الفصل الواحد والعشرون

8.6K 326 45
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الواحد والعشرون
************************
أنطلقت الرصاصة بعيدًا عن وجهه بإنشات صغيرة جدًا عندما تراقص أمام عينيه صورتها وهي تخبره "متعملش حاجه تخلينا نخسرك أرجوك " ، وجد سراج يبعده بحده وهو يهتف بصراخ :
_إنت اتجننت يا عم ..!! عاوز تودي نفسك في داهيه عشان *** زي دا ..، ما **** ابوه على أبوهم كلهم ،بس منخسركش ...!!
صاح بنغضب هو الأخر وهو يدفعه بعيدًا عنه :
_أنتَ مشفتهااش وهي خارجه من الأوضه عامله اذاي .. ،ولا وهي بتقولي مندخلش عشان عريانين ..!! ، إنتَ متخيل لولا ابن الكلب الـ ***** دا مكنش حصل كدا وديني لموتوا
حاول الأقتراب من سمير مرّة أخرى إلا أن يد سراج منعته وبشدة من أن يقترب ثم دفعه خارجًا وهو يغمز لعادل فأماء الأخر موافقًا وقد يبدوا أن هناك حديث خفي بينهم .
حلما أبتعد صوت الإثنين أقترب عادل سريعًا من سمير وفك وثاقه ثم نزع الرباط عن عيناه وتولى سمير أن ينزع القماشة من فمها ثم بدأ بالسعال بشدة ..، وجسده متراخي بشدة .
نظر عادل لحالته ثم قال :
_ قوم ... امشي من هنا فورًا قبل ما يجي 'ثم نظر لقميصه المقطوع' أمسك الچاكت دا البسوا خبي بيه القطع داا ..، وامشي بسرعه
نظر سمير له وهو غير قادر على الحديث ثم قال :
_عـ.. عمـ..لت .. كـ..ـدا .. لـ..ـيه ..!!
_ملكش دعوة أمسك بسرعه البس
أعطاه الچاكت وساعده في أرتدائه ثم خرج معه خارج هذا البيت الـ متهالك والذي أشبه بالمخزن .
أوقف سيارة أجرة ثم استقلها طالبًا من السائق أن يبتعد عن هنا بأي شكل .
*****************
وقفت سيارة وليد أمام المشفى مرة أخرى وهبط من مقعد السائق سراج ثم يليه وليد الذي كان جلس بجواره ، وأقترب الإثنين من باب المشفى .
هتف وليد بحنق وهو ينظر للأمام:
_والله ما عارف مسكتني ليه ،كنت خلصت عليه النجس دا
رفع حاجبه بإستغراب ثم هتف ساخرًا:
_ ايوا عندك حق كنت سبتك تقتلوا وتودي نفسك في داهية ومش مهم الـ حوليك ولا أهلك ..،طب أقولك تعال نشهد زهرة
كانوا يقفون أمام غرفة زهرة عندما نطق سراج بجملته الأخيرة فأسرع وليد يمنعه مما قاله ولكن قد فات الآون عندما دلف سراج سريعًا غير آبه بإعتراض وليد ..
فتحت عيناه الإثنين بجهد عندما رأت سراج ووليد أمامها ،فاعتدلت بإحراج من نومتها هكذا ، نظر لها وليد وجذّ على أسنانه بغضب ثم دفع سراج في كتفه بحدة خارج الغرفة وهو يهتف بغضب :
_مش تخبط الأول يا غبي إنتَ هي وكالة الـ خلفوك ..!!
وضع يده خلف رقبته بإحراج فهو تسارع بالدخول بالفعل ولم يكن يصح
_ مخدتش بالي والله معلش ...
نظر له بغيظ ثم قال :
_روح شوف إبراهيم
_ماشي
قالها بسرعة ثم توجه لليسار وصار تلك الطرقة لأعلى صاعدًا لغرفة إبراهيم الذي أمر الطبيب بحتمية وجوده تلك الليلة في المشفى .
_مسا مسا على الناس الـ مش كويسة
قالها بمرح وهو يدلف غرفته وجد إبراهيم نائمًا على السرير وهو ممدد قدميه للأمام ويوجد فراغ كبير في قدمه اليمنى .
فتح إبراهيم عينيه بإرهاق ثم ابتسم ساخرًا وهو يقول :
_ فعلًا مش كويسين ..!!، البنات عاملين ايه
تذكر سراج عندما قال إبراهيم منذ ساعات وهو يستند عليه " _مش ماشي قبل ما اطمن على قمر ..".. ابتسم بخبث واقترب منه وقد زيف ملامح الحزن والأسف :
_زهرة الحمدلله كويسة ،بس قمر مش كويسة خالص ...
انتبه لكلامه وحاول أن يعتدل وهو يقول :
_يعني ايه مش كويسة ..!! ، انطق يا سراج قمر مالها ...!
نظر لتعابير وجهه القلقة وهو يحجب ضحكته بصعوبة عليه .
عندما لم يجد منه رد نزع الغطاء عنه وهو يهتف :
_أنا هروح اطمـ..
وقف عن الحديث وقد أنكمشت تعابيره بألم اثر حركة ذراعه الموصوله بحقنه المحلول ،أسرع إليه سراج يعيده لمكانه وهو يقول بقلق :
_اهدى يا مجنون بتعمل ايه ... هقولك مالهاا ارجع بس
عاد لجلسته مرة أخرى وهو يشعر بألم وخدر في ذراعه ،.. طالعه سراج وأكمل لعبته الماكرة وقال :
_أمسك أعصابك بس ..
همّ أن يقوم مرة اخرى وهو يردف:
_لاء هروح اطمن عليها أنـ..
دفعه سراج براحة إلى الفراش مرة أخرى وهتف :
_ما خلاص يا عم هيما عرفنا إن الأنسه تخصك ..، اهدلنا بقى ..!!
رفع حاجبيه بإستنكار ثم هتف :
_كنت بتهزر صح ..!!
رفع يديه ومنكبيه معًا يرقص بطريقة صبيانية وهو يهتف بغناء:
- اهه يا حلو انتَ يا حلو، والله شكل عقدتنا اتفكت كلنا...
اغمض عينيه بغضب شديد وهو يلعنه بداخل نفسه ،نظر له بتوعد قائلًا :
_تصدق وتأمن بالله ،لقول لوليد يلغي جوزتك من سُمية ...
هجم عليه غير مراعي لحالته وهتف بتحذير :
_لااء نهزر مع بعض اهه بس الموضع داا بذاات بذاات يا إبراهيم متدخلهوش في هزارنا ....
_ابعد يا متخلف إنتَ .....
نظر له بشمول ثم ابتعد عنه هاتفًا بقرف مصطتنع :
_ جاتك القرف في شكلك ...،اهي كويسة يا خويا بس أخدوها يعملوا علي دماغها أشعه عشان نزفت يطمنوا إنها بخير بس ...
نظر له غير مصدقًا حديثه فهتف بنبرة تأكيدية صادقة:
_والله العظيم كويسة واحتمال تخرج على الصبح كدا ... نام بس عشان تخرج إنتَ كمان ....معاها
وغمز له بمكر فنظر له إبراهيم بتحذير فقال :
_اقصد معانا يعني ...
وأرفق كلمته ضاحكًا عليه ،.. كاد إبراهيم أن يقزفه بعلبة الدواء التي يجواره لولا أن الباب انفتح ودلف منه فتحي وتعابير وجهه متجهمه ثم قال:
_ مرنتوش عليا ليه من بدري لما الموضوع وصل لكدا ..!! ، وأزاي تاخدوا الـ اسموا سمير كدا وتمشوه
نظر سراج بإستغراب ثم هتف :
_ وإنتَ عرفت اذاي إن سمير مشى ...
_وليد قالي تحت،... لولا ستر ربنا كان زمانوا دلوقتي في سين.وجيم على الـ كان هيعملوا فيه
هتف سراج بهدوء مطمئنان إياه:
_ماتقلقش أنا تنتصرفت خلاص .. خليك مع هيما عقبال ما أنزل اجيب قهوة عشان دماغي هتتفرتك
_طيب ..
قالها بدون أدنى تعبير تُستشف ،فخرج سراج بينما إبراهيم أشاح وجهه بعيدًا عن فتحي وأغمض عينيه .
شعر به يقترب من سريره ثم قال :
_ طلبت أيد ريم من جدها وهو موافق ...
عقد حاجبيه بعدم فهم ثم طالعه قائلًا :
_يعني ايه طلبت أيدها ..!!
رفع منكبيه بلامبالة ثم اردف :
_يعني عايز أتجوزها بسيطة اهي ..
_لاء .. ريم لسا صغيرة
_مش إنتَ الوالي عليها عشان تقول صغيرة ولا كبيرة
_لاء يا فتحي ريم مش مستعدة لا نفسيًا ولا جسديًا لجواز ولا الكلام دا ...
_قصدك على حوار الإدمان دا!!
برزت عيناهُ بدهشة وهو مصعوقًا تمامًا من معرفة فتحي بهذا الأمر ، ابتلع ريقه وأردف بتوتر :
_وأنتَ.. أنتَ عرفت .. اذاي .؟!
_ملكش دعوة عرفت اذاي ..، ردك ايه على الـ قولتوا
حاول إبراهيم أن يعتدل وهو يسحب قدمه السليمة بصعوبة ثم قال متجاهلًا جملته الأخيرة :
_ اوعى حد يكون عرف ..، اوعى جدي بذات يكون عرف او شم خبر على الموضع دا ..!!
هتف بإطمئنان :
_لاء محدش عرف متقلقش ،.. ردك ايه بقى ..!
_لاء يا فتحي مش قبل ما تكون بخير وترجع زي الأول، وقبل دا كلوا أجيب رقبة الـ عمل كدا تحت رجلي ...
عقد حاجبيه بإستغراب هاتفًا:
_هي معملش كدا بمزاجها ..!!
_معرفش بس لاء ماعتقدش ..، هي متهورة اهه بس مش لدرجة تروح تشرب مخدرات ..، أنا عارفها
تنهد فتحي بحزن ثم قال :
_معلينا ..، إبراهيم أنا عايزها تتعالج وهي مراتي ،عايز أكون جمبها ...
شعر بنبرة التوسل في حديثه فتنهد مفكرًا فيما الأصلح لها ،يعلم أن صديقه يكن لها مشاعر عاطفية وللغريب يعلم أيضًا أنها تحبه منذ أن كان هنا ولكن حالما رحل فقد اطفئت سيرته على لسانه كما انطفئت تلك المعة بعينها .
نظر لفتحي المترقب لإجابته ثم قال بجدية :
_ أنا عمري ماكنت هأذي ريم ،دي أختي الصغيرة يا فتحي بس لما شوفت الصور الـ جاتلي والطريقة الـ عرفت إنها مدمنة صعبة اوي ،كان عندي أهون أنها تيجي تقولي أنا بشرب مخدارات بس ماشفهاش بالطريقة دي ..، من وهي صغيرة وأنا بشوف الأحسن لمصلاحتها ويمكن دلوقتي كمان هشوف الأحسن ليها ، أنا موافق تتجوزها يا فتحي بس كتب كتاب وبس وياريت يكون الايام الـ جايه دي علطول عشان أفهم جدي اذاي هتغيب عنوا الفترة الـ جايه دي ..!!
تنفس الصعداء وقد ارتاح قلبه من ظنها بعيدة المنال هاهو القدر يلعب لعبته ليضعها بين يديه ولا يمكن أن يتركها .
*********************
_أنزل يا بني من العربية دي وافتحلي الشنطة ...
نظر السائق لظابط بخوف وأردف بتوتر:
_والله مافيها حاجه يا باشا أنا معايا الرخصة وورقي سليم اهو يا بيه ...
ثم وضع يده أسفل المفرش الموجود أعلى التابلوه يخرج أوراقًا كثيرة ،فنظر السائق للمقعد الخلفي يرى هذا الرجل الذي يتهرب بعينيه مما أثار الريبة في نفسه فقال موجهًا حديثه له :
_أنزلي كدا وهات بطاقتك ...
أبتلع ريقه بتوتر بالغ فبطاقته ليست معه ، فتح باب السيارة بتردد وخوف ، وقف أمام الضابط الذي نظر لها بتدقيق وتفحص .
أمسك الضابط وجهه يديره للأتجاه الأخر ثم قال :
_ايه الـ مخرشم وشك كدا ..!!
قال متعلثمًا:
_حـ.. حادثه .. حادثه يا بيه ...
نظر له بعدم أقتناع فهذه أثار اعتداء بالضرب ليس حادثة عادية او ماشابه ،...
_طيب هات بطاقتك انجزناا ...
_مـ..ما...مامعييش يا باشا نسيها في البيت ...
_وإنت تنساها ليه يا روح أمك .. أسمك ايه يلا ...
_سـ..سمير أحمد عادل يا باشا ..
نظر الضابط لجهه أخرى مناديًا على أحد العساكر قائلًا :
_سعيد .. تعال فتشلي الواد دا مش مرتاحلوا ..،أركن يالا على جمب ...
نظر سمير بخوف للوضع وقبل أن يضع يده جيب سترته وجد العسكري يجذيه له من تلابيه وهو يهتف بأحتقار :
_أيدك فوق يلا
طب
رفع سمير يديه الإثنين لأعلى فبدأ الضابط بفحصه ..، استمع لصوت غريب عندما بدأ بوضع يده على السترة بعشوائية فقام بفتحها وجد سحاب فيها من الداخل جذبه لأسفل فوجد قطن السترة يقع فقام  بنزع السترة عنه عنوة وهو يردف :
_ أقلع يا حليتها أما نشوف مخبي ايه ..!!
وقع قلبه بين قدميه بخوف وفزع أزداد عندما أخرج كياس بيضاء وشرائط دواء عديدة مختلفة الأشكال والألوان ،ضحك العسكري بسخرية ثم قال :
_الله هالله ..، ترامدول ..،وكوكاين وهيروين مرة وحده ..،دانت قلب ميت بقا ...تعال يا روح أمك هتشرفنا ... باشااا ..
نادى على الضابط الذي ابتعد عنهم يفحص سيارة أخرى فأقترب منه هاتفًا :
_ايه ...،معاه حاجه
_دا معاها حاجات يا بيه ...
صرخ سمير بخوف هاتفًا :
_مش بتاعتي وأقسم بالله ما بتاعتي ..،حتى الچاكته دي مش بتاعي يا باشا ،وربنا ما تخصني! 

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن