- ديكس ، أعلم بأنكَ قلقٌ حيالي ولكنكَ تزعجني هكذا!!!.
- أنتِ من يتصرف بغرابة هذه الأيام يا هيلين!.
- أنت تعلم أني بسبب وفاة أمي لا أشعر أني بخير!.
-كآبتكِ هذه أكبر بكثير ، لقد مر عامان على رحيلها ، أنتِ فقط تبكين على ذكراها وتعانقين حزنكِ دون إخبار أحد عن مشاكلك!.
أغلقت عينيها وتنهدت بغضب وحيرة، ثم قال ديكس وهو يحدثها بجدية جالساً بتوتر يضع يديه على ركبتيه ، وتلك الملامح تبين أنه صادق القلق، كانت ملامحه حينها تبدو حية ، كشاب عشريني يافع! ، كان لون شعره وعينيه مطابق لها تماماً ، وكان من يراهم يحس بقوة الأخوة بينهما ، وكان يتحسس ذلك ولو في أقصر محادثاتهم، إذ قال ديكس:
- هيلين ، أطلبي أي شيء وأنا أعدكِ بأني سأذهب معكِ وأساندكِ مهما كان.
قالت بشكل عرضي وعشوائي:
- أود أن أسافر.
فوقف الآخر في حماس وقال:
- إذن استعدي لترافقيني للقصر الملكي ، لن يعترض ألبرت حتماً ! .
وهم خارجاً في حين أن الأخرى مذهولة من حماسه ، ومذهولة لأنه صدق كلامها ومضى !.
- هذا ليس وقت السفر بل محظور الآن بسبب الكمائن التي تقوم بها أحد الممالك المجاورة ، أتمنى أن يوقفه جلالته.
ثم شردت للحظات وقالت:
- لقد خططتُ لأن أمضي إلى الدوقية اليوم ، لقد مرت مدة منذ أن رأيت ديانا وكريس.
أمرت أحد الفرسان بتجهيز العربة فقال:
-لقد أمرنا حضرة الدوق بتجهيزها وهي الآن جاهزة بالفعل.
-ماذا؟!... أتعني بأنه يريدني أن أذهب للدوقية لنلتقي هناك؟.
- هذا ما يبدو عليه الأمر سيدتي.
- سأخبر ديانا!.
استعدت ثم مضت لقصر الدوق ، دخلت فاستقبلتها ديانا في الردهة رفقة كريس الذي كان وقتها طفلاً في الثانية من عمره ، كانت لدى هيلين علاقة جيدة مع الأطفال ، لذلك كان كريس يتذكرها ويأتي إليها راكضاً حالما يراها ، كان كريس يشبه والدته كثيراً بتلك العيون الجميلة التي صب فيها العسل ، وورث من والده ذلك الشعر الأشقر ، إنحنت وحملته ، وقالت بعد أن تشاطرت التحية مع ديانا:

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasy"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...