الفصل الثامن عشر!.

12 2 46
                                    

بقيا إلى وقتٍ متأخر وهما يعملان بجدٍ وحرص ، حتى فطن الملك لحلول المساء ، خلع نظراته والصدّاع يحكم رأسه بقوة ، إنزعج ورفع رأسه وقال:

- إعذريني يا أليكساندرا ، لقد بذلتِ جهداً لوقتٍ طويل ، وحل المساء ، وما أظن أن هناك خياراً أنسب من بقائكِ هنا الليلة.

كانت أليكساندرا تود أن تعترض ولكنها تذكرت الخطر المحدق بها ، وقررت ألا تورط أحداً وبقيت هناك وأرسلت رسالة لأهلها ، تناولت العشاء مع الملك بهدوء ، لاحظت هدوء الجميع وحتى كبير الخدم الذي كان عجوزاً وعاش مع الملك سنوات طوالاً ، كانت ألفاظه شحيحة تماماً ، تسائلت أليكسا فجأة وسألته :

-  جلالتك ، أين هم أمير وأميرة هِيّوا ؟.

- غادروا هذا الصباح ، منذ مجيئهم تناولت معهم وجبة العشاء مرتين وكانا مستمتعين بالإقامة في المملكة وكنتُ مشغولاً جداً... لذلك إعتبرت قصر الضيوف فندقاً سياحياً.

- جلالتك مشغولٌ جداً في النهاية لا أظن بأن هناك أي لوم عليك.

- حتماً.

خرجت أليكسا للحديقة الخلفية لتشاهد السماء المرصعة بالنجوم ، جلست طويلاً حتى كلّت ، قررت أن تتمشى قليلاً ، مضت لمدة ، ثم لمحت الملك ، كان واقفاً واضعاً ذلك المعطف الملكي على كتفيه ، شارد الذهن يبدو عليه الغضب ، إلتفت فانتبه إليها ، توجس وقال مشتاطاً فجأة:
- أليكساندرا! ، اختبِئي!.

لم تدري كيف ولمَ لكنها اختبَأت خلف عمود قصير حجري بجانبه شجيرة ، وما هي ثوانٍ حتى سمعت صوت فتاة .

- جلالة الملك روكو ، لمَ ترفض حتى استقبالنا؟.

- أتظنين يا أيتها الأميرة جين بأنكِ بالتسلل قد تتمكنين من تغيير رأيي؟! ، أنتِ وكل مَن مِن كالدرن إبتعدوا عن وجهي!.

- جلالتك ، فكر ملياً أرجوك ، مالذي فعلته كي ألقى غضبك ؟.

- تالله قد فعلتِ الكثير.

ثم صرخ:

- أيا أيها الفرسان ! ، ما خطبكم؟ ، إن هذه متسللة! ، أخرجوها.

خرجت الأميرة جين مستشاطة منزعجة ، وتوجست أليكسا من رد فعله العنيف وتسائلت ما الذي فعلته جين بالضبط ، وقفت أليكسا وهي تتفكر ، وأدركت حقاً مقدار المعلومات الذي تجهلها عن الملك. إلتفت إليها وقال ساخراً:

- إن المشاكل تهوانا حقاً.

- صدقاً.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن