تائهة في سرايا صفوان
الفصل الخامس والعشرون
بشا قبل ما تقرأوا ، تصويت عشان المجهود بس مش اكتر ..★قرأة ممتعة أحباابي ಠ‿ಠ
******************************
لم تكن قد ابتعدت عن الباب بالقدر الكافي حتى لا تسمع صوته العالي أو صوت تاؤه حامولي عندما هبط بلكمة على وجهه سببت له نزيف بالأنف ، هرولت اتجاه الباب بسرعة تفتح بابه ولم تلبث أن شهقت بصوت عالي عندما وجدت وليد يهمّ بضرب حامولي مرة أخرى .
وضعت جسدها سريعًا حائل بينه وبين حامولي وهتفت بجزع :
_ ولييد .. سيبوا بتعمل ايه .. ابعد ...
كان ممسك بملابس حامولي فكان الوضع كتالي هي في منتصفهم وجسدهما الإثنين مقتربان منها وبشدة وقد أدرك وليد هذا فترك ملابس حامولي سريعًا وهو يدفعه عنها قائلًا بصوت حاد :
_ ورحمة ابويا منا سيبك ..
ثم أمسك يدها وقبل أن تعترض كان قد جذبها لداخل وأغلق الباب عليهم .
بثق حامولي اللعاب من فمه وهو ينظر للباب بكره شديد ثم تحامل على نفسه ووقف وهو يهتف بتصميم :
_ مبقاش حامولي الخشن إما جبت عاليها واطيها وفضحتك وسط الحارة يا فاجرة ..
ثم هبط للأسفل ،بينما في الدخل فقد ابعدت زهرة يد وليد عنها وهي تقول بغضب :
_ انتَ متخلف ..، واخدني وقافل عليا الباب قدامواا آآ
قاطعه بصوت غاطب للغاية :
_ يعني لو مكنش قداموا كان هيبقى عاادي ...!!
انفعال وغضب وكل مشاعر الحنق والغيظ أيضًا تجمعت في هذا الكف الذي هبط على وجهه بغير وعي منها .
وضع يده يتحسس هذا الكف وهو يجذ على سنانه يُقسم أن لو أحدًا اخر مكانه لكان حرق الماء واليابس ، ارتعب قلبها الصغير من نظراته الذي يطالعها بها فوجدت نفسها تقول بخوف :
_ آآ.. آ هـ. هو..
ثم صمتت تبتلع ريقها لا تعلم لما توقف لسانه عن العمل ، وجدته يحرك شفتاه دون ادنى تعبير ويهتف :
_ لمي هدومك ويلا ..
تُريد الإختفاء من أمام عينه هذه اللحظة لهذا اطلقت قدمها لرياح تحمله سريعًا نحو الغرفة التي بها بعض الثياب التي أتت بها منذ أربعة أيام .
أما هو فقد أنب نفسه لقول مثل تلك الجملة التي لا يعلم كيف نطقها ،حنقه على نفسه أكبر من غيظه من هذا الكف ، وجد هاتفه يدق فأخرجه ثم لمس موضع فتح الإتصال ووضعه على أذنه قائلًا بغموض :
_ يا رب تكون جبتهم ..
_.......
_ لاء محدش يجي جمبهم أنا عارف هتعامل اذاي ..
_........
_ خلاص يا عادل .. ساعة بالكتير واكون عندك ،قولي بس صلاح بعت ناسوا
_.......
_لاء تمام حلو كدا ...سلام دلوقتي
_.....
قاطع كلمات عادل وهو يقول بصوت غاضب رافض :
_ مستشفى ايه ..! الـ *** دا تجبلوا أزبل دكتور .. ولا تجبلوا دكتور بهايم حتى ، ميطلعش من الشقة يا عادل ..
_........
_ ما ان شالله يموت ولا يروح في ستين داهية قولت لاء يعني لاء .. ،خلي دكتور الزفت الـ عندك يتصرف معاه بأي طريقة بس خروج مش هيطلع ..
_.....
قاطعة مرة أخرى قبل أن يُنهي الإتصال :
_ حتى لو مات ..، كدا كدا قبره جاهز
ثم انهى الإتصال تحت مسامع تلك التي تقف بعيدًا إلى حدًا ما استمعت لنهاية الحديث الذي دب الرعب بقلبها .
- ايه .. هتفضلي واقفه كدا كتير لحد ما يلم أهل الحتة ويجي يقولك ماسكهم في شقة لوحدهم ..!!!
رفعت بصره له وقد احتدت نظراتها وهي تردف بغيظ :
_ وكان حد قالك ادخل شقة واحدة عايشة لوحدها كدا عادي ولا انتَ متعود ...
أرادت ولو قليلًا أن ترد كرامتها التي بعثرها بجملته السابقة ،قابلها بوجه خشن وملامح مقتضبة ثم فتح الباب وهبط للأسفل ...، تنهدت بيأس هاتفة :
_ جبلة .. حبيت جبلة اقسم بالله ...
ثم توجهت تفصل الكهرباء عن الشقة بأكملها وارتدت حذائها ثم انطلقت للأسفل خلفه .
وجدت سيارته فقط هي الموجودة وسيارات الحراسة ليست موجودة وهو سيتولى مهمة القيادة ،دلفت لسيارة ثم هتفت بسخرية :
_ امال اسطولك فين ..!
لم يعيرها انتباه مما زاد في حنقها كثيرًا ، بدأ هو يدير السيارة وينطلق بها قبل أن يرى حامولي أمامه لأنه يعلم تمام العلم أن هذا الرجل لو وقف امامه سيقتله لامحال .
_ كان طالعلك ليه الراجل دا ...
هتف بها بنبرة جامدة فتجاهلته ..لكن فكرت قليلًا إن تحدثت معه تسطيع ان تعتذر في وسط الكلام .
_ معرفش ..، بس كان عايز ماتيلدا ...
عقد حاجبيه مستغربًا ثم أردف:
_ عايزها في ايه دا ...
_ عايز يكمل نص دينه كدا عقبالك ان شاء الله ...
أخفى ابتسامته بصعوبة قبل أن يتحدق قائلًا ببرود :
_ ان شاء الله ..، عقبالِك انتِ كمان
نظرت له وابتسمت ابتسامة باردة مقتضبة ثم نظرت للأمام مرة أخرى ..،وساد الصمت لمدة ليست بقلية لا تعلم كيف تعتذر على هذا الكف ،فمهما كان ليس من صفاتها أن تفعل هذا .
_ وانتَ كنت جاي ليه
هتفت بها بفضول لم تمنعه قي السؤال عن سبب مجيئه فهتف :
_ أحمد قالي انوا خد ماتيلدا ، وأنا قولتلك مش هسيبك تقعدي لوحدك
لا تعلم لما شعرت ببعض الغرور والزهو بسبب هذا الأهتمام ،طالعته بخفاء تنوي أن تعتذر لكن وجدت ملامحه مقتضبة وعلامات البرود ظاهر ة عليه فتراجعت عن اعتذارها هذا هاتفه في نفسها :
_ خليك زعلان ..، دانت تستاهل أجبلك لطامة بالكهربا مش كف واحد بس ..
نظرت حوله وأخيرًا استوعبت انها تفادت طريق بيتها وحتى طريق قصرهم منذ فترة فهتفت فجأة :
_ ايه دا استنى ...!! ، إنتَ رايح فين ...
وأخيرًا طالعه بنظرة قاتلة مردفًا بجدية:
_ هخطفك ...
جحظت عيناها بصدمة من نبرته الجادة ثم هزت رأسها بنفي وقالت :
_ لاء .. لااء انتَ .. إنتَ مش هتعمل كدا .. نزلني يا وليد .. نزلني حالًاا ... بقولااااك نزلنييي ...
ضربته بقبضتها في ذراعه الأيمن وبدأ يتضح لها صدق حديثه بالفعل حيث دلف لمكان خالي قليلًا من المنازل ،كما أنه لم يأتي بالحراسة أذًا ينوي بالفعل خطفها .
بدأت دموعها بالهطول وهي تقول :
_ طب.. طب أنا آسفة .... إنتَ .. إنتَ الـ عصبتني والله ،أنا آسفة رووحني بالله عليك ..آآ
صمتت عندما وجدته ينحدر بالسيارة لمدخل أحد المخازن فتمسكت بالمقعد أكثر وهي تقول بخوف شديد :
_ وليد.. روحني بالله عليك .. أنا آسفه طـ..آآ
توقف بالسيارة على جانب الطريق ثم طالعها بحنان مردفًا :
_ زهرة .. أنا بهزر معاكِ ... يعني هخطفك من قلب بيتك قدام الناس ..
مسحت دموعها وقالت :
_ آآ .. امال جايبني هنا ليـ.. ليه ...
هبط من السيارة ودار حولها لمقعدها ثم فتح الباب فابتعدت عنه وتمسكت بالمقعد أكثر وأكثر ..،دنى منها وهتف بحدة قليلًا :
_ اوعي يا زهرة مرة تانيه تكوني معايا واشوف نظرة الخوف الـ في عينك ... خافي من الدنيا بحالها إلا أنا .. إلا أنا
ابتعلت ريقها بتوتر ولم ترد بل صمتت تطلع للمكان حولها
_ يلا تعالي .. ماتخفيش
استسلمت له بالنهاية حيث هبطت من السيارة متوجه معه سيرًا إلى الداخل ، قبل أن تدخل المخزن توقفت وقالت :
_ فـ.. في .. في حد جوا ..
هز رأسه موافقًا ثم أضاف :
_ ايوا .. قولتلك ماتخفيش ...
تقدم يدق باب المخزن ثواني معدود وفتح رجل ضخم الجثة يهتف بنبرة خشنة :
_ نورت يا باشا اتفضل
تلقائيًا وجدت قدمها تُحيد في اتجاه حتى جاورته بشدة ودلفت معه لداخل ثم أغلق الباب مرة أخرى .
تقدم وليد لداخل أكثر حيث كان المكان عبارة عن مكان فسيح ممتلئ بـ -جراكن- كبيرة الحجم ومجموع على بعضها على هيئة حجرات .
كانت ورائه في كل ركن يذهب إليه حتى وقف أمام ثلاثة نسوة ورجلين ضخام الجثة ايضًا ، نظرت لهم جميعًا ولا تعلم لما خافت منهم وهي إلى الآن لا تعلم أين هي وماذا تفعل وماذا سيحدث ..؟! .
وجدت أحد الرجال يقول :
_ المعلم صلاح بيسلم عليك يا باشا ..
هتف وليد بنبرة ثابتة :
_ وصل سلامي ليه وقولوا وعد ووفى .. وخد .. دا بقيت حسابه ..
وأخرج من جيب بنطاله ورقة -شيك- به مبلغًا ما ،فأخذه الرجل الأخر وهو يقول بفرحة :
_ يدوم العز يا باشا .. هما متكتفين جوا ..
أماء موافقًا ثم نظر لزهرة قائلًا :
_ تعالي يلا ...
كانوا قد تقدموا هم لداخل فوقفت هي وقالت بإستغراب :
_ اجي فين .. وليد في ايه الـ بيحصل وايه الناس دي ..
أقترب منها مردفًا بثبات ونبرة رجولية جادة :
_ هو أنا مش قولتلك هجبلك حقك .. تعالي شوفيه بقى
أثارت كلماته فضوله لرؤية من بداخل كما أثارت خوفها ورعبها أيضًا .
تقدم هو أولًا وهي خلفه حتى دلفوا الإثنين لداخل حلقة واسعة من الـ -جراكن- المتراصة على هيئة دائرة ،كان يحجب بحسده رؤية الأشخاص المقيدة امامه عنها حتى توقفت بجانبه ونظرت لهم .
تيبست قدمها في مكانها وسرعان ما اقتربت منه تمسك بذراعه وقد داهمتها ذكرياتها الوحشية منهم وصوت السوط يهبط على جسدها العاري ارتفع في أذانها ،كما أن ضرباتهم التي لم تهدأ إلى الآن ومازال اثرها واضح على جسدها .
وضع يده على ظهرها يربت عليه بحنان غير مراعي لحرمانية هذا ولا حتى هي ،فقد تغيب عقلها الإثنان أحدهم يريد الأمان والأخر يريد الإنتقام .
استمع لصوت بكاءه فقال وهو يرفع وجهه له :
_ هما قدامك اهم اعملي فيهم الـ انتِ عيزاه ..بس بلاش دموع
نظرت لهم مرة أخرى لكن غضت بصرها سريعًا وارتج جسدها بخوف شديد من نظراتهم الشيطانية التي حفرت بمخيلتها .
وجدها تهمس بصوت خافت :
_ مـ.. مش هقدر .. مش هقدر
ابتعدت عنه بحرج عندما لاحظت فعلتها فأبتسم قائلًا :
_ ولا يهمك .. أنا هعمل
ثم وجه حديثه لأحد الرجال
_ فين الحاجة ..
رجع الرجل خطوتين للوراء وجذب حقيبة كبيرة من على الأرض ثم اقترب منه ووضعها على الأرض امامه وفتحها ..
طالعت زهرة ما بها ثم شهقت عاليًا عندما لمحت اثنين من العصي الغليظة وسوط أيضًا ...، همست لوليد الذي يطالع ما في الحقيبة بنظرات مبهمة :
_ أنت .. أنت هتضربهم ..
طالعها مبتسمًا وهتف:
_ لاء أنا مبمدش ايدي على **** ، هما الـ هيقوموا بالواجب ...
ثم أشار على المرأتين ،فطالعتهم باشمئزاز وقد استشفت تاريخهم الإجرامي من على وجههم ، نظر وليد للرجل الذي وضع الحقيبة أمامه وقال :
_ فكلي بوقهم الإتنين
فتوجه للمرأتين المقيدتين ونزل من على فمهم الاصق ،كانت نظراتهم مرعبة بشدة حتى من بين هذا الخوف الظاهر في أعينهم ، هتفت أحداهم سريعًا :
_ أحنا ملناش ذنب يا بيه أحنا عبد المأمور يا بيه ...
أشار وليد للمرأتين الواقفين بعيدًا عنهم قائلًا :
_ شوفوا شغلكوا ...
أقتربا الإثنين سريعًا من الحقيبة واحدة تحمل العصى الغليظة والأخرى تحمل السوط ثم أقتربت الإثنتين من الأخرين .
تمسكت مرة أخرى بذراعه فوضع يده يحتضن يده عندما شهقت عاليًا بخضة وهي تستمع لصوت صراخ المرأتين والعصى والسوط يهبطان على أجسادهم ،كما فعلوا تمامًا معها هي وقمر .
أستمر صوت صراخهم وقتًا لا بأس به حتى صدح صوت صراخ زهرة عاليًا وهي تقول :
_ خلاااااص كفاايه .. كفايه أرجوك عايزه امشي من هنااا ...
ترجته بأن ترحل من هنا فلب ندائها حيث نظر لأحد الرجال وأشار لهم على النسوة بأن يتولوا أمرهن ،وقاد زهرة نحو الخارج .
وصلوا الإثنين للسيارة لم تكن قادرة على التحرك حيث كانت تستند عليه حتى وصلت لسيارة ،ساعدها في الصعود ثم دار ليستقل مقعده بجوارها .
أغلق الباب بعد أن دلف لسيارة وجد حالتها لا يرثى لها فهتف بإسمها في قلق :
_ زهرة .. زهرة إنتِ كويسة...
كان صوت نفسها عالي دليلًا على رعبها ،وصوت صريخها هي وقمر قد عاد يصدح حولها مرة أخرى ، أمسك يدها وقد بدأ الخوف يتسرب داخله عن حالتها وهو يهتف بأسمها فلم تجيب ،فقط جسدها يرتعش وصوت تنفسها عالي .
انطلق بالسيارة مبتعدًا عن المكان في الأول ثم توقف بجانب أحد الطرق العامة وأخذ زجاجة مياة من الكرسي الخلفي وفتحها يسكب قليلًا على يده ثم ألقاهم على وجهه زهرة بطريقة ما .
_ زهرة .. سمعاني .. زهرة ..
بدأت تستجيب قليلًا وهو ينادي عليها حتى استجابت قليلًا ونظرت له ببعض التعب والألم ولم تجيب فقال وهو ينطلق مرة أخرى بسيارته :
_ لاء هنطلع على المستشفى ...
اعتدلت قليلًا وهي تهتف بصوت جاهدت لأخراجه بعد حلقة البكاء المتواصل :
_ لاء .. روحني بس ..
_ هاخدك عندنا ..
_لـ..آآ
قاطعها قبل أن ترفض وهو يقول :
_ تيتا تعبت جامد وقالوا لازم حد يكون جمبها ،وهي قالت عايزه زهرة ومتمسكة بيكِ اوي ورافضة حتى ممرضة تيجي ..
نظرت له بتشتت فهي لن ترفض طلبها أبدًا بعد نا فعلته معه بعد موت والدها ، وجدت نفسها تهز رأسها موافقة وقالت :
_ طيب ..
**********************
مر يومين لم تغادر بهم المشفى بتاتًا حتى أنها لم تهبط من الدور الذي تتواجد به وطوال الوقت تقبع أمام غرفة العناية ومعها اثنين من الحراس .
وجدت الممرضة تخرج من الغرفة وهي تحمل البشارة قائلة :
_ قد فاق المريض ...
ثم انطلقت إلى مكان الطبيبة هيلينا التي ترأس حالتها وجائت بها ، وقفت قمر أمام باب الغرفة تدعوا ربها أن يخرج سالمًا معافى .
بعد ربع ساعة مرت خرجن الطبيبة من الغرفة وهي سعيدة قائلة لقمر :
_ سينتقل لغرفة المرضى فورًا ولا داعي للعناية الخاصة ..
أبتسمت بسعادة وهي تردف :
_ شكرًا لكِ ،.. أأستطيع ان اراه الآن ..
_ خمسة دقائق فقط وسيكون بالغرفة الأخرى وسترينه كما تشاءين ...
إبتسمت قمر لها وهي تحمد ربها أنها ستره الآن وأنه خرج من هذه المحنة ، ذهبت الطبيبة من أمامها وبعد دقائق خرج إبراهيم على سريره وتدفعه الممرضة إلى غرفته الخاصة ، هتف حينما رأها :
_ قمــر .. إنتِ.. كويسه ..
اقتربت منه قائلة :
_ أنا كويسة بفضلك يا إبراهيم .. هششش ماتتكلمش عشان إنتَ لسا تعبان
قالت جملتها الأخيرة عندما وجدته يحاول الحديث مرة أخرى ، صمت وظل ينظر لها وهي تمشي بجواره حتى دلف لأحد الغرف التي تم اعدادها مسبقًا له .
كان هناك ممرضين رجال ساعدوه في وضعه على سرير الغرفة ثم خرجوا وخرجت الممرضة تدفع السرير الأخر .
جذبت أحد الكراسي ووضعته بجوار السرير ثم جلست عليه وهي تنظر له لاحظت اكتمال قدميه فعلمت انه لربنا أنر الممرضة في غرفة العناية بأن تضع له القدم الصناعية ، .. لحظات مرت حتى وجدت نفسها تبكي زهي تسعر بالذنب الشديد اتجاه وقالت :
_ أنا ... أنا آسفه اوي ..
أخذ نفسًا عميقًا ،ثم طالعها بنظرات عاشقة ومد يده بهدوء يمسك يدها الموضعه على السرير بجواره وقال:
_ ماتتأسفيش... أنا ..آآ .. لو كان حصلك ...آآآ ..حاجه مكنتش هسامح نفسي يا قمر ..
نظرت له ولم تتكلم فقط تبكي ، فقال محاولًا تهدئتها :
_ خلاص يا .. قمر .. اهــ اهدي ..
أغمضت عينها ثم مسحت دموعها وهي تحاول كتم باقي الدموع عن النزول ، وجدته يهتف بـ :
_ إنتِ المقصودة صح ..
لم تقدر على كبح الدموع أكثر فبكت وهي تهز رأسها بنعم أنا المقصودة فتابع :
_ عشان.. كـ..دا مكنتيش .. عــ.عايزه .. تــ.تسافري ..
هزت رأسها مرة أخرى ، نعم لهذا السبب لم تكن تُريد السفر ، وجدته يُكمل :
_ أحكيلي .. الـ.. السبب ..
لم تجد مفر سوى أن تُخبره بالحقيقة كي يكون معها بالصورة ،فهي أن تركها تُقسم أنها ستموت على يد چاكسون لامُحال .
رأها تهدأ قليلًا شئً فشئّ ،حتى بدأ تتذكر وتقول :
_ أناا زويـ...ـتا أرثرو ...حــ...ـرم ديمتري برايــ.آآآ
قاطعها وهي ينهض بعنف من مكانه غير مصدقًا بما قالت وأردف :
_ نعم يا اختي .. حرم مين .. آآآهه .. حرمت عليكِ عشتك .... انطقي .. آآه
تجهمت تعابيره للمرة الثانية بألم بالغ نتج عن حركته العنيفة تلك فأقتربت منه بلهفة وقالت :
_ إبراهيم .. براحة عشان الجرح ..
صاح فيها بعنف وهي يردف :
_ بلا براحه بلا زفت .. قولت كملي دانتي ليلة الـ جايبينك سوده ..
لم يكن يمزح ،بل حديثه نابع بألم شديد عن فتاة أحبها بصدق وفي الأخر يعلم انها متزوجه ، كانت تعابير وجهه تنطق بالألم وحدقتاه تلمع بالشر ، لم تعتده بهذا الشكل فوجدت نفسها تبتعد للخلف قليلًا .
هدر بغضب عندما وجدها تصمت :
_ اتكلمي بقولك .. ما تخلنيش انجنن عليكِ ..
أكملت حديثها بنبرة باكية موجوعة وهي تقص عليه ما حدث منذ البداية :
_ بابـي .. بابي كان صاحب طاولة ...، كان بيرجع وش الفجر سكران وساعات مابيرجعش .. باع شقتنا القديمة الـ هنا عشان .. عشان يعرف يلعب بيها ..، سكنا في شقة .. جديدة وبابا اتعرف على انكل فهمي وانا عندي اربعتاشر سنة.... ،بقوا صحاب...و ... وسأل انكل فتحي عن شغل عشان يقدر يكفي.... يكفي مصريفه هو بس ،.. ووقتها قالوا .... انوا ... انوا شغال أمن حراسة لواحد كبير في الدولة ، .. بابي اتحايل عليه يتوسطلوا ويشتغل معاه .... وفعلًا بعد شهر استلم شغله حارس هناك ، و... وكان بيقبض حلو اوي .. وفي يوم من سنتين بالظبط .... شاف واحدة نسخة مني طبق الأصل لولا إنوا واثق إن .... إن مامي خلفت بنت واحده كان زمانوا شاكك إن دي تؤمي المتماثل ، وهو فكر إن البنت دي أنا بجد ، لحد ما بالصدفة شاف رقبتها من هنا
' ثم أبعدت بعض خصلات شعرها لتظهر وحمة على رقبتها تماثل الوحمة عند زهرة أيضًا ، تابعت '
_ وكمان البرسينح عارف إني مبقلعهوش ، .. وفي يوم زويتا الحقيقية .... آآ اختفت وديمتري قلب عليها الدنيا وملقهاش .... كـ . .. كان جاكسون قتلها عشان شافته .... بــ .. بيدي دواء لديمتري يخليه يهلوس ساعات كتير ....و .. وساعات بيبقى في حاجات مش طبيعية ، و ... و
' اختنق صوتها مما هي اتيه على ذكره لكن أكملت '
_ بابي شافني كنز ليه وحطني في طريقوا .... ، شافني صدفة وأنا راجعة من الجامعة وكان بابي مخطط لدا ، وبعدها فهمني الحوار ..... وقالي لازم تكوني مكان زويتا وهددني بمامي ..، كـ..كنت مضطرة اعمل دور زويتا .... غاضب عني والله ! ، .. وعملت كدا وظهرت قدامه هو وجاكسون .... آآ الـ حس بإن ملكه بيتهد ،بس بابي قالي اعملي نفسك فاقدة الذاكرة وديميتري هيصدق ... عشان كان بيحب زويتا اوي وعشان ابعد عن أذى جاكسون بس هو .... هو ماسبنيش في حالي ! ، عرفت إن بابي اتقبض عليه عشان الديون الـ عليه للناس الـ بيلعب معاهم ....،ومامي ماكنتش تعرف عني حاجه .... و ... وصحتها اتدهورت ،وصدفة عرفت من انكل فهمي إنها دخلت في المستشفى فهربت من القصر بتاعه .....
صمتت قليلًا وهي تتابع تعابير وجهه الغامضة ،ثم نظر لها وقال :
_ كملي ...
أخذت نفس عميق وهي تمسح دموعها وتنهدت بحزن قائلة :
_ لقيت مامي تعبانه اوي وحالتها وحشه ،وكانوا طلعوها من العناية عشان ..... عشان .. محدش دفع مصاريف المستشفى ..كلمتها جملتين بالعافيه وكانت بتقطع في النفس .. ' بكت للمرة التي لا تعلم عددها وهي تتذكر هذا اليوم المشؤوم'
_ قولتلهم دخلوه وهرجع اجيب الفلوس ... قولتلهم أنا هروح علطول بس أرجوكوا انقذوها ..، اترجتهم كتير اووي يا إبراهيم .. لحد ما وافقوا ..، وروحت على البيت ..، مـ.. ماهمنيش جاكسون ولا رجالته .. يـ..يشفوني كان أهم حاجه عندي مامي .. بس... بس للأسف ملحقتش أنقذها .. ماتت لما بابي بعت ماسج ليها في ورقة قالها الـ حصلي ..، كان .. كان قلبها موجوع عشاني ولما عرفت ماستحملتش وماتت ...
رفع يده ومدها لها لتمسكها فتمسكت بها ليقربها منه ، جلست على طرف الفراش بجواره وهي تبكي فضغط على يدها برفق فنظرت له بأعين دامعه ووجهه أحمر من كثرة الدموع والحزن أيضًا وقالت :
_ كان .. كان نفسي أخدها وأنزل على مصر على طول .. بس .. ملحقتش .. كان نفسي أعمل كدا بس ملحقتش... آآ
تحامل على نفسهِ، ليظل قويًا وهو يقبض على كفهِ، حتى أبيضت مفاصلهُ، لو رأى هذا الرجل أمامها، حقًا لقتلهُ،،مدّ كف يدهُ نحو يدها يربت عليها بحنان ورفق، يساندها، فطالعتهُ باكية، لترى الإمان ينبثق من بين عينيهِ.
***************************
كانت قد أنهت ثلاث محاضرات وتبقى لها واحدة لكن لم تقدر على حضورها فخرجت في حرم الجامعة متوجه نحو الخارج كي تذهب للقصر .
اعترض طريقها بعد أن اختفى من الجامعة فترة طويلة حتى انها نسته ،لكن تلك العلامة التي تتوغل حاجبه مظهر خط فيصل بنهاية الحاجب جعلها تتذكره ، امتعض وجهها وقالت وعيناها تبحث عن قالب طوب كامل هذا المرة :
_ خير .. ناوي افقع عينك المرادي ولا ايه ..؟!
نظر لها بمكر وأجاب :
_هد دينيتك يا وحش أنا جاي أقولك مش أنا الـ اتعلم عليه ...
ثم على حين غرة وجدته يهبط بكف من يده على وجهها ضربه أطاحتها للخلف عدة خطوات وتجمهر الجميع حولهم ،ساعدتها بعض الفتيات في القيام عندما وقعت وقد شعرت أن الدُنيا تميد بها ولم تقدر على التحرك وبكت بشدة .
اما الشباب فقد استفزهم تصرف عمرو جدًا لكن من هم ليقفوا أمامه ...
أخرجت هاتفها من حقيبتها وهي تبكي بعنف تسبه وتلعنه بشدة تُقسم أن تخبر وليد ليُذيقه أشد ألوان العذاب .
_ آلوا .. .. وليد
_....
_تــ..تعالالي الكلية.. بسرعة يا وليد ...
_......
_ لما .. لما تيجي.. هـ..هقولك .. تعالى بسرعه ...
_......
......................
أغلق الهاتف معها وشياطين الإنس والجن تقفز بين عينيه وصوت بكاء أخته يتردد على أذنه ،هبط سريعًا من الشركة وجد عادل بالأسفل ومعه الحراس الخاصين به فقال عادل وهو يتجه سريعًا نحو السيارة :
_ هنطلع دلوقتي يا باشا ..
_ ايوا بسرعه وهات الرجالة ..
ثم دلف لسيارته فأشار عادل لرجاله بأن يصعودوا لسياراتهم ثم انطلقوا جميعًا نحو جامعة القاهرة بعد أن أخبر وليد عادل بوجهته .
اصطفت الثلاث سيارات أمام بوابة الجامعة وهبطوا جميعًا منها أقترب وليد اولًا من البوابة فوقف الحراس معترضين طريقهم وهتف أحدهم :
_ ممنوع الدخول بالشكل دا يا حضرات ..
اهتم اثنين من الحراس بهم حيثُ ابعدهم عن الطريق بعنف ليدلف وليد يبحث عن اخته وخلفه عادل وباقي الرجال وقد استرعوا انتباه جميع من رأوهم وسلطوا انظارهم عليهم .
رأها من بعيد في المكان التي تتواجد به دومًا ومعاها اثنين من الفتيات وحالتها لا يرثى بها ، أقترب من سريعًا وهتف وهو على مقربة منها :
_ سُمية .. سُمية
رفعت نظرها لها وعندما رأت أخاها ورجاله وقفت سريعًا وأقتربت ترتمي بأحضانه وبكت ...
ارتعب قلبه من حالتها تلك فقال بقلق :
_ هششش ،اهدي يا بابا في ايه .. طب احكيلي طيب الـ حصل ... ممكن تقولولي حصل ايه ..؟
وجهه كلامه للفتاتين فنظرت أحداهم للأخرى بقلق منهم ومن ما سوف يفعلوه أما الأخرى فقالت بجرأة :
_ عمرو السعيد ضربها بالقلم في نص الجامعة ...
توحشت عيناه وأظلمت وكأن ليل حالكًا انسدل عليها وهو يربت على ظهر أخته بحنان ، أمسك يدها ونظر لعادل قائلًا :
_ عارف عمرو السعيد دا .... ابن المحمدي ..
هز عادل رأسه بالإجاب ثم أردف :
_ ايوا يا باشا عارفه ..
_ هاتهولي على مكتب الرئيس الجامعة
ثم أخذ سُمية وتوجه بها إلى مكتب رئيس الجامعة ليس عميد الكلية فحسب ، فتح الباب دون أن يطرقه فاستمع لقول الرأيس الغاضب
_ ايه الهمجـ.. وليد بيه ..!!!
اقترب وليد منه هاتفًا بغضب :
_ اقعــــاد ...الولا الـ هيدخل دا يتعمله فصل من الجامعة كلهااا والا وربناا كل التوريدات بتاعت شركة صفوان هتتقطع وابقوا اشحتوا بعد كدا ... ولا رسالة لوزير التعليم العالي اعرفه إن رئيس الجامعة المبجل بيختلس وبيااخد رشااوي ، أو ممكن اقوله ان الباشا بقالوا سنتين بيدي لكلية البيطري من غير اي تدريب عملي دا غير ان ملهمش كلية هنا اصلًا ... !! ، وانتَ عارف خبر زي دا هينقلك فين ..!
ابتلع ريقه بتوتر وجلس على مقعده بعد أن قام ومن فرط وتوتره بدأ جسده بالإرتعاش والعرق يتصبب على وجهه .
_ آآ .. يا .. يا وليد بيه ..
_ بلا وليد بلا بيه ،الـ قولته يتفذ حالًاا ..
هز رأسه بسرعة موافقًا ولم تمر لحظات حتى انفح الباب وقد دفع عادل عمرو على الأرض بشدة ، اقترب وليد منه وأمسك اياه من ملابسه قائلًا بغضب:
_ اقف يا حيلتها اقف .. دانا **** دلوقتي ..
وقف عمرو وهو خائف وفصائله ترتعد بشدة ، وسريعًا أمسك الرئيس ورقة وكتب أقرار بفصل الطالب عن الجامعة نهائيًا ،.. قال الرئيس :
_ اسموا ايه وفي كلية ايه ..
هتف وليد وهو يقبض على عمرو من ملابسه :
_ عمرو سعيد المحمدي كلية الهندسة ...
ابتلع الرئيس ريقه بتوتر بالغ فالأخر والده رجل أعمال يتبرع للجامعة كل عام بأموال طائلة لكن عائلة صفوان أكثر بالطبع ،لهذا أكمل قرار فصله ومضى عليه ثم نظر لوليد وقال :
_ خلاص يا وليد بيه القرار اهو .. هيروح شئون الطلبة في الكلية ويجي امضي عليه تاني ويتعلق بكرا في الجامعة
دفع وليد عمرو لعادل وقال بحدة :
_ دا يلزمنى بقا ، .. وابقا أقول لأبوه تعالا خده من ايد وليد صفوان ...
أخذ اخته التي تطالع عمرو بتشفي وسعادة ثم خرجوا خارج مكتب الرئيس الذي تنهد براحة أخيرًا بعد أن كادت أنفاسه تنقطع .
أوقف وليد عادل وهما في منتصف الجامعة ثم قال :
_ هات الولا دا هنا ..
جذب عادل عمرو وتوجه بين نحو وليد وهو يبكي خوفًا ،نظر له وليد بشر وقال :
_ أخت وليد صفوان أضربت بالقلم في نص الجامعة وهيتردلك يا ***
ثم هبط على وجنتيه بكف دوى صوته عاليًا وقد أرتفع صوت شهقات الفتيات وجميعهم ينظرون له بتشفي ، أرتد للخلف ليستند على جسد عادل الذي أمسكه مرة أخرى واتجه به للأمام ووليد خلفه والرجال خلفه هو .
احتضن وليد اخته وقبل رأسه قائلًا بحنان :
_ ماتزعليش يا حبيبتي .. أنا اينعم خدتلك جزء صغير اوي من حقك بس أوعدك انوا اخليه يمشي ميرفعش عينوا في بنت بعد كدا .. مش سُمية صفوان وبس ..
*********************
مكان مظلم بارد بشدة وفارغ سوى من مجسم كالمروحة كبير جدًا ،ومن أعلى يُسلط ضوء عليه ، وتلف وتدور كالمروحة تمامًا .
أنفتح الباب ليدلف ديميتري وخلفه رجلين ضخامي الجثة مقنعين ، أقترب من المروحة تلك وضغط على زر كهربي لتتوقف ، أقترب من الجناح الذي يقبع أمامه مباشرة ومنه يتدلى رأس جاكسون أرضًا ويديه وقدميه موثقين بباقي الأجنحة .
تقدم أحد الرجال وأعطى دلوًا به ماء لديمتري يقذفه على وجهه جاكسون الذي فزع وانفرجت عيناه بصدمة ،ينظر حوله ماذا يحدث ..؟!
وجد نفسه مربوط بتلك اللعينة التي يستخدمه هو في تعذيب الناس خاصةً الفتيات ،وجسده عاري تمامًا ..،ولكن مهلًا لقد كان أخر امرأة وضعت مكانه قد كانت زويتا زوجة ديمتري الذي يقف أمامه يطالعه بملامح هادئة باردة وحدقتان تلمعان بشر الخالص والغضب الدفين ،فعلِم أنه هالك في أعماق الجحيم .
وضع ديمتري يده على لحيته وقال بصوت هادئ مرعب للغاية:
_ امم ..، ماذا جاكسون عزيزي ..، يُعجبك الوضع كثيرًا أليس كذلك ..
هتف وعيناه تشتت من وضعيته المعكوسه ودماء جسده جميعًا قد هبطت لرأسه :
_ سيد ديمتري ماذا تفعل ..؟!
_ ماذا تفعل ..؟!، سؤال غبي للغاية جاكسون ..، ترى ماذا أفعل وماذا سأفعل برجلًا طامع مثلك لم يرضى بما هو له .. لاء بل تطلع لمال رئيسه .. وزوجته أيضًا .... اممم ترى ماذا سأفعل به ..!!
أقترب من حقيبة قد دلف بها وأخرج منها قطعة ملابس ممزقة تعود لثوب زوجته التي اختفت به ، أقترب من وجهه جاكسون ووضع القطعة أمام عينيه وقال بغضب وهو يمسك شعره بين يده بحدة وعنف :
_ أتعلم لمن تعود هذه ..؟!!! ، لزوجتي .. أتعلم أين جئت به ..؟!! ، هُنا جاكسون .. هُنا ...
تجهمت تعابيره بألم شديد جدًا يشعر انه سيغيب عن الوعي إن استمر هكذا ، هبطت صفعة على وجهه من يد ديمتري وهو يصيح به صارخًا :
_ لماذا قتلتها ايها الوغد .. لماااذا ..، ثيودر ..
هتف بإسم أحد الرجال الذي معه فتقدم وأعطى اياه عصى رفيعة مصممة خصيصًا لتلك المسائل ،وبدأ يهبط بها على جسد جاكسون العاري وصياحه ملئ الأرجاء :
_ ماذا فعلتُ لك لتفعل بها هذا ...، لماذا جاكسون .. قد جعلتك ذراع الأيمن .. استئمنتُك على مالي وجميع ما أملك وتطعني في ظهري .. تخطف زوجتي وتقتلها اياهاا الوغد .... ليس هذا فحسب بل تتفق مع هذا الوغد النكرة والد تلك الفتاة التي دثها بين أحضاني على أنها زوجتي ليعلمك مكانها وترجعها لي مرة أخرى بعد أن هربت ..، هل الميت يعود يا حثالة .. سأقتص منك .. سأجعلك تكره اليوم الذي ولدت فيه جاكسون ...
كان صوت صراخه المؤلم يهز المكان بشدة ،وجسده ينزف ويصرخ من الألم وقد انتشرت الجروح به ،رفع ديمتري هذه العصى ثم هبط بها على جزءهِ السُفلي، وكانت تلك الضربة القاضية بنسبة له حيث انتشر الألم بجسده كالصاعقة تمامًا وفقد الوعي في الحال .
ابتسم ديمتري بشر وهو يرى حالته التي أصبح بها ، أردف قائلًا :
_ افيقوه في الحال ..
أقترب ثيودر والرجل الأخر ممسكين بجهاز كهربائي يخرج من سلوكً عدة وضع اثنين على حلمتي صدره واثنين على الجانبين وواحده على رقبته في الجانب الأيسر ،ثم أعطو الجهاز لديمتري .
أمسك به جيدًا ثم ضغط زر التشغيل ليرى جسد جاكسون والكهرباء تسري به وهو يرتج بعنف وحدة وجاكسون يصرخ من الآلم بعد أن فاق منها .
دقيقتين ثم أغلق الجعاز ليقترب منه وهو ممسكًا سلاحًا بيده قائلًا بنبرة رحيمة :
_ جاكسون أتسمعني عزيزي .. هاا أتسمعني ..
أقترب من اذنه يسمع همهماته المتألمه وعقله في مكانًا أخر تمامًا ، رجع بضع خطوات وهز رأسه قائلًا برسمية وكأنه بأحدى اجتماعته :
_ نعم تسمعني ..، إذا قررت أنا ديمتري برين العفو والصفح عنك لتقديرى كل جهودك معي وخيانتك لي وقتل زوجتي .. لم أنسى شئً صحيح ..!
نظر للرجلين يسألهم وكأنه نسى شئً مهمًا ثم قال :
_ أجل قررت بقتل تلك الفتاة شبية زويتا ..، وأخيرًا قررت بأن اُنقلك لرحمة المسيح وأصلي ليلًا نهارًا ليجعلك في جحيم النار عندما تصعد له ..
ثم أطلق رصاصة على فخذه الأيمن واطلق الثانية الثالثة الرابعة إلى أن انتهت الطلقات فأخذ سلاحًا أخر يكمل هذا الخط التموجي الذي رسمها على جسده من فخذه حتى رقبته ثم أطلق واحدة وكانت الأخيرة في منتصف جبهته .
إبتسم ديمتري براحة وهو ينظر لدماء التي تفجرت بجسد جاكسون وقد صعدت روحه لسماء بالفعل ، أقترب وأمسك خصلات شعره بغضب مرفًا :
_ فلـ ترقد روحك في الجحيم جاكسون ... أنتهيت منك .. وسأتفرغ لتلك العاهرة التي أخذت مكان زوجتي ...
ثم همس ببطئ يلذذ اسمها بين شفتاه :
_ ءــمـــر ...
***********************عاونته في إرتداء القميص بعد أن عرضت مساعدتها ،طالعته بحنق مردفه :
_ إبراهيم ... مينفعش تخرج دلوقتي خالص
_ قمر لو سمحتي خلصي الـ بتعمليه دا ويلا ..
_ ابراهيم اسمعـ ..آآ ..
_ قمر الرصاصة جات في صدري من فوق بعيد عن اي مكان حيوي ...، وبعدين انا مش رايح احارب انا هاخد فترة النقاهة في البيت ،بس هعمل حاجه الاول ...
نظرت له بيأس ثم أكملت ما تفعله ، رفعت راسها بعد ان انهى أغلاق الزرار الأخير لقميصه ثم قالت :
_ خلصت ..
_ ماشي يلا بينا ..
حاولت معه للمرة الأخيرة وهي تقول برجاء :
_ إبراهيم صدقني هتتعب لو خرجت .. أرجوك استنى لحد ما تكون كويس وهنزل على مصر فورًا مش هنقعد يو آآآ..
قاطعها قائلًا بجدية :
_ إنتِ مش امتحاناتك هتبدأ من بكرا ..، هتخلصيها وبعدين نبقى ننزل ..
تنهدت قائلة بحزن ويأس معًا :
_ إبراهيم .. أنا مش هكمل امتحاناتي خلاص على كدا ،مش مستعديه يحصلك حاجه بسببي ولا مستعديه إن بعد ما هربت منهم ارجعــ آآ ..
وجدته يقترب منها مردفًا بحدة ورعب :
_ اياكِ .. اياكِ تكوني متوقعه إني هسمحلهم يؤذوكِ او يمسوا شعره منك ..
أخذت نفس عميق ثم زفرته على مهل وأردفت :
_ إبراهيم صدقني .. هما يقدورا يعملوا كتير ..، ورقة صغير كدا فيها قسيمة جواز ديمتري وزويتا للشرطة هيمسكوني ويرجعوني ليه ،وحلني بقا عقبال ما تثبت ليهم اني قمر مش زويتا .. وديمتري مش هيسمح لهم انهم يدوروا اصلًا ...
إبتسم بثبات وهتف بنبرة واثقة في حديثه ملقيًا قنبلة انفجرت أمامها بقوله :
_ عندك حق .. ميقدروش يثبتوا إنك قمر مش زويتا مرات ديمتري دا .. بس أنا أقدر بسهولة أثبت إنك قمر حرم إبراهيم الساعي مش زويتا مرات ديمتري ...
!!!!!...........
....
.
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...