الفصل الرابع!.

13 2 36
                                    


••

- إنه آتٍ! ، آتٍ! ، يالكارثة!!.

إنتفضت من نومها ، وصعق سين الذي كان بجانبها ، كانت قد إستلقت تحت شجرة في الحديقة بينما سين يقرأ كتاباً ، مر عرق بارد على جبين سين الأصهب ، وقف من مكانه واقترب صارخاً :

- أليكساندرا مورفي ما بكِ ماهو الآتي؟.

تحاشت أليكسا النظر لعينيه ، فقد كانت طوال الليل قلقة بسبب كلام بيل ، وكيف تخبره عن بيل؟ ، قالت بتردد :

- لا تقلق يا أخي إنه مجرد كابوس ..

- أختي...

- أيا أيها السيد الصغير ، جلالة الدوق يناديك.

وقاطع كلامه نداء الفارس ، كان غلين فارساً ودوداً أشقر الشعر يربطه للخلف لطوله ، كان يحب تتبع سين وأليكسا كثيراً ، ومقرباً لهم كثيراً ؛ حدج سين بوجه أليكسا قليلاً وفي عينيه شيء من الغضب ، ثم تنهد ووقف مجيباً لغلين:

- آتٍ.

ثم إلتفت لأليكسا قائلاً:
- أخبريني لاحقاً بكل شيء.

وذهب ... فشردت أليكسا قليلاً وهي شاردة على ركبتيها حتى داعبها نسيم ، فرفعت رأسها إلى الأعلى ولمحت فروع الشجرة الممتدة إلى السماء ، وحينها أحست بالعجز ، وبل أحست بعجز البشر ، ما هي إلا أيامٌ معدودة تنقضي ثم تفنى هذه الرفات و المشاعر و الأفكار ، ولا يبقى لها أثر عدا الطيب والباقي ، أو اسم ، أو خانة في سجلات الوفيات.

وقفت ثم مضت إلى داخل القصر ، وجدت أمها في غرفة الجلوس ، تحتسي الشاي وتقرأ كتاباً ، جلست بقربها وألقت عينيها فيما تقرأ أمها ، وتتبعتها ؛ ثم فجأة سمعت صوت الخادمة تقول:

- الماركيزة وابنتها قد أتيا .

فوقفت أليكسا قائلاً:
- آريا!.

- هل كل شيء بخير يا ترى؟ فليس من عادتها عدم إبلاغي عن مجيئها .

تمتمت أليكسا جافلة المحيا :

- الكارثة ...

عندما خرجت أليكسا وأمها وجدت أن الماركيزة وابنتها جزعتين ، فحينما كانتا مارتين من هنا ... مرت عربتهم بحادث عصيب وكدن أن يتأذين ، و ماكان لهن إلا أن يأتين إلى هنا .

- آمل أن تكوني بخير ماركيزة أوليفيا .

- أنا بخير برؤيتكِ هانا ، لقد كان يوماً عصيباً حقاً .

قال الدوق بينما هو ينزل من على الدرج :

- لا بأس عليكم ، ابقوا هنا اليوم ، وغداً ستذهبون لماركيزيتكم بسلام آمنين ، فحتماً أنتم مرهقون ، وإنها لكبيرة أن نجعلكم تذهبون هكذا.

أضافت هانا :

- هذا صحيح ، أوليفيا لا تقلقي ، إرتاحي هنا اليوم ، وحتماً أن آريا لا تزال خائفة .

- شكراً جزيلاً لكم ... سأقبل دعوتكم وبكل سرور .

وسرعان ما إنخرطت الدوقة والماركيزة في قصص طوال ، ذلك لكونهن كن يدرسن في ذات الكلية الداخلية ، فعدن يسردن ويسترجعن ذكرياتهن القديمة ، بقيت أليكسا وآريا معهن حتى العشاء ، ثم إنقسمن بعد العشاء وذهبت الفتاتين إلى غرفة أليكسا ، جلست آريا وأخذت شهيقاًمما ورد خديها ثم زفرت فقالت:

- دعينا نهرب للمدينة أليكسا! .

تعجبت الأخرى وقالت:

- ماذا لو عُرِفنا؟
- سنرتدي القلنسوات!.
- وماذا لو تعبنا ؟
- نحن قويتان ، وأنتِ فارسة صغيرة!.
- وماذا لو أختطفنا؟.
- سنأخذ معنا غلين!.
- يمكننا التحايل عليه إنه سهل يبدو هذا جيداً  .
- لنسارع لنخبر غلين!.

وحقاً ،وجد غلين نفسه قد وافق فوراً ، ولم تكن نصف ساعة حتى وجد نفسه مقتاداً خلف طفلتين مبتسماً ... تماماً كالأبله .
استمعت أليكسا بتلك الألعاب النارية التي أطلقت في المدينة ، كانت الأضواء تطفي لوناً ذهبياً على كل شيء ، مما أسر قلبها ، و أغرمت بمأكولات الشارع الشعبية تلك الخالية من التكلف الذي يملأ طعام النبلاء ؛ لكن قاطع إنسجامها رؤيته لذاك الخيال المرعب الذي تراه كل يوم ، لمَ أتى باكراً الآن؟ ، رأته من بعيد بين الحشود ، وجهه يجلب سنواتٍ عجافاً لا تنقضي. توترت ووقفت في مكانها ، توسع بؤبؤها ، وظل شريط الأمس يتكرر برأسها آلالاف المرات ، حتى ذهب غلين وآريا وأضاعتهم ، وبينما هي شاردة رأت بيل يقترب منها فركضت مطأطئة رأسها لا تود رؤيته ، حتى أصدمت بشخص ووقعا كان على خصره سيف لا غمد له ، فوقع السيف وسبب الأذى لراحة يدها .

لم تنتبه أليكسا لأي شيء ، لكنها سارعت في الوقوف والإعتذار بلباقة بينما يدها تثج دماً ، لم تنتبه لأي شيء من غشية الخوف ، كل ما عرفته هو أن الشخص الذي صدمته كان فتى يبدو أنه أكبر منها ، وقد أبدى إعتذاراً شديداً مع أنها المخطئة ، ثم لاحظ الفتى يدها التي تنزف فأخرج منديلاً ولف يدها به ، لم ترى أليكسا أي شيء من تحت القلنسوة عدا أنه يبدو كروحٍ ذهبية منقذة ، ألفتها كثيراً.

وفي هذه الأثناء .. اختفى بيل .

سرعان ما عثرت أليكسا على آريا وغلين وقد كان الثاني في أقصى مراحل الذعر ، وحينما رأوا يدها إزدادوا ذعراً ، لقد كان يوماً مملوءاً بالخوف بالنسبة لآريا ، وأما أليكسا .. فكل ما يهمها هو أنها تخلصت من بيل ؛ عادوا إلى البيت فوجدوا أن أهلهم قد انتبهوا لهروبهم ، فوبخ الدوق ثلاثتهم بشدة وقرر أن يزيد الحراسة وبل كاد أن يفقد أعصابه ويعاقب غلين لولا منع الدوقة له ، وفي تلك الليلة ، لم يظهر بيل لأليكسا ، ولم يظهر لعامٍ كامل بعدها .

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن