تائهة في سرايا صفوان
الفصل الرابع والثلاثون
...................................._ وادلعي يا زينة ،وادلعي ياا بطة لولولولولولولولي ...
هتفت بها سحر وهي ترى ماتيلدا تخرج من باب المرحاض ، فاقتربت منها تُغني بسعادة :
_ يا خارجه من باب الحمام ،وكل خد عليه بوووسه بوسه بووسه..
ثم طبعت قُبلة على أحدى خديها بسعادة ،واقتربت من السماعات الكبيرة وقامت برفع الصوت قليلًا وامسكت الطرحة المتواجدة على ظهر الكرسي وقامت بربطها حول خصرها تتمايل بنعومة مع صوت الأغاني الصادحة ، اقتربت منهم ثريا وهي تلف عجل الكرسي المدلوب وتبتسم على اختها الصغيرة بحزن ، هذه الفتاة التي لم تلقى نصيبًا من الزواج في حياتها ..، لكن أمام ارادة الله وقدره لا يقف إنسًُ ولا جان ، وإن اراد لها الزواج ولو بعد مئة عام سيكون لها نصيب ...، ما بالك وأنه يستمع لدعائها كل يوم في صلاتها الذي لا تمل منه ولا تيأس بأن يرزقها من دق له قلبها في صباها .
اقتربت سحر تمسك بيد ماتيلدا التي ترتدي قميص حريري أزرق اللون ينساب بنعومة على جسدها ، ثم بدأت تتمايل معها بسعادة .
تيبس جسدها وهي ترقص ثم صرخت مردفه وهي تفك العقدة حول خصرها مردفه بفزع :
_ ياانهاار ابيض ، نسيت الكفته في الزيت ..
ثم انطلقت نحو المطبخ بسرعة ، فضحكت الاثنتين عليها وهتف ثريا بصوت عالي :
_ طب بسرعه يا معدولة ..
نظرت ثريا في اثرها قليلًا ، ثم لماتيلدا التي تنظر بسعادة واردفت بحنان :
_ مبسوطة يا ماتيلدا ..
هزت رأسها عدة مرات بفرحة مردفه :
_ اوي اوي يا انطي ...
هزت ثريا رأسها براحة ثم تنهدت بآسي قائلة :
_ ربنا يفرح قلبك انتِ كمان يا سحر يا ختي يا رب ..
...............بدأ وقت الغسق في الدلوف ، كان يقف يعقد رابطة عنقه حول رقبته بضجر شديد ، امسك طرفها وشدها بحدة حول رقبته مردفًا :
_ يخربيت امك يا شيخه ...
_ العريس الجااااااامد ... ايه الحلاوة دي يالا ..
قالها نبيل وهو يدلف بعد ان انهى ارتداء بذلته رصاصية اللون ، انهى جملته ثم اطلق صفيرًا عاليًا بشدة يعبر عن فرحته بأخوه العريس ، رغمًا عنه ابتسم له ثم قال بمزاح :
_ عقبالك يا عم ..، بلبل وحياة امك اربطلي البتاعه دي زي ما عملت بتاعتك ..
تقدم نبيل بغرور مصطنع وامسك رابطة العنق يعدلها اولًا وهو يردف :
_ نبيل صاحب المهمات الخاصة والحرجة ..، هات رقبتك يا سطا ..
علىٰ رنين هاتفه فجذبه من جيب بنطاله وفتح الاتصال ثم وضعه بين اذنه واسنده بكتفه ثم تحدث :
_ الوا .. ايه يا درش ظبطت الدنيا .. ارفع راسك يا احمد
_.......
_ درش ،ظبط انت الحوار دا المهم 5 القيك انتَ والشلة تحت البيت ....
_.......
_ ييييه يا عم انا فاكس م الموضوع بتاعكوا دا اصلًا ، انا الهسوق العربية وبتاعتي ماما هتسوقها عشان هتاخد معاها خالتي وعيالها ...
_ ....
_ ماشي يا درش ...، بس عايز جو جامد انا مش هوصيك ...
_.......
_ حبيبي .. سلام انا ...
انهى المكالمة وقد أنهى ربط رابطة العنق الخاصة بأحمد ،نظر احمد للمرآة بتقيم ثم ابتسم مردفًا :
_ تسلم يا حبيبي ... صحابك جاين ...
امسك زجاجة البرفيوم وهو يقول :
_ أيوا الشلة كلها ،... هنظبطك ما تقلقش ..، مش كنت عملتوا في قاعة يا احمد ..!
نظر أحمد لنبيل واردف بحنق :
_عمتها دي عايزه صاروخ R.B.G اقسم بالله وافجرها ...
_ بس يا عم ما تقولش على سحورتي كدا .. !
_يا بني كل ما اقول هاشترلها حاجه ولا اعمل تقولي بلاش يا بني عشان ما نكلفكش ومش عارفة ايه ..! ، لحد ما هطق بس يلا بكرا تكون مراتي واحيب لها الحلو والغالي من غير ما حد يتكلم ...
_اواااد يا لعييب ..!!
استمعوا لرنين جرس الباب فقال نبيل:
_ هروح افتح تلاقيهم الشلة بتاعتك ...
ذهب احمد للخارج متوجهًا نحو الباب وقام بفتحه يتطلع لطارق ، وجده خالتهم وأولادها نورين ذات السادسة عشر وزياد ذو العشر سنوات ..
سلم على خالته فاردفت :
_ اسم الله عليك يا واد يا نبيل ..، قبل ما تمشي هرقيك انت كمان ..،العين فلقت الحجر يا بني ..
هتف نبيل ضاحكًا :
_ تسلميلي يا سوسو ... ادخلي ماما في اوضتها بتظبط مكياجها ..
هتف بنبرة سعيدة :
_ والعريس ..
_ بيظبط حوراته هو كمان .. في اوضته ادخوليله
توجهت سوسن خالته لداخل نحو غرفة العريس اولًا تحيه وفي طريقة أطلقت زغروده عالية ، يعلم الجميع انها خاصة بسوسن الدالي .
التفت نبيل لنورين وزياد يرحب بهم بمحبة ، فاقتربت اولًا من نورين الخجلة واردف مشاكسًا :
_ ايه يا بت الحلاوة دي..، بقالي كم شهر ماشفتكيش ..
هتفت بخجل وطفولية الى حدًا ما :
_ معلش يا ابيه ثانوية عامة بقى....، وانتَ عارف محدش بيهزر فيها ..
هتفت بحنق :
_انتِ هتقوليلي ..،لولها وبالخصوص تالته ثانوي الزفت دي كان زماني دكتور ..!!
هتفت مصححه :
_ انت كنت ادبي اصلًا يا ابيه ..!
وضع يده خلف عنقه بحرج ثم تمتم بجدية :
_ احم .. اهه منا عارف ..، بس بختبرك بشوفك مهتميه ولا لاء..
عقدت حاجبيه مبتسمة بعدم فهم ، وقبل أن تتحدث اقترب زياد يسلم عليه مردفًا :
_ ايه الحلاوة دي بلبل ..
هبط على عنقه بكف ثقيل مردفًا بحنق :
_ دا اختك بتقولي يا ابيه ولما تكبر شويا هخليه تقولي يا سي نبيل ..، وانتَ بتقولي يا بلبل ..،انتَ جيت من انهي داهية يلا ..
رفع زياد نظره له ثم اردف بسماجة :
_ جيت من نفس الداهية الـ جيت منهااا ..
جحظت أعين نبيل بصدمة من فظاظته وقبل ان يصدر ردة فعل قام زياد بضربه على جبينه مردفًا بسعادة :
_ الحق كشااف ..
ثم ركض سريعًا نحو والدته قبل ان يمسك به ..، فرد نبيل ظهره بصدمة ثم نظر لنورين التي تطلع له وهي تمسك شفتاه بشدة حتى لا تنفلت ضحكاتها فقال بضجر :
_ وكتماها ليه يا اختي اضحكي اضحكي ..
فانفجرت مقهقه عليه وهي تتذكر كيف ضرب زياد جبهته ،.. تطلع له نبيل بنظرات لم يعهد له أن يطالعه بها كم بدت فتاة يافعه بهذا الزي الاسود ..،رغم صغرها ..! ، اشاح وجهه لبعيد مستغفرًا وهو يتمتم :
_ مهي حلوة اوي ..
استمع رنين الباب مرة اخرى ،فعلم من الطارق ، ذهب ليفتح الباب وجد امامه وليد وسامي وفتحي وسراج وإبراهيم يرتدون حلة رسمية مختلفة الألوان ، من بين الاسود والنبيتي والرصاصي والكحلي ، طالعهم نبيل بسعادة ثم هتف بإعجاب :
_الله أكبر يا رجالة ..، انتوا رايحين تشقطوا ولا ايه ..!
مازحه وليد مردفًا وهو يدخل :
_ لاء يا عم ما انت واخد النمرة مننا برضوا ايه الشياكة دي ..
رفع راسه بغرور قائلًا :
_ طول عمري على فكره .. تعالوا تعالوا ..
دلفوا جميعًا لداخل ، واغلق نبيل الباب ، استمع لقول فتحي مردفًا :
_ ايه دا بسم الله ما شاء الله ..، مين القمر دي ..!!
نظر حيث نظروا جميعًا ثم هتف :
_ نورين بنت خالتي ... !
هتف إبراهيم مغازلًا :
_ دا اكيد خالتك نحلة عشان تجيب العسل دا ..
كانت نورين تنظر لهم بحرج شديد ظهر على وحنتيها ، طالعها نبيل بنظرة خاطفة ثم نظر لإبراهيم وتحدث بنبرة ظهرة حادة قليلًا :
_ ما تخف يا عم الحلو .. ،يلا احمد مستنيكوا من بدري ..
اخفوا جميعًا ضحكاتهم عليه وبدأ بتوجه نحو غرفة أحمد ، امال سامي على سراج وهتف مازحًا :
_ شوف ...اقطع دراعي من هنا لو ما كان الواد دا عينوا منها ..
ضحك سراج بخفوت وأردف :
_ حسيت كدا برضوا ...
عند نبيل ، نظر لنورين التي تكاد تموت خجله ، فتحدثت بهروب :
_ هروح اشوف مامي ..
كادت ان تذهب فأسرع نحوها هاتفًا بنبرة حادة متسألًا :
_ انتِ عندك كام سنة ...
توقفت تنظر له بزاوية عينها وردت بنبرة حزينة ونظرات معاتبة :
_ سبعتاشر وهكملهم في شهر ٦ الـ جاي ..! ، انتِ مش فاكر يا ابيه ..!!
_ لاء مش فاكر .. ، وبعدين طلما يعتبر عندك حوالي تمنتاشر سنة مش شايفه نفسك كبرتي على العريان دا ..!
نظرت لثوبها الأسود الذي يتسع من عند الرقبة لأسفل بشكل دائري ويديها عاريتين ويصل لبعد الركبة مع هاڤ بوط أبيض من اللون الهاڤان طويل بعض الشيء وحقيبة من نفس اللون صغيرة تحمل بها ملمع شفاه وهاتفها ،وكان الفستان ضيق الى حدًا ما لكن بنسبة لفتاة بسنها فلم يكُن يظهر اي شيء من مفاتنها التي تُعد غير موجودة بعض الشيء ، ردت مجيبة عليه بصوت خافت :
_ لاء .. يعني عادي ، ..
هتف بحنق :
_ عادي ..! ، هو باباكي شافك كدا قبل كدا ..
هزت رأسها مجيبة بنعم واردفت :
_ ايوا ، .. بابي قال ان احنا نتصور ونبعت له الصور عشان يشوف الهدوم الجديدة الـ مامي جبتها ، .. ومقالش اي comment
عليها ..! ، عنئذنك هروح لخالتوا ومامي ..
ثم ذهبت من امامه سريعًا ، اعتدل نبيل في جلسته ثم هتف بدهشة :
_ هو جوز خالتي قاعدتوا برا ربتلوا قرون ولا ايه ..!!
امسك هاتفه ثم فتحه ودلف لتطبيق التواصل الاجتماعي الـ فيسبوك ، ثم جاء بصفحته وضغط على عرض الأصدقاء ، ثم بحث عن اسمها في قائمة اصدقائه حتى وجده .." norin Al_ dali"
حيث أن والدتها سوسن مجد الدالي متزوجه من ابن عمها يحيى الدالي ...
ضغط على اسمها الموضوع بجانب صورتها ، ليظهر صفحتها الشخصية ، ضغط على كلمة الأصدقاء لتعرض بعض الخيارات وقام بالضغط على اول خيار وهو المتابعة ليعرف منشوراتها أول بأول .
بدأ بالرفع لأعلى لتظهر صورها في أماكن عديدة وبملابس لم تروق له أطلاقًا .
شاهد تعليق لوالدها على احد صورها الخاصة وهي بغرفتها تذاكر، محتواه بلغة الفرانكوا " بحبك يا روح بابي" ..
كانت ترتدي فيها تي شيرت بحملات وشورت لقبل الركبة ، هتف ممتعضًا بسخرية :
_ والله يا جوز خالتي انتَ ما في فرق بينك وبين الـ T.V والغسالة .. بتشتغلوا بأريال انتوا التلاته ...!!
.....................
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...