الفصل السادس والأربعون.

6 2 45
                                    

بدأت الخيوط تتشابك عند أليكسا ، وبدأت تشك، لكن اليد المرئية والملموسة هي بيل، ولا دليل يثبت صلته بالماركيزة! ، سألت اليكسا:

- أجربتِ سؤالها؟.

رفعت آريا كمها ، وبدت علامات الضرب على معصمها ، صعقت و تألمت أليكسا لذلك وقالت:
-لا أصدق ... أكانت دائماً هكذا؟.

- لقد زادت هذه المدة ، عندما رأيت الملك يوم حدث الفرسان والمناديل خشيت حقاً كون هذا الرجل هو عدوها!!... جيمان كذلك مملكة ذات قواعد امبراطورية حالها كحال روكو ولا أحد يستطيع التصدي لهم فما بالك بأمي!.

- أولا تخشين أن يبلغ هذا مسامع الملك؟ ، إنكِ تضعينني في موقف صعب ، الملك هو سيدي ولا استطيع التكتم عن شيء كهذا.

- فلتقوليها!.

توجست أليكسا وسألت منتفضة:
- ماذا؟.

- لن يمنحها إلا ما تستحق ! ، إذا كان عقابها سيوقفها ويريحها ، فأخبري الملك!.

حضنتها أليكسا بتوتر ، وكانت يدا آريا ترتجف في جزع ، والأخرى تحاول أن تهون عليها وتحضنها ، أصرت أليكسا على أن تبقى آريا لبعض الوقت وحاولت التخفيف عنها وعدم ذكر سيرة الملك ، كانت آريا مكتئبة حتى عادت ، وأليكسا تحاول كتم قلقها ، وتعرف آريا أشد المعرفة وعرفت ببساطة أن الوضع سيئ جداً.

بقيت في فراشها طيلة اليوم ، كانت مكتئبة مدلهمة الملامح ، عاجزة عن الذهاب لقلعة روكو كي تلقاه وتحكي له ، ولكن عزمت بأنها ستذهب غداً لتجده ، وبينما هي شاردة غربت الشمس ، و حل المساء حقاً ، أغلقت عينيها للحظة ، لتفتحها بعد أن سمعت صوت أمها ، رفعت رأسها جافلة فاصطدمت بها ، قالت هانا:
- كيف تقومين بشيء كهذا لي أولست أمك؟.

- آسفة حقاً يا أمي لقد كنت نصف نائمة!.

جلست هانا بجانبها وقالت:

- لا عليكِ ، اسمعي ، ما رأيكِ أن نتجول في المدينة قليلاً؟.

- أبي سيقتلنا لو فعلنا .

- ساي متفهم أكثر مما تتخيلين يا أليكسا.

-أنا حزينة جداً حيال أبي ، ذلك الكم الهائل من الشائعات شيء لا تستحقه الدوقية!.

- عن أي إشاعات تتكلمين؟... نصفها حقيقة يعلم عنها بالفعل.

رفعت رأسها وقالت في ذهول:

- ماذا؟.

تبسمت هانا وقالت:

- إرتاحي يا فتاة.

ذهبت هانا وأليكساندرا إلى المدينة ، وكان غلين يرافقهن ، كانت المدينة مغمورة بالحياة حتى في الليل ، كانت أليكساندرا تسحر دائماً بذلك  المظهر ، حاولت أن تقضي وقتاً جيداً ، وأن تفتح عينيها للحياة لكنها كانت منزعجة جداً وقلقة بخصوص كلام آريا ، وتمنت لو أنها ترى الملك الآن كي تخبره بكل شيء ، فقد وجب أخذ قرار ، والوقت ينساب كالرمال بين الأنامل ، فهل هذا الهم زائل؟.

تمتمت:
-وتختنِق للحظة ، وتسخطُ..
فكل ما يطرأ لحالك محبط..

وضعت هانا يدها على كتف أليكسا وحضنتها من الخلف وقالت:

- أهناك من تريدين رؤيته؟.

- لم أفهم.

- أهناك مشكلة كبيرة تحتاجين فيها لرؤيته عاجلاً؟.

- هناك والله ، ولكن كيف يمكنني الوصول إليه في خضم كل هذه المشاكل!.

- أنذهب إليه؟.

جفلت أليكسا وصرخت في فزع:
- أمي!، لا يجب علينا أن نقوم بهذا ، أتعنين بأنكِ أحضرتني إلى هنا لهذا؟.

- اهدأي كنت أمزح ، أعلم أن الوضع لا يعجبكِ ، وطبعاً لم أحضركِ لهنا عن قصد ولكن أولا يوجد شيء هنا يخرجكِ من كآبتك؟.

- أنا قلقة على آريا ، عندما تكون بخير سأصبح بحالٍ أفضل.

ضيقت هانا عينيه وأصبحت جادة نوعاً ما وقالت:

- وإذا لم تكن بخير؟ ، أخشى أنكِ ستغوصين في أحزانك خاصة أن أصدقائكِ كثر.

- آمل أن لا يحدث هذا..

- ضعي احتمالاً ، كل شيء وارد ... فكري في كلامي .

عادت أليكسا بعد أن هدأ قلبها ولكنها وجدت المزيد من الأفكار لتغوص فيها ، أغشي عليها من شدة التعب العقلي والنفسي ، ونامت مبكرة.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن