استغربت وسألت:
- لمَ ؟.
- حتماً كان سيخفي هويته!.
- لا أفهم شيئاً.
- هو النبيل الوحيد الذي رأى وتعرف على قسورة ، لكنه هاجمنا وحاول قتلنا فقتلته.
- والد آريا...
- لقد جن تماماً... ولا حالة تشبهه مثل حالة بيل.
- ماذا؟ ، ماذا يعني ذلك؟!.
- أن الأمر أوسع مما نتخيل.
قال ساي وهو آتٍ ، وجلس على الكرسي الثالث الذي يقع بين الإثنين ، قالت أليكسا:
- أهلاً يا أبي .
فأجاب ليونارد:
- ولكن نظراً لأن بيل كان يجيد أداب النبلاء فألا يعني ذلك أنه نبيل أُخفيت هويته؟.
سأل ساي:
- ولكن من هذا النبيل السري الذي قد نجهل عنه جميعاً؟.
أجابت أليكسا:
- حتماً لأنه لم يظهر للعالم الإجتماعي ، ولم يسجل في المستندات الرسمية .
فقال ساي:
- نظراً لما أخبرتني به يا ليونارد ، فغالب الظن أن الكونت سوفييش لديه ذلك الشعار على ظهره.
تنهد ليونارد وقال:
- لا يمكننا أن نعثر على شيء له الآن... حتى إن اسمه محذوف من النبلاء!.
- آمل أن يصبح كل شيء بحال أفضل.
عم الصمت للحظة ، ثم وقف ليونارد ووضع القلنسوة مغطياً لخيوط الذهب و عيونه المخيفة تزداد إخافة من تحت القلنسوة وقال:
- لن أكون متواجداً في القلعة ليومين أو أكثر .
سأل ساي:
- لمَ؟
- لدي مسألة أسويها في جيمان ، كذلك لدي بعض الأسئلة للجيمانيّ.
-وفقت...
وقف ساي ليتبع ليونارد ، وذهبا وهما يتحدثان بجدية تاركين أليكسا وحيدة .
- لقد تم نسياني هُنا ... أود لو أتبعهم لكن سأحظى بالمشاكل من وراء هذا فحسب.
لاحظت أليكسا علاقة والدها وليونارد الجيدة ، وتيقنت أن والدها يعلم شيئاً عن مشاعر ليونارد وإهتمامه... وبعد لحظات من الجلوس وهي تفكر ، نظرت إلى مكان جلوس ليونارد.
-كان جالساً هنا في حديقة مورفي... إنه كالحلم تماماً.
بعد ساعات حل السحر وكانت في فراشها تفكر في السيناريو الغريب الذي يمر بهم ، وخطوبة شقيقها التي ستتم قريباً ، وأحست بالسعادة لأن قصر كارسين والأميرة سيكون قريباً منهم وسترى فداء متى ما شائت! ، وتذكرت كيف استغربت أن ليونارد قتل شخصاً عندما كان صغيراً ، وتسائلت عن مدى الأذى الذي أصيب به بسبب ذاك الكونت ، وعن آريا وما أحوالها ، ثم جلست فجأة جافلة:
- نسيتُ أن اسئله عن قسورة!!.
في اليوم التالي كان لديها موعد لحضور حدث إجتماعي ، كانت قد سئمت كل تلك المشاكل لكنها تحتاج إلى حلها حتماً ، إرتدت فستاناً باللون البنفسجي والأبيض ، ورفعت شعرها و وضعت بعض المجوهرات الأنيقة ومضت ، وجدت الكثير من معارفها كالمعتاد ولم تكن هناك مشكلة غير القيل والقال ، فقد حضر الكثير من الناس حدث المنديل وسمعوا كلام الملك ، وقاموا بتضخيمه طبعاً . مثلاً:
- يبدو أن الجميع يعلم أن الملكة معروفة الهوية ، ولكن هل يمكن لقوة المناصب أن تحضر هذا؟.
-بالتفكير بأن الملك الذي لا يستجيب لأي أحد فجأة قبل منديلاً من آنسة ورفض البقية ، فهذا يعني أن هناك سراً.
- ربما تكون مسرحية سياسية مبتذلة .
كانت أليكساندرا تقف بجانب آريا ، سئمت تماماً من هذا الكم من الإزعاج ، تعمدت إيقاع سكينٍ على الأرض ، نظرت بإبتسامة تتظاهر البراءة وقالت:
- أوه يا ويحي لقد سقط مني السكين! ، إعذروني فقد تعبتُ من تدريبات المُبارزة ،إن أنصالي قوية ولكن ليس لدي مكان أستخدمه فيها.
قلق الحضور واستمر صمتهم ، وأردفت:
- لا أعتقد بأني سأستخدم السيف مجدداً منذ أن فرسان القلعة الملكية سيبذلون جهدهم طيلة اليوم لحمايتي.
تقدمت إحداهن ، والتي كانت تدعى جايا وسألت:
- أتعنين أن إشاعة إرتباطكِ بالملك صحيحة؟.
إلتفتت أليكسا إليها وتصنعت نظرة وشهقة منبهرة ، ولا أحد منبهر هنا سواها ،وقالت:
- أوتعنين أنكِ لا تعلمين عن خبر زواجنا القريب؟!.
ذهل جميع الحضور وبدأ الهمس ، فقررت أليكسا العودة إلى قصر مورفي بعد ساعة ، عادت مرهقة ، ومنذهلة من تصرفاتها البلهاء ، لاحظت إيلي وهي تمشط شعرها كيف أن أليكسا شاردة ومرهقة .
- يا أميرتي ، لقد بدوتُم كما لو كنتم قدّرتم لبعضكم!.
توردت أليكسا وسكتت ، لتتابع إيلي:
- تبدين مرهقة يا أميرتي ، أتمنى أن ترتاحي جيداً وتتوقفي عن السهر .
- سأحاول..
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
خيال (فانتازيا)"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...