الفصل الثامن والأربعون"الجُزء الثاني"

3.8K 231 45
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثامن والاربعون
"الجُزء الثاني"

******************************

جمدت نظراتهُ على صورة اختهُ الممزقة برعب، ثم مر ببالهِ، رسالة ياسر منذ قليل خاصة تلك الكلمات:
_"تخيل وأختك كمان في نفس الوقت.."
تسارعت دقات قلبهُ ترى ماذا حل بأختهِ، دفع عادل بعيدًا عنهُ وهرول لخارج الشقة بل العمارة بأكملها، هابطًا للأسفل ثم اتجه نحو السيارة الذي أخذها من الحارس وهم بفتحها ليصدح رنين هاتفهُ.
فأجاب وهو يدلف لداخل، لكن تخشب جسدهُ بأرضهِ عندما استمع للحارس الذي كُلف بحراسة سُمية يقول بهلع:
_وليد بيه..!!، الحق يا فندم سُمية هانم لقناها مدبوحة يا باشااا، وطلعنا بيها على مستشفى حضرتك....
سُمية هانم لقناها مدبوحة
سُمية هانم لقناها مدبوحة
سُمية هانم لقناها مدبوحة
سُمية هانم لقناها مدبوحة
ظلت تتردد تلك الكلمات بعقلهُ، وكأنها أجراسًا في عقلهِ، بما تفوه هذا الأحمق، عن أي سُمة يتحدث،... أختهُ..!
تهاوى وليد بمقعدهِ هاتفً بصدمة جلية صارخً:
_سُمية مييين،... انتَ بتتكلم عن مييين..!
_سُمية هانم أخت حضـ...
انقطع عنه الحديث عندما ألقى الهاتف من يدهِ على النقعد المجاور وبعزمٍ شديد أمسك الباب يغلقهُ بعنف، ثم أدار مفتاح السيارة بشدة حتى كاد يُكسر بين يدهِ، ثم ضغط على الدواسات سريعًا وانطلق بالسيارة بصورة سريعة وصوت احتكاك أطارات السيارة يعلو شيءً فشيءً، وتخطى أثناء قيادتهِ السرعة الفائقة.
وقف أحدى المارين يُقلب كفيهِ بذهول قائلًا:
_لا حول الله يا رب..!، العربية هتتقلب بيه،.. دا سكران دا ولا ايه..!،
ثم رفع يديهِ عاليًا قائلًا بدعاء:
_استرها معانا يا كريم...

*****************************
جذب انتباهاه صراخ عز الدين في الأسفل، فارتدت روب ثقيل تحتمي بيهِ من قسوة البرد وانطلقت نحو الخارج ومنهُ للأسفل حيثُ جناح سامي ومريم.
طرقت الباب طرقاتٍ كثيرة وهي تهتف بمريم، حتى فُتح الباب لتظهر سعادة وهي تحمل عزالدين الذي لا يكف عن البُكاء.
طالعتهم زهرة قائلة بخوف:
_هو ماله يا دادا بيبكي كدا ليه،.. وفين مريم...
طالعت سعادة عز الدين وهي تهدهدهُ بقلق وتقول:
_والله يا بنتي مريم خرجت من حوالي أربع ساعات كدا، ومرجعتش لسا...
عقدت زهرة حاجبيها بدهشة من خروج مريم وعدم روجعها حتى هذا الوقت، تناولت زهرة عزالدين منها، وهتفت:
_طب ممكن تحضريله لبن دافي يهديه، وكيك او اي حاجه....، وأنا هاخده عندي لحد ما مريم ترجع
أومأت سعادة موافقة، فاتجهت زهرة عائدة لجناحها وهي تحمل عزالدين على يدها.
دلفت بهِ نحو جناحهم، ثم اقتربت من السرير تضعهُ عليهِ وتدثرهُ جيدًا وهي تشاكسهُ كي لا يبكي، نزعت الروب الثقيل والطرحة لتظهر ببنطال قطيفي ضيق، وفوقهُ سويت شيرت خاص بهِ بأكمام.
أعادت الروب سريعًا لغرفة الثياب، وفي طريقها للعودة رعدت السماء بصوتٍ حاد، فارتجف جسدها من الخوف، لطالما جرت نحو والدها في تلك اليالي تنام بجوارهُ خوفًا من الرعد وصوت المطر الشديد، لديها اعتقاد انهُ سيهدم المنزل فوقهم.
تعالا صراخ عزالدين خوفً، فاتجهت نحوهُ بوجهٍ شاحب، ثم مكثت جوارهُ وأخذتهُ بأحضانها تربت عليهُ تهدأهُ، وهي من تحتاج لمثل هذا الأحتضان.
هتفت تُحدث عز وكأنهُ يتفهم عليها:
_بس بقى يا عز لحسن والله هعيط معاك...
طالعها عزالدين بأعين دامعة بريئة، ثم هتف بطفولة:
_مـ.. ماما،.. آوز ماما...
تفهمت حديثهُ، فقبلت رأسهُ بحنان، وربتت على ظهرهِ قائلة:
_ماما زمنها جايه يا حبيبي، بس هي قالتلي هجيب حاجه لعزوز عشان هو شاطر وبيسمع الكلام وهي مش هنا...
كاد على وشك البكاء ثانيةٍ، فهتفت تثير انتباهُ وهي تأخذ هاتفها قائلة:
_ايه دا،.. الله بص يا عز ايه دا..!
دلف على تطبيق الفيديوهات وبحثت لهُ سريعًا عن أغاني أطفال، لتصدح أغاني قناة طيور الجنة فأمسك عزالدين الهاتف بمرح وهو يحرك خصرهُ جالسًا بمكانهِ.
تنهدت زهرة بضيق وهي تستلقي جوارهُ هاتفه داخلها:
_يا ترى انتَ فين يا وليد مش بترد عليا ولا سامي ولا مريم كمان هنا،.. قلبي مش مستريح خالص،.. يا رب يكونوا بخير...

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن