الفصل التاسع والعشرون!.

5 2 69
                                    

فأدركت أليكسا أنها بالداخل فإندفعت مفزوعة للمبنى دخلت ومضت وبحت في جميع الغرف ، ولسعها مقبض باب آخر ، تنهدت واستمرت في مناداة آريا ، حتى سمعت صوتها بصعوبة ، ووجدتها آخيراً فأمسكت بيدها وقالت:

- لا تقلقي ، وانتبه إليهن أحد الفرسان فقال:

- ساؤمن الطريق لكن أخرجن بسرعة كي لا تختنقن ولا تحترقن .

وبينما هن يمشين خلف الفارس ، اختنقت آريا فقالت للفارس أن يحملها ويخرج راكضاً كي لا تموت وكانت تود أن تلحقهم لولا أن بان طيف تلك المرأة التي قابلتها أليكسا وأحست بشبهها بمربيتها ، فتوقفت ، كانت تلك المرأة قد تأذت في وجهها وصدرها وتثج الدماء منها ، تماماً كما شوهت ماري وماتت وقتها ، وكانت تلك المرأة تمسك سكيناً في يدها ، ذهلت أليكسا ووقعت في حالة صدمة ، لمَ كل شيء متشابه وغلب البكاء على صوتها وصارت تقول:

- ماري! ، ماري!...

- لقد تركتني وتسببتِ في موتي ، كل ذلك بسببك أنتِ ، أنتِ من هددته وأنا من خسرت حياتي!.

توقف كل شيء أمام أليكسا من قلة التصديق ، وإنهارت جاثية صامتاً شاخصة البصر ، وعلمت أنها بانهيارها هذا ستهلك تماماً ، لأنها كانت دائماً تنهار وحيدة بعد طول وقوف وعندما تتمنى أن ينتبه بشري لها وينقذها ، لا يظهر أحد أبداً ، رفع ماريا السكين و رفعته ، وأليكسا مطأطئة رأسها ، لابأس ، سيكون كل شيء بخير وينتهي هذا الكابوس الخانق للقلب والرئة!.

رفعته ماريا ، وبكل قواها ، غرسته في كتف أليكسا فصرخت ، كان ذلك فضيعاً لكنه لم يكن عميقاً وكانت ماريا واهنة جداً ، رفعت أليكسا رأسها ونظرت لذاك السكين المغمور بالدماء يرتفع مجدداً ، فأغمضت عينيها وسمعت صوت إصابة ، واستغربت كيف لم تشعر بشيء!.

- أليكساندرا ماذا حل بكِ!.

لم تصب هي ، لكنها كانت في حالة لا تسمح لها حتى بالادراك ، ولم تسمع صوت ليونارد وهو يناديها ولا سؤاله بل لم تنتبه له ، حتى حملها على كتفه ، وخرج بها مسرعاً ، وإنهار المبنى ، وبجثة ماريا تلك ، وكان من الجيد أن أليكسا لم ترى جثة ماريا ولا لحظة قتل ليونارد لها ، لم تخرج إلا وهي قد فقدت وعيها ونزفت كثيراً ، وكان ليونارد في قمة قلقه وذعره ، واستغرب الجميع ذلك اعتياداً على فتوره .

استيقظت في اليوم التالي في غرفتها ، حدجت في سقفها بفراغ ، عاد عليها الشريط ، وكانت غير مصدقة ، كان الوقت سحراً ، رأت أمها التي كانت قد غفت على الكرسي وتسلل نور القمر على خصلاتها القانية ، آحست بالسكينة وارتاح قلبها لرؤية أمها الثمينة ، فبكت ، انتبهت أمها وصحت ، وحضنتها في مواساة:

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن