- صدقني ، قد تجد كل شيء هنا.
نزلت من المكتب مسرعة ، فلحقها ، ووثب بسرعة ولم يكلفه هذا عناءً كالذي كلفها مع أنها أسرعت ، صعقت وتوجهت للمخرج... ولكن أوقفها غلين وإنحنى لليونارد وقال:
- جلالتك ، أتعيرنا حصاناً اليوم ؟، فالأميرة قد لوت كاحلها في خضم هذه الفوضى والركض صعب عليها.
جفلت أليكسا وقالت منكرة:
- كلا كلا كلا، لاشيء من هذا موجود !.
- أنتِ تعرجين يا أميرة.
- لويتِ كاحلك أيضاً أولا تخافين؟!.
-إنه...
أعطى أليكسا حصانه وغلين واحداً آخر، شعرت أليكسا بالرعب الشديد منه منذ أنه كان يغلي من الغضب ، وحتى يوم قابلته أول مرة لم تخف منه هكذا! ، كانت تضع عينيها على تصرفاته وتنتظر أن يهجم عليهم لكنه أخذ نفساً عميقاً وقال :
- أسرعوا أيها المجانين.
- حسناً حسناً.
شعرت بالإمتنان وبدأت في التحرك ولكن شدها صوتٌ عالٍ غاضب من الخلف :
-وفكري بعذر جيد وأنتِ في هيوا!!.
عادت أليكسا وأخذت حماماً وحاولت النوم كما لو أن شيئاً لم يكن ، لكنها عجزت بالطبع ، وفي روكو ، ذهب ليونارد إلى القصر الذي يبقى فيه قسورة وروزيكا ، وجد قسورة يقرأ كتاباً جالساً على مقعد في الحديقة الخلفية ، رمى نفسه على جانب المقعد الفارغ وقال مهتاجاً:
-لماذا يفعلون هذا بي؟!.. ، إذا كانوا يريدون البقاء هكذا دائماً فأنا أتمنى أن أصبح منديلاً! ،أعني أنهم بغاية الجنون والتهور ولا يقومون إلا بما يستفزني!!.
كان يتحدث بغضب وسرعة واستغرب قسورة هذا الكلام وقال:
- أخي، أشربت قهوتك اليوم؟.
- لا ، لمَ؟.
-تبدو كما لو أنك تتكلم الفارسية ، و من شدة العبوس ظهرت لديك تجاعيد فجأة ، مالذي فعلوه بك؟.
- أنا قلق ، بل الجميع قلق كما أظن ، والتي أخاف عليها متهورة لدرجة أعجز عن وصفها!.
- لا تقلق أحياناً تأتي الأشياء المزعجة سابقة للراحة ، قد نجد فرصة لإصلاح وفهم كل ما هو حولنا وأخيراً ، حتى إن روزيكا بدأت تتحسن وتبتسم يا أخي! ، إنه يومٌ حافل جداً ، لقد قابلت الماركيزة أوليفيا اليوم.
إنتفض ليونارد وقال:
- بجدية؟!.
-ماذا؟.
- روزيكا تبتسم؟ ، وأنت قابلت الماركيزة؟.
- تلك الماركيزة المشؤومة ... أتمنى أن ترحل.
- لمَ؟.
إنتفض قسورة قائلاً:
- ماذا أنسيت؟! ، إنها زوجة الكونت سوفييش وكذلك هي من نشرت عنك الشائعات الغريبة تلك!... كيف تنسى شيئاً كهذا؟! بل أنت قد خاطبتها باسمها عندما نعتتك بالشيطان!.
- هذه أول مرة أسمع فيها هذا الكلام!.
- إن ذاكرتك قوية فمالذي حل بك؟!.
- قسورة... أتدري؟ ، عندما تزداد الأمور غرابة كلما اقتربت من المنطق.
- سيصبح كل شيء بحالٍ أفضل ، أنا متيقن.
تنهد ليونارد وخلل أنامله في ناصيته الذهبية ثم وقف وقال:
- أود رؤية روزيكا.
- إنها مستيقظة الآن ، أولست تتجنب رؤيتها مستيقظة؟.
- لمَ هي مستيقظة الآن؟ ، إني أود رؤيتها حتى لو آلمني حالها فليس علي تجنبها.
- أخي...
حدث قسورة نفسه مستغرباً مدى ألم وتعب أخيه.
مضى ليونارد ورأى روزيكا تلك الأميرة الحسناء ذات التسعة عشر عاماً ، كانت حزينة وصامتة ولا تتذكر حتى اسمها ، بدأت هذه الحالة معها قبل ثلاثة سنوات وعجز ليونارد عن رؤيتها وهي مستيقظة ، لأن ذلك كان يوجعه جداً ، جربوا لها جميع أنواع العلاج من شتى بقاع الأرض ولم يفلح الأمر بل جهل الجميع علتها ولم يعلموا سبباً سوى الحزن .
وجدوها تجلس بهدوء عند الشرفة ، رأتهم فإبتسمت بصمت، قال ليونارد مبتسماً على مضض :
- روزيكا ، أُختاه ، تبدين أفضل مما كنتِ عليه ، آمل أن يستمر التحسن .
اقترب وجثا و قبّل ظهر يدها في شرود ، ليسمع صوتاً مرتجفاً إنتشله:
- أين... كُنت؟...
جفل الإثنان ، رفع رأسه ليرى أن روزيكا تبكي وبشدة ، تبكي بعد أن أعياها الحزن والخوف ، تبكي ولبكائها ألف علة لا يراها الجميع! .
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...