الفصل التاسع والأربعون

4.9K 232 34
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفص التاسع والأربعون

**************************

نثرت الشمس أشعتها الذهبية فوق السحاب ليحجب وصولها للأرض هذا اليوم، كما بدأ نهارهُ بأمطار غزيرة، منعت رؤية عدنان لطريق بوضوح مما جعلهُ يبطئ السرعة قليلًا فقد شارف على وصول منزلهُ.
كانت مريم تجلس في الخلف نائمة، وتحتضن نفسها بيدها بعد أن أخذت معطف فرو ثقيل من الاء وأخذت رقم الاء لتكن على تواصل بها إن حدث لها شيءٍ ما.
شعرت بتوقف السيارة ففتحت عينها معتدلة وقد تسرب الخوف لقلبها قليلًا، لكن طالعها عدنان بابتسامة هادئة وهو يقول:
_خلاص اتفضلي وصلنا...
فتحت مريم السيارة ووضعت قدمها أرضًا لتغوص قليلًا في الماء فشكرت الاء داخلها كثيرًا لتوفير لها حذاء ايضًا.
كانت أمام بوابة عريضة قليلًا وهناك سقف من الـ حديد تقف أسفلهُ السيارة، تقدمت نحو البوابة عندما أشار لها عدنان وفتحها متقدمًا لداخل ثم اشار لها بالدخول ايضًا فتبعتهُ، لحظات حتى مروا طرقة ليست طويلة وتوقفوا أمام بوابة المنزل الصغيرة، وضع يدهُ على جرس الباب يدقهُ كثيرًا حتى انفتح الباب وطلت أمرأة ذات ملامح مصرية تبدو في الخمسين من عمرها.
ابتسمت ابتسامة بشوشة ثم استقبلت مريم بالسلام محتضنه اياها بحذر عندما أشار لها عدنان علامة أن تهدأ في الخفاء.
رحبت بابنها أيضًا ثم دلفوا ثلاثتهم لداخل وكانت مريم خجلة جدًا من هذا الوضوع الذي فرض عليها لكن للأسف لا يوجد أمامها سوى هذا الخيار.
أخذتها والدة عدنان لشقة فوق فصعدت معها مريم وهي تحمد ربها بأنها أخذت مسكن للألام والا قد صرخت من الألم.
ساقتها والدة عدنان نحو الشقة بالداخل، ثم هتفت بهدوء:
_الشقة دي فاضية بس متوضبة،.. وائل لما كلمني امبارح طلعت أنا ودينا بنتي ظبطنهالك وهي باتت في من امبارح عشان لما تيجي متكونيش لوحدك...
طالعتها مريم مبتسمة بامتنان ثم هتفت بصوتٍ واهن:
_أنا مش عارفة أشكركوا اذا بجد،.. انتوا عملتوا في جميل عمري ما هنساه،.. انتوا انقذتوني من الموت...
اقتربت والدة عدنان تربت على كتفها برفق وهتفت بحنو:
_كُليلك لقمة الأول، وعدنان راح يجيب أدويتك عشان تاخديها وتنامي وبعدين نبقى نقعد سوا ونتكلم لو دا مايضيقيش..
ابتسمت بخجل من كرمهم معها رغم ما تشعر بهِ من تعب، وقالت:
_لاء طبعًا مايضايقنيش،.. أنا خايفه أكون مضيقاكوا، بس أول ما اشد حيلي واقدر اقف على رجلي صدقيني همـ..
_بس يا بنتي لحسن أزعل والله،.. واحنا يعني كنا بنقطع من لحمنا ولا بنقطع من لحمنا، الشقة فاضيه والخير كتير، خليكي معانا لحد ما حالك ينصلح ان شاء الله، وبعدين اهو تاخدو بحسي انتِ ودينا..، هقوم أجبلك تفطري بقى وتتغذي كدا يكون عدنان وصل...
وقبل أن تعترض وقفت والدة عدنان سريعًا واتجهت نحو المطبخ الموجود بالشقة لتخرج الطعام التي أعدتهُ لمريم هي وابنتها في الليل.
وأمام هذا الكرم كلهُ لم تستطيع مريم كبت دموعها من عظمة الله عليها بأنه أوقعها بأيدي أُناسٍ طيبين كهؤلاء.

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن