الفصل الرابع والأربعون!.

9 2 60
                                    

استغربت وسألت:

- لمَ ؟.

- حتماً كان سيخفي هويته!.

- لا أفهم شيئاً.

- هو النبيل الوحيد الذي رأى وتعرف على قسورة ، لكنه هاجمنا وحاول قتلنا فقتلته.

- والد آريا...

- لقد جن تماماً... ولا حالة تشبهه مثل حالة بيل.

- ماذا؟ ، ماذا يعني ذلك؟!.

- أن الأمر أوسع مما نتخيل.

قال ساي وهو آتٍ ، وجلس على الكرسي الثالث الذي يقع بين الإثنين ، قالت أليكسا:

- أهلاً يا أبي .

فأجاب ليونارد:

- ولكن نظراً لأن بيل كان يجيد أداب النبلاء فألا يعني ذلك أنه نبيل أُخفيت هويته؟.

سأل ساي:

- ولكن من هذا النبيل السري الذي قد نجهل عنه جميعاً؟.

أجابت أليكسا:

- حتماً لأنه لم يظهر للعالم الإجتماعي ، ولم يسجل في المستندات الرسمية .

فقال ساي:

- نظراً لما أخبرتني به يا ليونارد ، فغالب الظن أن الكونت سوفييش لديه ذلك الشعار على ظهره.

تنهد ليونارد وقال:

- لا يمكننا أن نعثر على شيء له الآن... حتى إن اسمه محذوف من النبلاء!.

- آمل أن يصبح كل شيء بحال أفضل.

عم الصمت للحظة ، ثم وقف ليونارد ووضع القلنسوة مغطياً لخيوط الذهب و عيونه المخيفة تزداد إخافة من تحت القلنسوة وقال:

- لن أكون متواجداً في القلعة ليومين أو أكثر .

سأل ساي:

- لمَ؟

- لدي مسألة أسويها في جيمان ، كذلك لدي بعض الأسئلة للجيمانيّ.

-وفقت...

وقف ساي ليتبع ليونارد ، وذهبا وهما يتحدثان بجدية تاركين أليكسا وحيدة .

- لقد تم نسياني هُنا ... أود لو أتبعهم لكن سأحظى بالمشاكل من وراء هذا فحسب.

لاحظت أليكسا علاقة والدها وليونارد الجيدة ، وتيقنت أن والدها يعلم شيئاً عن مشاعر ليونارد وإهتمامه... وبعد لحظات من الجلوس وهي تفكر ، نظرت إلى مكان جلوس ليونارد.

-كان جالساً هنا في حديقة مورفي... إنه كالحلم تماماً.

بعد ساعات حل السحر وكانت في فراشها تفكر في السيناريو الغريب الذي يمر بهم ، وخطوبة شقيقها التي ستتم قريباً ، وأحست بالسعادة لأن قصر كارسين والأميرة سيكون قريباً منهم وسترى فداء متى ما شائت! ، وتذكرت كيف استغربت أن ليونارد قتل شخصاً عندما كان صغيراً ، وتسائلت عن مدى الأذى الذي أصيب به بسبب ذاك الكونت ، وعن آريا وما أحوالها ، ثم جلست فجأة  جافلة:

- نسيتُ أن اسئله عن قسورة!!.

في اليوم التالي كان لديها موعد لحضور حدث إجتماعي ، كانت قد سئمت كل تلك المشاكل لكنها تحتاج إلى حلها حتماً ، إرتدت فستاناً باللون البنفسجي والأبيض ، ورفعت شعرها و وضعت بعض المجوهرات الأنيقة ومضت ، وجدت الكثير من معارفها كالمعتاد ولم تكن هناك مشكلة غير القيل والقال ، فقد حضر الكثير من الناس حدث المنديل وسمعوا كلام الملك ، وقاموا بتضخيمه طبعاً . مثلاً:

- يبدو أن الجميع يعلم أن الملكة معروفة الهوية ، ولكن هل يمكن لقوة المناصب أن تحضر هذا؟.

-بالتفكير بأن الملك الذي لا يستجيب لأي أحد فجأة قبل منديلاً من آنسة ورفض البقية ، فهذا يعني أن هناك سراً.

- ربما تكون مسرحية سياسية مبتذلة .

كانت أليكساندرا تقف بجانب آريا ، سئمت تماماً من هذا الكم من الإزعاج ، تعمدت إيقاع سكينٍ على الأرض ، نظرت بإبتسامة تتظاهر البراءة وقالت:

- أوه يا ويحي لقد سقط مني السكين! ، إعذروني فقد تعبتُ من تدريبات المُبارزة ،إن أنصالي قوية ولكن ليس لدي مكان أستخدمه فيها.

قلق الحضور واستمر صمتهم ، وأردفت:

- لا أعتقد بأني سأستخدم السيف مجدداً منذ أن فرسان القلعة الملكية سيبذلون جهدهم طيلة اليوم لحمايتي.

تقدمت إحداهن ، والتي كانت تدعى جايا وسألت:

- أتعنين أن إشاعة إرتباطكِ بالملك صحيحة؟.

إلتفتت أليكسا إليها وتصنعت نظرة وشهقة منبهرة ، ولا أحد منبهر هنا سواها ،وقالت:

- أوتعنين أنكِ لا تعلمين عن خبر زواجنا القريب؟!.

ذهل جميع الحضور وبدأ الهمس ، فقررت أليكسا العودة إلى قصر مورفي بعد ساعة ، عادت مرهقة ، ومنذهلة من تصرفاتها البلهاء ، لاحظت إيلي وهي تمشط شعرها كيف أن أليكسا شاردة ومرهقة .

- يا أميرتي ، لقد بدوتُم كما لو كنتم قدّرتم لبعضكم!.

توردت أليكسا وسكتت ، لتتابع إيلي:

- تبدين مرهقة يا أميرتي ، أتمنى أن ترتاحي جيداً وتتوقفي عن السهر .

- سأحاول..

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن