الفصل الثامن والعشرون!.

6 2 72
                                    

في اليوم التالي كان على الملك زيارة متحف ثقافي أنشأته الماركيزة أوليفيا والدة آريا صديقة أليكسا ، فعزموا على أن لا يتأخروا ، دخل الملك واطلع على المكان وتحدثوا مع الماركيزة لوقت .

- يشرفنا لقاء جلالتك هنا ، ها قد حققت حلمي بانشاء هذا المتحف!.

- إن هذا لفخرٌ لمملكة روكو.

بعد أن انتهوا من النقاشات الهامة ، اطلع ليونارد على بقية اجزاء المتحف ، ولاحظ أشياءً كثيرة ، واستغرب كثرة الشموع ، وسأل أليكساندرا التي تقف خلفه بصوت خافت:

- أتتبع الماركيزة ديانة ما؟.

- كلا ، لمَ؟.

- لا تهتمي ، مجرد شكوك.

كانت كلما رأته أو سمعته تذكرت كلامه بالأمس ، وكانت تتوتر وتخجل منه ولا تضع عينيها في عينيه ، وبل فكرة أنه يحادثها كانت تهابها! ، و هي شاردة و تتأمل التحف القيمة ، نادتها امرأة كانت تعمل في المتحف وهي نببلة كما يبدو في متوسط العمر ، ممتلئة الخدين بنية الشعر  والعينين قائلة:
- أأنتِ هي الآنسة أليكساندرا مورفي؟! ، يا ويحي سيدة السيف هنا! ، سررت بلقاءكِ حقاً!.
وقفت أليكساندرا في ذهول ، فقد شعرت بالشبه الكبير بينها وبين مربيتها ماري التي قضى عليها بيل بوحشية ، استعادت الكثير من الذكريات ، و بدا على عينيها حزن شديد ، وأجابت :
- نعم إنها أنا ، سررت بلقاءكِ..

- اسمي هو ماريا ، وانا ابنة كونت .

وجمت أليكسا وزاد ذهولها ، الشكل والعمر والاسم؟ ، هل هذه الامرأة أتت لتلهب أشواقها وتعذبها؟ ، فكرت كثيراً ولم تجد تفسيراً سوى القرابة ، لكنها كانت مشوشة حقاً ، لمح ليونارد وضعها وناداها ، فأتته متثاقلة فسألها:

- أليكساندرا ما الذي يجري؟ ، أحدث شيء؟ ... أوتبكين؟!.

ذهل عندما رأى دموعها ، وسألها عن بكائها بتعصب ، كان مشوشاً من الصداع ، فقظ كانت هناك رائحة قوية لبنزين او شيء ما ، سأل عنهاوالفرسان وقالوا أنها من موقد في المبنى ، مسحت دموعها وقالت متنهدة بصوت مرتجف:

- كلا ، جلالتك ، أنا فقط قد تذكرت امرأة عزيزة علي ماتت منذ سنوات طوال.

- كيف ماتت؟.

- قتلها بيل.

- لا أعرف كيف أواسي ولكن لا تحزني ، هي بمكان أفضل منا الآن .

لم تجبه بعد حتى سمعت صراخ أحدهم قائلا:

- حريق! ، حريق!.

هرع الفرسان وإلتفت ليونارد مصعوقاً وقال:

- توقعت ذلك من تلك الشموع المتراصة ! ، إنها غير مريحة أبداً... أليكساندرا سارعي بالخروج !.

وماهي ثوانٍ حتى أحاطت ألسنة اللهب بكل مكان ، أشار ليونارد لأليكسا بالخروج ودخل ليخرج بقية الموجودين ، ولكن أليكسا قررت أن تخرج معه الناس فلا ذنب لهم ، ولن يرتاح لها ضمير ، كافحت وتأكدت من كل الغرف ووجهت كل من وجدته ، مست يدها مقبض باب حديديّ فلسع سعيره يدها ، و ثم بدأت بالسعال من قوة الدخان والرائحة المتفحمة ، وأحست بالداور فخرجت محاولة لإلتقاط نفس ، ووجدت الفرسان مازالوا يترددون على المبنى ويخرجون من وجدوا ووجدت ليونارد يفعل ما يفعل الفرسان فما لمحها حتى قال مصعوقاً قلقاً:

- لماذا لم تخرجي؟! ، أوتعصين الملك؟!.

لم تجبه من قوة السعال فطلب لها بعض الماء ، وبدا عليه الغضب الشديد وعلى عكسها كان صداعه قد خف حالما خرج من المكان ولكنه مازال متحسساً وبشدة ، كان الجميع موجوداً ، لم تفتح أليكسا عينيها حتى صرخت الماركيزة أوليفيا:

- يا ويلي! ، آريا! ، آريا!.. فلينقذها أحدٌ ما!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن