مكث مورفي في قصر الضيوف وكانت المراسم ستبدأ بعد يوم ، نامت أليكسا باكراً ثم استيقظت في السحر ، أرادت أن تعود للنوم لكن لم يفلح الأمر فارتدت معطفاً وخرجت ، وجدت كم أن الحديقة ذات تزيين جميل ومختلفٍ عن أسلوب روكو ، كانت لاتزال تعرج ولكن تكافح كي تبدو مشيتها طبيعية ، لذا جلست على مقعد ، واختارته مقابلاً لنافذة غرفتها كي لا ينتبه إليها أحد ، سرحت قليلاً في أفكارها ولم تجد سوى الأسئلة التي لا إجابة لها ، ولكنها فجأة سمعت حسيساً من الشجيرة التي أمامها ، أخرجت الخنجر الذي معها ومشت صوب الشجيرة ، إقتربت وسألت:
- من هناك؟... أخرج فلا مجال لك.
ثم بانت لها ، فارس يافع نحيل ، استغربت أليكسا فحملقت وسألت:
- كيف تجرؤ على الحراسة بهذا الشكل الغريب؟.
-آسف ، لقد كُلفتُ بالمراقبة هنا.
- ماذا؟ ، تراقبنا نحن دوقية مورفي؟.
- أرسلني سمو ولي العهد مصطفى.
- وماذا كنا سنفعل؟.
- ليس الأمر هكذا أنا فقط كلفت بجمع المعلومات .
- أنت فاشل في الحفاظ على السرية وفي موقفٍ كهذا وجب علي القتل ولكن سأعفو عنك من أجل أخي وحسب، سأشكو لملك هيوا وملك روكو .
ومضت إلى غرفتها ، وبقيت قليلاً ثم أغشاها النوم . أحبت وألفت الحياة في هيوا ، وبل شعرت بأنها لا تمانع البقاء هنا للأبد ، لكن كلما فكرت هكذا تذكرت أنها ذات مشاكل أهم الآن ، كانت في الحديقة جالسة على كرسي أمام فداء وأمنية ، سألت أمنية:
- أتعرفين ملك روكو ؟.
- ماذا؟! ، أجل هو كذلك.
أجابت فداء:
- إنها تراه كل يوم وتعمل مستشارة عنده.
ذهلت أمنية وسألت في حماس:
- ماذا؟ ، لكم إن هذا مُذهل! ، كيف هو ملك روكو؟.تسائلت في نفسها لمَ هو يظهر ويثير الفوضى دائماً حتى لو لم يتواجد بنفسه؟.
اقشعر بدنها وقالت في إبتسامة متوترة:- إنه قوي كالحرب ، ناعمٌ كالسلام.
صرخت فداء وضحكت مصدومة ، وأمنية صامتة تحدج فيهن ، قالت فداء:
-يا إلهي ، ماذا حدث؟... أتشاجرتم؟.
-فعلت شيئاً أثار حنقه وعَنقه.
-ماذا فعلتِ؟.
- حسناً ولكن احفظن السر ولا تقلنها لأي أحد ولو كانوا مورفي!.
- لا عليكِ.
أخذت أليكسا نفساً عميقاً وقالت:
- أنا في الحقيقة تسللتُ إلى مكان خطير دون علم أحد .
شهقت أمنية وحدجتها فداء باستغراب ثم أردفت أليكسا:
- والملك قد إكتشف الأمر.
أجابت فداء:
-وأكان المكان خطيراً للغاية؟.
-لدرجة الموت في الحقيقة ، وقد أُصبت.
سألت أمنية:- أصبتِ؟ ، أنتِ بخير؟.
وقالت فداء:
- أليكسا عليكِ أن ترتاحي.
-لا عليكن أنا أفضل من قبل.
سألت أمنية:
- وغضب الملك؟.
- بشدة.
ضحكت فداء بخفة وقالت:
- لن يشعر الملك بالملل طالماً أنتِ في روكو!.
قالت أمنية محمرة :
- يبدو أن الملك يهتم بشأنكِ كثيراً.
تبسمت أليكساندرا وأذعنت للواقع وقالت في غبطة:
- أجل إنه كذلك...
بدأت المراسم في اليوم التالي ، فرحت هيوا ، تحسن حال كاحل أليكسا قليلاً ، وأما كارسين ، فقد كان سعيداً للغاية ويبتسم في صمتٍ وخجل ، وفداء كانت متوترة وغير مصدقة للواقع ، هذه هي الحال دائماً ، وبدت على الدوق نظرة فخر واستلطاف ، استمرت مراسم الخطبة لمدة ثلاثة أيام!! ، ولا تسألوني كيف فهذه هي التقاليد!.
بعد إنتهاء المراسم قررت أليكسا أن تتجول قليلاً في المدينة ، تسللت للخارج ، لم يراها أحدٌ عدا إيلي ، تبسمت وعزمت الذهاب .
- من الجيد أنني نجوت.-أنجوتِ يا أليكسا؟.
نظرت بجانبها فوجدت ساي يتبسم ببلادة ، وكانت ملامحه مرعبة جداً في الظلام ...
- أبي!!!.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
خيال (فانتازيا)"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...