الفصل الواحد والخمسون

4.9K 280 69
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل الواحد والخمسون

******************************
خرجت من المرحاض تُحيط بطنها من الأسفل بوهن شديد وتعب، ألمًا يكاد يفتك بروحها في الأسفل، لا تقدر على تحملهُ.
تهاوت أقدامها جالسة على أقرب اريكة لها، ثم تحاملت على نفسها لتجلس بزاوية حادة مع ظهر الأريكة، ثم مددت قدميها وهي تُرجع ظهرها للخلف بتعب، استكانت على الاريكة التي كانت كبيرة عليها تبكي من الألم تشعر بروحها تُنازع من أجل جنينها، أصبح يراودها شعور سيء عن فقدهِ.
أحاطت بطنها بذراعيها وكأنها تحميه، ثم انفردت جبهتها بعد أن كانت منعقدة من الألم، وغفت على حالها، لا تدري أغفت من الألم ام فقدت وعيها...!

*******************************

كان على عائلتهُ أن يأتوا لمنزلهم اولًا، لذا وجب عليه الحضور مُبكرًا لكن لم يستطيع، فقط ظل يدعو داخلهُ أن تستقبلهم ريم بطريقة لبقة.
على الجهة المقابلة بمنزلهم، دق الباب فظنت انهُ فتحي اتى ليكن بانتظار أهلهِ، فعزمت على مصلاحتيه.
توجهت لتفتح باب الشقة الخارجي، لتجد أمامها السيدة فطيمة حماتها، واثنين من النسوة الكبار وأربع فتايات بعمرها، اضطربت قليلًا منهم، لكنها رسمت ابتسامة صادقة لكن مضطربة على شفتاها وهي تُحيهم لدخول نحو الصالون.
دلفت فطيمة اولًا وقالت بنبرة مُعرفة:
_دي يا ريم عمتك زبيدة، ودي عمتك حسنية، ودول بناتهم،
أشارت لفتاتين وقالت:
_ دي مي وسارة بنت عمتك زبيدة، ودول بقى هاجر وهبة عيال عمتك حسنية...
ابتسمت مرحبة ثم مدت يدها الرقيقة تُسلم على الأربع فتيات، ويبدو هكذا.. يبدو، أن والد فتحي هو من استطاع أن ينجب الولد بينهم.
استئذنت منهم لتجلب بعض العصائر، وعينها تُتابعهم جميعًا، قبل أن تتحرك من مكانها وقفن الأربع فتيات وهتف واحدة منهم بصوت حاقد:
_هو أحنا ممكن نتفرج على الشقة...!
أومأت بحرج، وام تستطيع أن ترفض نهائيًا، خرجت من الصالون سريعًا، ثم اتجهت نحو الطرق. التي تؤدي على الغرف جميها، وسارت مُتجه نحو أخرهم.
وقفت أمام باب غرفتها هي وفتحي ثم جذبت الباب تُغلقهُ، وهي حانقة من موافقتها تلك، لا تُحب ابدًا مثل تلك الأشياء.
عادت نحو المطبخ ثم بدأت بسكب العصير الذي أحضرتهُ سابقًا استعدادً لقدومهم، وقامت بتحضير طبق كبير مملوء بالفواكه الطازجة، وبعض المُقبلات.
تحركت اولًا بصينية العصائر، أخذتها وخرجت من المطبخ واتجهت نحو مكان جلوسهم، لتلاحظ اختفاء الأربع فتايات.
وقفت ودارت عينها حولها كي ترى ما يفعلن، لكن لم تستطيع رؤيتهم، فاتجهت بسخط نحو المطبخ تأتي بباقي الضيافة سريعًا كي تذهب وترى ماذا يفعلن بشقتها.
اصطنعت الابتسامة وهي تقول بلهجة صحيحة:
_منورين،.. فتحي نص ساعة ويكون هنا..
تعمقت زبيدة في جلستها وهي تقول براحة:
_براحته يا حبيبتي ادينا قاعدين،.. يعني احنا قاعدين عند حد غريب، دا ابن اخونا...
ابتسمت ببرود، ولم تشئ ان تُعلق، سوى داخلها بـ:
_مش مستريحه ليكم خالص، دخلتوا وكبتوا على نفسي....
أسرعت بالاتجاه نحو الخارج، تبحث بعينها عن اي مكان لوجود الفتيات، الا انها تسمرت مكانها عندما شاهدت من بعيد باب غرفة النوم الخاصة بها وبفتحي مفتوح.
تقدمت بخطواتٍ غاضبة سريعة نحو الغرفة، ودلفتها لتُصتب بحالة زهول حقًا مي تقف في غرفة الثياب تتفحص ثياب نومها، سارة تجلس على السرير بأريحية تعبث بهاتفها الخاص بها، هاجر تجلس على كرسي التسريحة تعبث بأدوات الـ ميك أب الخاصة بها، وهبة تمسك بعلبة المجوهرات خاصتها ترى هذا الطقم الماسي الرائع هديةً من جدها.
غلت الدماء بعروقها زهي تهدر صائحة بنبرة غير راضية مردفه:
_ايه الـ بيحصل دا..!، باب الأوضة كان مقفول مين فتحه....
تحدثت سارة بانشغال ودون أن تُعيرها انتباه:
_عادي شقة ابن خالنا، فبراحتنا....
قبضت على يدها بغضب وهي تجذ على نواجذها، كادت حقًا أن تطردهم خارج تلك الغرفة لأن فتحي مُشدد عليها جدًا الا يدلف أحدًا من أهلها او أهلهِ تلك الغرفة لأنها خاصة بهم فقط.
تركتهم يفعلون كما يفعلون ببغض، حتى يأتي بنفسهِ ويرى ما يحدث، لن تغضب كي لا يعتقد انها كارهة لوجودهم.
عادت نحو مجلس النسوة الكبار، لتجدهن يتسايرن حول موضوعٍ ما ولم ينتبهُ لقدومها، هتفت زبيدة بصوت معترض حانق وهي تقول:
_لاء يا فطيمة، يعني ابنك لو كان كمل خطوبته على بنتي مي كان ايه الـ هيحصل يعني، برضوا راح اتجوز الـ مش من توبوا....
أزدادت وتيرة أنفاسها بغضب جم، هل خطب قبلها، رغم انهُ تزوجها الآن لكن حقًا، غاضبة وبشدة.
لاحظتها حسنية، فنكزت اختها مردفه بتوبيخ:
_بس عشان جايه اهي....
دلفت بوجهٍ صلد، لكنها حاولت رسم الهدوء كي لا يشعر أحدًا بانها لا ترغب بهم، هتفت زبيدة بامتعاض:
_امال البنات راحوا فين...
وجدتها فرصة، كي تُنادي عليهم زبيدة وحسنية، فهتفت سريعًا:
_جوا في أوضة نومي،... بيتفرجوا على حاجتي...
ظنت انهم سيرفضوا هذا، فهذا غير لبق بالمرة، لكن وجدت زبيدة تُتدل جسدها لتمدد قدميها على الأريكة، قائلة بنبرة عادية:
_ومالوا،... شقة ابن خالهم بقى....
جذت على أسنانها بغيظ شديد، وقبضت على يدها بغضب.
دقائب واتى صوت جرس الباب فوقفت واتجهت نحوهُ، لن يكن فتحي فهو يدلف مباشرة، فتحت الباب لتجد امامها عامل الطلبيات، يحمل حقائب بلاستيكة عديدة في يدهِ.
ابتسمت بهدوء وهي تأخذهم منهُ، ثم أخبرتهُ أن ينتظر لحظات، واتجهت نحو غرفة النوم لتراهم هكذا فيزداد غلو دمائها داخلها من وقاحتهم، أخذت مفتاح من أحد الأدراج، واتجهت محو درجٍ أخر تفتحهُ لتظهر بهِ أموال كثيرة، فأخذت ورقات عديدة من فئة المئتين وقامت باغلاق الدرج، وسحبت المفتاح ولم تتركهُ بالغرفة بل خرجت بهِ.
عادت لعامل الطلبيات في الخارج، وأعطتهُ الأموال، فأخذها ورحل، كل هذا تحت أعين زبيدة وحسنية وفطيمة.
اتجهت ريم لهم بعد أن ضبطت الأشياء بالمطبخ، لتقول زبيدة بامتعاض:
_مكنشليها لازمة الكلفة دي..!،يعني كان هيجرا ايه لما تطبخي لوحدك،.. والا هو عشان بيديكي ومش بيتكلم تقومي تسرفي،.. لا لاء امسي ايدك في المصاريف شويا،.. انتِ اينعم اتعودتي على عيشت القصور بس دلوقتي لازم تدري بحالك ونصيبك...
مطت شفتاها بضيق من تدخلها الأرعن هذا، ضبطت انفاسها، ثم هتفت بنبرة حاولت قدر المستطاع ان تجعلها هادئة وهي تقول:
_ لا كلفة ولا حاجه، وبعدين فتحي حبيبي قالي انوا مش عايز يتعبني،... خصوصًا اني اتفاجئت بزيارتكم ومكنتش عامله حسابي، فهو قال هيطلب الأكل من برا،... وبعدين أنا فعلًا حاليًا مش عايشه في قصر، تؤتؤ، عايشه في جنة، وفتحي موفرلي كل حاجه،...يعني زي ما وعدني بالظبط وقالي عمري مخهليكي تحسي انك مبقتيش عايشه في نفس المستوى بتاعك،... بتاع عيشة القصور، عشان كدا شقى واتغرب،.. ولو لا قدر الله حصل اي دروب ليه...، عادي ولا اكن حاجه حصلت، هو بيحبني وأنا بحبه،.. فدا يكفينا احنا الاتنين،... هو بنفسه الجنة والقصر الـ حضرتك بتتكلمي عنوا...
الجمتها كلماتها المُنتقاة بعناية، وجعلت فطيمة تشعر بالغبطة الشديدة لأبنها، بينما هذا الواقف بعيدًا فقد حلق عاليًا في سماء عشقها، ودّ الآن لو شكرها على هذا الحديث بطريقتهِ الخاصة.
اقترب من مجلسهم وظهر لهم، فوقفت فطيمة مردفه بترخاب:
_ حمدلله على سلامتك يا حبيبي، اهه لو كنت جيت من كام ثانية، كُنت سمعت شعر فيك دلوقتي....
كانت ريم هي أقربهم لهُ، فاتجه نحوها ومال مُقبلًا رأسها بحب، هاتفًا:
_سمعت كل حاجه يا أمي،.. ربنا يخليها ليا ويحفظهالي...، واقدر على سعادتهم طول العمر....
اتسعت شفتاها مُبتسمة بحب شديد، وسعادة وهي ترى نظرات زُبيدة الحارقة لها.
سلم على عماتهِ بحفاوة، فوقفت ريم قائلة باعتذار:
_فتحي تعالى ثواني معلش...
اتجت نحو أحد الغرف الجانبية، فأتى ورائها سريعًا،دلف وأغلق الباب، وقبل أن تتحدث فاجأها باحتضانهِ لها بعمق شديد، ثم هتف بهمس:
_ أنا بحمد ربنا عليكي، وهفضل احمده العمر كلوا....
رفعت يدها تحتضن ظهرهِ مُجيبة لهُ، ثم ابتعدت قليلًا وهي تقول:
_متزعلش مني الصبح،.. أنا مكنش قصدي حاجه والله، بس يعني كنت مبسوطه اننا هنخرج....
ابتسم مردفًا:
_اولًا تتكلمي بلدغتك عشان بحبك بيها، ثانيًا مزعلتش منك عشان انتِ حبيبتي ومقدرش، ثالثًا بقى اول ما يمشوا من هنا هخرجك خروجة تحلفي بيها عمرك كلواا،... وهنرجع الفحر كمان....
قفزت بفرحة عارمة كالطفل الصغير، فحياتها بالخورج والتسوق، وهذا مدخلها الخاص، تابع فتحي قائلًا:
_هنروح نجيب فستان حلو، عشان كتب كتاب أحمد بكرا، ونفضل طول اليوم برا...
دفنت وجهها بين ذراعيه، وهي توميء موافقة، ثم رفعت بصرها لهُ قائلة:
_ موافقة جدًا يعني،.. فتحي...
صمتت قليلًا ثم هتفن باسمهِ، فطالعها باهتمام، فتابعت:
_عيال عمتك جوا في أوضة النوم، وانتَ عارف اني لا انا ولا انتَ بنحب كدا، بيلعبوا في الميك اب وقمصان النوم وكل حاجه...
امتعضت ملامح وجهه بضيق، فهو لا يُحب بتاتًا أن يدلف أحدهم غرفتهم الخاصة، هتف بضيق:
_وانتِ مطلعتهمش ليه..!
زمت شفتاها ورفعت منكبيها بقلة حيلة وقالت:
_كل ما اقول حاجه يقولوا شقة ابن خالهم، شقة ابن خالهم،... فسبتهم عشان ما تزعلش..
_ مزعلش ايه..!، انتِ عارفه اني مش بحب كدا يا ريم، الشقة عندهم براحتهم الا اوضة النوم... ابعدي كدا...
دفعها برفق بعيدًا عنهُ، ثم اتجه نحو الباب، وفتحهُ، وخرج من الغرفة متجهًا نحو غرفة نومهم.
دلف وجدهم على نفس الحالة تقريبًا، فهتف فجأةً بحدة:
_بنات،.. ايه الـ بيحصل دا..!
سارعت مي بالخروج من غرفة الثياب وهي تقول بلوعة:
_فتحي،.. وحشتنـ..وحشتنا...
ابتسم لها ببرود، بينما غلت رأس ريم التي تقف بجوارهُ، وضعت يدها تتشبث بذراعهِ بتملك شديد، وهُنا استطاعت أن تتحدث وهو يقف جوارها يُسنادها، فهتفت بنبرة رقيقة:
_سوري، بس فتحي عايز يغير هدوموا، اطلعوا برا...
كانت في نيتها طردهم من الشقة بأكملها، لكن مع نبرة صوتها خرج حديثها أشبه بالطلب، وقفت سارة مردفه بعدم اكتراث:
_اوك عادي، احنا كنا بنفرج بس...
مالت ريم أكثر على فتحي بدلال، وهي تقول بصوتٍ جاد:
_الشقة كلها تحت أمركوا، الا أوضة نومنا يا حبيبتي...
تحركت هاجر نحوها بأحد اقلام احمر الشفاة، وأردفت بنبرة واثقة:
_ممكن اخد دا، عشان لونوا عاجبني جدًا، ودورت عليه كتير مش لاقياه...
جذبت القلم من بين أصابعها بحدة، رافضة وهي توميء قائلة:
_سوري يا هاجر، مش هينفع فتحي الـ جيبهولي هدية، ومش بقدر افرط في حاجه جايبها...
انحرجت كثيرًا وطالعتها بكرهً لأحراجها هكذا، سحبت نفسها سريعًا وخرجت يليها خروج الباقي، وكانت أخرهم مي، التي وقفت قليلًا وطالعت فتحي بحزم مردفه:
_من يوم ما جيت من السفر ما زرتناش ولا مرة يا ابن خالي....
سحب بعض الهواء لرئتيهِ ثم زفرهُ ببطئ مُتجاهلًا انقباض يد ريم على ساعدهِ، ثم هتف بهدوء:
_معلش يا مي، مكنش فيه وقت، يعني جوازي وتحضير الشقة، وشغلي كمان، ان شاء الله ارتب مع ريم ونشوف وقت مناسب ونجيلكم...
وجدت انهُ لا داعي لوجودها، والا ستُهدر كرامتها، حملت حالها وخرجت من الغرفة بملامح مكفهرة، وابتعدت عنهم.
سارعت ريم بغلق الباب خلفها، وعادت لهُ لتجدهُ ينزع التي شيرت الخاص بهِ، فقالت بحدة وهي تشعر بالغيرة تنهش قلبها:
_البت دي ملها بيك يا فتحي، وبعدين عمتك بتقول كان بينكوا مشروع خطوبة لييه...!، انتَ كنت مسافر برا فعلًا ولا بتكدب عليا...!
زفر بضيق واختناق من حديث عمتهِ، يُعاتب والدتهُ بسره، هي من وضعتهُ بهذا المأذق، اتجه نحو غرفة الثياب كي يبدل ثيابهُ، فجذبت ذراعهِ قائلة بحدة:
_اقف هنا ورد عليا، ايه الـ بينك وبين البنت ديي..!، وليه عمتك تقول كدا...
توقف، واستدار لها، ثم مدّ يديهِ يحتضن خصرها وصدرهُ مُبتعدًا عنها، ناظرًا لوجهها هاتفًا بجديةً:
_ يا حبيبة قلبي، قولتلك قبل كدا لما تتكلمي معايا يبقى بلدغـ..
قاطعتها قائلة بحدة، وهي تُبعد يديهِ عنها:
_ ما توهنيش في الكلام يا فتحي، وابعد ايدك ديي...
شدّد يديهِ على خصرها بحدة، فلم تستطيع افلاتها، تجاهل محاولتها الضعيفة في ردع يدهِ، وقال:
_أنا ومي فعلًا كان هيكون بنا مشروع خطوبة،... ودا من غير ختى ما اعرف، امي بتدردش مع عمتي كدا، فاجأه لقتهم آلـ ايه، قروا فتحتي...
مطت شفتها ساخرة ثم قالت:
_والله، أصدق انا بقى..!
ابتعد عنها مُتجهّا نحو خزانتهِ، وأخرج ثياب بيتية شتوية، وهو يقول بلا مبالة:
_والله أنا قولتلك على الـ فيها، لو مش مصدقة اطلعي اسأليهم...
زفرت بضيق، ثم صمتت لحظات، حتى قالت بحنق:
_وانتَ بقى، كان رد فعلك ايه..!
رفع وجههُ وهو يحني ظهرهُ ليرتدي بنطالهِ، وغمز لها مشاكسًا، ثم قال:
_تتوقع انتَ ارد عليها بأيه يا عسل انتَ....
_فتحييييي، متنفزنيش..!
وقف مُعتدلًا، ليرتدي البلوڤر الشتوي، هاتفًا بمزاح:
_انبي فتحي دي طلعه منك زي السكر يا مسكر انتَ...
جذت على نواجذها بغيظ شديد، ثم تركتهُ وخرجت للخارج كي ترى ماذا يفعل الأخرون ايصًا، طالع فتحي نفسهُ بالمرآة وهو ينثر عطرهُ الرجولي على صدرهِ، مُبتسمًا بحب هامسًا بينهُ وبين حالهِ:
_هو انا اتغربت وشقيت، عشان اتجوز بنت عمتي في الاخر يا ريم بس..
********************************
ابتلعت ريقها باضطراب وخوف، وهي تقرأ تلك الرسالة المبعوثة لها على الإيميل الخاص بها، ارتجفت يدها، ثم وضعت كفها الأخر على فمها بتوتر، مردفه:
_طب هنجز المهمة دي اذاي انهارده، دي محتاجه تخطيط وترتيب كبير اوي...
طالعت الرسالة مرة أخرى، والتي تحتوى على سطور باللغة العبرية موجه مباشرة من الأعظم يخبرها بأن فرصتها الأخيرة ستكون اليوم، وفقط، والا سيتم سحبها من الجماعة نهائيًا.
رفعت عينها التي تلمع بشر، وأردفت بتصميم:
_أنا لو حتى اضطريت اروحله البيت لو مجاش، هعمل اي حاجه عشان يوقع على الورقة انهارده..!

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن