مرت الأيام ، والسنوات ، وأليكسا بدأت تنضج وتستقر نفسياً ، وذاع سيطها في العالم الإجتماعي وعُرفت وعُرف صالونها واستمر ، وبلغت سن الثامنة عشر وأصبحت شابة جميلة وقوية ، وسيدة السيف التي يؤخذ بكلامها . وأما عن بيل ، فأصبحت تلاقيه صامتاً لا يتكلم ، لا يبكي ولا يقول شيئاً ، حتى ما عادت أليكساندرا تخافه.
أستقيظت في ذلك اليوم على صوت الخادمة إلينا ، التي كانت قد تقربت لأليكسا كثيراً كونها معجبة بها ، وقد فتحت أليكسا قلبها للخادمات بعد أن انطفأ بيل ، مع أنه وعدها بأنه سيقتلها عندما تبلغ الثمانية عشر عاماً ، لكنه أصبح غريباً مؤخراً ...
حسناً ، حتى الممسوسون يتعبون أحياناً!.
- يا أميرتنا استيقظي !.
- أهلاً إلينا صباح الخير.
- عليكِ أن تستعدي لحفل عيد ميلادكِ اليوم! ، جلالة الدوقة متحمسة حقاً!.
- أولست صاحبة هذا اليوم؟ ، دعوني أنم!.
- يا أميرة!~.
تناولت الإفطار وأخذت حماماً ، ثم بدأت في التجهز ، إختارت ثوباً وردياً فاتحاً إرضاءً لقلب أمها ، وكانت فيه جميلة كالمعتاد ، بدأ الحفل كالعادة ورحبت بالضيوف ، وقابلت آريا بذات الحفاوة والحب كل مرة ، أحياناً يتغير كل شيء إلا القلوب ، كانت قد حدثت آنسات الصالون عن التخصص الذي ودت أن تدخل إليه ، و كن جميعاً معجبات بقرار أليكسا ، قالت فيرونيكا :
- أولم تسمعي بالقرار الملكي الجديد؟.
تعجبت أليكسا وسألتها:
- أي قرار يا فيرونيكا؟.
- أنه من يجتز إمتحان الإستشارة الملكية ينل هذه الشهادة و من يحظى بأعلى درجة يصبح مستشار الملك .
- أي إمتحان هذا؟ ، حتماً سيكون صعباً .
استعجبت أليكسا ، فكيف يمكن أن تدخل القلعة الملكية وتعرف كل أسرارها بمجرد إمتحان؟ ، قالت فيرونيكا بعد أن رأت استعجاب الأخرى:
- ستسألين جلالة الدوق وتعرفين ، أعتقد بأنكِ تدرسين بهذا المجال كثيراً لدرجة أن الإمتحان سيكون يسيراً عليكِ.
وقالت آريا التي كانت مندمجة في الحديث :
- حتماً ، لا يوجد على أرض روكو من هو أحق بمنصب المستشارة السياسية من أليكساندرا .
- لا أعلم يا رفيقات ، ولكن سأنظر في الأمر.
إنتهى الحفل وهي تخوض في القيل والقال ، حتى كادت أن تفقد الشعور بقدميها ، جلست على كنبة وتنهدت وأحضر لها كارسين كوب ماء وقال:
- يبدو بأن سيدة السيف أصبحت رقيقة مؤخراً.
- يا حضرة القانوني أتظلم الناس حتى وأنت تعمل في المحاكم هكذا؟ ، إن الكعب عذاب للأقدام.
- نحن القانونيون أعلم منكم أيها السيافون .
- توقف عن المزايدات فإن الكعب قد بدأ عند الجزارين .
سكت كارسين ثم ضحك بشدة وسأل:
- أين تعبكِ؟.
- زال فجأة.
وقاطعهم صوت الدوقة:
- يبدو بأنكم تستمعون هنا ونسيتم حتى أن ترتاحوا .
- لم أعد استطيع الوقوف يا أماه~.
غيرت أليكسا ملابسها وأخذت حماماً دافئاً ، وإرتاحت أخيراً ،ونام القصر وبدأ النوم يقترب منها ، جلست على مكتبها تراجع بعض النقاط ، ثم تذكرت فجأة كلام فيرونيكا ، عقدت حاجبيها وهي تفكر ثم قالت:
- شهادة سريعة ذات كفاءة عالية! ، ياله من عرض!.. هذا أفضل من الثلاث سنوات في الكلية سأخوض التجربة .
ثم سمعت حفيفاً من الشرفة ، وإذ بها فتحت و بان بيل ، تبسمت أليكسا في ثقة ، وقالت:
- إنه الموعد الذي وعدتني إياه بيل ، أتود قتلي كما تزعم؟.
- كل ما أعلمه بأنه لم يكن على مورفي أن يمتلك ابنة .
- من سن هذا القانون؟!.
- إنه هو.
- من؟.
- لا أعلم!.
تقدم نحوها بخطوات ثقيلة بطيئة زاعماً الهجوم ، قد كان مرهقاً بل موشكاً على الموت ، لا يمكن تحديد عمره هل هو شاب ذابل أم هرم ، لكن وجهه كان شبه مشوه ، تفادته وأخرجت خنجرها وأصابته في ذراعه ، و إجتذبته للشرفة ، ثم كادت أن تدفعه ، لكنه جثا ، و بكى ، وقال:

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...