الفصل الثالث والسبعون!.

23 2 207
                                    

طأطأت رأسها وقالت :

- أنا أشعر بشعورٍ سيئ حقاً.

- أليكساندرا ، قبل أن نوجد في الكون كان لنا أجداد وأسلاف كابدو الكثير من الخطوب  ... وبطريقة ما نجوا وولدنا ، إن من خلقهم وخلقنا وحماهم وحمانا لن يحدث شيئاً سيئاً وفي غير موضعه!.

سكتت قليلاً وهي تستوعب ما قاله ، والآخر أدرك بأنه قال كلاماً لا يفهمه الجميع ، فالنفس البشرية لا تتقبل كل شيء لأسباب تافهة تغلق القلب عن أي عامل خارجي ولو كانت أفكاراً صحيحة ، فهناك من لم يسمع فكرة جيدة طيلة حياته ، وهناك من تعب من الحياة فصنع مبادئه،  وهناك من ينكر دون غاية! ، ولا ننسى أن تعليم عائلة روكو مختلف تماماً عن النبلاء ، لكنه تفاجأ عندما تبسمت وقالت وهي تتقبل الفكرة :

- لم يخطر الأمر ببالي أبداً ، أنتَ محق سأكون شجاعة ولن أخاف!.

تبسم وهو يسند ذقنه بيده ،وذراعه مرتكزة على المنضدة ، كانت تبدو كما لو أن الحياة قد عادت إليها ،تبدو واهنة جداً أمام المشاكل بالرغم من أنها تكافح لتبدو قوية ، وصل يده بكتفها وقال :

- لقد رأيتِ ما يكفي بالفعل ، لستِ مضطرة لأن تكوني شجاعة فعندما كتمتِ خوفكِ أتاكِ الهم يعرج  ، عليكِ أن تحمي قلبكِ ولا تستثمري في معاركِ أنتِ خاسرة فيها على أي حال.

استغربت وقالت:

- خاسرة؟.

- تعلقكِ بابنة الماركيزة وخوفكِ عليها ، إن عاشت فستتحسرين على ما مضى ، وإ ن ماتت ستتألمين لأنها لم تعش أياماً جيدة .

طأطأت رأسها وهي تتصنع إبتسامة بألم ، ونظراتها تبدي بأنها ليست على ما يرام ، قبضت يدها على ثوبها وقالت:

- أنتَ تقول كلاماً رائعاً حقاً يا ليو.

وعندما نطقت بان في صوتها أنها تكبت البكاء، حالما أدرك ذلك إنتفض واقفاً وقال مهتاجاً:

- أنتِ!! ، منذ متى قلنا بأنه يمنع عليك البكاء؟؟.

- كلا أنا أشعر بأني غبية جداً عندما أبكي أمامك ، فإن ما أمر به لا يعني شيئاً مقارنة بمشاكلك.

- أليكساندرا أنا مستعدٌ لخوض مصاعب كهذه ، لقد دربني والدي على حمل السلاح منذ أن كنتُ في الخامسة ! .

توقفت عن البكاء وسألته مستغربة:

- الخامسة؟.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن