جلس الدوق يحتسي الشاي في مكتبه ، وأتت الدوقة تبادله الأحاديث وتحتسي معه الشاي ، قال الدوق:
- كان يوماً طويلاً ، لكنه جيد.
- أيمكن لهذه الأقداح أن تنسينا همومنا؟...
إحتست رشفة ثم قالت :
- أعلم ما يقلقك ولكن هون على نفسك.قهقه بعلو صوته ثم وجم قائلاً:
- وماذا عما يقلقكِ؟.- أنا؟ ... ما بك يا رجل؟!.
- لا تكابري يا امرأة ، لابأس بأن نعترف بأحزاننا أحياناً ، كان شقيقكِ آهين رجلاً رائعاً وطيباً كما لو أنه ليس من البشر ، وكنتِ تعتزين به كثيراً ، وكان رحيله مؤسفاً ... لكن جرحكِ لم يشفى بعد لأنك تجبرين نفسك على التحرر والعيش ... حتى إنك خبئتِ كل ما يذكركِ به ، لأن قلبكِ لا يحتمل.
- ولكنني بخير!.
- أنتِ تؤذين نفسك فحسب ، وأحياناً حتى نفسك تكون أكبر مسببٍ للضرر بالنسبة إليكِ ، عليكِ أن تفهمي أنه وبكل الطرق .. لم تكوني المخطئة أبداً يا هانا!.
أدمعت عيون هانا ولم تستوعب إلا عندما وجدته يمسك بكتفيها ويحدق فيه بقوة ، إرتجفت ، وأحست وكأن حميماً ينهمر عليها ، شهقت ، بكت ، فحضنها ..
عادت إليها ذكرى ذلك اليوم ، يوم كانت إبنة الثمانية عشر عاماً ، يوم كانت خطيبة الدوق مورفي ، كانت تتجول مع شقيقها آهين وريث ماركيزية هيان في المدينة ، تبادله الحديث باسمة الثغر ، ولم تدري بأن بهجتها تلك كانت ستحاسب عليها ، فجأة أحاط بهم مجموعة من الرجال ، كانوا عشرات ! ، لمَ يأتي كل هذا الرهط من أجل شخصين ؟ ، هم آهين مسقطاً لمن يستطيع اسقاطه ، حتى أخذوا شقيقته كرهينة مما أعجزه خشية عليها ، فسلم نفسه ورمى سلاحه ، ولم تكن لحظات ، حتى استلوا منه روحه ، وطعنوا تلك العنق التي قدمت نفسها ، أحياناً الكثرة لا تغلب الشجاعة ، بل الوضاعة تغلب الشجاعة! .
في ذلك اليوم ، صعقت هانا وضربوها على عنقها فسلبوها وعيها ، و لم تستفق إلا و هي مكبلة في المحكمة ، متهمة بقتل آهين هيان! ؛ صرخت بكل ما لها من صوت بأنها ليست هي ، لم يصدقها أحد ، وكان والداها موتى و شقيقها الآخر طفلاً ، ولم هناك غير زوجة والدها التي تسعى للتخلص منهم جميعاً ! ... والشخص الوحيد الذي استعمل نفوده ليحميها كان الدوق مورفي ، و قتالاتٍ طوال أثبتت براءة هانا وقتلت زوجة أبيها وبدأ شقيقها الصغيرة في الاستعداد للخلافة ، وتزوجت هانا زواجاً تعيساً بعد مدة ، وهي تحاول نسيان كل من فقدته ، وذلك المنزل الذي لم يبقى منه أحد إلا هي ، وشقيقها ذلك الفتى الذي كانت أمامه طرق طوال ، وواجبٌ ثقيل ، وكفاح في سبيل عائلة كلها موتى ، ذا الخمسة عشر عاماً يوم زواجها ، لوكاس..
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...