الفصل السادس عشر

9.5K 391 63
                                    

تائهة في سرايا صفوان

الفصل السادس عشر

لا تنسوا التصويت والتعليق على الفصل عشان دا بيشجعني وبيحفزني اكمل

قرأة ممتعة ي شباب

...........

مرّ ثلاثة أسابيع حدث فيهم الكثير والكثير ...
طرق الباب عدة طرقات قبل أن يدلف فقامت الجالسة على أحد الأرائك بأريحية قليلًا أمام تلك السيدة القعيدة ودلفت فورًا لتلك الغرفة المخصص لها .
_افتح الباب وادخل يا جمال ....
علم بأن الطريق خالي أمامه فوضع المفتاح وأداره ثم دلف لداخل ،وجد والدته تجلس على كرسيها الخاص وأمامها صحن من الأرز بلبن ،قبل رأسها هاتفًا:
_أذيك يا امي عامله ايه ..!
طالعته بنظرة حنونه مبتسمة :
_الحمدلله يابني كل ما اشوفك داخل عليا كويس كدا قلبي بيرتاح وببقا عايزه أطير من الفرحة
_العمر واحد والرب واحد يا حجه ،متقلقيش عليا
نظرت له بعدم اكتراث وصاحت بنبرة مستأة:
_أنا بقول ايه ولا ايه ،بنادي في ملطا والله ..!
تنهد بيأس فوالدته مُنذ أن سلك طريق اخوه الشهيد وهي تنقم على عمله خائفه أن يكون نهاية طريقة كأخوه ، أمسك يدها وقبلها بحنان وأردف بنبرة مطمئنة:
_ادعيلي بس انتي وسيبلي كل حاجه على ربنا ،وأنا كل يوم هدخل عليكي كدا سليم ومفيش حاجه فيا
رفعت يديها تضرع لربها قائلة:
_ روح يا جمال يا ابن ثريا ربنا يبعد عنك شر ولاد الحرام ،ويفتح في وشك كل الأبواب المتقفلة ويفرحني بيك عاجل غير أجل يا كريم ...
أبتسم لها مردفًا:
_ايواا ..،بس كدا
أمسكت صحن الأرز باللبن ومعلقة نظيفة كانت موجودة بجواره ومدتها له قائلة بإغتباط:
_أمسك ياولا ..البت نورهان عملا طبق رز بالبن انما ايه .. اكلتني طبقين بحالهم من جمالهم والله
رفرف قلبه حالما نطقت بأسمها وأخذ الصحن بسعادة لم تغب عن والدته وكادت أن تتحدث لولا أنه قال مداعبًا:
_طبقين لوحدهم يا ثريا هانم ..، السكر يا ست الكل
_انبي ياواد محسيت بيهم من جمالهم وعايزه تاني ..،ابقا سيب نص الطبق دا اكلوا
قالتها بمكر تحاول سبر أغواره ،فهو والده وهي اكثر الناس فهمًا له ..،هتف رافضًا :
_لاء يا حلوة دا خلص أصلًا ...
نظرت له مدهوشة بالفعل انهى الصحن فهتفت بغضب:
_يابن المفجوعة ..!! امشي يلا من هنا
وقف متوجهًا نحو غرفته وصوت ضحكاتها يصل لمن بالداخل ،أغلق الباب بصوت مسموع فانتظرت ثواني حتى خرجت من حجرتها متوجه نحو ثريا تمسك بالصينية الكبيرة تضع عليها الصحون وهي تهتف:
_بالهنا والشفا يا حچه مطرح مايسري يمري ...
_أديكي تتلف بحرير يا بت يا نورهان ،دا جمال خلصوا في ثواني
أحمرت وجنتيها حرجًا لأطراءها وقالت:
_تسلمي يا حچه .. الف هنا وشفه على قلبوا
أخذت الصينية وتوجهت نحو المطبخ تغسل الصحون وتحضر الطعام لجمال وهي تتذكر اليوم الذي أتى بها لهنا وكيف صار ..
"عودة للوراء"...
مرت خمسة ايام على التحقيق معها وهي بإستضافتهم في السجن مؤقتًا،وقصت للمؤمور كل ما حدث معها وأخبرها جمال أن موقفها سليم وماهي إلا إجرائات روتينة فقط وستخرج ..،هتف المأمور بنبرة جادة وهي تقف أمامه وجمال يجلس على الكرسي
_بصي يا بنتي ..،أنتي كدا كلها يوم ولا حاجه وتخرجي بعد شهادتك دي .. بس أحنا ممكن ندين "ابوا عبدالله" اكتر ونزود عدد القضايا عندو بس دا في أيدك
نظرت له بعدم فهم وهتفت :
_ كِيف ديه يا باشا ..!
قال بنبرة عملية بحته:
_ هنعرضك على دكتورة نسا تأكد انك مش بنت بنوت مع تقرير طبي بأنوا كان بيعتدى عليكِ لأن الـ كان بيحصل دا مكنش برضاكي، ويلبس قضية زنا محترمة .. بس عايز أسأل سؤال محرج شويا
أخفضت عيناها بخجل شديد لقوله وفركت أصابعها ببعض ،أما جمال فحاول على قدر الأمكان أن لا يظهر رفضه للموضوع ،رافضًا كشف سؤتها أمام احد حتى لو امرأة .. لكن للأسف لا يملك صلاحية الرفض .
أجابت على سؤاله الأخير قائلة :
_ جول يا باشا ..!
_إنتِ قولتي انوا معاكي من أربع سنين،... وبيتعامل معاكِ كأنك زي ما بيقولوا ملك يمينه وحلال اي حاجه تحصل
_آآ .. ايوا يا باشا صُح ..
قال مستغربًا :
- أربع سنين ومحصلش حمل اذاي!!
عضت على شفتيه بحرج شديد فالأمر غير عادي بالمرة أن تُسأل هكذا أمام رجلين، ولكن .. كيف ستُجيب وهي لا تعلم ماذا كان يحدث ،سوى أنه يجذبها من حجرتها بحدة وعنف ملقيًا أياها على سريره ثم يناولها صنية طعام يجعلها مرغمة أن تطعمه وتطعم نفسها وهي كالذليلة ثم لا تشعر بنفسها سوى صباحًا وعلامات الألم تظهر على محياها وجسدها الأبيض يتحول تدريجيًا للأزرق والأحمر وقد انتشر تورمًا كثيرًا به ، طوال الأربع سنوات وهي تخشى أن تسأله ماذا يحدث ،وكانت تتلقى العقاب الوخيم والضرب عندما ترفض أن تطعم نفسها من طبقها او ان تمتنع عنه بسبب مرضها ..!
فاقت من شرودها على صوت المأمور الذي هتف :
_ نورهان .. نورهان ..!!
وقعت نظراتها على جمال الذي ينظر لها بتعبيرات غير مفهومة ثم نظرت للمأمور وأجابت بخفوت:
_مهعرفش يا بيه ..!
_طيب انتي موافقة على الـ قولته ..!
_ايوا يا باشا طلما هيخليه في الحبس ومهيطلعش منيه
وقف مؤمور قائلًا موجهًا كلماته لجمال:
_معلش يا جمال باشا وصلها عند العيادة وأنا هوصل الأوراق دي للأمن وهحصلكوا ..
وقف جمال على مضض ثم تقدم لتأتي خلفه وخرجوا من الغرفة ، هتف جمال بنبرة متثاقلة:
_مكنش ليه لزوم توافقي انتي كدا كدا هتخرجي والزفت دا هيروح في داهيه
أجابته بنبرة خالية من الحياة:
_معتش يهم يا باشا كلوا محصل بعضوا ..!
هز رأسه معترضًا على حديثها اليأس، مستنكرًا ما تقول ثم صمت وأكمل طريقه نحو العيادة الخاصة بالطبيبة ،دلفت نورهان لداخل وخرجت الطبيبة فأخبرها جمال بأن تكشف على عذريتها وترى جسدها أيضًا وتدون كل السلبيات التي ستراها فأمأت موافقة ودلفت لها
انتظر جمال في الخارج وبعض دقائق اتى المأمور ووقف معه أيضًا ، مرت دقائق طويلة وخرجت الطبيبة تمسك بعدة ورقات في بيدها وعلامات الأستغراب تتشكل على وجهها ..
هتف المأمور:
_ ها يا دكتورة دا التقرير ..
_اهه يا فندم اتفضل بس على فكرة هي لسا virgini، بنت لسا.. !!
فرغ الأثنين فمهما بذهول وأنطلقت شهقة عنيفة من الواقفة في الخلف ..
تحدث جمال هذه المرة قائًلا:
_أذاي يعني ..! دي معاه من أربع سنين
_يا فندم بأكد لحضرتك تاني انها virgini، بس جسمها باين فيه أثار ضرب وعنف شديد جدًا ودا اتسجل في التقرير .. غير كدا هي تمام
أدمعت عيناها بفرحة عارمة فتلك السنون التي عاشت بها ما هي الا كدبة ،أما جمال فلم تفت عنهَ التنهيدة التي أخرجها حامدًا ربها ولكن سرعان ما طرق لعقله أنه قد انكشفت على "ابوا عبدالله" أيضًا ورأى جسدها عاريًا وفعل به ما شاء ..
مرت ساعات كان جمال قد رحل وبقت نورهان حتى انتهى اجرأت خروجها وخرجت بالفعل ،وقفت أمام بوابة السجن تنظر خلفها وأمامها وفي الجوار
هــي حــرة الآن ..!
تقدمت تمشي بإتجاه لا تعلمه فقط تريد الأبتعاد والأنزواء بعيدًا ،لا تعلم أين ستذهب ..،ستمشي فقط حتى تتعب وتجلس على أحد الارصفة ستفعل اي خدمة لأحد السيدات او الرجال العجائز وستتقاضى ثمن بخث تسد رمقها اليوم ..،حسنـًا ستفعل كذلك .
مر كل هذا بعقلها قبل أن تستمع لصوت زامور سيارة يأتي من خلفها فأجتنبت الطريق ولم تنظر للخلف ،وقفت السيارة بجوارها فنظرت لسائق وقالت بدهشه :
_چمال بيه ..!!
_اركبي ..
ابتلعت ريقها لصعوبه وهتفت بهمس:
_في حاچه تاني ولا ايه
_اركبي ...
قالها للمرة الثانية بدون أدنى تعبير فقالت رافضة:
_يــ...
قال بنبرة هادئة تلك المرة:
_اركبي يا نورهان انتي ملكيش مكان تروحي فيه ،وأكيد مش هتفضلي في الشارع
اطرقت رأسها ارضًا في استحياء وقالت:
_معلش يا باشا أرض الله واسعه ،ومهينسنيش واصل
_طيب يا بنت الناس اركبي ... وانا هجبلك شغل ومكان تعيشي فيه كمان
انفرجت اسرارها فرحًا بحديثه وقالت:
_هتتحدت چد يا بيه ..!
أبتسم قائًلا:
_ايوا .. ماتخفيش يلا عشان مينفعش نقف كدا
ذهبت للمقعد المجاور له وفتحت الباب وجلست ،فانطلق جمال بسيارته والصمت سائد بينهما حتى هتف:
_ولدتي قعيدة مابتمشيش ،وفي بنت بتيجي تقعد معاه طول النهار وتروح بليل وساعات بتبيت لما ماما بتبقا تعبانه وأنا مش موجود ..،هي هتتجوز بعد أسبوعين وحاليًا كنت بدور على حد يقعد مع امي علطول عشان الفترة الجاية هغيب كتير عن البيت ..، ها ايه رأيك ..
نظرت له قائلة:
_جصدك اني اعيش معاها ..
_دا لو معندكيش مانع
_لاه دانا اخدمها بعيوني،كفايه وجفتك امعايا يا باشا
"عودة للوقت الحالي"
وضعت الحساء بداخل الصحن الخاص به ثم نقلته على السفرة في الخارج وهي تهتف بداخلها:
_حتى لو هكون خدامه اهني مش مهم ،كفايه الـ عملوه عشاني ،واستجبال امه ليا ...
تقدمت من باب غرفته بحذر تطرقه بهدوء ،فتح الباب وطالعها سريعًا فقالت:
_الوكل چاهز يا چمال بيه .....
تنفس بعمق وكادت أن تستدير لتذهب فقال مستوقفًا أياها:
_استني ... تعالي عايزك
خرج وأغلق الباب خلفه ثم توجه بها لأحد الارائك التي تُملى الشقة الواسعة ،جلس على احد المقاعد واشار للمقعد الذي يقابلها وقال:
_اقعدي هنا .. 'جلست كما قال فأكمل' ..،أنا كلفت حد يدور على أهلك ويعرف مكانهم .. ،الـ وصليلي أن بابكي توفى من سنتين ونص ومرات بابكي اتجوزت بعد عدتها بشهرين ومعاه دلوقتي بنت وولدين ،.. وكمان أهل البلد عارفين إنك ميته من زمان
أغمضت عينها باكيه من موت والدها ،تتخيل كيف كان يشعر طوال فترة أختفائها ..،نظر لها بحزن وقال:
_متعيطش لو سمحتي الموت علينا حق
_ يترى مات وهو عارف اني بنتوا خاطيه ولا أهل البلد وصلولوا عني ايه ..!
_موضعك اتقفل من زمان خالص يا نورهان ومعتش حد بيتكلم فيه ،والكل عارفك ميته عندهم ..،فمعتقدش من المناسب إنك تروحي هناك خالص وتفضلي في نظرهم ميته ...
أخفضت رأسها بحرج ،فإلى متى ستظل هنا ،ألن يستغنوا عن خدماتها في وقت ما ..!
قاطع تفكيرها قول جمال الذي صدمها وحعل تفكيرها يطير في مهب الرياح:
_تتجوزيني يا نورهان ..
*******************
توقفت سيارة الأجرة امام مجموعة الصفوان جروب ،أعطت السائق اجرته ثم توجهت بخطوات بطيئة مترددة لداخل وهي تحمل ملفها وحقيبة يد على يدها ،.. دلفت لداخل فقابلت الأستقبال أمامها وكانت فتاة ترتدي ثياب عملية ،وقفت أمامها فقالت بإبتسامه بسيطة:
_أقدر أساعدك اذاي يا فندم ...!
ابتلعت ريقها ثم اجابت بتوتر:
_ممكن تعرفيني .. مكتب .. مكتب وليد .. اقصد وليد بيه
_اهه يافندم في أخر دور ،بس ممكن تقوليلي حضرتك عندك معاد معاه ..!
_هو يعرفني متقلقيش ...
_تمام يا فندم تقدري تطلعي وهتقابلك مدام نيڤين هتعرفك مكانوا بالظبط ....
توجهت زهرة نحو السلالم صاعدة لدور الأخير فهي لا تفضل إستخدام المصاعد الكهربية ، وصلت لدور الأخير وهي تنهج بشدة ،فوقفت تستجمع نفسها وتتنفس ببطئ وهدوء حتى ضبطت أنفاسها ثم توجهت لداخل أول طرقة قابلتها ،مشت بطولها حتى وصلت لنهايتها وكانت تقابل العديد من الأبواب المغلقة لم تهتم بها .
انتهت الطرقة على مكانً واسعً جدًا به مكتبين واحد يبدو عاديًا من بابه والأخر يبدو أنه لأحد الاداريين
دلفت من الباب العادي فرفعت نيڤين بصرها بإستغراب وقالت:
_مساء الخير .. مين حضرتك
_احم .. آآ .. انا زهرة ممكن .. ممكن تبلغي وليد بيه اني هنا ..!!
تذكرتها فورًا فوقفت قائلة وهي تشير لها بأن تجلس :
_اهه آنسه زهرة اتفضلي عقبال مدي خبر لوليد بيه ...
هزت رأسها موافقة وجلست على استحياء فتقدمت نيڤين لباب الموجود داخل غرفتها وطرقته ،استمع الأثنين لصوت وليد الذي قال:
_أدخل ...
فتحت نيڤين الباب وتوجهت لداخل وجدت وليد يرتدي نظارته ويقرأ بعض الأوراق امامه ..،رفع رأسه عنها وقال:
_خير يا مدام نيڤين ...
_آنسه زهرة يا فندم الـ حضرتك كلمتني عليها قبل كدا،... موجودة برا
عقد حاجبيه مستغربًا وقال:
_برا .. !! طيب دخليها ومدخليش حد لحد ما تطلع
_حاضر يا فندم
خرجت نيڤين وأشارات لزهرة بالدخول فوقفت وتوجهت لداخل بحرج طفيف لم تعهده لنفسه من قبل فهي قد توجهت لتقديم في عدة شركات قبل هذا ولا تظن أنها كانت مُحرجة مثل هذا اليوم من قبل ..!
دلفت وجدت غرفة واسعة جدًا يسودها اللون الأبيض من كل جانب وجميع الأساس باللون الأسود ماعدا الارائك فهناك عدة ارائك بألوان متعدده بين درجات الابيض والأسود ..،والحائط خلف مكتب وليد بأكمله من الزجاج مما أعطى للغرفة منظرًا متميزًا عن غيرها بضوء الشمس الذي يغمرها .
وقف وليد قائلًا بترحاب:
_أهلًا يا زهرة .. نورتي اتفضلي
ثم أشار للمقعد الذي أمامه فتقدمت وجلست عليه بعد أن اردفت:
_متشكرة ... ،المكان منور بأصحابه
_عامله ايه ...
أبتسمت بحياء وقالت:
_الحمدلله بخير ..،أنا جيت النهارده عشان اشتغل شايفا إن قعدتي كدا ملهاش لازمة ..،دا غير اني أنا وقمر هنرجع بتنا تاني ....
انتبه لكلماته جيدًا وامتعض وجهه عندما قالت أخر كلامها فهتف:
_ ليه ..! مبقتيش خايفه دلوقتي تتأذي ...
أماءت برفض وتابعت:
_لاء ،حضرتك كنت قاعد والظابط بيقول خلاص القاضية اتقيدت ضد مجهول عشان مفيش دليل ..،وبعدين لو كان عايز يقتلنا كان عملها علطول ،او لو كان قصدو أنا كان جيه وقتلني لما بابا نزل يصلي مش بابا ...
استمع لها بهدوء وهو يمسك بالقلم ينزع غطاءه ويركبه بسرعه عدة مرات متتالية وراء بعض ،.. هتف بحدة ونبرة جادة:
_مفيش مشيان يا زهرة ...
رفعت احدى حاجبيه وقد تخلت نبرتها عن الرقة قليلًا وقالت :
_افندم .. يعني ايه الكلام دا
هتف بصلابة وبحه رجولية جامدة:
_زي ماسمعتي .. مفيش مشيان يا زهرة
_ايوا ليه يعني،حضرتك احنا جينا نقعد الشهر دا عشان كنت خايفه فعلًا يحصلنا حاجه والحـ...
قاطعها قائلًا بنظرات ثاقبة:
_ومش خايفه دلوقتي..!!
_تؤ .. مش خايفه صدقني لو كان عايز يقتلنا كان عملها وأنا عندكوا ،.. او حتى لما خرجت ..
نظر لها بتذكر وهتف :
_اهه نيجي لنقطة دي .. اذاي تخرجي من غير ما يكون عندي علم ..
طالعتها بغلظه وقالت بنبرة ساخرة:
_معلش يا باشا معرفش اني لازم اتحرك بأذنك ...،على عموم أنا قولت الـ عندي انا وقمر هنمشي انهارده ان شاء الله ....
وقف قائلًا وهو يطرق بكفه على زجاج المكتب بعنف:
_متنرفزنيش يا زهرة قولتلك لاء ..،ووريني هتمشي اذاي
وقفت تمسك الملف الذي وضعتها على المكاب ،وامسكت حقيبتها التي باللون النبيتي وهتفت:
_أنا غلطان اني جيتي اصلًا ..،وهنمشي يا وليد وابقا وريني هتمنعني اذي ...
ابتعد عن المكتب وقبل ان تتوجه للباب مد هو خطواته ووقف أمامها قائلًا بثبات:
_ارجعي مكانك ..
_مش هرجع ..،عديني بعد أذنك ...
جذب الملف من يده فقالت بسخط :
_انتَ ..!!
لم يعيرها انتباه وأمسك به يفتحه وبدأ يقرأه بهدوء وبطئ .. اقترب من مكتبه وقام بفتح احد الملفات وجذب ورقه من داخله وقام بالإمضاء في الأسفل وأعطها لزهرة قائلًا:
_من غير كلام كتير كدا املي البيانات دي ،وهتبدأي شغل من انهارده ....
نظرت له بغيظ وهتفت:
_خلاص مش عايزه
_مش بمزاجك ،.. أنا مضيت على الورقة خلاص اتفضلي املي بيناتك ... امسكــي!
قال كلمته الأخيرة بحدة افزعتها فجذبت الورقة بغضب وجلست على اقرب مقعد تقرأها بتمعن حتى توقفت على احد البنود وهتفت :
_ايه دا .. شرط جزائي ولا عقد بيع شقه ..!!
كتم أبتسامته بصعوبه واردف:
_ دا في حالة إنك مشيتي قبل الشهرين غير كدا فانتي مش هتدفعي حاجه ..
أكملت قراة البنود بإمتعاض ثم دارت بعينها حول المكتب تبحث عن قلم فوجدته يمد يده به فأخذته منه ثم مضت بأسمها في الاسفل اولًا ودونت بعض المعلومات عنها في الأعلى .
أعطته الورقة قائلة :
_اتفضل ..،وبرضوا هنمشي
ابتسم بتسلية وقال :
_على شغلك يلا .. مدام نيڤين هتفهمك كل حاجه عشان فترة كدا وهتبقي مكانها
أشاحت وجهها بغضب تمتم بكلمات لم يفقها رافضة العمل بالقرب منه ...
*****************
وضعت -مج- الكابتشينو على الطاولة التي تقبع في الحديقة الواسعة عندما علىٰ رنين هاتفها ،جذبته ثم أبتسمت وردت قائلة :
_ أهلًا يا انكل أخبار حضرتك ايه ..!
_.......
_ لاء ما تقلقش زهرة عارفة كل حاجة ،والشقة مش محتاجنها خالص دا غير انها في حي شعبي شويا حتى لو چاكسون دور عليك مش هيوصلك ولا هيوصلي
_..........
_طيب كويس كدا ،أنا هحاول أجيلكوا عشان نفسي أشوف ماتيلدا اوي وزينيا كمان وحشاني جدًا
_.......
_حاضر متقلقش يا انكل هي فترة مؤقته وهنمشي بس عشان حصل ظروف اضطرينا نكون هنا ..
_......
_تمام مع السلامة يا انكل .. see you soon
أغلقت الهاتف مع فهمي وهي تدعي ربها أن تمر الأيام القادمة على خير ،أمسكت -مج- الكابتشينو مرة أخرى وباليد الأخرى الهاتف تفتح موقع الـ - Instagram- تتصفحه .
_وأنا بقول الجو جميل جمال أمريكاني ليه ،أتاري القمر قاعد ...
نظرت يسارها حيث صدح الصوت فأبتسمت على مغزلته وقالت :
_اعتبرها معاكسه ..!!
تقدم منها وجلس على المقعد المجاور وهتف بنبرة بريئة:
_حد الله يا بيه ...
وارفق جملته بضحكاتهم الإثنين ، اردف بإبتسامه وبحة رجولية جذابة :
_عامله ايه ..!!
_ كويسه ،وانت ..!
_عادي اهو مستني بت الحلال الـ هتخطفني
عقدت حاجبيه مستغربه فجملته تُعتبر جديدة في قاموسها ..،هتفت:
_تخطفك ..!!
_ yes
نظرت له باسمه وقالت مازحة:
_والأستاذ عايز يتخطف .. ليه هل من أسباب ..!!
أراح جسده للوراء متنهدًا بشرود وابتسامةٍ تلوح على ثغرهِ، متمتمًا، بخفوت:
-  اهي الأسباب قدامه اهي، مستني ياخد خطوة في الحلال بقى!
كادت أن تُعقب بأن يُغيد ما قالهُ لأنها لم تستمع جيدًا بسبب خفوت صوتِ، لولا إقبال مريم عليهم وهي تحمل عزالدين هاتفة:
_الله ..،إبراهيم باشا هنا ..!
وقف متلقفًا عز من بين يديها يقبل وجنتيه الممتلئة وأردف مازحًا أياه:
_حبيب عمو أبوا خدود بامبو "ونظر لمريم" أنا لسا داخل من دقيقتين جاي أجيب ملف من المكتب وماشي ...
أخذت عز منه وهي تهتف:
_طيب ،آهه على فكرا الخطوبة مش هتتعمل في قاعة ..
عقد الإثنين حاجبيهما بإستغراب وهتفت قمر:
_امال فين ،مش المفترض انكوا حجزتوها خلاص ..!!
_لاء ياستي ،غيروا رأيهم تاني بت هبلة ، كان نفسي أخرج ونفرفش كدا بس قالت هتعملها هنا في الجنينه ووليد هيجيب الناس من بكرا يجهزو وسامي هيخلص مع الطباخ وهيجبوا عُملا من برا تخدم ، مش هيطلع حد من البيت
طالعه إبراهيم مندهشًا ثم قال:
_ودا كلوا قررتوا امتى ..؟!
_لسا امبارح بليل والله
_طيب ربنا يتمم عليهم بخير ..،ونحصلهم إن شاء الله... عقبالك يا قمر
نظرت له مبتسمه على استحياء وأماءت بصمت فذهب هو لداخل بينما مريم جلست تضرب كتفها بكتف قمر وهي تبتسم بخبث قائلة:
_الكلام على ايه ...!
نظرت لها قمر بصدمة مما تفكر به وتخضبت وجهها بحمرة طاغية لمجرد التفكير في الأمر ،.. طالعتها بتوتر وأردفت :
_بس يا قليلة الأدب انتي ...
وقبل أن تتحدث مريم كان هاتف قمر يرن فأمسكته وقامت وكلمات مريم المازحة والخاجلة لها تصدح بقولها:
_طب الفرح في قاعة الؤلؤة ولا ايه ....!

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن