بعد بضعة أيام وفي يومٍ هادئ من الخريف ، تجلس أليكسا على مكتبها تتمعن في الوثائق والرسائل والشؤون التي عليهم تسوية أمورها ، ليقول الملك :- الحرب بدأت! ، والتجهيزات جارية ، بعد خمسة أيام سننطلق.
ليس كما لو أنها لم تكن تعلم ، لأنها كانت تستعد لترافقهم ، ولكنها جفلت وأحست بالخوف والقلق ، وكانت مستغربة أنها قلقة و خائفة ومنكرة لهذا الشعور ، و لكن ملامحها الباهتة زادت بهوتاً من الحيرة والتعب ، ولم يخطر ببالها سوى أن الملك ذاهب لتلك المحرقة ، ولم يأتي ببالها إلا مشهد الملك من الرواية الذي أصيب إصابة أضعفت صحته ، وقفت وسألته:
- أأنت ذاهب جلالتك؟ .
- حتماً أنا ذاهب.
استغرب من تساؤلها ، ونبرتها ، لتقترب من مكتبه قائلة:
- يا جلالة الملك ، أتثق بي؟.
-إذا لم أثق بكِ فبمن سأثق؟.
وبعد تردد قالت وهي متوترة:
- هناك خائن سيظهر في الجيش ، في الصفوف الخلفية بالضبط ، وأعتقد بأنه يستهدفك ولا هدف مهم في الجيش سواك ، ضع شخصاً تثق به هناك كي يحمي ظهرك.
وقف وقال منتفضاً:
- ماذا؟!... ولكن كيف علمتِ؟.
- لا استطيع اخبارك الآن ، أولم تقل بأنك تثق بي ؟ ، صدقني أرجوك.
- لكِ هذا .
ثم إنتفض وأردف:
- لكن عندما أعود ستخبرينني بكل شيء!.
- أعدك يا جلالة الملك.
عادت إلى مورفي ووجدت آريا صديقة الطفولة ووالدتها التي تسمى أوليفيا قد جئن لقضاء بعض الوقت بناءً على دعوة هانا ، كانت أوليفيا تبدو شاحبةً جداً ، وباهتة ، كان شعرها الأسود كعينيها ، يوحيان بالكثير من الإرهاق و الإنطفاء ، حاولت أليكسا أن تقضي وقتاً جيداً مع آريا ، وتفاجئت بوصول رسالة وهدية لطيفة من الأميرة فداء فأنعش وجودهن قلبها ، ولكنها كانت لا تزال واجمة قلقلة ، وعندما جنّها الليل _أي حل عليها _ لم تجد أي فكرة تجول برأسها سوى الملك ، و ماذا لو أصيب الملك ، وهكذا مضت الأيام الخمس ، ثقيلة وفظيعة.
وأخيراً ، الوقت الذي كانت تخشاه أتى!.
استيقظت فجراً ، ، غسلت وجهها ومسحته ونظرت للمرآة ورأت ذلك الكم من الذبول و لاحظت خسارتها للوزن ، إنها أيامٌ صعبة ، بالرغم من أن أكبر مخاوفها بيل لم يعد يخيفها ولا يهددها ، ولكن هناك شخصٌ آخر حياته مهددة ، وهذا الشخص فجأة جعلها في حالة القلق هذه ؛ ولكن فجأة ودون أي مقدمات ، دخل الدوق غرفتها ومعه خادمة ، أغلقت الخادمة النافذة بالقفل ، استغربت ولكنها تجاهلت ، قبل الدوق جبهتها ، وقال لها:
- سامحيني ولكن هذه أوامر الملك.
- ماذا تعني؟.
- لا تتحركي من موضعك.
وخرج مسرعاً خلف الخادمة وأقفل الباب! ، دفعت وخبطت مراتٍ عدة ، حاولت فتحه ولكن لا جدوى ، وكانت النافذة ذات مربعاتٍ تقسمها ولا تسمح لشخص بالمرور ولو كسر الزجاج ، خبطت ونادت مراتٍ عدة ، حتى تعبت من الخبط ، فجلست ، وبدأ الذعر ، طأطأت رأسها وبكت ، بكت بشدة ، وهي في حيرة من أمرها لمَ البكاء ، بغض النظر عن أي أمر ، بقيت تطرق الباب وعندما تتعب تتوقف ، حتى غربت الشمس ، وتأكدوا من أنهم ابتعدوا ، فتحت هانا الباب وحضنتها بصمت ، ولم تفعل أليكسا أي شيء فقد ذبلت ونشفت دموعها ، وبعد دقائق سألت:
- من الذي منعني ولمَ؟.
أجابت هانا بلطف:
- جلالة الملك ، قد لاحظ تعبكِ هذا وكون الخطر محدقاً عليكِ .
- أمي أنا سيف المملكة!.
- وهل يجب عليك القتال؟ ، إن السيف مجرد لقب ، وأنتِ تعملين كمستشارة الملك ، ولهذا إذا اختطفتِ فسيتزعزع أمن المملكة!.
- الأمر ليس إلى هذا الحد يا أمي ، فأنا لن أتكلم حتى أقتل ، وكما أني لست مجنونة كي أودي بحياة أحد حتى لو كلفت حياتي!.
-صراحة ، الملك لم يتحدث البتة عن هذا الأمر ، ولكن فكري فيه من هذه الناحية ، وأنظري إلى نفسك في المرآة ، أنتِ مرهقة! ، تحتاجين بعض الراحة حقاً يا ابنتي!.
- هذا ما يبدو أني سأفعله يا أمي ، ولكن كيف ألتقى أبي وجلالته؟.
- أتى الملك سراً إلى هنا ليلة البارحة .
إنتفضت أليكسا وقالت مصدومة:
- هنا؟ ، في مورفي؟.
- أجل ، يا بُنيتي.

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasi"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...