في اليوم التالي كان على الملك زيارة متحف ثقافي أنشأته الماركيزة أوليفيا والدة آريا صديقة أليكسا ، فعزموا على أن لا يتأخروا ، دخل الملك واطلع على المكان وتحدثوا مع الماركيزة لوقت .
- يشرفنا لقاء جلالتك هنا ، ها قد حققت حلمي بانشاء هذا المتحف!.
- إن هذا لفخرٌ لمملكة روكو.
بعد أن انتهوا من النقاشات الهامة ، اطلع ليونارد على بقية اجزاء المتحف ، ولاحظ أشياءً كثيرة ، واستغرب كثرة الشموع ، وسأل أليكساندرا التي تقف خلفه بصوت خافت:
- أتتبع الماركيزة ديانة ما؟.
- كلا ، لمَ؟.
- لا تهتمي ، مجرد شكوك.
كانت كلما رأته أو سمعته تذكرت كلامه بالأمس ، وكانت تتوتر وتخجل منه ولا تضع عينيها في عينيه ، وبل فكرة أنه يحادثها كانت تهابها! ، و هي شاردة و تتأمل التحف القيمة ، نادتها امرأة كانت تعمل في المتحف وهي نببلة كما يبدو في متوسط العمر ، ممتلئة الخدين بنية الشعر والعينين قائلة:
- أأنتِ هي الآنسة أليكساندرا مورفي؟! ، يا ويحي سيدة السيف هنا! ، سررت بلقاءكِ حقاً!.
وقفت أليكساندرا في ذهول ، فقد شعرت بالشبه الكبير بينها وبين مربيتها ماري التي قضى عليها بيل بوحشية ، استعادت الكثير من الذكريات ، و بدا على عينيها حزن شديد ، وأجابت :
- نعم إنها أنا ، سررت بلقاءكِ..- اسمي هو ماريا ، وانا ابنة كونت .
وجمت أليكسا وزاد ذهولها ، الشكل والعمر والاسم؟ ، هل هذه الامرأة أتت لتلهب أشواقها وتعذبها؟ ، فكرت كثيراً ولم تجد تفسيراً سوى القرابة ، لكنها كانت مشوشة حقاً ، لمح ليونارد وضعها وناداها ، فأتته متثاقلة فسألها:
- أليكساندرا ما الذي يجري؟ ، أحدث شيء؟ ... أوتبكين؟!.
ذهل عندما رأى دموعها ، وسألها عن بكائها بتعصب ، كان مشوشاً من الصداع ، فقظ كانت هناك رائحة قوية لبنزين او شيء ما ، سأل عنهاوالفرسان وقالوا أنها من موقد في المبنى ، مسحت دموعها وقالت متنهدة بصوت مرتجف:
- كلا ، جلالتك ، أنا فقط قد تذكرت امرأة عزيزة علي ماتت منذ سنوات طوال.
- كيف ماتت؟.
- قتلها بيل.
- لا أعرف كيف أواسي ولكن لا تحزني ، هي بمكان أفضل منا الآن .
لم تجبه بعد حتى سمعت صراخ أحدهم قائلا:
- حريق! ، حريق!.
هرع الفرسان وإلتفت ليونارد مصعوقاً وقال:
- توقعت ذلك من تلك الشموع المتراصة ! ، إنها غير مريحة أبداً... أليكساندرا سارعي بالخروج !.
وماهي ثوانٍ حتى أحاطت ألسنة اللهب بكل مكان ، أشار ليونارد لأليكسا بالخروج ودخل ليخرج بقية الموجودين ، ولكن أليكسا قررت أن تخرج معه الناس فلا ذنب لهم ، ولن يرتاح لها ضمير ، كافحت وتأكدت من كل الغرف ووجهت كل من وجدته ، مست يدها مقبض باب حديديّ فلسع سعيره يدها ، و ثم بدأت بالسعال من قوة الدخان والرائحة المتفحمة ، وأحست بالداور فخرجت محاولة لإلتقاط نفس ، ووجدت الفرسان مازالوا يترددون على المبنى ويخرجون من وجدوا ووجدت ليونارد يفعل ما يفعل الفرسان فما لمحها حتى قال مصعوقاً قلقاً:
- لماذا لم تخرجي؟! ، أوتعصين الملك؟!.
لم تجبه من قوة السعال فطلب لها بعض الماء ، وبدا عليه الغضب الشديد وعلى عكسها كان صداعه قد خف حالما خرج من المكان ولكنه مازال متحسساً وبشدة ، كان الجميع موجوداً ، لم تفتح أليكسا عينيها حتى صرخت الماركيزة أوليفيا:
- يا ويلي! ، آريا! ، آريا!.. فلينقذها أحدٌ ما!.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Viễn tưởng"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...