الفصل السابع والأربعون!.

7 2 43
                                    


••
طقطق أصابعه المهقاء ، جالسٌ على المكتب ، يسند ذراعيه ، يحدج في ليونارد الذي يجلس على أحد الارائك التي أمام المكتب، وقال أليكسيس:

- إذن لا شك أن أوليفيا هي المرأة التي كانت لها صلة بألجير وألفريون .

- كل شيء معلوم ، ولكن بالإحساس و لا أنا ولا أنت يؤمن بالإحساس عندما يتعلق الأمر بجريمة وقصاص!.

- أنت محق يا صاح ، إنه لأمر غريب أن تفعل امرأة واحدة كل هذا .

-لقد كانت موجودة في عهد حكم والدي ووالدك.

- تسميمهم لن يكون صعباً ، خاصاً لدجالة مثلها .

- لكن أوتدري ما الذي سيكشف كل شيء ؟.

-  كشف هوية بيل ذاك.

- وبسرعة ، قبل أن يموت .

- لكن هناك شيء مفقود للآن.

- ماذا؟.

أرخى ظهره وأسند ذراعه على ركبته ، وغطى وجهه بيده في إحباط ، سأل بعد أن تنهد:

- كيف ظهرت الأشباح وكيف قامت بايذائك يا أليكسيس؟.

وجم أليكسيس في غضب هيستري وقال:

- مثلما قتلت الملوك تماماً.

طلعت الشّمس وكُلٍ لديه هم أرّقه ، أطال عليهم الليل ، وجعلهم يخافون النهار ، وجعل أجسادهم تشفق على نفوسهم فترق لها ،  ذهب الليل من روكو بأكملها ، لكن قطعة من حلكة الليل كانت على شعره ، وغبار النجم يغطي جسده ، وشبهه القوي بوالده وشقيقه يصرخ بأنه شخصٌ من روكو ، كان أكثر الناس استثنائية في الدنيا ، ولي العهد الذي يجهله الجميع ، الشخص المخول لنيل العرش ، الجنرال المقنع المشهور في جيمان ، و فوق كل هذا توج باسم يزيده تميزاً ، وهذا الفريد كان قسورة.

كان يمشي في المدينة وهو لا يغطي وجهه ، بل كان يرتدي ملابساً عادية لا توحي بأنه ذا رتبة ، كان يفكر كثيراً في أخته الكبرى روزيكا الذي يقضي معها معظم وقته في روكو ، وعندما يذهب إلى جيمان ليعمل يظل يفكر فيها وفي أخيهم.

إقتنى كتاباً في الطب لمؤلفه المفضل ، توردت وجنتاه وإبتسم متناسياً مشاكله للحظة ثم عاد لوجومه ، قرر أن يعود لقصره عن طريق الغابة كي لا يلحظه أحد ، ولج دون أن يُرَى ، هرول قليلاً وأحس أن رباط شعره إرتخى ، فهو يستخدم شعره الأسود الطويل والكثيف لإخافة الأعداء ، توقف ليرفعه وهو في خضم ذلك سمع خشخشة غريبة ، إلتفت وقال:

- من هناك؟.

- من هذا الذي يجرؤ على رفع صوته على الماركيزة؟.

كانت الماركيزة أوليفيا ، رفقة فرسانها تأخذ نزهة في الغابة على ما يبدو ، تعرف عليها قسورة ، تبسم وضيق عينيه محملقاً قائلاً:

- ألا يجوز لنا أن نحمي أنفسنا ؟ .

جفل أحد الفرسان وأشهر سيفه وقال:

- كيف تتكلم هكذا مع الماركيزة؟.

- لم أقل شيئاً .

نظرت الماركيزة إليه بتمعن، عم الصمت للحظات وقالت:

- أيعقل أنك الشمس؟.

كانت ترمز للملك ، فقد لاحظت الشبه بينهم ، تغابى قسورة وقال:

-الشمس؟، ما هذا أتعبدون الشمس؟ ، ألهذا شكلكِ غريب أسود؟ ، يالغرابة نبلاء روكو إنهم حقاً زائغون!.

إرتبكت أوليفيا وصدقت أنه جاد ، ضيقت عيونه السود المملوءة بالاثمد وقالت:
- نبلاء روكو؟.

- أنا جنرال من جيمان...

- أيعقل بأنك ذاك الذي ساهم في حرب جيمان ومادوي؟.

منع ليونارد وأليكسيس قسورة من الذهاب ، لأنه بالدم يعتبر ولي عهد للعرشين فليس هناك من هو أقرب لجيمان من سلالة روكو ، ولكن قسورة هرب وذاع صيته من بعدها.

-أجل ، إنه أنا.

إنحنت وقالت:

- سررتُ بلقاءك.

-و أنا لم أسر.

لم تستطع الرد وكظمت غيظها ، كانت تشك ولكن كونه الجنرال نفى كل شكوكها.

وفي نفس الوقت لم تكن أليكساندرا تعلم بمجيئ ليونارد أم لا ، لكنها أرسلت إليه رسالة فحواها أنها ستذهب إلى هيوا غداً وتعتذر على تقصيرها هذه الأيام وهناك تفاصيلٌ تود أن تخبره بها حالما تقابله ، وكان هذا أنسب حلٍ لها فهي الآن عاجزة عن النظر إليه حتى! .

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن