تائهة في سرايا صفوان
الفصل السابع عشر
...........
هبط كف بقوة على وجهه كاران من رأيسه الأعلى ديمتري براين عندما علم بتسريب معلومات هامة عن تزوير الأسلحة ...، توغلت يداه بين لحيته وهتف بهدوء مصطنع:
_هاا .. ماذا أفعل بك الآن ،سربت معلومات هامة عن العملية ....، ولم تفلح في شئ سوى أطمئن سيدي .. جميع الإستعدادت تامة سيدي ... ماذا أفعل بك الآن تحدث أيها الوغد ..'ثم ضربه كفًا أخر' اضعت من بين أيدينا صفقة تساوي جميع الأموال التي أخذنها لليوم ... أنطق ماذا أفعل بك ...!!
كان الأخر ملقي برأسه في الأرض غير قادر على رفعها أو التحدث او المعارضة حتى ... ولا يملك القوة لدفاع عن نفسها ،... استمع لقول ديمتري الذي صاح غاضبًا :
_لا ليس هذا فحسب ،بل المساعد والذراع الأيمن لك ألتوان ديكاڤو يدعى فتحي المنياوي من الشرطة المصرية ، ... يالك من مغفل كاران يلك من مغفل كبير..!
رفع رأسه ثم أنزله قائلًا :
_ لا يوجد أمن كافي .. لا يوجد حراسة منظمة 'ثم صاح بصوت عالي' ليدخل هذا الوغد الذي إلى الآن لا تعرفه على أنه مساعد كابوري .. ويُقتل مساعده الحقيقي على كرسي مكتبك ...
لم يكفيه كرامته التي هدرها لتو ،بل زاد الطين بلة عندما ذكره بما فعل ألتوان وكيف كان يتعامل معه ..،ظل شريط السنتين يمر أمام عينيه يتذكر كم صفقة أقامها وتفشل ولم يخطر بباله أن ألتوان او المدعو فتخي وراء هذا .
تنهد ديمتري وأخذ نفسًا عميقًا وأردف :
_كاران ... ستُعاقب على هذا ويطبق عليك قوانين الجماعة ..*******************
جلست بجواره في السيارة وهي حانقه فقد أرغمها أن تذهب معه للمنزل ولا تذهب بمفردها ..، نظر لها بطرف عينيها وقال :
_متلويش بوزك كدا .. افتحيها عشان ربنا يفتحها في وشنا حتى !
حسنًا .. لن تتحدث أفضل شئ الآن هو تجاهله ، أستمعت لرنين هاتفه وجدته يجيب مستغربًا :
_ ايه يا عادل ..
_.......
أستمع لما قال وأشرأب برأسه قليلًا لفوق واردف:
_ طيب البوليس جه ولا ايه ..!
_......
أغلق الهاتف بعد أن استمع لقوله ،فنظرت زهرة لطريق ولم تستطيع أن توقف فضولها فقالت :
_ في حاجه ولا ايه ...!
_ اهه حادثة على الطريق السريع وموقفين الطريق ...
_كدا هنطول في الوقفه هنا ..
_ايوا احنا يُعتبر في نص الطريق ورانا وقدامنا عربيات مش هنعرف نطلع
_تمام ..،خلينا قاعدين
نظر لها ورفع حاجبه الأيسر قائلًا :
_ امممم .. شكل زهرة هانم مش عاجبه الشغل
_ لاء وانت الصادق أنا مش عاجبني صاحب الشغل ...
إبتسم بخفاء قليلًا وأجاب :
_ وصاحب الشغل مش عاجب الهانم في ايه ..
_ ينفع كدا تقولي اطلعي خدي الباب في ايدك قدام مدام نيڤين وتحرجني يا دكتاتوري إنتَ ...
صدح صوت ضحكاته بالسيارة في استمتاع ثم قال بعد أن هدأ :
_ اعملك ايه ما انتِ الـ دخلتي زي المخبرين ... وبعدين أنا اكتر حركة بترفزني هي إن حد يدخل بالطريقة دي .. ما تتخيليش عفاريت الدنيا بتتنطت قدامي لما هيما يدخل عليا دخلتك دي ...
ثم استعاد ثوب الجدية وقال بهدوء :
_ بس ماشي احاول اتعود على الوضع الجديد ومسموحلك تدخلي كدا تاني عادي .. بس بلاش تفتحي الباب جامد بالله عليكي
إبتسمت في أخر حديثه ثم أشاحت وجهها للجانب الأخر.
