تائهة في سرايا صفوان
الفصل الثالث والعشرون
***************************
الفراق أصبح مكتوبًا أعلى جبينها ،هو قدرها ان تفارق احبتها ، صرخة صرخه شقت الأرض بصوتها عندما اتضح لها أن والدها قد فارق الحياة كوالدتها .
قامت زينب سريعًا من مكانها وتوجهت لماتيلدا تُبعدها عن والدها فقد بدأت بهزه في عنف صارخه بأسمه تتراجه أن يفوق
_ داد .. لااء .. داااااااد ... بليز .. داااد اصحى .. دااااااد ...
احتضنتها زينب وقالت ببكاء :
_ استهدي بالله يا بنتي ..، حرام عليكِ كدا ... ،استهدي بالله هو عند الـ احسن مني ومنك ..
بدأت تركل بقدميها ضاربة زينب في معدتها بشدة ،فأحكمت إمساك يدها حتى لا تؤذي نفسها ، أما أحمد فقد شُلت الصدمة تفكيره وصراخ ماتيلدا وفركها في يد والدته جعله غير قادرًا على الحراك ..
استجمع قواه وبدأ يُعدل جسده ثم تأكد من وقف نبضه وقام بوضع الملاءه على وجهه ،صرخة ماتيلدا برفض عندما وجدته يضع الملاءه على وجه والدها وفلت من يد زينب بقوة واقتربت من والدها تزيحها ثم احتضنت وجهه قائلة :
_ nooo , dad .. don't leave me .. no nooo daad
بدأت تحرك وجهه بعنف وهي تبكي بشدة وقلبه ا قد احترق كليًا ، .. اقترب أحمد منها مسرعًا يُبعده عنه وهي تصرخ بشدة رافضه أن تبتعد عن احضانه ، بدأت بضرب أحمد وقد خدشت وجهه مسببه له جروح وخدوش .
أنزل كفه على وجهها بقوة جعلتها تترنح لجهه اليمين فتلقفتها زينب بين أحضانها وهي تنظر لأبنها بعتاب ،غابت عن الوعي وقد رأت ان هذا الحل الأمثل لها تتمنى ان تموت .
اخرج احمد هاتفها من جيبه وعبث على شاشته ثم وضعه على أذنه ،لحظات وقال بإستنجاد :
_ وليد ... الحقني الله يخليك ..
_..........
_ عم فهمي والد ماتيلدا مات دلوقتي ومش عارف اتصرف ،حاسس إني مشلول ..
_.......
_ طيب ما تتأخرش إنتَ عارف البيت
وجد والدته تقول بصوت خافت وهي تربت على جسد ماتيلدا :
_ الأسعاف زمانها جايه ،هياخده عشان تصريح الدفن والذي منه
هتف أحمد بتيه :
_ وليد .. تعالى على هناا بسرعة
نظرت له والدته بحزن فهي تعلم ابنها تمامًا عندما يشعر أنه غير قادر على فعل شئ يتوتر ويشعر بالضياع ويريد من يسانده .
جلس أحمد على أحد المقاعد محتضنًا وجهه بيده ثم مسد على لحيته الخفيفة مستغفرًا ربه ، نظر لوالدته التي تجلس أرضًا تحتضن ماتيلدا الغائبة عن الوعي .
أقترب منهم وجثى بجوارهم ثم أمسك كف ماتيلدا اليمنى يجس نبضها ،ضغط على يدها برفق مناديًا اسمها كي تفيق :
_ماتيلدا .. ماتيلدا ..!
ابعدته والدته قائلة :
_ سيبها يا أحمد كدا أفضل عشان ماتبكيش تاني ...
مرت ربع ساعة حتى جاء وليد وإبراهيم وفتحي وسامي أيضًا صعدوا جميعًا لطابق الذي يسكنه فهمي ودق سامي الباب وانتظر لحظاتًا حتى فتح أحمد الباب .
احتضن سامي أحمد قائلًا :
_ البقاء لله ..
_ الدوام لله
واحتضنه الأخرون ثم قال فتحي :
_ هو فين ..!
_ جوا ..،تعالوا
دلفوا جميعًا لغرفة فهمي وجده ممددًا على السرير والملائه على جسده بالكامل ولا يوجد أثر لزينب وماتيلدا .
هتف وليد مستغربًا :
_ فين ماتيلدا ..
_ جوا مع ماما بس غميانه ..
هتف وليد :
_كدا أفضل .. العصر لسا قدامه ساعة ونص ،يادوبك حد فينا يروح يطلع تصريح الدفن وتسألوا لو حد هنا بيعرف يغسل وحد تاني يهتم بالعزا تحت وتجيبوا المغسلة والنعش ....
وزعوا المهام عليهم جميعًا وجاءت سيارة الإسعاف فهبط أحمد يعلمهم الوضع في الأعلى فأخبروه أن أحدهم سيصعد ليرى جثته ويذهب معه لتصريح الدفن ...
هتف أحمد لأحد الممرضات التي كانت معهم :
_ بنتوا فوق مغمى عليها ،عايز اسم منوم كويس أديهولها عشان لو فاقت هتتعب اكتر
أخرجت قلم ومذكرة صغيرة دونت بها اسم حقنه ثم أعطاتها لهُ قائلة :
_ اتفضل يا فندم ،دا اسم حقنه وريد اديهالها وهي هتفوق بكرا الصبح كدا ،ولو طولت في نومها يُفضل إن حضرتك تجبها المستشفى
نظر لها مردفًا بقلق :
_ مستشفى ليه ... هي مش المفروض نايمة وتصحى عادي ..
_ لاء حضرتك دي ولادها متوفي وهي ممكن تكون هربت من الواقع دا بنوم وممكن لا قدر الله تدخل في غيبوبه بمزاجه يعني رافضه انها تعيش اصلًا وفي الحالة دي لازم تروح المستشفى ..
أماء موافقًا ثم قال :
_ تمام .. متشكر
انصرفت سيارة الأسعاف مرة اخرى وبقى ممرض فقط صعد ليرى فهمي ويذهب معه للمشفى لتصريح الدفن .
بعيدًا عنهم بقليل جذب السيد حمولي الصبي سيسه من ياقته بعد ان جاء محملًا بالأخبار
_هاا يا واد انطق ايه الـ بيحصل هناك
_عارف يا معلم الراجل الـ جه ومعاه خواجتين دا ..
_ اهه مالوا ..
_ مات ...
لمعت عين المعلم حامولي بفرحه قائلًا :
_ الا بصحيح يلا ..
_اهه والله يا معلم ، ماتفضلش غير الخواجايه الصغيرة ....
فرد المعلم حامولي ظهره وربت على معدته قائلًا بإنتشاء :
_ لاء إذا كان كدا ،دانا أروح واخد العزاء في حمايا العزيز .. ،الف رحمة ونور عليك ...
تقدم المعلم حامولي ماشيًا اتجاه المنزل ويتبعه سيسه حتى وقف أمام أحمد الذي لم يصعد وقد انضم له وليد وإبراهيم .
_ اي خدمات يا رجالة ... في حاجه ولا ايه ..!!
طالعه وليد بإقتضاب واضطر ليقول :
_ عندنا حالة وفاة يا معلم...
_ لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ،.. الباقيه في حياتكوا يا رجالة
قال أحمد بهدوء :
_ وحياتك الباقيه يا معلم آآ...
_ حامولي يا باشا ..
_ يا معلم حامولي... حضرتك ما تعرفش حد هنا يغسل رجالة ..
رفع المعلم حامولي حاجبيه بإستنكار مردفًا :
_ إلا اعرف يا باشا .. اجري يا واد يا سيسه نادي عمك حمادة من المصليه قولوا غُسل لجماعة تخص المعلم حامولي ... يلا يااض إنت لسا واقف
_ صاروخ يا معلم
ثم أنطلق سيسه بعد أن دفعه حامولي في كتفه بحدة .
وضع المعلم حامولي كفه الايمن على صدره وقال :
_ الليلة دي عندي يا باشا ..، اديني نصايه بس والشارع يكون مفروش صوان يليق بالبيه الله يرحمه وهخلي نسواني التلاته تخدم على النسوان ما تقلقش .....
نظروا ثلاثتهم له بإشمئزاز، من طريقة عرضهِ لخدمة زوجاتهُ، أردف إبراهيم بحدة :
_ متشكرين يا معلم .. خلاص كلها دقايق ورجالتنا تخلص كل حاجه
_ ومالوا يا باشا ،وأنا تحت أمركوا في أيتها حاجه
أنت تقرأ
تائهة فِي سَرَايَا صَفْوَان © -مُكتملة-
Mystery / Thriller"دراما مصرية " _وليد إنت ليك علاقه بقتل محمود ..!! لم يستطيع الأجابة فقط أكتفى بهز رأسه بالايجاب ، فشهقت إلهام بصدمة وحزن في آن واحد وقالت: _اذاي .. اذاي يا بني ..! تنهد بحزن ثم اعتدل وطالعها قائلًا: _ ياسر يا إلهام هو الـ قاتلوا ، كان عايز يجندوا ب...