الفصل الرابع والسبعون!.

16 2 214
                                    

- ديكس ، أعلم بأنكَ قلقٌ حيالي ولكنكَ تزعجني هكذا!!!.

- أنتِ من يتصرف بغرابة هذه الأيام يا هيلين!.

- أنت تعلم أني بسبب وفاة أمي لا أشعر أني بخير!.

-كآبتكِ هذه أكبر بكثير ، لقد مر عامان على رحيلها ، أنتِ فقط تبكين على ذكراها وتعانقين حزنكِ دون إخبار أحد عن مشاكلك!.

أغلقت عينيها وتنهدت بغضب وحيرة، ثم قال ديكس وهو يحدثها بجدية جالساً بتوتر يضع يديه على ركبتيه ، وتلك الملامح تبين أنه صادق القلق، كانت ملامحه حينها تبدو حية ، كشاب عشريني يافع! ، كان لون شعره وعينيه مطابق لها تماماً ، وكان من يراهم يحس بقوة الأخوة بينهما ، وكان يتحسس ذلك ولو في أقصر محادثاتهم،  إذ قال ديكس:

- هيلين ، أطلبي أي شيء وأنا أعدكِ بأني سأذهب معكِ وأساندكِ مهما كان.

قالت بشكل عرضي وعشوائي:

- أود أن أسافر.

فوقف الآخر في حماس وقال:

- إذن استعدي لترافقيني للقصر الملكي ، لن يعترض ألبرت حتماً ! .

وهم خارجاً في حين أن الأخرى مذهولة من حماسه ، ومذهولة لأنه صدق كلامها ومضى !.

- هذا ليس وقت السفر بل محظور الآن بسبب الكمائن التي تقوم بها أحد الممالك المجاورة ، أتمنى أن يوقفه جلالته.

ثم شردت للحظات وقالت:

- لقد خططتُ لأن أمضي إلى الدوقية اليوم ، لقد مرت مدة منذ أن رأيت ديانا وكريس.

أمرت أحد الفرسان بتجهيز العربة فقال:

-لقد أمرنا حضرة الدوق بتجهيزها وهي الآن جاهزة بالفعل.

-ماذا؟!... أتعني بأنه يريدني أن أذهب للدوقية لنلتقي هناك؟.

- هذا ما يبدو عليه الأمر سيدتي.

- سأخبر ديانا!.

استعدت ثم مضت لقصر الدوق ، دخلت فاستقبلتها ديانا في الردهة رفقة كريس الذي كان وقتها طفلاً في الثانية من عمره ، كانت لدى هيلين علاقة جيدة مع الأطفال ، لذلك كان كريس يتذكرها ويأتي إليها راكضاً حالما يراها ، كان كريس يشبه والدته كثيراً بتلك العيون الجميلة التي صب فيها العسل ، وورث من والده ذلك الشعر الأشقر ، إنحنت وحملته ، وقالت بعد أن تشاطرت التحية مع ديانا:

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن