تائهة في سرايا صفوان
الفصل السادس والأربعون
"الجُزء الأول"*****************************
الساعة العاشرة صباحًا، بأحد البنوك المصرية، تقدم أحد العاملين من مكتب رجلًا ما، ووقف بجوارهِ هاتفًا:
_عماد،.. المدير عايزك..
اختلجت قسمات عماد بتوتر وهو يقف باضطراب مردفًا:
_عايزني انا،..متعرفش ليه يا محمود...!
رفع الأخر منكبيهِ بعدم معرفة، ثم قال:
_والله ما اعرف،.. ورحلوا يلا عشان انتَ عارف مش بيحب ينادي حد وميجلوش علطول....
أسرع عماد بتوجه نحو مكتب المدير، وعندما ولج لمدخل السكرتيرة، وقفت قائلة:
_عوني بيه عايزك يا عماد...
هتف بنزق:
_عارف يا أسماء عارف...
اقتربت من الباب كي تفتحهُ لهُ فاوقفها قائلًا بتوتر:
_ما تعرفيش عايزين في ايه..!
_لاء والله، بس هو في حد عندوا جوا..
توتر أكثر، فدارت أسماء هذه المقبض وفتحت الباب بعد أن طرقت للأستئذان، دلف عماد لداخل ليجد عوني مديرهُ يجلس على كرسي المكتب وامامهُ رجلًا ما لم يعرفهُ.
تقدم عماد هاتفًا باحترام، ونبرة مضطربة الى حدًا ما:
_صباح الخير يا عوني بيه،.. تحت أمرك يا فندم...
وقف عوني عن مكتبهِ ودار حولهُ قائلًا بابتسامة زائفة:
_مش أنا الـ عايزك يا عماد، دا أستاذ ضاحي الـ عايزك،.. هسيبكوا شويا عقبال ما أعمل حاجه...
ثم خرج دون أن يسمح لعماد أن يتحدث ويستفسر عن ماهية هذا الضاحي الذي يُعتبر غريبًا بنسبة لهُ.
أشار ضاحي لهُ بالمكوث فاقترب يجلس على المقعد، مردفًا بحدة:
_ممكن اعرف مين حضرتك وعايزني في ايه..!
وضع ضاحي قدمًا على الأخرى مستغلًا الوضع، ثم أخرج سيجارة من جيبه رخصة الثمن، وأشعالها
نظر لمقلتي عماد وهتف بخبث:
_بتحب مريم بنت عمك اوي..!!
اشتعلت أعين عماد ووثب واقفًا بحدة قائلًا بصوت غاضب ونبرة متهربة:
_حـ..حب مين وبتاع مين،.. انتَ بتتكلم كدا ليه واذاي تجيب سيرتها على لسانك اصلًا...
_تؤتؤ،.. دا احنا الكلام بينا لسه طويل اوي،... اقعد كدا يا أستاذ عماد،.. وحكم عقلك،.. وآل على رأي المثل عقلك في راسك تعرف خلاصك،... فهدى كدا بقى عشان أقولك على خلاصك...
جلس عماد ثانيةً، ليستمع فيما ما بجعبة هذا الرجل ويقوم، أطلق ضاحي دخانً كثيفًا من فمه، ثم أوقع بعضً من رماد السيجارة المحترقة في الطفاية، وقال:
_تعال نقول السؤال بصيغة تانيه،... مريم ولا وظيفة محترمة في دبي بلد الفلوس والشخلعة،... وظيفة هتعيشك عمرك كلوا ملكك...
ابتلع عماد ريقهُ بتوتر، ثم قال بنبرة مترددة:
_يعـ...يعني ايه...!
اقترب ضاحي من عماد وهتف بنبرة جادة:
_يعني مصلحة صغيرة أد كدا مع مريم بنت عمك هتاخد منها علقة محترمة من جوزها دا إن مقتالكش ولو نجيت من ايدوا ،.. بعدها بثواني هتكون في الطيارة مسافر على دبي،... هااا..!!
فكر عماد للحظات، مقطتفات مرت ببالهِ من علاقة سامي بمريم الحميمة تلك،.. كيف يتحدث عنها بحب،.. لمعة أعينهم سويًا،.. كيف تعشقهُ هي، وهو الذي ظل فوق الخمسة سنون يعشقها حتى تُنهي جامعتها، ليأتي هو وبين غمضة عين يتزوجها.
قبض عماد على يديه بغضب، ثم هتف بنبرة حادة:
_ماشي انا معاك في أي حاجه تقولها طلما هتأذي الراجل دا....
ارجع ضاحي رأسهُ للوراء وهو يرفع حاجبه قائلًا بمكر:
_حتى لو الحاجه دي ممكن تأذي بنت عمك جامد...
اضطرب عماد قليلًا وظل يفكر،.. هل يشارك في أذيتها،.. ولما لاء فقد أذتهُ بشدة عندما تزوحت بغيرهِ، لهذا هتف بلا مبالة:
_ايوا حتى لو اتأذت،... أذيتها مش هتيجي حاجه جمب وجع قلبي عليها....
ابستم ضاحي بمكر،.. فقد استطاع وبسهولة كسب عماد الذي كان يتوجس من حالتهِ،... لكنهُ عبدًا للمال ايضًا كهاجر، ولم يأخذ بيدهِ غلوة كما يقولون.
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...