الــخــاتــمــة

5.8K 283 343
                                    

تائهة في سرايا صفوان 

الــخــاتــمــة

꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂

كانت يداها لا زالت مُعلقة في الهواء، لم تقدر على ثنيّهم وضمهم لجسدها، لكن ارتخت أصابعها حول السلاح ليقع أرضًا، مُحدثًا صوت اصطدام عالي للغاية داخلها، أغمضت عينها وهبطت الدموع المختزنة بها، خسرت كل شيء!، زوجها وأولادها وحياتها!

خالد.. أدهم!، طفليها الصغيرين أتت صورتهم بمخيلتها، ستتركهم بدون أب وأم!، يُتمّ أولادهم بسبب ما فعلوه، وما حدث بهم!، هزت رأسها رافضة بهستيرية، ستفقد أولادها أن رأها أحد هنا!

استدارت وانحنت على جسد وليد، تتحسس شاربهُ لترى انهُ لا يوجد تنفس اطلاقًا، مالت على وجههِ تُقبلهُ بعمق شديد، ثم ابتعدت قليلًا، وهمست بقهر وآلم، ونبرةٍ قليلة الحيلة:

- أنا آسفة،.. لازم أسيبك واروح لعيالنا، أنا مُت من اللحظة دي يا وليد، بس عيالنا حرام يموتوا معانا.. سامحني يا حبيبي

قبلتهُ ثانيةٍ، ثم ابتعدت عنهُ وتركتهُ راكضة الى الخارج، وفكرة واحدة تُسيطر على خاطرها، يجب أن تأخذ أولادها وتهرب من هنا قبل أن يمسك بها أحد.

كان هذا الشخص خرج مُنذ لحظاتٍ قبل زهرة، ويجلس على ماتورهُ، ينتظر حتى تخرج زهرة، وحالما وجدها تخرج من باب الڤيلا مُتخفية تحاول أخفاء الدماء التي بوجهها ويديها في عباءتها.

انطلق خلفها، حتى وجدها تصعد لسيارة أجرى، فظل يُتابعها قليلًا حتى اطمئن انها ابتعدت مسافة لا بئس بها عن المكان، فأكمل طريقهُ حتى توقف عند كابينة اتصالات لا يوجد بها أحد.

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●

توقفت أنفاسها، وشعرت كما لو أن صاعقة ضربتها وهي ترى القصر، والنيران التي تأكلهُ، انحصر لسانها بفمها ولم تستطيع الصراخ حتى، ركضت نحو القصر بأرجل واهنة، الا انها عليها الصعود لأطفالها، حتى لو ماتت معهم.

وقفت على أعتاب البوابة، وعلا صوت بكاءها بشدة، وهمهمت بلسانٍ غير قادر على الحديث باسم أولادها، دفعت البوابة الحديدية، ودلفت لترى جثة أحد الرجال مقتولًا برصاص، تسترعت أنفاسها برعب، هل قُتل أولادها ايضًا..

وجدت نفسها تصرخ بدون وعي، بصوتٍ غاية في الآلم:

- خـــــالـد، أدهــــــــم...

- مامـــا...

أتحلم!، صوت أدهم، هذا صوتهُ، التفت حولها كالمجنونة تبحث عن ابنها، ترجو الله أن يكون على قيد الحياة، خرج أدهم من خلف أحد الاشجار وهو يصرخ باسم والدتهُ بوجهِ باكي، وهو يقول بنبرةٍ خائفة مرتعبة:

- مامــا

ركضت زهرة نحوهُ تضم جسدهِ لها بلهفة جمّة، تُقبل وجهه، وتحتضنهُ بشدة. ابتلعت ريقها، وطالعتهُ ممسكة وجههُ بين كفيها، قائلة بنبرةٍ مرتعشة:

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن