الفصل الحادي عشر!.

12 2 33
                                    

••

في الصباح التالي ، وقبل موعد الحفل الذي كان يجب عليها أن تحضره ، أستيقظت أليكسا باكراً ، وضعت بعض المال في كيس قماشي صغير ، أحاطت نفسها وغطت رأسها بقلنسوة زرقاء بزرقة البحر ، وكانت القلنسوة والكيس من ذات القماش و ذات الزخارف.

لم تنم سوى ساعتين ، ولكن خطر ببالها فجأة أنها تود الذهاب للمكتبة في وسط المدينة ، تسللت بهدوء، ولم تنس خنجرها طبعاً ، وعندما عبرت من الفتحة التي في الحديقة الخلفية وقع بجانبها غلين من أحد الأشجار ، وأشار لها ببلاهة قائلاً:

- أميرتنا الهاربة، أميرتنا الصعلوكة الصغيرة.

قالت أليكسا:

- أنا في الخامسة عشر غلين.

- عمركِ هو أربعة عشر عاماً وإثنى عشر شهراً وخمسة أيام.

وقف وإتبعها ، بالرغم من عرقلة الطريق ، فسألته مستغربة:

- لمَ تلاحقني غلين؟.

- الدوق قال بأن الأميرة تحب الهروب لذا كلفني بمهمة الهروب معكِ.

لم تجد أليكسا بُداً من الإنصات له فقد كشفت بالفعل ، مضوا إلى المكتبة ،  ووجدوا صاحبها رجلاً عجوزاً ودوداً يبدو أن الأعوام خطت على ملامحه خطاً عريضاً ، لكنه كان مبتسماً بلطف سمي بروان ، وجدت أليكسا جميع الكتب التي تخدم دراستها ومجالها ، إحتفت كثيراً بذلك وأخذت الكثير منها وبل كادت أن تجمع كل كتب المكتبة .

عادت أليكسا بغاية البهجة وهي تحمل كتباً كثيرة ، وغلين كتباً أكثر ، عادت مسرعة ووضعت الكتب وطلبت من الخادمة توظيبها ثم تجهزت وخرجت مسرعة للمناسبة الإجتماعية التالية ، والتي كانت دعوة لصالون آنسات ، إرتدت أليكسا ثوباً فيروزياً وبدت فيه كالبدر إذا بدا ، وجدت الكثير من رفيقاتها الاتي تراسلت معهن ، جلست بقربها فتاة مهووسة بالموضة ذات ملامح هادئة ولطيفة وشعرٍ كستنائي وعيونٍ لوزية سميت فيرونيكا قالت :

- أليكسا يا سيدة السيف لم أركِ منذ زمن ، لا تعلمين كم أنا فخورة بكِ.

- شكراً لكِ فيرونيكا ، أنا ممتنة لوجودكِ ومعرفتكِ حقاً!.

كانت فيرونيكا من النوع المسالم من الناس و ابنة كونت ، أحبتها أليكسا كثيراً ، استمعت بحضور الصالون ، وكادت أن ترجع لبيتها ، لكن جذب إنتباهها كلام المسؤولة عن الصالون ليزلي اميرة الماركيزية ، والتي كانت تتكلم بوقاحة شديدة عن العائلة الحاكمة وتقول إشاعات سيئة لحدٍ لا يوصف ، وقع ذلك في موضع أليكسا موضع سوء ونفرت منها ، لكنها سمعتها بدأت بالهمس عن الدوق مورفي ، فانتفضت أليكسا ووقفت أمامها وقالت :

- ليزلي ، يبدو أن والدكِ الماركيز لا يخاف دوقية مورفي كونكِ تتحدثين هكذا!.

- أنتِ الآن تتباهين برتبة والدكِ وأنكِ سيدة السيف؟.

- أنا لا أتباهى ، أنا أهدد .

لم يسكت الحضور ، فجأة ، الآنسات إنزعجن من كلام ليزلي بحق ، فبتن يلقين عليها اللوم ، مما دفع أليكسا لتقول:

- هدوء ، أزعجناكِ آنسة ليزلي ، أعدكِ بأن شيئاً كهذا لن يحدث مجدداً لأني لن أتواجد هنا يا آنستي شكراً لضيافتك.

خرجت ، وخرجن خلفها بقية الآنسات ؛ عادت إلى قصرها وتناولت العشاء مع عائلتها ، وحكت لهم عن معظم ما حدث دون أن تذكر تفاصيل كلام ليزلي القبيح ،  وقهقه الدوق كثيراً عندما علم عن تصرفها ، وطلب منها أن تحكي لكارسين عندما يعود من كليته ، فهي قصة عظيمة جداً بالنسبة له .

بعد أيام استملت أليكسا رسائل عدة من بقية الحاضرات في الصالون ، وكن قد إقترحن عليها أن تنظم صالوناً آخر يكون بقيادة أليكسا الصارمة والممتازة ، تعجبت أليكسا من هذا الطلب ، ولكن مع الوقت بدأ يروق لها ، فقررت أن تبدأ وأرسلت موفقتها .

وأما بيل ، فهو لم يظهر منذ آخر مرة.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن