الفصل السادس والخمسون "الجُزء الثاني"

3.6K 190 17
                                    

تائهة في سرايا صفوان
الفصل السادس والخمسون
"الجُزء الثاني"
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
طالعتهُ مردفه، بنبرةٍ موحيه:
- عشان تقتلوا صح!، فعلًا.. صدقت لما قولت عليك أناني...
همّت بإزاحتهِ عن طريقها، فأوقفها مرّة أخرى، دافعًا ايها برفق لمكانها، قائلًا بتسلط:
- اوكِ، أنانية حب ذات، تملك، سميها زي منتِ عايزه، معنديش مشكلة!، بس أنا مش هسيبك يا مريم، بعترف اني غلطت تلات مرات، مرّة لما صدقت انك تعملي كدا، ودا مش من قلة حبي فيكِ، لاء والله دا من الموقف الـ اتحطيت فيه خلاني غاصب عني افكر في كدا، والمرّة التانيه لما مديت ايدي عليكِ، وأنا واعد نفسي اني عمري في حياتي ما هعملها، لا عليكِ، ولا على عيالنا، والمرّة التالتة لما سبتك وسافرت، على أساس دا هيكون راحة ليا وليكِ.. مش مهم ليا، المهم ليكِ انتِ، بس من الـ تيتا وعز كان بيقولهولي، مكنتيش مرتاحه، مش هسيبك من غير ما نتصالح، معنديش استعداد تكوني بين أديا دلوقتي واسيبك واغلط للمرّة الرابعة....
همّت بقول شيئًا ما، لكنهُ أشار لها بالصموت، وتابع بحزن:
- عارف انوا مش زرار هنعمل Delete للفات، وننسى، بس عندي أمل تخليني جمبك لحد ما أنا هنسيكي،... ودا وعد من سامي صفوان، وانتِ عارفه انه مش بيخلف وعد
قالها بطريقةٍ مرحة بعض الشيء، تنهدت بتيّه لا تعلم ماذا عليه أن تفعل، في الواقع الندم الذي يملئ جوف عينيهِ هذا يُكفيها، لكن هُناك شيئًا بأعماقها هي لن يندمل بهذا الندم، رفعت وجهها ناظرةً لعينيهِ، وأردفت بنبرةٍ حازمة:
- مش هسامحك يا سامي،.... بس هديك فرصة عشان تخليني اسامحك..........
بدأت ابتسامتهُ بالاتساع رويدًا رويدًا، حتى أظهرت اسنانهُ البيضاء وهي عادةً لا تظهر في ابتساماتهِ، أمسك كفيها الإثنين، ورفعهما سويًا يقبلهم بعمق، وشغف، عينيهِ يحفها التصميم على الوصول لمبتغاه، هو خير من يعلم زوجتهُ، وما تريد، تُريد أن تشعر بأنها الوحيدة التي تقدر على اختراق قلبهُ، تُريد أن تُشبع غرورها بمحولاتهِ المستديمة في كسب رضاءها، ويعلم انها سترفض مرّة واثنين وثلاث، حتى يملئ جوفها بإحساسها الذي سيدمل جرحها، هو خير الناس علمًا بها، كما هي ايضًا!.
- استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم، معتش في خشا ولا حيـــا بقى فيه فجــــور!!
انفزع الإثنين، حتى مريم قد شهقت بخوف، مندفعةً لأحضانهِ، وهي ترى هذا الرجل يصعد لأعلى محدجًا اياهم بقوةٍ عيناهُ تحمل النفور والأشمئزاز.
حاوط سامي كتفيها بحمايةٍ مردفًا بحدة وهو يشير نحو الرجل:
- فجور ايه يا عم انتَ، انتَ مش شايف بطنها قدامها مترين!
توقف الرجل مستديرًا لهم، يطالع بطن مريم بتفحص، فهرول سامي نحوهُ لكمًا وجههُ بعنف، قائلًا:
- لاء بقى دا انتَ قليل الأدب ومش متربي
اندفع الرجل للخلف، رافعًا كفهُ نحو وجههِ يتحسسهُ، ثم هدر بعنف:
- ما تحترم نفسك يا جدع انتَ، وحتى لو مراتك واقف بيها على السلم...
سارع بالقبض على تلابيب قميصهِ، جاذبًا اياهُ نحوهُ، قائلًا بغضب وهو يهز جسدهُ:
- وانتَ مال امك، انا كنت واقف على دماغك!، امشي من هنا عشان مازعلكش
ثم دفعهُ، بقوةٍ للحائط، مطالعًا اياهُ بغضب وحدةٍ، متمتمًا بصوتٍ خفيض يلعنهُ وأمثاله.
أكل درجتي السُلم في خطوةً واحده، متجهًا نحو تلك المزعورة الـمنزوية على نفسها بعيدًا، برفق وحنو سحب يدها مردفًا بحزم:
-يلا بينا من هنا...
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
ف

تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان  © -مُكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن