تذكر قلق والده ، وتذكر كيف كان يعلمه كثيراً منذ أول سنوات حياته ،مع أنه نسي نصف ما علمه ، لكنه لم ينسى يوم ذعرت والدته عندما رأت ابنها الذي في الخامسة من عمره ، يسحب زناد مسدس! ، تجادلت يومها مع والده طويلاً ، فقد كانت الملكة هيلين شديدة القلق دائماً.
عادت إلى قصر مورفي ، وظلت تفكر فيما قاله لها ليونارد ، وكيف أن وضع العائلة المالكة خطر ، وجدت نفسها تهمس وحيدة في غرفتها ، على فراشها ، حتى إنزعج النوم وذهب قالت:
- يوم قابلت الملك عند البحيرة آخر مرة ، انتبه إلي وكان على أهبة الاستعداد تماماً وكان شديد التركيز بالرغم من كونه شارداً ، هذا يعني أنه معتاد على الخطر إن صح ظني ... أولا يعني هذا أن جميع أفراد العائلة المالكة مهدد بالموت إن لم يمت ؟. و ولي العهد الذي لا يعلم سره أحد ، إن لم يكن يهدده أي خطر فذلك يدل على جهل المستهدف لقسورة...
بقيت قليلاً ثم جلست وتذكرت عندما قال الملك أنه ذهب إلى جيمان وأنه كان يعمل هناك .
- أولا يعني هذا أنه يتنقل بحرية عكس جلالته؟!.
وفي نفس الوقت ، في قصر روكو ، يقف الفتى الأسمر ذا العيون الخضر والشعر الأسود القاتم أمام ليونارد ، كان الفتى هو ذاته الذي أنقذه ليونارد من حدث بيع البشر ذاك ، ومن ذلك اليوم كان الفتى يحدج في ليونارد منبهراً ، سأل ليونارد بعد أن طال الصمت:
- كم عمرك؟.
- لا أعلم.
- لا يمكنني الجزم ، ولكن أعتقد أنك في الثالثة عشر .. وماذا عن اسمك ؟.
وكان كلاي يقف بجانب ليونارد في استغراب شديد ، وقال له هامساً:
- إنه في العاشرة حتماً!.
فأجابه ليونارد:
- اسكت ، كيف تعرف اصلاً؟.
- لا ترمي بتوقعاتك هكذا!.
سأل ليونارد:
- وماذا عن اسمك؟.
- لا أملك واحداً.
- حقاً ؟ ، لم يسبق لك أن إمتلكت اسماً؟.
- كلا.
- إذن هو كايل.
توسع بؤبؤه في انبهار مستمر ، وتذكر ليونارد قسورة عندما كان طفلاً ، وسأل :
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasia"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...