طأطأت رأسها وقالت :
- أنا أشعر بشعورٍ سيئ حقاً.
- أليكساندرا ، قبل أن نوجد في الكون كان لنا أجداد وأسلاف كابدو الكثير من الخطوب ... وبطريقة ما نجوا وولدنا ، إن من خلقهم وخلقنا وحماهم وحمانا لن يحدث شيئاً سيئاً وفي غير موضعه!.
سكتت قليلاً وهي تستوعب ما قاله ، والآخر أدرك بأنه قال كلاماً لا يفهمه الجميع ، فالنفس البشرية لا تتقبل كل شيء لأسباب تافهة تغلق القلب عن أي عامل خارجي ولو كانت أفكاراً صحيحة ، فهناك من لم يسمع فكرة جيدة طيلة حياته ، وهناك من تعب من الحياة فصنع مبادئه، وهناك من ينكر دون غاية! ، ولا ننسى أن تعليم عائلة روكو مختلف تماماً عن النبلاء ، لكنه تفاجأ عندما تبسمت وقالت وهي تتقبل الفكرة :
- لم يخطر الأمر ببالي أبداً ، أنتَ محق سأكون شجاعة ولن أخاف!.
تبسم وهو يسند ذقنه بيده ،وذراعه مرتكزة على المنضدة ، كانت تبدو كما لو أن الحياة قد عادت إليها ،تبدو واهنة جداً أمام المشاكل بالرغم من أنها تكافح لتبدو قوية ، وصل يده بكتفها وقال :
- لقد رأيتِ ما يكفي بالفعل ، لستِ مضطرة لأن تكوني شجاعة فعندما كتمتِ خوفكِ أتاكِ الهم يعرج ، عليكِ أن تحمي قلبكِ ولا تستثمري في معاركِ أنتِ خاسرة فيها على أي حال.
استغربت وقالت:
- خاسرة؟.
- تعلقكِ بابنة الماركيزة وخوفكِ عليها ، إن عاشت فستتحسرين على ما مضى ، وإ ن ماتت ستتألمين لأنها لم تعش أياماً جيدة .
طأطأت رأسها وهي تتصنع إبتسامة بألم ، ونظراتها تبدي بأنها ليست على ما يرام ، قبضت يدها على ثوبها وقالت:
- أنتَ تقول كلاماً رائعاً حقاً يا ليو.
وعندما نطقت بان في صوتها أنها تكبت البكاء، حالما أدرك ذلك إنتفض واقفاً وقال مهتاجاً:
- أنتِ!! ، منذ متى قلنا بأنه يمنع عليك البكاء؟؟.
- كلا أنا أشعر بأني غبية جداً عندما أبكي أمامك ، فإن ما أمر به لا يعني شيئاً مقارنة بمشاكلك.
- أليكساندرا أنا مستعدٌ لخوض مصاعب كهذه ، لقد دربني والدي على حمل السلاح منذ أن كنتُ في الخامسة ! .
توقفت عن البكاء وسألته مستغربة:
- الخامسة؟.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasy"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...