••في قصر الماركيزة أوليفيا ، كانت آريا الشابة الجميلة التي تعاني من الأرق ولم تتعافى جروح ذراعيها بعد ، أخذت تمشي في القصر وتستغل فرصة أن أمها منهكمة في العمل منذ أيام ، لم تكن تشعر بالراحة وتتخيل أنه سيأتي يومٍ قريب يتبعثر فيه حال هذا القصر ، ولكن أوليس متبعثراً بالفعل؟ لطالما كان الخدم والفرسان فارغوا العيون يتصرفون بغرابة ولا تسمع منهم لفظاً ، وقفت عند المرر القصيّ في القصر ، كانت غرفه تستخدمه أمها لتعذيب بيليوس، تذكرت تلك الليلة من ليالٍ ذات نفس الوقع ، يوم كانت أوليفيا تستضيف بيليوس في تلك الغرفة ، كانت أليكسا في الثانية من عمرها ، وآريا كذلك في هذه الحدود ، وبيليوس فتى في السابعة عشر! ، يجثو في تلك الغرفة على ركبتيه ، بجانب تلك الطاولة التي عليها جميع أدوات التعذيب ، وتأتي أوليفيا ، تقيّده ، ويبدأ الضرب ، كان الضرب مؤلماً ولكن ليس مميتاً ، ترفع النصل وتضرب وتشوه وجهه بشكل مريب ، والغرفة ملونة بالدم ، وآريا ، تبكي بصمت وتحدجهم من وراء الباب.
لا ندري لمَ وكيف يحضر الفتى نفسه إلى موضع كهذا ، وأوليفيا تضرب.
ويتعالى الصراخ.
- يا أختي أنقذيني!.
وتضرب .
- أنقذيني يا أختي!.
وتأخذ تلك السكينة الصغيرة وتخط على خده خطوطاً وتقول:
- أنا لستُ أختك! .
وتسيل الدموع على الدم ويقول:
- لكنكِ أوليفيا أغريجنت وأنا بيلوس أغريجنت!.
وتأخذ ذاك النصل الغليظ وتضربه على رأسه فيسقط على الأرض ويملؤها دماءً .
- اسمك بيل .
من سيعوضنا الآن؟ ، الفتى الغير واعي لوّن الأرض دماً ودمعاً ، دماً أحمراً ودَماً أبيضاً وهل تجف المدامع؟ ، وهل تعود النفس لما كانت عليه بعد التعرض لكمٍّ من التعب النفسي والبدني؟ ، وقد كان الفتى الذي يجب أن يرث الماركيزية! ، ولكن أوليفيا زوّرت عنه الكثير ، أردته قتيلاً حياً ، دوّنته فقيداً ميتاً جسدياً وفي سجلّات أغريجنت! ، قررت أن تمحو حياته ، لكنها لم ترحمه وتخلي إلى روحه سبيلاً ، قتلته ألماً ولم تقتله حقاً!.
والطفلة تحدج من وراء الباب وتلك الأنامل ترتجف، وتلك الدموع تنساب، تنساب دون رادع ، أي نوعٍ من البؤس هذا؟ ، سمعت صوت أبيها يدخل متثاقلاً ولم تتح لها الفرصة كي تهرب وقفت ولاقاها بإبتسامة واسعة غريبة ، لم تكن حباً كانت عيونه فارغة كعيون دمية زجاجية ، وقال:
- إذهبي يا صغيرة .
فذهبت مسرعة وهي لا تفهم ، كانت تبكي ولكن لا أحد في هذا القصر يفهم أنها طفلة طبيعية ، في أرض أغريجنت لا أحد يعيش حقاً هنا ، الأجساد الحية كثيرة ولكن جميعها جثث تتنفس!.
في اليوم التالي مضت الطفلة إلى مرقد بيليوس ، سرير مهترئ في غرفة مهترئة ، في ذاك الفراش البارد وهو يصارع الألم ويعتصر ، طرقت آريا الباب ولم يجب طبعاً ، قد كان صوته قد ضاع بسبب كثرة صراخه في حين أن أخته الكبرى التي يجب أن تحميه تشوه وجهه وبدنه بشتى الطرق ، كان بيل طويلاً ولكنه عقلياً وصحياً ليس كأبناء جيله ، دخلت آريا وقالت :
- مارأيك أن نهرب كي تعتذر إلينا ماما ولا تضربك مجدداً؟.
- ....
-هيا لنهرب يا بيلوس!!.
- أنا...
- أخيراً تكلمت يا بيلوس!.
- أنا لستُ بيلوس .
-اسمي بيل.
لم تبكي آريا يومها لأنها لم تفهم ، لكنها بكت وهي ابنة الثامنة عشر عندما استوعبت الجزء التراجيدي في تلك العبارة ، ما ذنبك يا بيل؟ ، ماذنبك كي تسلب روحك وإنسانيتك؟ ، ماذنبك كي تردى قتيلاً حياً؟ ، ما ذنبك؟.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Viễn tưởng"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...