الفصل السابع والعشرون

7K 279 51
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل السابع والعشرون

...........

أمسك ورقة يقرأها بتمعن مردفًا لسراج الماكث امامه :
_ بس مش شايف الشرط الجزائي كبير ..هما ناوين يلاوعوا ولا ايه ...
أرجع ظهره للوراء بأريحيه ثم أردف :
_ والله يا كبير مش عارف ..، أنا قولت اشور عليك كدا قبل ما اديهم التمام برضوا انتَ خبرا في السوق وكدا ...
_ ياعم ما قولتلك ضم الشركة للمجموعة وهتكبر معاهم ..
_ لا يا وليد عايز حاجه بأسم الجارحي لولادي بعد كدا ..
_ على رأيك ... من حق عملت ايه مع ابن الـ **** سمير
نظر لها سراج هادئً وأردف :
_ ما تقلقش خمستاشر سنة سجن ،ودخلنا معاه الـ هيصبحه ويمسيه بعلقه وكمان *****.. ونبقى نناديه سموره لما يطلع منها ...
كاد أن يتحدث لولا دلوف زهرة وهي منهكة تمامًا أثر الصيام والعمل ، رفع سراج حاجبه بخبث وهو يطالع وليد بينما قالت زهرة :
_ في واحد اسموا سعيد المحمدي عايز يقابلك ....
عقد حاجبيه بدهشة وقد نسى أمر ابنه الوغد هذا ، هز رأسه مجيبًا :
_ طيب يا زهرة دخليه لما أقولك ..
_ طيب
ثم خرجت وأغلقت الباب ورائها ، تحدث سراج اخيرًا بنبرة ماكرة :
_ شايف يعني إن الباب مخبطش ووليد وزهرة كدا .. الا ايه الحوار يا ابن عمتي ...
رد عليه بإبتسامه شاردة :
_ لاء كل خير اوي ..
فاق من شروده هذا على صوت سراج الصائح بمشاكسة :
_ ايواا بقاا يا ليدو يا جامد .. 'ثم تحدث بجدية' بس سعيد المحمدي دا بيعمل ايه هنا .. استنى مش دا ابوا الواد الـ ضريته سُمية ...
ثم نظر لوليد ينتظر أجابته لكنه كان صامت ،فتسأل بتوجس حذر :
_ هو عمل حاجة لسُمية ...
لم يكن يريد أن يعلم سراج بهذا الحوار فهو اشد الناس علمًا به ، لا يعلم كيف يجعله يخرج من هنا قبل أن يدلف سعيد .
أعاد سؤاله بتهديد مبطن :
_ ولييد بقولك عمل حاجه لسُمية ...
_ سراج خلاص الموضوع خلص ...
_ لاء مش خلص ..، بقولك عمل حاجه ليها ما ترد يا اخي ..
زفر بحنق يعلم انه يحاصره من كل الجهات ولن يتركه دون أن يعرف ماذا حل بسُمية من هذا اللعين .
لم ينتظر سكونه الغير مبرر هذا سوى أنه حدث شئ ما لها ، تقدم هو سريعًا نحو الخارج يفتح الباب مقتحمًا غرفة زهرة ليجد سعيد يجلس بتوتر على المقعد المقابل لمكتبها يهز أرجله بسرعه من فرط توتره .
اقترب ممسكًا تلابيب قميصه وهدر بعنف غاضب :
_ابنكك عملهاا ايه المراديي  ....!!
لم يترك له فرصة أن يتحدث حيث انه وجده يهز جسده بعنف وصرخ بصوت عالي :
_ ماا ترد ....
أقترب وليد يبعد سراج عن سعيد إلا انه كان ممسكًا بملابسه بشدة ليهتف سراج بحدة :
_ مش ساييه يا وليييد ..، مش سايبه غير لما يقوول ابنه عمل ايهه ...!!!!
_ طيب تمام.. ابعد وأنا هقولك ..
كان سعيد يختنق بين يديه حيث أن سراج شدد على مسكت يده من تلابيب القميص حتى كاد يختنق ، أبعده وليد عن سعيد بحدة اكثر فاستجاب له وأبتعد عنه .
هدأت الأمور قليلًا وكانت زهرة تتابع الموقف بتوتر وقلق ، هتف وليد موجهًا حديثه لسعيد :
_ خيير .. جايه ليه ...
استعاد سعيد حاله بعد أن ترك سراج رقبته ،لكن عاد توتره مرة أخرى وبصورة اشد بعد سؤال وليد ...، نظر له بتردد وهتف بنبرة متعلثمة :
_ اا.. ابني ... ابني فين ...؟!
تحرك اتجاه بهدوء واردف ببرود :
_ اممم ابنك ..، ابنك بيتأدب عشان ملاقاش الـ يأدبه فمتسألش عليه ،وبعدين مش شايف إنك اتأخرت اوي عشان تسأل عنه ولا مجتش إلا لما لقيت أسهمك سعرها بينزل ....
زاغ بصره عنه فهو بالفعل لم يهتم لأمر اختفاءه فهو يعلم أن ابنه عندما يخرج بباله فكر السفر لا يتردد ولا يخبر أحد بل يذهب حيث شاء وهو اعتاد على هذا ،لذا ظنه قد سافر لأحد الرحلات او ما شابه ،وصدفة علم من صديقة انه تم فصله عن الكلية نهائيًا ،لذا توجه لجامعته فورًا ليعلم ماذا سيحدث وقد شاهد بأم عينه أوراق ملصوقه على الجدران بفصل ومنع دخول الطالب عمرو سعيد المحمدي .
لا يعلم ماذ سيقول له فقت همهم بـ :
_ امم .. م ..
أقترب سراج يود لكمة في وجهه لكن منعه وليد فهتف بغضب :
_ يااا عم سبني عليه ...
_ خلاااص اهدي بقى،.. اسمع يا سعيد بيه ..ابنك اتعرض لأختي ومش بس كدا دا ضربها في وسط الجامعة عاارف يعني ايه واحد *** زي ابنك يتعرض لأخت وليد صفواان ..،ملاكش عيال عندي ، روح دور على ابنك الـ سبتوا للخادمين يربوه تربية وسخه ، ... أما بقا بخصوص اسهمك الـ أنا عارف ومتأكد إنك جاي عشانه مش عشان ابنك ...فـ...
واقترب يربت على كتفه يزيح بعض الأتربه الوهمية وهو يهتف :
_ ابقى ركز في شغلك يا باشا عشان إنتَ عارف إن في حيتان في السوق بتاكل السمك ....
كان سعيد بموقف لا يُحسد عليه وهو يقف ويُعتبر اطفالًا هي من تهزأهه هكذا ، عاد أدراجه بخيبة كبيرة بعد ما تعرض له على يد وليد وتعدي سراج عليه وهو لا يقوى على ردعهم او المدافعه عن نفسه فهو بموقف ضعيف .
أما سراج فهو يعلم انه سيأخذ وقت ومجهود كبير لكي يقنع وليد ان يخبره بمكان عمرو لهذا تركه وذهب للأسفل ،وجد عادل يجلس في السيارة الخاصة بوليد وكان يهم الخروج منها فأقترب منه هاتفًا :
_ وراك حاجه ..
_ لاء يا باشا أنا كنت بحمل بنزينه ..
_طيب تعالى معايا ...
توجه عادل وراء سراج نحو سيارته هو ثم دلف اولًا وكان عادل يجيب على اتصالًا ما، استغل سراج عدم وجود عادل معه وأخذ شئ ما من أحد أدراج التابلوه ثم هتف بعادل :
_ يلا يا بني ...
دلف عادل بعد أن انهى هاتفه وهو يقول معتذرًا :
_ معلش يا باشا ..
_ ولا يهمك ...
انطلق سراج بسيارته مع عادل حتى ابتعدا قليلًا عن الشركة ،أغلق السيارة اتوماتيكيًا فارتاب عادل من تلك الحركة وهتف بتروي :
_ الا احنا رايحين فين يا باشا ....
اوقف سراج السيارة في أحد الطرق ثم أخرج سلاحه وصوبه ناحيه عادل وأردف واصبعه على الزناد :
_ السلاح متعمر يعني هتكدب في الـ هتقوله الطلقة هتكون في دماغك من غير ما ارمش حتى ...
ابتلع عادل ريقه بتوتر ثم هز رأسه مردفًا بسرعة :
_ حـ..حاضر .. حاضر والله ، قول بس إنتَ عايز ايه ..
_ عمرو السعيد ..وليد قالك تحطوا فين ...!
_ حطوا في مخزن ڤلة القرية ...
_ عااااادل
_ والله يا سراج بيه ما بكدب أنا بنفسي الـ حطتوا هناك ...
_ عمل ايه لسُمية ...
_ .. ضـ.. آآ..
صرخ فيها بحده عندما تلجلج في حديثه :
_ ما تنطااااق ..
_ ضربها يا باشا .. ضربها بالقلم وسط صحابها ...
أسودت عينها عندما قال جملته وظلت مراجيل الشر تتطاوح بين مقلتيه وأقسم في باله أن اليوم سيكون أخر ايام هذا الحقير الذي تجرء ومسها بسوء
*******************

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن