بقيا إلى وقتٍ متأخر وهما يعملان بجدٍ وحرص ، حتى فطن الملك لحلول المساء ، خلع نظراته والصدّاع يحكم رأسه بقوة ، إنزعج ورفع رأسه وقال:
- إعذريني يا أليكساندرا ، لقد بذلتِ جهداً لوقتٍ طويل ، وحل المساء ، وما أظن أن هناك خياراً أنسب من بقائكِ هنا الليلة.
كانت أليكساندرا تود أن تعترض ولكنها تذكرت الخطر المحدق بها ، وقررت ألا تورط أحداً وبقيت هناك وأرسلت رسالة لأهلها ، تناولت العشاء مع الملك بهدوء ، لاحظت هدوء الجميع وحتى كبير الخدم الذي كان عجوزاً وعاش مع الملك سنوات طوالاً ، كانت ألفاظه شحيحة تماماً ، تسائلت أليكسا فجأة وسألته :
- جلالتك ، أين هم أمير وأميرة هِيّوا ؟.
- غادروا هذا الصباح ، منذ مجيئهم تناولت معهم وجبة العشاء مرتين وكانا مستمتعين بالإقامة في المملكة وكنتُ مشغولاً جداً... لذلك إعتبرت قصر الضيوف فندقاً سياحياً.
- جلالتك مشغولٌ جداً في النهاية لا أظن بأن هناك أي لوم عليك.
- حتماً.
خرجت أليكسا للحديقة الخلفية لتشاهد السماء المرصعة بالنجوم ، جلست طويلاً حتى كلّت ، قررت أن تتمشى قليلاً ، مضت لمدة ، ثم لمحت الملك ، كان واقفاً واضعاً ذلك المعطف الملكي على كتفيه ، شارد الذهن يبدو عليه الغضب ، إلتفت فانتبه إليها ، توجس وقال مشتاطاً فجأة:
- أليكساندرا! ، اختبِئي!.لم تدري كيف ولمَ لكنها اختبَأت خلف عمود قصير حجري بجانبه شجيرة ، وما هي ثوانٍ حتى سمعت صوت فتاة .
- جلالة الملك روكو ، لمَ ترفض حتى استقبالنا؟.
- أتظنين يا أيتها الأميرة جين بأنكِ بالتسلل قد تتمكنين من تغيير رأيي؟! ، أنتِ وكل مَن مِن كالدرن إبتعدوا عن وجهي!.
- جلالتك ، فكر ملياً أرجوك ، مالذي فعلته كي ألقى غضبك ؟.
- تالله قد فعلتِ الكثير.
ثم صرخ:
- أيا أيها الفرسان ! ، ما خطبكم؟ ، إن هذه متسللة! ، أخرجوها.
خرجت الأميرة جين مستشاطة منزعجة ، وتوجست أليكسا من رد فعله العنيف وتسائلت ما الذي فعلته جين بالضبط ، وقفت أليكسا وهي تتفكر ، وأدركت حقاً مقدار المعلومات الذي تجهلها عن الملك. إلتفت إليها وقال ساخراً:
- إن المشاكل تهوانا حقاً.
- صدقاً.

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasi"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...