الفصل الواحد والخمسون!.

9 2 52
                                    

مكث مورفي في قصر الضيوف وكانت المراسم ستبدأ بعد يوم ، نامت أليكسا باكراً ثم استيقظت في السحر ، أرادت أن تعود للنوم لكن لم يفلح الأمر فارتدت معطفاً وخرجت ، وجدت كم أن الحديقة ذات تزيين جميل ومختلفٍ عن أسلوب روكو ، كانت لاتزال تعرج ولكن تكافح كي تبدو مشيتها طبيعية ، لذا جلست على مقعد ، واختارته مقابلاً لنافذة غرفتها كي لا ينتبه إليها أحد ، سرحت قليلاً في أفكارها ولم تجد سوى الأسئلة التي لا إجابة لها ، ولكنها فجأة سمعت حسيساً من الشجيرة التي أمامها ، أخرجت الخنجر الذي معها ومشت صوب الشجيرة ، إقتربت وسألت:

- من هناك؟... أخرج فلا مجال لك.

ثم بانت لها ، فارس يافع نحيل ، استغربت أليكسا فحملقت وسألت:

- كيف تجرؤ على الحراسة بهذا الشكل الغريب؟.

-آسف ، لقد كُلفتُ بالمراقبة هنا.

- ماذا؟ ، تراقبنا نحن دوقية مورفي؟.

- أرسلني سمو ولي العهد مصطفى.

- وماذا كنا سنفعل؟.

- ليس الأمر هكذا أنا فقط كلفت بجمع المعلومات .

- أنت فاشل في الحفاظ على السرية وفي موقفٍ كهذا وجب علي القتل ولكن سأعفو عنك من أجل أخي وحسب، سأشكو لملك هيوا وملك روكو .

ومضت إلى غرفتها ، وبقيت قليلاً ثم أغشاها النوم . أحبت وألفت الحياة في هيوا ، وبل شعرت بأنها لا تمانع البقاء هنا للأبد ، لكن كلما فكرت هكذا تذكرت أنها ذات مشاكل أهم الآن ، كانت في الحديقة جالسة على كرسي أمام فداء وأمنية ، سألت أمنية:

- أتعرفين ملك روكو ؟.

- ماذا؟! ، أجل هو كذلك.

أجابت فداء:

- إنها تراه كل يوم وتعمل مستشارة عنده.

ذهلت أمنية وسألت في حماس:
- ماذا؟ ، لكم إن هذا مُذهل! ، كيف هو ملك روكو؟.

تسائلت في نفسها لمَ هو يظهر ويثير الفوضى دائماً حتى لو لم يتواجد بنفسه؟.
اقشعر بدنها وقالت في إبتسامة متوترة:

- إنه قوي كالحرب ، ناعمٌ كالسلام.

صرخت فداء وضحكت مصدومة ، وأمنية صامتة تحدج فيهن ، قالت فداء:

-يا إلهي ، ماذا حدث؟... أتشاجرتم؟.

-فعلت شيئاً أثار حنقه وعَنقه.

-ماذا فعلتِ؟.

- حسناً ولكن احفظن السر ولا تقلنها لأي أحد ولو كانوا مورفي!.

- لا عليكِ.

أخذت أليكسا نفساً عميقاً وقالت:

- أنا في الحقيقة تسللتُ إلى مكان خطير دون علم أحد .

شهقت أمنية وحدجتها فداء باستغراب ثم أردفت أليكسا:

- والملك قد إكتشف الأمر.

أجابت فداء:

-وأكان المكان خطيراً للغاية؟.

-لدرجة الموت في الحقيقة ، وقد أُصبت.
سألت أمنية:

- أصبتِ؟ ، أنتِ بخير؟.

وقالت فداء:

- أليكسا عليكِ أن ترتاحي.

-لا عليكن أنا أفضل من قبل.

سألت أمنية:

- وغضب الملك؟.

- بشدة.

ضحكت فداء بخفة وقالت:

- لن يشعر الملك بالملل طالماً أنتِ في روكو!.

قالت أمنية محمرة :

- يبدو أن الملك يهتم بشأنكِ كثيراً.

تبسمت أليكساندرا وأذعنت للواقع وقالت في غبطة:

- أجل إنه كذلك...

بدأت المراسم في اليوم التالي ، فرحت هيوا  ، تحسن حال كاحل أليكسا قليلاً ، وأما كارسين ، فقد كان سعيداً للغاية ويبتسم في صمتٍ وخجل ، وفداء كانت متوترة وغير مصدقة للواقع ، هذه هي الحال دائماً ، وبدت على الدوق نظرة فخر واستلطاف ، استمرت مراسم الخطبة لمدة ثلاثة أيام!! ، ولا تسألوني كيف فهذه هي التقاليد!.

بعد إنتهاء المراسم قررت أليكسا أن تتجول قليلاً في المدينة ، تسللت للخارج ، لم يراها أحدٌ عدا إيلي ، تبسمت وعزمت الذهاب .
- من الجيد أنني نجوت.

-أنجوتِ يا أليكسا؟.

نظرت بجانبها فوجدت ساي يتبسم ببلادة ، وكانت ملامحه مرعبة جداً في الظلام ...

- أبي!!!.











فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن