قام من على الكرسي وبان طوله الشاهق وقال وهو يعدل معطفه بيديه البيضاء:
-سنعود إلى جيمان الآن .
سأل ليونارد الجالس على الكرسي الذي يقابله وهو يضع رِجلاً على رِجلاً:
-يارجل... أولن تريحنا وتتزوج وتصبح ملكاً ؟.
- أنت تعلم أني أطمح إلى ما هو أكبر من رتبة الملك..
- أعلم ، هل جهزت للمحاكمة؟.
- سنشرع في إلقاء القبض على المتهمين قريباً.
ثم إلتفت أليكسيس وأضاف:
-ما بك؟ ، تبدو بحالٍ غريب؟.
أجابه ليونارد بعد أن أنزل رجله :
- لطالما كنتُ غريباً.
- لم يصعب علي فهم طباع فيوليت مثلما صعب علي فهمك.
تبسم ليونارد باستفزاز وقال:
- تلكَ فيوليت حبيبة القلب.
- إنقلع.
مضى كل من أليكسيس وفيوليت باكراً ، وخرجت أليكسا رفقة ليونارد لإلقاء التحية ، رأت كيف كانت علاقة الجيمانيّ وطيدة بالجيمانية ، وكيف أنهما يفهمان بعضهما من نظرة ، وكانت تتبسم لذلك ، لاحظ ليونارد الذي يقف بجانبها وضعها ، فوضع يده على كتفها وقال:
- ما بكِ؟ ، أانسجمتِ رفقة الجيمانيّة؟.
إلتفتت إليه وقالت مدركة باسمة:
- نعم ، لقد أحببتُ حكاياتها وشخصيتها وتصرفاتها جداً ، بالرغم من أني أعرف الكثر ولكنها مميزة صدقاً!.
فأنزل يده من على كتفها وشبك ذراعيه ورفع رأسه ، و ثم أجابها مستعجباً:
- يالهذه النظرة! ، أنتِ حتى لا تحدجينني بها!!..
- ولكن يا ليو .. ما علاقة نظرتي لها ونظرتي لك؟.
جفل من مناداتها له باسم ليو إذ أنه لم يعتد عليه بعد ، وأعرض ومضى إلى الداخل قائلاً:
- لا عليكِ... لدي بعض العمل في المكتب.
يا إلهي المكتب! ، لم تدخل إليه أليكسا منذ أيام طول! ، من ذلك المكان الذي بدأ فيه كل شيء وكل تلك الفصول الطويلة ، ياللعجب كيف كنا وكيف أصبحنا ، من مستشارة للملكة الواعدة ! ، دغدغ ذكر المكتب قلبها ولحقته كذلك لترى ما خطبه ، قالت وهي تتبعه :
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
خيال (فانتازيا)"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...