في اليوم التالي كان كلاي قد زار الملك منذ الصباح وأليكسا تعمل بجد في مكتبها ، سأل الملك حالما ألقى التحية على كلاي:
- ماذا قال لك الدوق عن أولئك المجهولين الذين قتلتهم بسهامي .
- لم ألتق به إلى الآن .
زم شفتيه وزادت ملامحه جدية ونادى:
- يا أليكساندرا مالذي قالوه بعد التحقيق .
- قيل بأنهم قطاع طرق يا جلالة الملك .. فلم يكن هناك ما يرمز لأي توجه.
استغرب ورد بنبرة جادة:
- قطاع طرق ويعرفون مكانكم ووقت مجيئكم؟ ، وما كانوا ليستهدفوكِ إلا لو علموا بأنكِ المستشارة الملكية.إنتفضت أليكسا ، وقالت مستدركة :
- إنك لمحق! ، فقد ناداني باسمي وبرتبتي!.وقف الملك وقال مستشاطاً:
- ماذا؟! ، إن الأمر واضح جلي للعميان! ، إنها محاولة إغتيال!.
- لم نعلم ماذا علينا أن نفعل بالضبط !.
- سأريكم مالذي عليكم أن تفعلوه... أمازالت الجثث موجودة؟.
- لم تدفن بعد يا جلالة الملك ولكن لمَ؟.
عندما حل الليل ، ذهب الملك برفقة كارسين وأليكسا إلى معسكر الفرسان التابع لمورفي ، كان الملك يرتدي قلنسوة سوداء لا تبدي شيئاً منه وكان طويلاً عريض الكتفين مفتول العضلات ، لدرجة أنه بدا مخيفاً في الظلام ، كان كارسين يعرف الملك ليونارد قليلاً لذا لم يستغرب تصرفه المتهور هذا ، ولكن أليكسا استغربته كثيراً ، فأن ترى الملك يتجول هنا وهناك تحت قلنسوة ، لأمرٌ لا يحدث كل يوم.
فتحوا الغرفة التي خبئوا فيها الجثث ، وقال الملك:
- في مملكة روكو ، هناك نظام مشترك بين جميع العصابات والمنظمات التجسسية والإجرامية ، أنهم يختمون بالنار على ظهورهم ، إما رمزاً أو اسماً .
فقال كارسين بينما يقلب مع الملك جثة زعيمهم :
- ولكن لمَ؟.فأجابت أليكساندرا:
- كطقوسٍ لجماعتهم وإفتخاراً بإنجازاتهم البالية .
فأشار ليونارد بالضوء على ظهر الجثة التي قلبها ومزق عنها كفنها وقال محملقاً:
- أحياناً هو كذلك ، ولكن في حالتنا هذه ...فبانت الكتابة على ظهر الجثة وقد كُتب "كش ملك" ، واستمر ليونارد:
- ... فهو تهديد.
قال كارسين:
- هل الأمر أكبر مما نتخيل؟!.
فأجابت أليكسا:
- كما قلت يا جلالة الملك... يبدو أنني استهدفت لأني المستشارة.
أجاب الملك :
- على قدر أهلِ العزم تأتي العزائمُ... كما يقول السيد لوكاس دائماً : الأثقال للرجال ، وأنا المستهدف ، علينا فقط أن نؤمن سبيل أليكساندرا كي لا تتأذى.
- يا أيها الملك...
علم الدوق ساي عن الأمر وبدأ في دوامة القلق ومحاولة معرفة هوية المعتدي ومحاولة إيجاد طريقة لتأمين أليكسا ، واقترح الملك تغير الطريق المعتاد وإزالة شعار العائلة من على العربة وتنكر أليكساندرا ،كان هذا حلاً جيداً نوعاً ما إضافة إلى وجود فارسين إضافيين ، كان الملك منزعجاً جداً لأنه كان على مورفي أن يتكبدوا هذا العناء ، لكن أليكسا كانت مستعدة للاستمرار في أي ظرفٍ كان.
وفي داخل قصر مورفي بقي الجميع متكتمين عن موضوع مجيئ الملك وتفتيش الجثث واستهدافه ، لأن الأمر يبدو مقلقاً لهانا وحسب ؛ في صباح اليوم التالي ، كان الملك ليونارد في خضم نقاش طويل مع أحد الفرسان عندما أتت أليكسا ، سمي ذلك الفارس آش ، وقد كانوا يتناقشون عن بعض الأمور في أنظمة جيش المملكة ، كانت علاقته بالفارس جيدة لكن نقاش اليوم مختلف تجاهلت أليكسا أصواتهم العالية وحاولت التمتع برائحة القهوة النفاذة واحتساء كوبها بصمت ، إلى أن صعقت عندما رأت الملك قد وقف ، ومن أخذ ياقة الآخر وضرب جبهته في وجه الفارس!!.
- لقد أثرت أعصابي يا رجل! ، كيف لك أن تصر على خطأ وتعاندني إلى هذا الحد؟! ، لقد تعبت!.كان يبدو على الملك قلة النوم فقد كانت هالاته كثيفة ، ولكنه مازال واعياً ويعلم أنه محق ، وقد كانت أعصابه متقدة ، وعروقه تغلي! .
قالت أليكسا وهي تحاول أن تهدئه:- أيها الملك هدئ من روعك!... أنت تدري أكثر مني بأن السيد آش عنادي ، لذا لا تتعب نفسك وإلا أنت من سيرهق.
شعر آش بأن كلامها ليس في محله وأن الملك سينفجر ويقتله ولا يضربهم وحسب ! ، إلتفت نحوها وهو مازال محملقاً وقد خيل لها أنه يشتعل ، سأل:
- ماذا تقصدين؟.استغرب آش من هدوء نبرة الملك ، فاستغلت أليكسا الفرصة لتهدئه وقالت:
- أنت يا جلالة الملك سريع الغضب... وآش لا يقتنع بسهولة ، إذا كنت ترى كلامك صواباً إفرض رأيك بسلطتك فقط.تنحنح الملك وقال محاولاً استعادة رشده:
- أنتِ محقة ..
وطرد آش بعد أن هدده بأقسى العواقب إن لم يطبق دون عناد.
وعاد إلى هدوءه وعمله ، كما لو أن شيئاً لم يكن.

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantastik"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...