. يااا كذاب يا زباااالة...
عادت تلطمهُ ثانية وهو لم يستوعب بعد ما يحدث، هم بالوقوف الا انه شعر بنفسهِ عاريًا تمامًا، ثم دار بوجههِ في الغرفة ليجد نفسهُ بغرفة لا يعرفها وهاجر تقف بروب الأستحمام تشاهدهم.
كف وراء الأخر، ولم يستطيع أن يُدافع عن نفسهِ وهي تصرخ بيهِ بالخــائن.
حاول جاهدًا أن يمسك يدها بيد والأخر يمسك بها الشرشف الذي عليهِ كي لا ينفلت وتُكشف عورتهُ، فأبعدت سُمية يدها بحدة عنهُ وجذبت خصلات شعرهِ القصيرة بعنف، وهي تصرخ بهِ بغضب:
_فيهااا ايه زياادة عنيييي،... بتقهر قلبي لييه،.. يا كداااب يا زبااالة،... يااا واطي.... يا أخي الله يااخدك،.... الله يا خدك ياا سرااج،... يا رب يقهر قلبك زي ما قهرتنييي،...
_سُمـ..آ
كاد أن يهتف باسمها ليدافع عن نفسهُ، الا انه صرخت قائلة بحدة:
_اخرااس،.. متنطقش اسمي على لساانك النجس داا ابدًااا....
ابتعدت عنهُ تدور حولها لتحبث عن شيءً ما وهي تمتم بضياع:
_همووتك يا سراج،.. هموتك والله...
وقعت عيناها على الطاولة الموضوع عليها طعام لفردين يبدو أنهُ متناول منها القليل، سارعت بأخذ السكينة الموجودة عليها، وعدت لهُ تُطالعهُ بأعين مصممة لقتلهِ بالفعل، اقتربت منهُ وهمت بغرز السكينة في بطنهِ فأمسك يدها بحدة صارخًا بها:
_ياا مجنونة هتعملي ايه...!!، والله ما اعرف جيت هنا اذاااي...!
برمج عقلها على ما رأتهُ وإن حدثت معجزة لتبرأ ما رأتهُ لن تُصدق، ابتعدت تضربهُ بيدها الأخرى مُجيبة بصزت مختنق من البكاء:
_ياا كدااب، يا كدااب،... انتَ خااين يا سرااج خاااين...
ابتعدت عنهُ، وجذبت طرحتها والتي لم تكن مثبته جيدًا، وقربة السكينة من رقبتها واضعه اياها على جانبها الحاد مقابل عُنقها، ثم هتفت بصوت متألم موجوع:
_أنا قلبي مصدقش الكلام الـ اتبعت، عارف..، قولت سراج بيحبني وعمروا ما يعمل فيا كدا،.. بس لااء طلع زبالة وحيوااان،... طب لما انتَ عااوزها كنت اتجوزتني ليه..!، بتوجع قلبي ليه بالطريقة دي،.... عمري ما هسامحك يا سرااج، عمري في حياتي ما هساامحك،.. المووت عندي أرحم من أني أشوفك بالمنظر داا...
ثم طالعت جسدهُ باشمئزاز ونفور، فوقف ممسًا الشرشف بحدة، واقترب منها قائلًا بنبرة حزينة:
_سُمية ابوس ايدك اسمعيني...
قاطعتهُ وهي تهز رأسها بنفي مُتحدثه بنفور وحدة:
_مبقااش فيه كلام يتقاال،... ارمي عليا يمين الطلاق ..
جحظت عيناهُ برعب، ثم أومأ بحدة:
_لااء..، لاء والله ما هقر اعيش من غيرك،.. دا كلوا كد..
غرزت السكينة في عنقها ليسل خطين من الدماء بطول رقبتها، فشلت الصدمة تفكيرهُ، وصرخ بها، فهتفت بالم ونبرة مهزوزة:
_طلقني...، والا انتَ المسؤال لو مت...
ابتلع سراج ريقهُ بصعوبة، لن يفعلها، لكن لن يتركها تموت وهو يرى الأصرار بعينها، ولوهلة شعر بأن الحياة بنسبة لها ولا شيء.
شاهدها تغرز السكينة أكثر في عنقها فصرخ متألمًا وسلت الدموع من بين عنينه:
_انتِ طالق...
عضت على شفتاها بألم شديد، ثم همست بصوت واهن:
_التانيه...
ارتعشت يدها حول رقبتها، فسالت الدماء من مكانٍ أخر، وغرقت الدموع وجههُ، فقبض على يدهُ بعنف ثم هتف بوجع:
_انتِ طالق...
ابتلعت غصة مريرة بحلقها، وجاهدت لتقول بصوتٍ غير مسموع لكن حركة شفتاه استطاع ترجمتها وهي تهمس بصوت خفيض:
_التالته....
لا يوجد مجال للعناد أو الرفض أمام ما تفعلهُ، ليذهب هو للجحيم مقابل أن تحيى بسلام وإن ابتعد عنها، فهمس:
_انتِ طالق...
ارتخت أعصاب يدها لتقع السكينة منها أرضًا، ثم طالعتهُ بحزن عميق وعتاب، ثم تحركت للخارج بخطى سريعة واهنة تتخبط في جدران الشقة.
كاد أن يلحقها لكن لا يجوز أن يذهب هكذا، وهو عاري، وقعت عيناهُ على هاجر التي تقف دون حراك، فاقترب منها قابضًا على خصلات شعرها وهبط بكفهِ على وجهها ضاربًا اياها بقسوة، وغضب شديد مرة وراء الأخرى وهو ينعتها بأبشع الألفاظ، حتى سكنت حركتها وخرت فاقدة الوعي على السرير..

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن