الفصل الثامن والأربعون!.

6 2 38
                                    


كذلك شفاءً لشكوكها عزمت على التسلل إلى مكتب الماركيزة والتحقيق، قررت أن تذهب مساءً ، بقيت تترقب وتتجهز طوال اليوم ، وأحضرت شعراً مستعاراً بُنياً ، لبسته وغطت عينيها بقناع ، ذهلت إيلي وقالت ووجهها محمر من الحماس!:

- أميرتي!! ، أصبحتِ شخصاً آخر!!.

ضحكت أليكسا بالرغم من أنها منزعجة ، وقالت:

- أتعتقدين بأنه سيعرفني إن رآني؟.

- أنا متأكدة سيعرفكِ بجميع حالاتك بعض النظر عن الشكل !.

توردت أليكسا وقالت:

- سيكون ذلك رائعاً.

وبعدها جمعت إيلي وغلين أمام الفتحة التي تهرب منها وقالت:

- إيلي ، ضعي بعض الوسائد في فراشي.

- علم ، وماذا لو كنتِ في خطر؟.

- غلين سيختبئ في الشجر ويشتتهم ونهرب.

مضت إلى الماركيزية ، ولم يكن الهلال إلا ضئيلاً في ذلك اليوم ونسيم عالٍ يهب ويصعب عليه وضع القلنسوة ، تحركت هي وغلين على بعد مسافة تسمح بعدم كشف هويتهم ، كانت الماركيزية تبعد عن الدوقية بضعة أمتار ، استغرقوا نصف ساعة في المشي ، وصلت وتسللت ولم يكن هناك فاصل بين الحديقة والغابة في الماركيزية على عكس الدوقية ، رأت مكتب الماركيزة مطفأ الضوء ، أخذت خنجرين وراحت تغرسها في الجدران وتتشبث بها ، نظرت من نافذة المكتب ، رأت الماركيزة تقف وتقرأ بعض الوثائق وترتجف بهيسترية ، وقالت:

- ما هذا الغباء؟ ، لمَ أُراسل الجنرال ؟ من الواضح أنه لن يقف في صفي! ، وكذلك... أيمكنني يا ترى أن أتواصل مع ألجير وألفريون مجدداً؟.

بقيت الماركيزة تقضم أظافرها وتفكر لدقائق ، وأليكسا تتشبث ببعض الديكور من الخارج ، كتبت رسالة وهي تتمتم بكلام غريب ، ثم غضبت ورمت الأوراق في النار ، إنتفضت أليكسا وأبدت رأسها من النافذة مستعدة لمواجهة الماركيزة ولكن لحسن الحظ خرجت الماركيزة وهي تنادي خادماً ، دخلت أليكسا وهي تسمع صوت الماركيزة خارج الباب ، أخذت النصل الذي تحت فستانها وغرسته في الأوراق وأخذته ، كان الورق من جودة جيدة ، احترق معظمه ولكن ليس كله .

- من أنت؟!.

وجدت أليكسا نفسها تقف أمام الماركيزة تماماً !.

- تكلمي!.

تراجعت أليكسا ونزلت مسرعة ، لم تتشبث جيداً في النهاية فوقعت ولوت كاحلها .

نادت الماركيزة الحرس ، وفي نفس الوقت أطلق غلين ناراً من الجهة الأبعد عن أليكسا ، فظنوا أنه هي ، ولجت أليكسا إلى الغابة مسرعة ، لم تنطفئ الأوراق تماماً ،فراحت تخبطها في التراب بسرعة وعندما سمعت صوتاً أخذتها ومضت تركض وتلهث ، وتقول:

- يا الله ، أرجوك فليكن غلين بخير .

- يا أميرتي! .

كان غلين خلفها ، فرحت بذلك وقالت:

- كيف جئت بهذه السرعة؟.

- لقد رأوكِ وأنتِ تدخلين الغابة وتوجهوا نحوكِ ... لقد إبتعدنا عنهم بما يكفي لكن لنستمر في الركض.

- علينا أن نهرب للقلعة الملكية.

- ماذا؟.

- أجل وعلينا أن نرمي القلنسوات ، وكذلك لا يمكنني أخذ هذه الرزمة إلى الدوقية، يجب أن أعطيها لجلالته أو أضعها في مكتبه.

- سمعاً وطاعة  ، ولكن ألا تخشين أن يراكِ أحد؟.

- إن لم يرني الملك فسأكون بخير ، ومن المستحيل أن يجدني .

خلع قلنسوته ، وأزاحت أليكسا الشعر المستعار والقلنسوة والقناع ووجدوا حفرة في فرع شجرة ، وضعوا فيها الأغراض ومضوا إلى القلعة.

تعرف عليها الفرسان الذين يحمون البوابة الخلفية للقلعة وسمحوا لها بالدخول رفقة غلين ، تسلقت و دخلت إلى مكتب الملك من النافذة ، أخذت ظرفاً ووضعت رزمة الأوراق فيها وأغلقته بسرعة ووضعته على مكتبه وأخذت قلماً ثم قاطعها صوت:

- أليكساندرا؟!.

إلتفتت وصعقت وهي على أعتاب النافذة .

- لم أتوقع بأنك أتيت.

- لقد أتيت منذ ساعتين في الواقع وقرأتُ رسالتكِ حالما وجدتها ، لكن لمَ يداكِ محمرتان؟! ، و ما هذه الأوراق الشبه محترقة؟.

- جلالتك ، أبي سيعلم عن هروبي لذا فأنا مستعجلة ، ولكن هذه أوراق خطيرة أخذتها من مكتب الماركيزة.

توسع بؤبؤه وقال منفعلاً والغضب أضرم فيه فجأة:

- ذهبتِ إلى مكتب الماركيزة وحيدة؟!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن