تائهة في سرايا صفوان
الفصل الخامس والثلاثون
الجُزء الثاني...........................
تنهدت بحزن وهي تحتضن الهاتف لأحضانها وقربته من أنفها تشتم رائحته ، وضعته على الكومود ثم رجعت تُعدل السرير وأخذت جميع الرفائع وأنزلتهم لـ 'ام علّي ' بالأسفل على دفعات .
انتهت منهم وبعد أن اغلقت الباب توجهت لحجرة والدها وأخذت الهاتف منه ، ثم خرجت ودخلت حجرتها .
انتقت إحدى الحقائق الخاصة بملابسها ، وفتحت سحاب لجيب صغير بها ووضعته فيها كي يكون معها دومًا حتى تنتهي من أيام الفرح وتعود لتشحن بطاريته وتشغله .
استمعت لصوت فتح الباب وغلقه ، فعلمت أن قمر قد أتت لذا تركت ما بيدها وتوجهت للخارج سريعًا مردفه لقمر بتسأل قلق :
_ هاا يا حبيبتي ، طمنيني ..! أهلوا استقبلوكي اذاي ..؟!
كانت قمر تنزع حذائها ،ثم توجهت نحو أحد الأرائك تجلس عليها براحة مردفه :
_ بصي هقولك كل الـ انتِ عيزاه يس وحياة أمك الحقيني بمايه لحسن حسا اني وكله ملوحه ...
قهقهت زهرة عليها ثم أردفت مستغربة :
_ وانتِ يا ختي عرفتِ الملوحه منين ..؟! ، حماتك قالتهتالك هنااك ..
ثم ضحكت ثانيةً ، فتذكرت قمر مبتسمة أين تعرفت على كلمة 'ملوحة' تلك ، .. مع إبراهيم وهم في الطائرة عندما علق على شربها الكثير للماء .
طالعت قمر زهرة مفكرة ثم هتفت بصوت عالي لزهرة التي توجهت لتجلب لها مياه :
_ تصدقي نفس أكلها ، .. عايزه اتعرف عليها يعني ..
أعطتها كوب الماء وقالت موافقة بحماس :
_ يااه جيتي على الجرح يا بت ، .. عم خيري الـ في سوق بيبع الحاجات دي ، .. هلبس الأسدال وانتِ زي ما انتِ كدا ، ونخطف رجلينا نجيب غدواية محترمة وتحكيلي في السكة ايه الـ حصل ....
تسألت بحماس هي الأخرة :
_ تمام .. هنجيب ملوحه .!!
_ اممم .. ، فسيخ ورنجة وسردين حادق .. ، وتونه كمان ونجيب شوية طماطم جامده لسلطة .. ، ومخلل ، ولو ربنا بيحبنى بقا نلاقي عم سيد بتاع الفرن فاتح نجيب كام رغيف سخن ..
وقفت قمر متوجه إلى الداخل مردفه بسرعة :
_ خلاص هلبس الأسدال أنا كمان وننزل سوا .. بدل البنطلون داا
***********************************
لم يبتعدوا كثيرًا عن المشفى ، فاستطاع أحمد أن يصل لهم بسرعة .
صف سيارته التي قادها أمتار معدودة ،وهبط منها سريعًا ليجد ماتيلدا ترفع رأس سحر الغائبة عن الوعي على جسدها قليلًا ، واثنانِ من النسوة يحاولون إفاقها بالضغط بأظافرهم على جلدها وقرصها بحدة لتشعر بالألم وبالتالي تفيق .
بدأت تهمهم بخفوت وكان أحمد يقترب منهم بعجالة ، فأفسحت النساء له ، فحملها مردفًا وهو يحاول أن يمد يده لماتيلدا كي تقف هي الأخرى :
_شكرًا يا جماعه ، أنا هاخدها خلاص ... يلا يا ماتيلدا ..
أمسكت بيده في وهن شديد بسبب أحداث اليوم ، فعاونتها أحدى النساء لتقف ، فشكرهم أحمد سريعًا مرة أخرى، ثم توجه نحو السيارة ليضع سحر في المقعد الخلفي ، وبعد ذلك اسند ماتيلدا واجلسها في المقعد الأمامي .
استقل السيارة فهتفت ماتيلدا :
_ ودينا ءـلي البيت ...
عقد حاجبيه مستغربًا وهو يقول :
_ نروح المستشفى الأول ....
كانت سحر بدأت تستفيق ، فهمهمت رافضة ثم تحدث بكلماتٍ متقطعة :
_ لــاء ... الـ.... بيـ..ت ..
ثم صمتت بتعب وإجهاد ، فقاد أحمد السيارة نحو منزل سحر الذي لا يبعد كثيرًا عن هنا ..
توقفت السيارة أمام البيت فهبط أحمد وماتيلدا ، منها ليعاونوا سحر في النزول ، دلفوا لداخل فحملها أحمد صاعدًا بها لأعلى سريعًا وخلفهم ماتيلدا .
كانت ماتيلدا تحتفظ بنسخة من المفاتيح فاقتربت تفتح الباب بسرعة لأحمد ليدخلها فدلفوا تاركين الباب مفتوح ، كانت ثريا تجلس في الصالون تقرأ في المصحف الشريف ،وعندما وجدت أحمد يدخل حاملًا اختها جحظت عينها فزعه ثم شهقت مردفه :
_ استر ياا رب استر ... ايه الـ حصل ؟!
تسألت بوجل ، فلم يُجبها أحدًا حيث أشارت ماتيلدا لأحمد بمكان حجرة سحر ليضعها داخلها .
ذهبت ثريا لهم تلف عجل كرسيها بسرعة ،ودخلت عليهم وهي مازالت تهتف بخوف :
_ حد يقولي ايه الـ حصل ....
هتف أحمد وهو ينثر الماء على وجهه سحر التي غابت عن الوعي :
_ ثواني بس يا طنط .. !
لحظات وفتحت عينها ثانيةً ، فنظرت لمن حولها وتشاهدهم ، ثم أغمضت عينها ، وتلقائيًا وجدت أحداث اليوم تمر في مخيلتها ، حديث ماتيلدا عنه ، ذهابه إليه ، طردهِ لها ، اتهامها بنسيان حبه ، رحيلها ، حالة اللاوعي التي طرأت عليها ، وأخيرًا سقوطها في الشارع ،ولم تعد تدرك ما يحدث سوى وجودها هنا وأحمد وماتيلدا امامها يطالعونها بقلق .
ابتلعت تلك الغصة التي بحلقها وحالما استمعت لصوت اختها الخائف يهتف باسمها بكت ..!
اقتربت ثريا بكرسيها منها ،حتى اصبحت بجوارها وامسكت يدها مردفه :
_ ايه الـ حصلك يا اختي .. ، قالك ايه يا سحر عشان ترجعي منهارة بالشكل دا ...
لم تقوى على الحديث فقط تبكي ،وتبكي ترثي حال قلبها الذي وقع صريعًا في عشقًا حُكم عليه بالضياع .
دقائق عديدة مروا عليها وهي تبكي داخل أحضان اختها التي ساعدتها ماتيلدا كي تترك كرسيها وتصعد بجانبها ، لا تنطق بحرف فقط تبكي وتشهق بعنف .
ربتت ثريا على جذعها ثم قبلت رأسها وهتفت ببكاء :
_ قوليلي ايه الـ حصل طيب ..! ، أنا هموت من القلق عليكِ والله .....
انفرجت شفتاها بأول كلمة تجر خلفها كلماتٍ حزينة عديدة :
_ قـ..قالي ، امشي ...، كــ .. كرشنيي يا ثرياا ...، مستـ...ــنيااه دا كلوا .. ويقولي بعد ... كـ..كدا .. اطـ.. اطلعي برااا .... آآآهه ..
تأوهت بحرقة ثم تحدثت بصوت مبحوح :
_ قـ..ـلبي. محروق .. عليه اوووي ...، يا رتني ... كــ نت اتجوزت ... ولا .. ولا عبرته ...، بـ..آآ.عد ... دا .. كلوا ..يقولي ...خلـ..ـي ...،عـ .. عندك ... دمم .. وا.. واحترمي .. الرااجل .. الـ شايله .. آآ.. اسموا .. وعلى ...ذ ذذمته .. وروّحي ...!
دفنت وجهها في أحضان اختها وهي تقبض على ثيابها قائلة بغضب وصراخ :
_ ... آآ أناااا على ذمة راااجل ......!! ، بيقولي اتجوزتي يااا ثريااااا .... أنا اتجوززت ....، دا .. دانا مستنيااااه ...، والله العظيم مستنياااه .. مستنيااااااه .....مسـ..
بعد قسمها ابتعدت عن اختها ، وبدأت تضرب خديها وهي تصرخ ، غير مستوعبه بعد ما تفعله ، فقط كلماتهِ ترن بعقلها فحاولت ثريا كتم فمها بيد والأخرة تحاول مسك يديها لتكفها هن لطم نفسها ...
كان يقف على باب الغرفة لم يلمحهُ سوى أحمد الذي ظل يطالعه بنظرات عتاب ، وعندما وجد حالتها تلك ، تدخل سريعًا مقتربًا منها وهو يتمسك بالأثاث ، ويعجز أثر حادثته السطحية .
أخذها بأحضانه غير مراعيًا لمن هو موجود ولا بالحرمانية ، في الواقع قلبه من ارغمه على تلك الفعلة ، ربت على شعرها وهمس في اذنه بصوتً حانِ :
_ هششش ..،أنا فؤاد .. جمبك اهوو ..، والله العظيم ما هبعد عنك تاني خلاص ....
*******************************
هبط الإثنين معًا ، متجهين الى السوق ليلًا ، هتف زهرة لقمر :
_ هاا يا ستي احكي بقاا ..
ابتسمت قمر ثم أردفت بضحك :
_ ياا نهار دا كان حتت موقف ..
"عودة بالوقت للوراء قليلًا"..
تركها بإحدى الصالات في هذا القصر الواسع ، مخبرًا اياها بأنه سيلتقي بوالدته اولًا .
وجدت صوت كعب يطرق بالأرض الرخامية ، فنظرت نحو الصوت لترى ريم التي تعرفت عليها حديثًا .
نظرت لها ريم وهي تعقد حاجبيها ، بإندهاش كبير ، ثم اقتربت منها تحيها أولًا ، واردفت بإستغراب:
_ بتعميي ايه هنا ..!
ردت عليها مبتسمة بحرج :
_ إبراهيم هيقولك ..، استنى شويا ..
بداخل المطبخ ، دلف لها وهتف بنبرة معجبة :
_ الله على روايح أكلك يا ست الكل ..، أنا لو لفيت مطاعم العالم مش هلاقي زي ريحة مطبخك ..
طالعته آمنة بزهو وغرور ثم أردفت بتفاخر :
_ عشان تعرف بس أمك تبقا مين ..، دا الشربيني زات نفسوا كان بيرن عليا يقولي الملوخية مش بتشهق مني يا أم إبراهيم ..
قهقه إبراهيم على مزاح والدته ،ثم اقترب ينزع غطاء الحلة التي يبدو ان بها محشي ورق عنب ملفوف بعناية ودق كبيرة ،أخذ واحدة وهو مازال سخنً للغاية ، فصرخت به مردفه :
_ سخن مولع ياا بني ..
فتح إبراهيم فمه وبداخله الطعام يتنفس منه مخرجًا الهواء الساخن منه كي يستطيع ابتلعه ،وبعد ان ابتلعه هتف بإعحاب :
_ يخربيت كدا ..، انتِ كان المفروض يمسكوكي قناة سي بي سي سفرة والله ..
رفعت آمنة منكبيها مردفه بنيرة مغترة مصطنعه :
_ عرضوا عليا بس أنا موافقتش ...
هتف إبراهيم بتأكيد :
_ ايوا طبعًا... اماال ..
تنهد بضيق ، فكيف سيفاتح والدته..، ماذ يخبرها ، لو أخبرها انه تزوج دون علمها ، لصرخت به صرخة تُسمع الاموات تحت الأرض ..
أخرجه من شرودها صوتها الذي خرج بنبرة حماسية :
_ اسكت يا ابراااهيم ..،انما انا شوفت حتت بنت ..، تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك ...، جميلة ماشاء الله .، رقة ايه وأدب ايه ..، وحلاوة ايه .... وبشهادة خالتك ام وليد حتى ..
زفر بحنق ، فعن ماذا تتحدث والدته الآن يا الله ..!
أكملت برجاء :
_ بالله عليك يا إبراهيم ، واقف تروح تشوفها ..،البت بسكوته كدا والله ...، وحياتي عندك يا ابني نفس افرح بيك ...
ذم شفتيه بإرتباك ، ثم وضع يده يمسح خصلات شعره من الخلف وهتف:
_ عايزه تفرحي بيا ...!
أومأت بنعم سريعًا ، وأردفت :
_ دا يوم المنى يا بني ..
هتف بمتسألًا :
_ يعني انتِ مش همك غير سعدتي..
_ وأنا يهمني ايه غيره بس ..؟!
_ احمم ..، طب .. يعني ..، والله هي كل حاجه جات بسرعه ، .. . بسرعه اوي ..
هتفت بتوجس :
_هي ايه دي ..!
تنحنح مردفًا بإرتباك :
_ آآ ..آ أنا اتجوزت ..، وجبت مراتي برا عشان تشوفيها...
في الخارج ، كانت ريم تتحدث بفضول شديد عن سبب مجيئ قمر ، لتهتف قمر بقلة حيلة :
_ يا بنتي والله هيجي دلوقتي ويـ...
استمع الإثنين لصراخ آمنة من داخل المطبخ ، يليه صوت اصطدام أواني بالأرض ، فجحظت قمر عينها بصدمة ووضعت يدها على فمها تمنع شهقتها .
اتاه صوت آمنة العالي :
_ اتجوزت ..،دانت سنة الـ جايبنك سوداا ..، اتجوزت من وراياا يا إبراااهيم ..، وجايبها برا في بيتي ..، مقعدها في بيتي ..، وربنا مالطالعها جايب مصرينها في ايدي ... هي فين .. فييين ..
هتفت بها وهي تخرج من المطبخ ، وتابعت بـغضب :
_ تعاالي يا حلوة يالي أهلك رضوا يجوزوكِ واحد من غير أهلوه ..، جبتها من انهي كباااريه يا ابن بطني ...، هياااا فيـــــــــــن ....!!
اختبأت قمر سريعًا خلف الاريكه خوفًا من بطش آمنة وبدأت تبكي ، وصراخ آمنة يقترب منها ويزداد علوًا .
حاول إبراهيم أن يسكت والدته هاتفًا :
_ يا ماما استني بس ..، أنا الـ غصبتها والله ..، هي ملهااااش دعوة ... يا ماما استنيي بس ...
رأت ريم تقف بموقف لا تُحسد عليه ، فهتفت بها بتحذير :
_ هي فين ..!!! ، انتِ شفتيها ياا بت ..
نظرت ريم خلف الكرسي ، فاتبعت آمنة نظراتها ، وهتفت ريم بتوتر بالغ :
_ هههي .. ميين ..
اقتربت آمنة سريعًا ، من الكرسي تصعد عليه ثم مدت يدها خلفها ،لتمسك بشعر قمر المنكمشة على نفسها ، وهتفت بشر :
_ اطلعيلييي ..،تعالي يا روح امك ..
وقفت قمر معطيه اياها ظهرها وهي تتأوه باكيه من ألم شعرها ، فاقترب إبراهيم منهم سريعًا ،وهو مصدوم من حركة والدته ، هتف آمنة بغيظ وهي تُدير قمر لها :
_ لفيلي يا سنكوحه ..، اما اشوف مجايب ابني ...
جحظت آمنة عينها بصدمة ،ثم شهقت مردفه :
_ يا نهار اسود .. قمر ..!!
تركتها آمنة سريعًا ، فاقترب إبراهيم محتضنًا قمر الباكية وهو ينظر لوالدته بعتاب شديد وحزن.
طالعت آمنة قمر الباكية بأحضان ابنها، وهتفت بتوتر واسف :
_ والله ..، والله يا بني ..، م ... كك..
هتف إبراهيم بحدة :
_ خلااص يا ماما ... ريم هاتي كوباية مايه ..
كادا ريم أن تذهب فهتفت آمنة وهي ترحل سريعًا :
_ استني هروح أنا ..
ثم اتجهت نحو المطبخ لتجلب لها الماء ، هبط ممدوح من على السُلم هاتفًا باستغراب :
_ آمنة بتزعق ليه يا ولاد ..
نظروا لجدهم القادم لهم ، وسلط ممدوح عينها على التي بأحضان إبراهيم يربت على ظهرها بحنان ، فهتف مستغربًا أكثر :
_مين دي يا أبراهـ..
قاطعها إبراهيم هاتفًا بجدية :
_ مراتي يا جدي..
انفرجت تعابير ممدوح بدهشة متمتمًا :
_ مراتي يا جدي ..!!!!
جاءت آمنة لهم بعصير فرش ، فأخذها إبراهيم واجلسها على أحدى المقاعد ، وأخذ من والدته العصير وقدمها منها لتشربهُ حتى تهدأ .
بعد دقيقة ، انهت قمر نصف الكوب ،واعطته لإبراهيم فقربه من شفتاه مردفًا بجدية :
_ كمليه يا قمر ..
جاءت لتعترض ، فهتف بحدة :
_كمليــه ...
أكملت باقي الكوب مرغمة ، وأخذ إبراهيم منديلًا من الموضوعين داخل علبة مزينة على الطاولة ، وبدأ بمسح دموعها وفمها التي ظل عليهم اصار العصير .
ابتعدت عنه بحرج ، فوجدت آمنة تجلس بجوارها تأخذها بأحضانها مردفه بأسف لها ولإبراهيم :
_ والله ما كنت اعرف انها هي يا بني ..، دا دي الـ كنت بكلمك عليها جواا والله وشوفتها في خطوبة أحمد صاحبك .. اعذريني يا بنتي والله فكرتك واحدة مش كويسة ..، اتاريكي انتِ الـ قعدت طول الليل افكر اقنعه بيكِ اذاي اتاري البغل دا متجوزك ..
ابتسمت قمر بخفوت على سبها لإبراهيم ، وطالع إبراهيم امه بحنق مردفًا :
_ طلعتي شعر البت في ايدك يا أم إبراهيم ..، وأنا طول السكة اقولها امي دي ست كُمل ،وحنينة وهتقبلك و و و و و اول ما شفتي البت جبتها من شعرها ..
لوت آمنة شفتاها بضيق ثم تحدثت :
_ والله ما كنت اعرف يا إبراهيم خلاص يا بني ..، هتعلقالي حبل المشنقة .. وادي راسك يا بنتي ابوسها ...
"عودة للوقت الحالي " ...
_ وطلعت ست عسل خالص يا زهرة ..
قالتها قمر ،وهي تقشر البطاطس بعد أن جاءوا من الخارج ، وزهرة تقف تضع الرنجة على النار تسويها .
اردفت زهرة ضاحكة :
_ ياالهوي..، سبحان الله شافتك امبارح واتمنتك لابنها ، وانهارده تلاقيك اصلًا مرات ابنهاا ...
_ شوفتي بقاا ..
_ طب انجزي طيب مكنوش كام بطاطسية يعني .. وجدوا بقا قالك ايه...
_جدوا دا حتت شوكلاته كدا ..، كدا في الأول فضل يبصلي من أول ما نزل ..، لحد ما اتصالحنا انا وطنط آمنة ، وبعد كدا لقيتوا بيسلم عليا وبيرحب بيا .... ،بجد بحمد ربنا ان اليوم عدا على خير ...
وضعت قمر الرنجة ،وأمسكت بالفسيخ ، تسويها أيضًا وهتفت بتسأل :
_ مجابوش سيرة الفرح قدامك ولا حاجه ..!
_ جدوا هو الـ اتكلم ..، إبراهيم قالوا انا جاهز ، ولما سألني بصراحة معرفتش أرد واقول ايه ... اتحرجت ...
_ اممم .. ،وبعدين
_ هيما سألني ، لو متاح معايا بعد فرحكوا بأسبوع مع فتحي وريم ..
_ وردك كان ايه ..!
_ قولتله هفكر الأول ، وبعدين بيني وبينك ..، أنا مجبتش اي هدوم عروسة خالص ،وانتِ فرحك بعد أربع ايام فهروح ازاي اجيب الهدوم وكل حاجه مش هينفع خالص يا قمر ..، وطبعًا مستحيل أقولك تعالي معايا بعد فرحك بكام يوم ..، فهقوله مش دلوقتي ..
أطفئت زهرة النار ، ثم جذبت كرسي الطاولة الموجودة بالمطبخ ، ووضعت طبق الرنجة والفسيخ وطبق أخر فارغ .
وتحدثت قائلة :
_ بصي أديكِ قولتي أربع أيام ومنهم يوم الحنة يعني تلات أيام ..، أنا معايا حوالي عشر تلاف جنيه متشالين على جمب ، هاخدهم وننزل التلات ايام دول من الساعه سابعه الصبح ونحفيب حاجتك ..، نلف بقا ونجيب كل حاجه وتعملي الفرح بعدي بأسبوع عشان مش هطمن عليكِ وانتِ لوحدك يا قمر..
طالعتها ثمر بتردد ثم أجابت:
_ الفلوس الـ معايا في البنك تكفي وتزيد يا زهرة ، فخلي الـ معاكِ وصدقني لو احتاجت هقولك ..، بس .. يعني تلات أيام وقت قصير اوي عشان اجيب كل حاجه .. ،قصير جدًا يعني ..
_ يا ستي هنحيب الأساسيات ، وابقي انزلي هاتي الباقي انتِ مع أم علّي جارتنا ست شرايه وخدومة اوي ، اطلبيها في أي حاجه مش هتتأخر عليكِ ... هاا ..؟!!
وقعت بحيرة كبيرة وطرقت ثمرة البطاطا والسكين ، ثم هتفت :
_ مش عارفه يا زهرة .. !
_ يا ستي قولي بسم الله ورني على ابراهيم قوليله موافقة وخلاص ،وربك هيسهلها والله ولو نقصك حاجه هنجبها بعد الفرح ، المهم نحيب هدوم لأول شهر حتى وبعدين ننزل أنا وانتِ نجيب تاني مجراش حاجه ...
_ يعني انتِ شايفه كدا ..؟!.
_ عشان مفيش غيرك كدا ..، يلا انجزي عشان اولع على الزيت ...
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...