الفصل الخامس والأربعون.

5 2 33
                                    

حين طلوع صباح اليوم التالي اصبحت إليانورا على صراخ أليكسا الخافت بعد أن قرأت رسالة فيرونيكا ، التي أخبرتها فيها أحوال العالم الإجتماعي.

- ماذا؟! ، إلى أي مدى اضطرمت الشائعات؟ ، يا إلهي ما كل هذا؟! .

- لا تقلقي يا أميرتي إنها لن تؤذيكِ ، ولكن أولستِ تحبين الملك أنتِ بالمثل؟.

جفلت الأخرى وخجلت وقالت:

-لست مستعدة بعد...

- جمال الأمور عندما تأتي مفاجئة يا أميرة .

تناولت الدوقية الفطور بهدوء ، كانوا يتحدثون عن ضرورة الذهاب لهيوا لإقامة نصف المراسم هناك تكريماً للأميرة ، كانت أليكسا مصغية ولكنها أصيبت بعسر الهضم بسبب كل هذه الأحداث التي تمر بها!.

أرادت أن ترى حال بيل ، لكنه كان في زنزانة ملكية سرية ، ولا يمكن لأحد الدخول إلا بحضور ليونارد ، جلست في شرفتها تحاول أن تهدأ وتفكر بمنطقية ، لكنها عجزت ، حتى أتت هانا وجلست على كرسي أمامها ، وقالت:

- تفكرين كثيراً يا ابنتي... مع أن الأمر بسيط.

سألت أليكسا متعجبة:

-بسيط؟!.

- حتماً.

- بالتفكير ، إنه بسيط ولكن هذه الضجة التي حدثت تستفزني، بل بدأت أفكر بأن جلالته تعمد ذلك.

-إذا انتبه لمشاعرك ، فهو قد تعمد هذا التصرف.

- ماذا قال أبي؟.

- دعينا منه الآن .

- ماذا؟.

- أخبريني ، أسيغيب الملك كثيراً؟ ، من حقي أن أعلم .

- أعتقد أنه سيبقى ليومين أو ما شابه.

- عليكِ أن تذهبي لهيوا رفقتنا .

- أنا؟ ، أمي أنا المستشارة الملكية!.

- أعلم ولكن يمكننا حمايتكِ ويمكنكِ حماية نفسك.

- لا أتكلم عن الحماية ، لدي أعمال أنجزها ونحن نضيع الوقت  .

- لا عليكِ ، سأطلب من جلالته الإذن لكِ.

- أنتِ؟.

- حتماً حتماً لأن...

قاطع كلامهن طرق الخادمة للباب ، أذنت أليكسا لها ودخلت قائلة:
- إن الآنسة آريا ابنة الماركيز هنا.

- آريا؟ ، ليس من عادتها المجيئ فجأة.

سألت هانا بعد أن وقفت الإثنتين:

-  أكل شيء بخير؟.
- سيكون كل شيء بخير يا أمي.

كانت آريا ذابلة ، عيونها مرهقة، والقلق خط عليها خطوطاً عريضة ، بث مظهرها القلق في نفس أليكسا ، وأما هانا فألقت التحية وذهبت كي تأخذ آريا راحتها ، قالت أليكسا بعد صمتٍ طويل.

- آريا ، أنتِ بخير؟ ، فحالكِ يشكو الهزال.

- أليكسا ... منذ أن كنا أطفالاً تعلمين جيداً أن أمي قاسية جداً وتتصرف ببغض أحياناً.

- آريا...

أغرقت عيون آريا الذابلة بالدموع وقالت والألم يصرخ من عينيها :

-لكنها الآن في حال اسوء! ، نادراً ما تأكل وتشرب ،ولا تقوم بواجباتها الماركيزية البتة ،ولا تريد إخبار المستشارين لأنها لا تريد أن يصل الكلام لجلالته!.

-لمَ الملك؟.

- كانت دائماً تهذي باسمه وكل عائلة روكو الملكية ، وكنت استغرب هذا ، وزاد استغرابي عندما لاحظت انها تنادي بعائلة جيمان ايضاً!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن