••
طقطق أصابعه المهقاء ، جالسٌ على المكتب ، يسند ذراعيه ، يحدج في ليونارد الذي يجلس على أحد الارائك التي أمام المكتب، وقال أليكسيس:- إذن لا شك أن أوليفيا هي المرأة التي كانت لها صلة بألجير وألفريون .
- كل شيء معلوم ، ولكن بالإحساس و لا أنا ولا أنت يؤمن بالإحساس عندما يتعلق الأمر بجريمة وقصاص!.
- أنت محق يا صاح ، إنه لأمر غريب أن تفعل امرأة واحدة كل هذا .
-لقد كانت موجودة في عهد حكم والدي ووالدك.
- تسميمهم لن يكون صعباً ، خاصاً لدجالة مثلها .
- لكن أوتدري ما الذي سيكشف كل شيء ؟.
- كشف هوية بيل ذاك.
- وبسرعة ، قبل أن يموت .
- لكن هناك شيء مفقود للآن.
- ماذا؟.
أرخى ظهره وأسند ذراعه على ركبته ، وغطى وجهه بيده في إحباط ، سأل بعد أن تنهد:
- كيف ظهرت الأشباح وكيف قامت بايذائك يا أليكسيس؟.
وجم أليكسيس في غضب هيستري وقال:
- مثلما قتلت الملوك تماماً.
طلعت الشّمس وكُلٍ لديه هم أرّقه ، أطال عليهم الليل ، وجعلهم يخافون النهار ، وجعل أجسادهم تشفق على نفوسهم فترق لها ، ذهب الليل من روكو بأكملها ، لكن قطعة من حلكة الليل كانت على شعره ، وغبار النجم يغطي جسده ، وشبهه القوي بوالده وشقيقه يصرخ بأنه شخصٌ من روكو ، كان أكثر الناس استثنائية في الدنيا ، ولي العهد الذي يجهله الجميع ، الشخص المخول لنيل العرش ، الجنرال المقنع المشهور في جيمان ، و فوق كل هذا توج باسم يزيده تميزاً ، وهذا الفريد كان قسورة.
كان يمشي في المدينة وهو لا يغطي وجهه ، بل كان يرتدي ملابساً عادية لا توحي بأنه ذا رتبة ، كان يفكر كثيراً في أخته الكبرى روزيكا الذي يقضي معها معظم وقته في روكو ، وعندما يذهب إلى جيمان ليعمل يظل يفكر فيها وفي أخيهم.
إقتنى كتاباً في الطب لمؤلفه المفضل ، توردت وجنتاه وإبتسم متناسياً مشاكله للحظة ثم عاد لوجومه ، قرر أن يعود لقصره عن طريق الغابة كي لا يلحظه أحد ، ولج دون أن يُرَى ، هرول قليلاً وأحس أن رباط شعره إرتخى ، فهو يستخدم شعره الأسود الطويل والكثيف لإخافة الأعداء ، توقف ليرفعه وهو في خضم ذلك سمع خشخشة غريبة ، إلتفت وقال:
- من هناك؟.
- من هذا الذي يجرؤ على رفع صوته على الماركيزة؟.
كانت الماركيزة أوليفيا ، رفقة فرسانها تأخذ نزهة في الغابة على ما يبدو ، تعرف عليها قسورة ، تبسم وضيق عينيه محملقاً قائلاً:
- ألا يجوز لنا أن نحمي أنفسنا ؟ .
جفل أحد الفرسان وأشهر سيفه وقال:
- كيف تتكلم هكذا مع الماركيزة؟.
- لم أقل شيئاً .
نظرت الماركيزة إليه بتمعن، عم الصمت للحظات وقالت:
- أيعقل أنك الشمس؟.
كانت ترمز للملك ، فقد لاحظت الشبه بينهم ، تغابى قسورة وقال:
-الشمس؟، ما هذا أتعبدون الشمس؟ ، ألهذا شكلكِ غريب أسود؟ ، يالغرابة نبلاء روكو إنهم حقاً زائغون!.
إرتبكت أوليفيا وصدقت أنه جاد ، ضيقت عيونه السود المملوءة بالاثمد وقالت:
- نبلاء روكو؟.- أنا جنرال من جيمان...
- أيعقل بأنك ذاك الذي ساهم في حرب جيمان ومادوي؟.
منع ليونارد وأليكسيس قسورة من الذهاب ، لأنه بالدم يعتبر ولي عهد للعرشين فليس هناك من هو أقرب لجيمان من سلالة روكو ، ولكن قسورة هرب وذاع صيته من بعدها.
-أجل ، إنه أنا.
إنحنت وقالت:
- سررتُ بلقاءك.
-و أنا لم أسر.
لم تستطع الرد وكظمت غيظها ، كانت تشك ولكن كونه الجنرال نفى كل شكوكها.
وفي نفس الوقت لم تكن أليكساندرا تعلم بمجيئ ليونارد أم لا ، لكنها أرسلت إليه رسالة فحواها أنها ستذهب إلى هيوا غداً وتعتذر على تقصيرها هذه الأيام وهناك تفاصيلٌ تود أن تخبره بها حالما تقابله ، وكان هذا أنسب حلٍ لها فهي الآن عاجزة عن النظر إليه حتى! .
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...