الفصل الثامن والعشرون

6.8K 267 29
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثامن والعشرون

........

كانت تجلس على السرير شاردة بعيدًا ، علىٰ رنين هافتها الذي بجوارها فنظرت للمتصل وهي تعلم من هو ،وبالفعل وجدته كما ظنت .
ضغطت زر قفل الشاشة الذي يقبع في أحد جوانب الهاتف ليكتم الصوت ويظل الرنين حتى انقطع فعاد مرة أخرى ،لتكرر نفس الفعلة ختى انتهى فوضعته على الصامت ولم وقلبت الهاتف على وجهه .
تذكرت ما حدث معها منذ ثلاثة أيام
"عودة بالوقت "...
كانت تتحدث بعصبية هي الأخرى لكن ليس مثله وجدته يحاول مسك يدها فأبعدتها وهي ترجع بحدة للخلف لتحط قدمها بالماء ثم الأخرى وتسقط به تحت نداءه بأسمه ، لحظات بسيطة ووجدته يهبط الماء هو الأخر ورائها بسرعة .
تعرف السباحة لكن لا تعلم ما حال قدمها فهي بعد أن وقعت بدأت تحركه لكي لا تغرق إلا انه شعرت بقدمها اليسرى متيبسه فعلمت أنه قد اصابها شد عضلي .
مدّ يدهُ سريعًا قابضًا على يدها، ثم جذبها نحوهُ رافعًا اياها لأعلى قليلًا، فسعلت مُخرجة بعض الماء من فمها، ويتخلل أذنها قولهُ القلق المضطرب:
_ سُمية .. سمعاني سُمية!!.
انكمشت ملامحها بألم، وهي تُحاول تحريك قدمها لكن لم تستطيع اطلاقًا، فهتفت بصوتٍ متألم:
_ طلعني فوق ..
هبطت يده قليلًا لأسفل ركبتها ثم قام بحملها متوجهًا لدرج الخاص بالمسبح يصعد عليه ثم وضعها على الأريكة الطويلة الموضوع أمامه .
أخذت تتنفس بصوتٍ عالي مُتهدج، والمياه تتساقط من خصلات شعرها الظاهرة، وثيابها، وعلى وجهها، أخذ أحد المناشف ثم اقترب مُجففًا وجهها، وهو يقول متسألًا بتوتر:
_ كويسه ..
هزت رأسها بنعم دون أن تتحدث ثم اشاحت بصرها بعيدًا عنه فأردف:
_ سُمية والله ما اخدت بالي انك واقفه قريب منوا كدا ..، انا آسف والله حقك عليا ...
استمع لصوت بكاءها فظل يلعن نفسه مئات المرات وهو غاضب بشدة من نفسه ، هتفت بصوت متحشرج :
_ سراج .. خـ خد بعضك وامشي ...
_ سُمية اسمـ..
_ خد بعضك وامشيييي ...
_مش ماشي قبل ما افهمك ..، أنا والله ما اقصد أوقعك في المسبح أنا اتعصبيت وما أخدتش بالي ،سُمية انتِ عارفه أنا بحبك اد ايه، انتِ الوحيده الـ اتمنتك تكوني ليا، زبعد الـ حصل دا اتأكدت ان مكانتي عندك مش زي عندي خالص، لأنك لو فعلًا بتعتبريني قريب منك كنتِ حكتيلي، لدرجة دي مش واثقة اني هجبلك حقك ورحتي لوليد ..آ
قاطعتها بعصبية ونبرة حادة باكية :
_ لااء واثقة .. واثقة انك هتقتلوا ومش هتجبلي حقك بس ... اهوو الـ خايفه منوا والـ وليد خايف منه بيحصل قدامي وأنا لسا ماتجوزتكش ... ، كنت هتخليني أغرق بسبب عصبيتك ..،وكنت هتقتل عمرو بسبب عصبيتك ..، وفي الأخر هتخليني أخسرك بسبب عصبيتك وجااي تقولي مقولتليش ليه .. ما هو بسبب أم عصبيتك برضوا ..، لاء وجاي في الأخر تقولي مكانتي عندك مش زي عندي!!، الـ بيحب عمروا ما بيأذي وأنا عملت كدا عشان معرضكش للأذى عشان عارفه تصرفك الهباب هيكون شكله ايه ....،عارف يا سراج .. لو حصل لينا نصيب وكملنا سوا وحصل اي مشكلة معايا هجري على وليد أو  سامي مش عليك .. عارف ليه عشان عارفه انك مش بتتصرف بعقلك لما بتتعصب .. وأنا ما تجوزتكش عشان أخسرك ...
ظل يستمع لها بندم شديد نظرت لعينها ترى الندم بهما لكن اشاحت وجهها بعيدًا ثم أردفت بنبرة حادة :
_ اتفضل امشي عشان اطلع اغير هدومي قبل ما استهوى ..
نظر لها يريد أن يستعطفها لتسامحه إلا أنه وجدهت تُبعد عينها عنه ، فقام من مكانه وتوجه إلى سيارته والغضب يعتليه بشدة فتح بابها بحدة ثم استقلها والماء يتقطر من ملابسه وتوجه خارج القصر لمنزله كي يبدل ثيابه .
أما هي فاحتضنت وجهها بيدها واردفت :
_ استغفر الله العظيم ...
"عودة للوقت الحالي"...
نظرت لهاتفها وجدته رن أكثر من خمس مرات فقلبته مرة أخرى مردفه بتصميم :
_ يلا عشان تتأدب
*********************
بباحه القصر جلست زهرة وإلهام ومنال ومريم سويًا في جلسة دائمة ما يجلسونه كل يوم ،.. هتفت مريم بتعب :
_ هي سُمية ملها حساها متغيره اليومين دول ..
انتبه الجميع لسؤالها فبالفعل أصبح لها يومين منذ اد دلفت وملابسها مبتله أثر انزلقها في المسبح وهي دائمة العزلة في غرفتها .
أجابت منال :
_ والله ما أعرف .. هتلاقيها متخانقه مع سراج ولا حاجه ...
قالت إلهام بصوت حازم :
_ محدش ليه دعوة بيهم ،يتصالحوا يتخاصموا مع نفسهم ،هيصفوا لوحدهم ولو الأمر احتاج اننا نتدخل هنتدخل غير كدا لاء ..
ردت منال بتأكيد:
_ مكنتش هتدخل يا ماما ،أنا عارفهم هيتخانقوا شويا وبعدين يجي يجعر ابت يا خطبتيييي ...
ضحك الجميع على حديث منال ثم صمتوا ،نظرت زعرة لهاتفها ترى الساعة ثم وقفت متوجه للخارج ، هتفت إلهام وهي ترها تتحرك :
_ على فين يا بنتي
_هجيب لحضرتك الدواء الساعه اربعه ونص اهي ..
_ ماشي يا بنتي .. من حق يا زهرة
كادت أن تُكمل سيرها ،فالتفتت لها لتُكمل :
_ بعد الفطار ابقي رنيلي على قمر عشان وحشاني اوي ...
أبتسمت مردفه :
_ حاضر .. هي كويسة بتكلمني كل يوم وبتسألني عليكوا ..
_ سألت عليها العافيه يا بنتي ..
توجهت زهرة للخارج تأتي بالدواء ، نظرت منال لمريم تطالعها فقد أقلقتها حالتها تضع يدها على بطنها تتحيسها بآلم وتعابير وجهها منكمشه بتجهم ، قالت متسألة بقلق :
_ مالك يا مريم حسى بأيه يا حبيبتي ..
طالعتها بنظرات متآلمة ثم أردفت بتعب :
_ مش عارفه يا ماما بطني وجعاني شويا ... الحمل دا تعبني أكتر من عزالدين ...
قالت إلهام :
_ مش سامي خدك وروحتوا لدكتورة وطمنكوا ..
هزت رأسها بنعم ثم قالت :
_ ايوا ،قالت الحمل كويس مفهوش حاجه وعطتني فيتامينات ومثبت حمل ...
وقفت منال مردفه وهي تتجه للخارج :
_ هروح أدفيلك شوية لبن يدفوا بطنك ويهدوها شوية وبعد التراويح سامي يخدك الدكتورة تشوفك ...
ثم توجهت خارجًا فهتفت إلهام بحنان :
_ قومي يا بنتي اتكني في فرشتك ودفي جسمك .. ربنا يكمل حملك على خير يا حبيبتي ...
صعدت لغرفتها وهي تشعر بألم ينتشر على طول عمودها الفقري ، أراحت جسدها في السرير ثم جذبت الأغطية على جسدها تدفئ نفسها لعلى تلك الآلم تهمد ، حمدت ربها لتشبث عزالدين بالخروج مع والده للشركة وصراخه بأنه يريده فوافق وأخذه معه .
بعد قليل دقت منال على الباب فأذنت مريم لها بالدخول فدلفت تحمل صنينه عليها كوب كبير من اللبن وطبق به بسكوت وطبق أخر به سلطة فواكهه .
أقتربت من مريم ووضعته أمامه قائلة بحزمك:
_ يلا يا حبيبتي ..، مسافة دقيقتين ودا كلوا يكون خاالص
أبتسمت مريم قائلة بشكر :
_ تعبتي نفسك ليه بس يا ماما .. ،أنا هشرب كوباية اللبن بس ...
_ الـ على الصنيه كلواا هيتاكل يا مريم ..، يلا أنا عايزه حفيدي كدا ينزل مليان ومربر الله أكبر عليه ...
_ ربنا يخليكي ليناا يا رب ..
مدت مريم يدها في طبق البسكوت تسحب قطعة تضعها في كوب اللبن وتنتظر لحظات ثم تضعها بفمها ، ظات هكذا حت أنهت طبق البسكوت وكوب اللبن ،ثم أمسكت الشوكة وبدأت تأكل من طبق الفواكة حتى انهته تحت نظرات منال الحانية .
هتفت مريم بحرج بعد أن أنهت الصنيه بالفعل :
_ يا خبر .. معلش بقا يا ماما نسيت إنك صايمه والله ..
أبتسمت لها مردفة وهي تأخذ الصنيه :
_ ولا يهمك يا ستي ..، يلا بقا هاخد الصينيه وأنزل ونامي انتِ وهخلي سامي يطلع يشقر عليكِ لما يجي لو لاقكي نايمة هخليه يسيبك لو كدا ابقي انزلي افطري معانا ...
_ حاضر ..
نامت وجذبت الغطاء لها وخرجت منال بعد أن اطفئت النور ..

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن