تائهة في سرايا صفوان
الفصل الخمسون
"الجُزء الثاني"*****************************
من صدمتها اصبح جسدها رخو، فقام وليد بفتح الباب ودفعه بحدة قليلة كي لا يؤذيها، فابتعدت عن الباب بزهول وعينها متجمدة على الفراغ، أغمضت عينها بوهن وهي تشعر ببرودة أطرافها، ولا أراديًا أفلتت يديها التي تحتضن جسد عز الدين لكن بهدوء، ليهبط أرضًا دون أن يقع.
تعالى صوت بكاءها الحاد، وتفهمت أن سامي سيذهب لعماد لقتله، فقد أخبرها وليد بأنهُ ذهب ونشب عراكًا مع عمها، بحثًا عن عماد.
حركت قدمها بصعوبة وهي تستند على الحائط والأثاث وكل ما يُقابلها، حتى وصلت للهاتف الذي اعطاهُ لها وليد أمس.
جلست على المقعد المجاور لطاولة الموضع عليها الهاتف، ثم سحبت هاتفها بأيدي مرتعشة، وقامت بفتحهِ وأتت بتطبيق الهاتف، وبحثت عن رقمهُ الذي سجلتهُ أول واحد، ثم ضغطت عليهِ سريعًا ووضعتهُ على أذنها لتستمع لرنين.
اتى عزالدين لها كي يمكث في أحضانها، فهتفت صارخة:
_رحاااب...
أتت رحاب بعد لحظات سريعًا، فقالت مريم:
_شيلي عز...
اقتربت رحاب وحملتهُ فبكى بين ديديهَ، فأخذتهُ لشرفة كي يرى ما بها ويشرد قليلًا عن والدتهُ.
هزت مريم قدمها بتوتر شديد وخوف، ثم هتفت بحدة باكية عندما انطفئ الرنين:
_رددد..!!
عادت تدق مرة أخرى، وانتظرت حتى تستمع لرد، لكن ايضًا ما من مُجيب، فبكت بحدة وهي تقول بخوف:
_رد يا سامي بالله عليك رد...
كان هو في سيارتهِ، التي توقفت أمام المطار مباشرة، وهو متعجب من هذا الرقم الذي يدق عليهِ دون انقطاع، واخوه أيضًا لكنهُ لم يجيب على أحد.
عاد الرنين يدق ثانيةً، فأخذ هاتفهُ وكاد أن يغلق، لكن لا يعلم لما هذا الهتاف داخلهُ يُخبرهُ بأن يُجيب.
بالفعل وجد نفسهُ يسحب زر الإجابة لليمين ثم وضع الهاتف على أذنهُ، لتتسع عيناهُ بزهول وهو يستمع لنبرتها الصارخة قائلة:
_انـــــتَ فيين...!!
اضطرب انفاسهِ وهو يستمع حقًا لصوتها، لم يجنّ، يستمع لها حقًا، عادت تقول بخوف ولهفة:
_سامي ابوس ايدك ارجع،.. ارجع بالله عليك...
استند على سيارتهِ بضعف وهو يقول:
_انتِ فين...!
هتفت بخفوت باكية:
_ارجع طيب...
قبض على الهاتف في يدهِ، ثم جذّ على أسنانهِ مردفًا بغضب:
_بقولك انتِ فين يا مرييم انطقي لحسن ورب العزة، هتشوفي في مني وش عمرك ما شتفـ...
قاطعته هاتفه بسخرية لازعة:
_اكتر من الـ شوفته...!، هتعمل ايه اكتر من كدا، هتدفني حية بقى، ما دا الـ ناقص يحصل..!، ولا هتسلمني للبوليس زي ما كنت هتعمل...
أغمض عينهُ بألم على تلك الذكرى، التي ستشوه حياتهم، ثم أومأ مردفًا بغضب وحدة:
_ماشي يا مريم، مش عايز اعرف انتِ فين المهم اني اطمنت عليكي من صوتك،.. هخلص الـ بعمله دا، وبعدين هجيبك صدقيني...
اتسعت عينها بزهول، ثم ارتفعت صوت بكاءها وهي تقول بحدة:
_ لو عملت الـ انت ناوي عليه دا، واقسم بالله عمرك ما هتشوف وشي لا أنا ولا عز،.... ولا حتى ابنك الـ في بطني...
ملئ الزهول كل أنشً بوجهه، ثم رفع يدهُ يحتضن وجهه متنهدًا بضعف، وهمس:
_طيب قولي انتِ فين..!
ابتلعت ريقها مردفه بنبرة ضعيفة:
_معرفش، اسأل وليد..، هو.. هو الـ جبني...
اتسعت عينها بزهول، وليـــد..!!، اخاهُ يعلم أين هي وتركهُ يومان على هذا الحال..، هتف داخلهُ بوعيد شديد:
_ ماشــــي يا وليد..، ماشي، أشوفك بس..!
ويبدو أن حديثًه مُجاب تلك الساعة، حيثُ توقفت سيارة وليد بعنف جوارهُ مباشرة، وهبط منها وعلى وجهه علامات الغضب الشديد يكاد يحرق سامي واقفًا.
وللحق..!، قد قلق سامي منهُ، قبض وليد على ذراعهِ ثم جذبهُ نحو باب السيارة وفتح الباب ثم دفعهُ بحدة داخلها دون أن يتحدث.
كانت سيارة الحراس التي تتبع سامي على مقربة منهم، وهبط أحدهم ليأتي بسيارة سامي ورائهم.
عاد وليد نحو مقعدهُ ثانيةً وقاد السيارة مُبتعدًا عن المطار، طالع سامي بغضب مردفًا وهو يضرب عجلة القيادة بعنف هاتفًا بحدة:
_نفسك اووي تجرب قاعد السجن شبه الـ****، عـــاملي فيها بلطجي ورايـــح تموته..!
طالعه سامي قائلًا بغضب:
_هو السبب في كل الـ حصلي وحصل لمـــراتـــي،.. هو السبب،.. وأنا قايله،... لو قرب منها تاني هموته يا ولــيد...
_ليــــه، مـــين النكرة دا الـ يخليني اروح ابوس رجل ابوه وامه عشان يتنازلوا عن المحضر الـ هيعملووه فيه ويتهموك انك قتلته...!، هااا رد عليا مين دا،... مــين دا الـ يخلي ســـــــامي صفواان، يتحرم من أهله ومراتوا وعيااله....!، لدرجة دي حياتنا رخيصة عندك،.. مشاعرنا ملهاش اي تلاته لازمة بنسبالك لما نموت بقهرتنا عليك...، يا اخي والله ما تستاهل الست الـ لما بس لقتني بقول اسمك وانا قلقان عليك اتجننت،.. رغم كل الـ عملته فيها باقيه عليك وباقيه على العيش والملح.. والحب الـ بنكوا، بس انت انسان*** متستهلاهااش... ولا تستاهل عيالك حتى..، عشان دول عيال عايزين ابوهم راجل،.. مش بطلجي...
جلدهُ بقسوة، وقعت أثر كلماتهِ على نفس سامي كالسوط على جسد الحصان.
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...