صمتوا الإثنين وظلت زهرة شاردة في الاشئ ..، دارت بعينها في أنحاء السيارة لم تجد شئ تعلق عليه بينما وليد فتح هاتفه وظل يعبث به ، نظرت ليدها ورأت الاصقة الطبية الدائرية الموضوعه عليه تذكرت هذا اليوم وما حدث به ..
"عودة للوراء "....
وجدت دقات بسيطة على باب المضيفة التي يجلسون بها ، نظرت لساعة الهاتف وجدتها التاسعه والربع صباحًا ، لا يمكن أن تكون مريم او سُمية فكلتاهما في الجامعة الآن .
أقتربت تفتح الباب بهدوء وأندهشت عندما رأت وليد يقف أمام الباب يطالعها بثبات ..،وقبل أن تتحدث ان تتحدث فاجأها بقوله :
_ البسي لبس مناسب للخروج ويلا عشان محتاجينك في النيابة ....
كانت ترتدي -إسدال- وتمسك طرفه بين يديها حيث كان واسع عليها جدًا ، لم تفهم ما يحدث أو ما يجري فقط دلفت لداخل وخرجت بعد عشرة دقائق ترتدي فستان أسود وطرحة باللون الأسود ايضًا وحذاء وحقيبة ظهر بيضاء صغيرة ....
كان جالسًا في سيارته ينتظرها وكل دقيقة ينظر لباب المضيفة منتظر خروجها .
خرجت وتوجهت نحو السيارات المتراصه وجدت عادل يشير لها بدلوف للمقعد الخلفي ففتحت الباب ودلفت ودار عادل ليجلس في مقعد السائق .
دارات بجسدها لتعتدل وجدت وليد يجلس بجوارها ،ظنته رحل أو يمكث في سيارة أخرى لكن ليس الحال كذلك .
نظرت له تحاول فهم ما يحدث:
_ ممكن أفهم ايه الـ بيحصل وطلبني ليه هناك ...
كانت تعبيراته وملامحه ثابته غير معبرة حينما هتف:
_ملقوش القاتل وهيقيدوه ضد مجهول ...
برقت عيناه مصدمة وهتفت بخفوت:
_يعني ايه ..!؟ حق بابا هيضيع
استمع لكلماتها فقال بصوت مطمئن إلى حدًا ما :
_متقلقيش كل واحد غلط هيتحاسب وحساب عسير كمان ...
نظرت له بإستنكار وقد بدأت في البكاء وأردفت :
_يعني ايه مقلقش ..!! هما موتوا فرخة ولا كتكوت دا ابوياا .. عارف يعني ايه ابوياااا ،كان طول عمروا ماشي جمب الحيط لا عمروا زعق في دا ولا اتكلم وحش عن دا ،يقوم في يوم وليلة يطلع لي واحد يقتلوا كدا من غير أي تهمه ، طـ...آآ
أختنق صوتها بالبكاء ولم تستطيع أن تُكمل ، هتف بعادل :
_هات علبة المناديل
أخذ عادل العلبة وأعطاها له فأخرج منها عدة مناديل وأعطاها إيها فهتفت برفض:
_ مـ ... مش عا..عاوزه..
وضع علبة المناديل بالمكان الخالي بينهما ثم قال بصوت هادئ:
_ زهرة ... عياطك مش هيفيد بحاجه ،بس صدقيني الـ عمل كدا أنا هدفعوا التمن وغالـ آآآ..
قاطعت حديثه بغضب وهي تهتف في عنف :
_وإنت مالك إنت ...!! ،بتدور عليه لـ.. ليه ،هـ.. هو كان من بـ.. اقية عيلتك ! ،.. ومَسَـ.. تقبلنا في بيتك ليه ،... ايه سر الإهتمام دا كلوا
حقًا لا يعلم ! ،كل ما يريده أن تظل تحت عينيه فقط ..، نظر لها بتمعن عينها التي أحمرت من البكاء وخديها أيضًا شفتاها التي ترتجف أثر تهدجها ..، أبعد نظرها عنها مستغفرًا ثم قال بهدوء ونبرة حانيه :
_ صدقيني أنا معرفش ..!،بس مش هسيبك لوحدك يا زهرة .. يلا يا عادل
ضغط عادل على -كلاكس - السيارة لتبدأ السيارة التي أمامه بالتحرك ثم يليها سيارتهم وبعدها سيارة حراسة أخرى ،... نصف ساعة لم يتحدث بها أحد فقط صوت بكاء زهرة هو من يتحدث .
وصلوا إلى النيابة فتوقفت الثلاث سيارات بالقرب منه ، هبط وليد ثم زهرة وكان يبعد عنهم بمقدار بضع أمتار سيارة المحامي شوكت الذي هبط منها وتوجه نحو وليد يصافحه بإحترام ثم انزوى به في زاوية بعيدة ..
_ها يا أستاذ شوكت ايه الأخبار
_ زي ما وضحت لحضرتك يا فندم ،.. هما كانوا عايزين التلفون عشان يعتبر دا الأداة الوحيدة الـ ممكن توصلنا بالقاتل بس زي ما حضرتك شايف مفقود ،ومفيش أي عدائات حوليه وأنا بسطت الدنيا لوكيل النيابة عشان الأوراق تتأرشف ويبقا الفاعل مجهول ... مع إن الأبسط إننا كنا عطينا فلوس لأي واحد مستعد يضحي ويقول إنوا عملـ....آآ
قاطعه وليد رافضًا بشدة :
_ مستحيل أستخدم الأسلوب دا يا شوكت ... ،أنا مش كدا ثم إن كل واحد غلط مسيروا السجن هيكون مكانوا أو سابع سما بقا ...
صمت شوكت ولم يعارضه فاتجه وليد لزهرة وقال :
_ يلا بينا عشان هندخل ....
تقدمت معه خطوتين وقالت :
_ مين دا الـ ماشي معانا
ثم نظرت نحو شوكت فقال بلامبالة:
_ المحامي
توقفت مكانها ورددت ماقاله بإستغراب:
_المحامي ! ،ومين جابوا أنا مطلبتش محامين ..!!
توقف هو الأخر وقال بعدم إكتراث :
_ محامي الشركة يا زهرة ودا مسؤل عن كل القضايا الخاصة بينا ..
_ ايوا بيك إنت .. مش أنا
_امشي يا زهرة واسكتي
نظرت له بغضب وكادت أن تتحدث فاوقفها قائلًا بصرامة :
_ قولت اسكتي ..!!
زمت شفتاه بغضب ثم تقدمت معه لداخل وهي حانقه على الجميع ، مرت نصف ساعه دلفت هي لوكيل النيابة وقفت هي والمحامي ووليد ....
نظر لها الوكيل بهدوء ثم أردف :
_ مين المحامي بتاعك يا أستاذه ...
نظرت زهرة لوليد فهز رأسه يساندها ثم نظرت لشوكت وقالت :
_ الأستاذ دا ....
لا تعلم اسمه، اللعنه ..!! كيف نسى هذه النقطة ،أنقذه شوكت من تفكيره وهو يعرف نفسه قائلًا:
_ شوكت محمد العدلي يا فندم
هز الوكيل رأسه بتفهم ثم قال مشاورًا لوليد :
_ طيب الأستاذ ممكن ينتظر برا
نظرت زهرة اتجاه سريعًا وكانها ترجوه ألا يوافق ولكن ..
_ اكيد .. منتظركوا برا
قالها وهو يتوجه نحو الباب خارجًا ،ليأذن لهم الوكيل بالجلوس ثم بدأ بعمله ..
في الخارج وقف وليد يتحدث في هاتفه مع مدام نيڤين يخبرها بأنه سيتأخر في حوالي الساعتين وبعد أن انتهى من اتصاله سمع صوتًا قادمًا على يمينه يقول مازحًا :
_ وليد صفوان في ضيافه الحكومة ،هي الدنيا جرا فيها ايه يا بشر ..!!
نظر وليد جانبه وجد صديقه الحميم أحمد فقابله بالأحضان قائلًا :
_ حبيبي .. وحشني والله
ربت أحمد على كتفه وقال :
_وإنت كمان يا عم ...، والأعزاب التانين كمان وحشني
ضحك وليد على نعته لأصدقائهم بـ "الأعزاب" ثم هتف ساخرًا :
_ حوش يالا الـ ولاده ملين الدنيا حوليه ومراتاتوا الأربعة مستنينوا ...!!
_ أنا شامم ريحه سخرية في الموضوع شامم حاجه إنت ..!!
_اهو رخامه أهلك دي الـ هتوديك في داهيه إن شاء الله قول آمين بس ...
أمتعضت ملامح وجه أحمد بإشمئزاز مصطنع ثم هتف:
_ الصحاب الواطين رزق برضوا .. قولي بتعمل ايه هنا
هتف جملته الأخيرة بجدية فرد وليد قائلًا :
_ حوار كدا بخلصه وماشيه ...
_ طب قول يا عم يمكن أساعدك دانت واقف في ارضي
_ أنا واقف في ارض الحكومه يا ابا
رفع منكبيه بتفاخر وغرور مصطنع وقال:
_ أنا ايه والحكومه ايه مش واحد ...
_ لاء واحد ...
ثم حكى له الموضوع بإختصار وأحمد يستمع له بإهتمام حتى إنتهى فقال بحزن على رحيل محمود :
_ الله يرحمه ،زعلت والله على حصله ...، بس حاسس إن الـ حصل دا بسببك يا وليد
تنهد وليد بضيق وقال :
_ عارف يا أحمد ،وصدقني لو فعلًا بسببي فأنا مش هسيب الـ عمل كدا يعدي من تحت ايدي بس أعرفه
بتأكيد لن يخبره أنه يعلم من قتله كما أنه لم يخبر أحدًا لا يريد تسليط الأضواء على هذا الموضوع اكثر فقط يريد ان يطمئن ياسر انه نسى او أن الامر لم يعد يهمه قد ،ليستطيع الثأر لهذا الرجل كما يريد .
دلف أحمد لداخل ينهي مع الوكيل الذي له علاقة وثيقة به ثم خرجوا بعد نصف ساعة وزهرة تبكي لما جرى وكيف هُدر حق والدها هكذا وكأنه ليس روحًا وقُتلت ،ولكن مالا تعلمه أن وليد قد سعى جاهدًا لكي تُغلق القضية هكذا حتى تُترك الساحه بأكمله له دون الحاجه لوجود الشرطة .
وقف أحمد بعد أن شرح بإختصار ما حدث في الداخل لوليد وجانبهم شوكت يرتب أوراقه وزهرة التي لم تكف عن البكاء وصوت شهقاتها يرتفع بين الحين والأخر
_وليد تعال كدا ...
قالها أحمد وهو يشير لوليد بأن يبتعدو قليلًا ،ثم قال :
_ الموضوع كدا خلص اطمن بقا وحاول تهديها وطمنها عشان الـ فيها مش قليل ... همشي أنا بقا وابقا اكلمك نتقابل أحنا والرجالة عشان وحشني اوي
_تمام يا صاحبي ،على فكرا خطوبة سراج وسُمية قريب إن شاء الله
إبتسم أحمد بسعادة ثم اردف :
_ أخيرًا نطق البغل دا
_ تمام .. هيرحلوا الكلام دا هاا
_ قلبك ابيض يا ابن الشناوي دا ايدوا مرزبه ... سلام أنا بقا
احتضنه وليد بمحبه ثم رحل أحمد وتوجه وليد نحو زهرة التي تقف تتحدث مع شوكت غاضبة واستمع لقولها الأخير :
_ يعني ايه ادفعوا ..!، إنت ماسك قضيتي أنا ولا قضية مين عشان يدفعلك ..!!
علم ما تتحدث به فتدخل في الحوار قائلًا :
_ ماشي يا أستاذ شوكت تقدر تتفضل إنت وعلى إتصال
رحل شوكت تحت أنظار زهرة الحانقة والغاضبة أيضًا ، هتفت لوليد وهي تتوجه معه للخارج :
_ أقدر اعرف مين الـ دفعلوا فلوسوا
_ أنا ...
_ ليه ...؟!
_ عشان شغال عندي .. في شركتي
وقفت تنظر له بغضب :
_ يووووه هو أنا كل ما اقولك حاجه تقولي عشان عندي عندي ..!!، إنت مش ملزوم من كدا خالص ،لا ملزوم منك تقف في العزا ولا تدفع مصاريف الحاجات الـ اتعملت فيه ولا تقعدنا في بيتك ولا توكلي محامي لاء وكمان تدفعلوا فلوسوا ..!!! ،وكل دا مش بيخليني أفكر غير في سبب واحد وبس
رفع حاجبه بعدم فهم ونطق بنبرة نحمل السخرية قليلًا :
_ وايه السبب دا
نظرت في عينيه وهتفت بقوة :
_ إنك السبب في الـ حصل لـ بابا ...
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...